صحة عامة

ما هو التنمر الإلكتروني

ما هو التنمر الإلكتروني

التنمر

يُعرَف التنمر بأنّه سلوك عدواني غير مرغوب فيه يظهر بين الأطفال في سنّ المدرسة، ويتضمن اختلالات في التوازن الحقيقي، والذي يتصوره الطفل عن القوة، وهذا السلوك إمّا أن يبدو متكرّرًا، أو يوجد احتمال لتكراره مع الوقت، وربما يعاني الأطفال الذين تعرّضوا للتنمر بالتخويف والتسلط عبر غيرهم لمشكلات خطيرة ودائمة. والتنمر يجب أن يبدو سلوكًا عدوانيًا، ويتضمن شرطين مهمين؛ وهما الاختلال في توازن القوة لدى المتنمر، بالإضافة إلى التكرار؛ فالأطفال المتنمرون يسعون لاستغلال قوتهم سواء أكانت البدنية أم قدرتهم على الوصول إلى معلومات محرجة عن الآخرين، أو شعبيتهم للسيطرة على الآخرين أو إيذائهم، وهذا الاختلال في التوازن متغيّر تبعًا للمواقف أو مع مرور الزمن، كما أنّ سلوكيات التنمر تحدث أكثر من مرّة، وإذا لم تتكرر فهناك احتمال لتكرارها في أوقات لاحقة. وينطوي سلوك التنمر على توجيه تهديدات، ونشر الشائعات عن الآخرين، إضافةً إلى الاعتداء عليهم إمّا جسديًا أو لفظيًا، واستبعاده لشخص بشكل متعمد عن مجموعة من الأشخاص.

التنمر الالكتروني

كيف يحدث التنمر عبر الإنترنت؟ هذا النوع من التنمر يحدث من خلال الأجهزة الرقميّة؛ مثل: الهواتف الذكيّة، وأجهزة الكمبيوتر، والأجهزة اللوحية الرقميّة، ويحدث هذا النوع من التنمر باستخدام خدمة الرسائل القصيرة، أو عن طريق الرسائل الفورية، ووسائل التواصل الاجتماعي، فمع انتشار وسائل التواصل والمنتديات الرقميّة أصبح من السهل على الغرباء مشاهدة التعليقات والصور والمشاركات الشخصيّة، وهذا نوع من المشاركات ينشأ سجلًا عامًا لدى الأفراد في نظرتهم عن الشخص المعني، ويُنظر إلى هذا السجل بأنّه سمعة للشخص على الإنترنت، والتنمر على الإنترنت لن يضرّ فقط بسمعة الشخص المتعرض للتنمر بل أيضًا بسمعة المتنمرين.

تُعدّ مشكلة التنمر على الإنترنت شائكة بعدّة نقاط؛ فهذا النوع من التنمر يتميز بالاستمرارّية؛ لأنّ الأجهزة الرقمية توفّر اتصالًا بشبكة الإنترنت على مدار الـ 24 ساعة؛ لذلك قد يصعب على الأطفال الذين يعانون من التسلط عبر الإنترنت العثور على الراحة، وأيضًا فإنّ معظم الرسائل المرسلة إلكترونيًا دائمة وعلنية إذا لم يُبلِغ الطرف المعني عنها ويحذفها، وقد تؤثر السمعة السلبيّة للشخص على الإنترنت في قبول الكليات والتوظيف ومجالات الحياة الأخرى.

في الآونة الأخيرة ازداد التنمر بين اليافعين والأطفال في سنّ ما قبل البلوغ بشكلٍ كبير؛ بسبب قضائهم وقتًا طويلًا على وسائل التواصل الاجتماعي، ويتضمن التنمر عبر الإنترنت إرسال رسائل بالبريد الالكتروني، أو إرسال رسائل فوريّة مهددة أو مؤذية، ونشر الشائعات عن الأشخاص المُتنمّر عليهم، إضافةً إلى نشر صور محرجة عنهم.

بحسب الخبراء فلا يشعر كلّ الطلاب بالضيق من تعرضهم لهذا النوع من التنمر، حيث الخبراء بيّنوا أنّ 38% فقط ممن تعرّضوا للتنمر على الإنترنت شعروا بالانزعاج والخوف، ووجد الباحثون أيضًا أنّ هذا النوع من المضايقات قد يوجد له تأثير خارج نطاق الإنترنت، فالشباب الذين يقعون ضحايا الإنترنت يعانون من مشكلات اجتماعية، إضافةً إلى احتمال وقوعهم ضحايا لإيذاء الآخرين. وتجدر الإشارة إلى أنّ تعرّضهم للإيذاء يزيد أيضًا من فرص تسلطهم شخصيًا عبر الإنترنت على أقرانهم، واكتشف أنّ 68 في المئة من ضحايا التسلط عبر الإنترنت تحدثوا عن تعرضهم للمضايقات إلى أصدقائهم وآبائهم.

نصائح لوقاية الأطفال من التنمر عبر الإنترنت

تُتبَع بعض النصائح لوقاية الأطفال من التنمر عبر الإنترنت وفق ما يأتي:

  • المشاركة، فمن أفضل الطرق للحفاظ على أمان الطفل على شبكة الإنترنت إبداء الاهتمام، فالأطفال في حاجة إلى الحب والرعاية على شبكة الإنترنت بقدر حاجتهم إليه في العالم الواقعي، وسيعتمد ما يتعرض له الطفل على كيفية استخدامهم للإنترنت.
  • إجراء محادثات مفيدة عن الأمان على الإنترنت، فالتحدث إلى الطفل عن اتخاذ خيارات إيجابية عند الإتصال بشبكة الإنترنت؛ فمثلًا: بإمكان الأبوين إفهام الأطفال أنّ الخيارات المتخذة على الإنترنت تعطي فكرة عمن هم الأشخاص، وأنّ هذه الخيارات ترسم صورة ذاتيّة لهم، ويجب نشر أي شيء دون تفكير، ويجب التحدث إلى الطفل عن مخاطر مشاركة أمور شخصيّة؛ مثل: تحديد مكان إقامته، والتحدث إليه عن خطورة مشاكرة المشاعر والأفكارالشخصيّة.
  • متابعة ما يفعله الطفل على الإنترنت، ذلك بالتحدث إليهم عما يفعلونه وعما يريدون فعله، وسؤالهم عن المواقع التي يزورونها، والأشخاص الذين يتحدثون معهم، وتوضيح الأشياء التي لا يودّ الوالدان لطفلهما أن يفعله على الإنترنت.
  • وضع قيود على استخدام التكنولوجيا، هذا يضمن الاستخدام بشكل صحي لها، فعندما يتمكّن الأطفال من الوصول إلى التكنولوجيا يبدو من الجيد وضع الحدود لهم لمنعهم من التعلق المفرط بالأجهزة الإلكترونيّة والهواتف الذكيّة لاحقًا، وهذا يشجّعهم على تطوير هوياتهم بشكل صحي بعيدًا عن العالم الرقمي، وبالتالي حمايتهم من خطر الاتصال المؤذي على الإنترنت الذي قد يتعرضون له مع تقدم أعمارهم.
  • البحث عن اللحظات المناسبة للتعليم، ومن الجيد أن يبدو الأبوان منفتحين في التعامل مع طفلهما، إذ بإمكانهم مناقشة قصص عن التنمر عبر الإنترنت، واختراق الخصوصيّة والأمور الأخرى، وبالإمكان الاستفادة من هذه اللحظات للحديث معهم عمّا هو مقبول وغير مقبول في مدة استخدام الإنترنت، وعن دور الآباء في مساعدة أبنائهم في حال تعرضهم لمشكلات على الإنترنت. وتجدر الإشارة إلى إمكانيّة تغيّر استجابة الطفل مع تقدم العمر؛ لذا من الجيد الاستمرار في هذا النوع من الحوارات.
السابق
العنف الأسري
التالي
ما الفرق بين متلازمة الحزن الشديد والاكتئاب؟

اترك تعليقاً