صحة عامة

العنف الأسري

العنف الأسري

العنف الأُسري

يمثّل العنف الأُسري (Domestic Violence) مشكلة عامة ومرضيّة ووطنيّة، ويشمل العديد من الانتهاكات للمعرضين له؛ مثل: العنف الجسدي أو العاطفي أو النفسي أو الجنسي أو الجسدي أو الاقتصادي، فهل يقتصر العنف الأُسري على فئات معينة من المجتمع؟ أم أن الجميع معرّضون لذلك؟ وهل هناك أعراض يستطيع الشخص التمييز من خلالها إذا كان الشخص قد تعرّض أو يتعرّض لتعنيف؟ وما الآثار التي يتركها التعنيف خاصة في الأطفال؟ وكيف يتعامل الشخص مع ضحايا العنف الأسري؟

ما الفئات الأكثر عُرضة للعُنف الأسري؟

تتعدّد الفئات الي تتعرض للتعنيف، وفي ما يأتي الفئات الاكثر عرضة له:

الأطفال: عرفت منظمة الصحة العالمية أنّ العنف ضد الأطفال يشمل كلّ أنواع الإساءة من سوء المعاملة والإهمال، والابتزاز العاطفي والجنسي، وأيّ أمور قد تلحق الضرر بالطفل، وتؤثر في نموه وشخصيته وكرامته، ومن أهمها الآتي:

    • الإهمال: يُعدّ من أكثر أنواع إساءة معاملة الأطفال شيوعًا، ويشمل عدم كفاية الطفل من ناحية التعليم والتغذية، وقلّة الإشراف على الطفل وتصرفاته، والإهمال بصحة الطفل ومظهرهِ الخارجي.
    • العنف الجسدي: الذي يشمل الضرب بكلّ أشكاله من حرق وعض واعتداءات جسدية أخرى.
    • العنف النفسي: ويتضمن الإساءة اللفظية للطفل أو إذلاله والتعامل معه بشكل سيئ، خاصة أمام الناس، وقد تؤدي هذه المعاملة إلى إصابة الطفل بمرض نفسي مستقبلًا.
    • الاعتداء الجنسي: يعني ذلك خضوع الطفل غير الناضج لأفعال جنسية لا يفهمها ولا يوافق عليها أو مشاركته فيها، وتُعدّ من الانتهاكات في حقه.
  • الشريك الحميم: يُعرَف العنف تجاه الشريك الحميم (Intimate partner violence) بأنّه أيّ سلوك داخل العلاقة الحميمة بين المتزوجين قد يسبب الأذى النفسي أو الجسدي أو الجنسي لأحد الطرفين.
  • كبار السن: إساءة معاملة المسنين (Elder abuse) تشمل الإهمال، والاعتداء النفسي والجسدي والمادي، والتعدي على كرامتهم.

آثار العنف الأسري في الأطفال

الأطفال الَذين يتعرّضون للعنف الأسري أكثر عرضة للعنف في علاقاتهم المستقبلية، وتُقسّم الآثار الناتجة من العنف الاُسري في الطفل وفق الآتي:

  • الآثار قصيرة المدى: قد يشعر الأطفال بالخوف والحذر الدائم من أفعالهم إذا كانوا يعيشون في بيئة تمارس التعنيف، ويوثر ذلك في ردود الفعل والتصرفات باختلاف مراحلهم العمرية، وتُقسّم وفق الآتي:
    • الأطفال خلال مرحلة ما قبل المدرسة: قد يؤثر العنف في شخصية الطفل فيشعر بخوف مستمر، وقد يؤدي الى العنف الذي يتعرض له الطفل إلى إصابته بالتّبول اللاإرادي، ومصّ الإبهام، والتلعثم والاختباء، والشعور بالقلق الشديد.
    • الأطفال في مرحلة المدرسة: يؤثر العنف المنزلي في الأطفال في هذه المرحلة، فيؤثر في احترامهم لأنفسهم، وقد يشعروا بأنّهم أقل من الأطفال الآخرين، ولديهم عدد أقل من الأصدقاء مقارنة بغيرهم، وقد يؤثر في جودة تعليمهم وتحصيلهم العلمي، ومن الجدير بالذّكر شعور هذه الفئة المعنّفة من الأطفال بأعراض تتكرر لديهم؛ كالصداع، وألم المعدة.
    • الأطفال في مرحلة البلوغ: قد يؤثر العنف في هذه المرحلة بشكل كبير في الطفل، ويؤدي الى تصادمه مع أفراد الأسرة، وتهرّبه من المدرسة، وقد ينحدروا إلى مستويات مقلقة وخطيرة؛ كتعاطي المخدرات وشرب الكحول، ممّا يؤدي الى دخولهم في معارك مع الآخرين، وقد يسلكوا طريق التنمر على الآخرين، وقد يقعون في بعض المشكلات التي تتصادم مع القانون، ويزيد احتمال إصابتهم بالاكتئاب.

الآثار على المدى البعيد: قد يؤدي العنف المقام ضد الأطفال إلى مشكلات كبيرة عندما يكبرون، ومن هذه المشكلات:

    • الإساءة إلى شريك المستقبل إذا كان الطفل كبر في بيت يسيئ فيه الوالدان بعضهما لبعض.
    • تعرّض الطفل المتعرض للعنف للابتزاز والاعتداء الجنسي أكثر من غيره.
    • التعرض للعنف مستقبلًا لإصابة الطفل بالخوف والأمراض العقلية والقلق والاكتئاب.
    • العنف يرفع من احتمال الإصابة بأمراض القلب ومرض السّكري والسّمنة.
    • انعدام الثقة بالنفس، وعدم احترام الذات.

أعراض العنف الأسري

قد يعاني الأشخاص الَذين يتعرضون للعنف أو تعرضوا له من بعض السلوكيات والأعراض التي تصبح ظاهرة عليهم، ومنها الآتي:

  • سرعة الانفعال والخوف المستمر والقلق.
  • الشعور باليأس والإحباط.
  • حالة توتر مستمرة قد تؤثر في القدرة على النوم.
  • الخوف من عدم القدرة على حماية النفس.
  • التعلق بذكريات الماضي السيئة المتعلقة بالعنف، وتكرار مرورها في ذهنه.
  • إصابة الشخص المتعرض للعنف بأعراض مرضية جسدية بسبب التوتر الدائم والقلق، ومنها الآتي:
    • صداع الجبهة.
    • اضطرابات الجهاز الهضمي.
    • ألم في الحوض والظهر.
    • ألم الأعضاء التناسلية.

لماذا قد يقبل الأشخاص العنف أحيانًا؟

قد لا يدرك الضحايا أحيانًا أنّ ما يعيشوه ليس طبيعيًا؛ بسبب تكرر نماذج كثيرة أمام أعينهم، فأصحبوا يعتقدون أنّ هذا الأمر عادي ومألوف. وفي أحيانٍ أُخرى قد يعلم الشخص أنّه وقع ضمن دائرة عنف، لكنه يختار البقاء لعدة أسباب؛ منها:

  • الخوف من الشعور بأذى وعدم الاستقرار بعد الرحيل.
  • اعتقادهم أنّ شركاءهم قد يتغيّرون.
  • جَلْدُهُم لذواتهم، والتفكير في أنّ سوء المعاملة هو وهم في رؤوسهم، وقد يبدو ذلك بسبب أخطاء يرتكبونها.
  • البقاء من أجل الأطفال (لو كان العنف بواسطة الزوج)، والخوف من ضياع مستقبلهم.
  • الخوف من الأهل ونظرة المجتمع.
  • عدم القدرة على الاستقرار المادي والخوف من عدم تأمين حياة الأسرة.

كيفية التعامل مع الأشخاص الَذين تعرضوا للعنف

قد يشعر بعض الأشخاص بالتقيّد بكلام معين إذا كانوا يتعاملون مع شخص مُتعرض لعنف أيًّا كان نوعه؛ ذلك بسبب خوفهم من أن يعبّروا بشكل خاطئ، لكن يجب ألّا يمنع هذا الشيء من التواصل معهم، بالعكس تمامًا فبمجرد الحديث معهم سيمنحهم هذا نوعًا من الراحة. ومن الطرق المتبعة في الحديث معهم الآتي:

  • اختيار وقت مناسب للحديث مع ضحايا العنف.
  • تخصيص وقت طويل للسماح لهم بالحديث لمدة أطول مع عدم مقاطعتهم.
  • محاولة فتح الموضوع مع الضحية بشكل غير مباشر.
  • عدم الإصرار على اكتشاف الموضوع اذا لم يرغب الشخص في الإفصاح عن ذلك.
  • المحافظة على سر الشخص وخصوصيته إذا أراد الكشف عن الأمر، وطمأنته بأنّ سرّه محفوظ.
  • عدم إعطاء أحكام أو نصح ومشورة، وإنّما محاولة الاستماع له.
  • إعطاء الضحية شعورًا بالتصديق وعدم محاولة تكذيبه.
  • تقديم دعم محدد بإعطائهِ كتيبات ونشرات توعوية لكيفية التخلص من هذا التعنيف، وإذا كان الأمر مُزريَا والاعتداء شديدًا تنبغي محاولة إرشاده إلى بعض الجمعيات التعاونية وبعض المستشاريين والمحامين.
السابق
لماذا يحدث اضطراب القلق العام؟
التالي
ما هو التنمر الإلكتروني

اترك تعليقاً