صحة عامة

كيف أتخلص من وسواس المرض؟

وسواس المرض

إنّ الحفاظ على الصحة والحصول على العلاج المناسب في الوقت المناسب والكشف المبكر عن بعض الأمراض عبر الأشخاص الذين لديهم خطر متزايد للإصابة بها أمر مهم ومرغب، لكن يوجد بعض الأشخاص يبالغون في ذلك، فهم يزورن الطبيب بشكل متكرر، ويجرون العديد من الفحوصات الطبية على الرغم من عدم حاجتهم إليها؛ لأنّهم يملكون اعتقادهم القوي بأنّهم يعانون من مرض خطير ومهدد للحياة، على الرغم من أنّه قد لا يعانون من أي أعراض أو في حال وجود الأعراض الطفيفة للغاية، وحتى إذا ذهبوا إلى الأطباء ولم يعثروا على أي أمراض فإنّهم لا يشعرون بالاطمئنان عمومًا، ويستمر قلقهم الهوسي، وهذا ما يُعرف بوسواس المرض (Illness Anxiety Disorder)، وتظهر العلامات الأولى لهذا الاضطراب في مرحلة البلوغ المبكرة والمتوسطة؛ أي من سنّ 25-35 سنة، لكن تظهر في أي عمر، وتضعف شدته لكن نادرًا ما يزول تمامًا.

كيف أتخلص من وسواس المرض؟

يركز علاج مريض وسواس المرض على تخفيف الأعراض وزيادة القدرة على تنفيذ الأنشطة اليومية، ويرتكز العلاج على العلاج النفسي، وتُضاف بعض الأدوية في حال كانت الأعراض شديدة، ذلك على النحو الآتي:

  • العلاج النفسي: أكثر علاجات وسواس المرض شيوعًا، خاصةً العلاج السلوكي المعرفي، إذ يبدو فعّالًا للغاية في علاج وسواس المرض؛ ذلك لأنّ المصاب يتعلّم مهارات تساعده في السيطرة على هذا الاضطراب، والعلاج السلوكي المعرفي يبدو فرديًا أو ضمن جماعات، وتتضمن فوائده ما يأتي:
    • تحديد مخاوف المصاب الصحية ومعتقداته.
    • تعلّم طرق مختلفة للتعامل مع أحاسيس الجسم من خلال تغيير طريقة التفكير.
    • رفع وعي المصاب بكيفية تأثير هذا الاضطراب في حياته اليومية وسلوكه.
    • تعلّم الاستجابة لأحاسيس الجسم وأعراضه بشكل مختلف.
    • تعلّم طرق مناسبة للتعامل مع التوتر والقلق.
    • تعلّم التوقف عن تجنب المواقف والأنشطة بسبب المشاعر الجسدية.
    • التركيز على تجنب فحص الجسم بحثًا عن علامات الأمراض والبحث بتكرار عن الطمأنينة في ما يتعلق بالصحة.
    • تعزيز الأداء في المنزل أو العمل أو المدرسة والبيئات الاجتماعية والعلاقات مع الآخرين.
    • التأكد أنّ المصاب لا يعاني من اضطرابات الصحة العقلية الأخرى؛ مثل: الاكتئاب أو الاضطراب ثنائي القطب.
  • الأدوية، إذا كانت أعراض الوسواس النفسي تخفّ مع العلاج النفسي فلا حاجة إلى إضافة الأدوية للمصاب عمومًا، لكنّ بعض الأشخاص لا يستجيبون للعلاج النفسي؛ لذلك فقد يوصي الطبيب باستخدام الأدوية، وتُستخدَم مضادات الاكتئاب؛ مثل: مثبطات امتصاص السيروتونين الانتقائية (SSRIs) لعلاج هذه الحالة، كما إذا كان الشخص يعاني من اضطراب في المزاج أو القلق إلى جانب وسواس المرض فقد تساعد هذه الأدوية في علاج المصابين بهذه الحالات أيضًا.

أعراض وسواس المرض

تتضمن أعراض وسواس المرض ما يأتي:

  • الخوف من الوظائف الطبيعية في الجسم، فبالنسبة للشخص المصاب بوسواس المرض قد تبدو وظائف الجسم الطبيعية؛ مثل: ضربات القلب والتعرق وحركات الأمعاء؛ كأعراض مرض أو حالة خطيرة.
  • الخوف من الأعراض الطفيفة، فقد يبدو لهم سيلان الأنف أو تورم الغدد الليمفاوية الطفيف أو قرحة صغيرة بمنزلة مشكلات خطيرة.
  • إجراء الفحوصات باستمرار، إذ يتميز الأشخاص المصابون بوسواس المرض بإجرائهم العديد من الفحوصات بانتظام بحثًا عن علامات الأمراض.
  • التحدث بانتظام عن المرض، فقد يستمر هؤلاء الأشخاص في التحدث بإفراط عن صحتهم.
  • زيارة الطبيب باستمرار، فهم يزورون الطبيب باستمرار.
  • القضاء الكثير من الوقت في البحث عبر الإنترنت عن أعراض الأمراض التي يشكّون فيها.
  • عدم الشعور بالراحة من نتائج الفحوصات، حتى لو كانت نتائج الفحوصات سلبية، وتدلّ على أنّهم أصحاء، فهم لا يشعرون بالراحة، بل في الواقع يزيد ذلك الأمر شدة، وتزداد مخاوف المصاب فلا يصدق أحد.
  • التجنب، فقد يتجنّبون الأشخاص والأماكن والأنشطة التي يعتقدون أنّها تُشكّل خطرًا على صحتهم.

عوامل خطر الإصابة بوسواس المرض

إنّ السبب الرئيس لحدوث وسواس المرض غير واضح، لكن توجد بعض العوامل التي تلعب دورًا في حدوثه، ومنها ما يأتي:

  • المعتقدات، إذ إنّ الاعتقاد بأنّ أحاسيس الجسم غير مريحة أو غير عادية قد يؤدي إلى إساءة تفسير أنّ كلّ أحاسيس الجسم خطيرة؛ لذلك يبدأ المصاب في البحث عن أدلة تؤكد أنّه مصاب بمرض خطير.
  • الأسرة، قد يبدو الشخص أكثر عرضة لوسواس المرض إذا كان الآباء قلقون كثيرًا بشأن صحتهم أو صحته.
  • الخبرة السابقة، إنّ المرور بتجربة مع مرض خطير في مرحلة الطفولة قد يولّد الخوف من المرض في المستقبل.

يبدأ وسواس المرض في مرحلة البلوغ وقد يزداد شدة مع تقدم السن، وفي كثير من الأحيان بالنسبة للأشخاص كبار السن قد يركّز القلق على الخوف من فقدان الذاكرة، وتوجد بعض العوامل التي قد تزيد من خطر الإصابة بوسواس المرض، ومنها ما يأتي:

  • التعرض لضغوطات حياة شديدة.
  • الشك في الإصابة بمرض خطير، لكن تبيّن أنّه ليس خطيرًا.
  • التعرض للإساءة خلال مرحلة الطفولة.
  • الإصابة بمرض خطير في الطفولة أو أنّ أحد الوالدين يعاني من مرض خطير.
  • بعض سمات الشخصية؛ مثل: وجود ميل إلى الشعور بـالقلق.
  • استخدام الإنترنت والمواقع الصحية بإفراط.

مضاعفات الإصابة بوسواس المرض

قد يؤدي وسواس المرض إلى حدوث مجموعة من المضاعفات، والتي قد تتضمن ما يأتي:

  • مشكلات في العلاقات أو الأسرة؛ لأنّ القلق المبالغ فيه يحبط الآخرين ويزعجهم.
  • مشكلات في الأداء المتعلقة بالعمل أو الغياب المتكرر عن العمل.
  • مشكلات الأداء في الحياة اليومية، فقد يؤدي هذا الاضطراب إلى إعاقة العديد من الأنشطة.
  • مشكلات مالية بسبب زيارات المتكرر للطبيب وإجرء كمّ هائل من الفحوصات الطبية.
  • الإصابة باضطراب نفسي آخر؛ مثل: اضطراب الأعراض الجسدية أو اضطرابات القلق الأخرى أو الاكتئاب أو اضطرابات الشخصية.

طرق تشخيص الإصابة بوسواس المرض

لتشخيص وسواس المرض سيسأل الطبيب المصاب عن الأعراض والتاريخ الطبي، كما سيُجري فحصًا بدنيًا للمصاب، وفي حال لم تظهر معه أي أمراض أو مشاكل فقد يبدأ الطبيبب الشك في إصابة الشخص بوسواس المرض، لكن قد يُنفّذ فحوصات إضافية، وإذا فشلت هذه الفحوصات في الوصول إلى نتيجة فقد يُشخِّص الطبيب المصاب باضطراب وسواس المرض إذا استوفى الشروط الآتية:

  • استمرار الخوف من المرض لمدة 6 أشهر على الأقل وعدم التحسن والشعور بالطمأنينة عند ظهور نتائج فحوصات سلبية.
  • عدم وجود اضطراب نفسي آخر يسبب هذا الخوف.

نصائح للوقاية من وسواس المرض

لسوء الحظ لا يوجد الكثير من المعلومات عن كيفية الوقاية من وسواس المرض، لكن قد تساعد بعض النصائح المنزلية في التخيفف من الحالة والتقليل من ظهور الأعراض، ومنها ما يأتي:

  • التخفيف من الضغط النفسي وممارسة تقنيات الاسترخاء، فقد تساعد السيطرة على الضغط النفسي في التقليل من القلق؛ مما يقلل من أعراض وسواس المرض.
  • ممارسة النشاط البدني، فقد تساعد الأنشطة البدنية المتدرجة في تهدئة الحالة المزاجية والتقليل من القلق، كما يحسّن ذلك من القدرة على أداء الوظائف البدنية.
  • المشاركة في الأنشطة الجماعية، إنّ الانخراط في الأنشطة الجماعية والعائلية يقدّم الدعم للمصاب.
  • تجنب الكحول والمواد المخدرة، فقد تؤدي إلى تفاقم الحالة وزيادة الأعراض، وفي حال كان الشخص يستهلك الكحول أو المواد المخدرة فتجب استشارة الطبيب لمساعدته في الإقلاع.
  • تجنب البحث عبر الإنترنت عن الأمراض المحتملة، فالحصول على كمّ هائل من المعلومات التي قد تبدو مرتبطة أو غير مرتبطة بحالة الشخص قد يسبب له القلق والارتباك، مما يزيد الحالة تدهورًا.
السابق
استرخاء العضلات التدريجي: طريقك للتخلص من التوتر!
التالي
ما المقصود بالذكاء العاطفي؟

اترك تعليقاً