ما هو الذكاء العاطفي؟
إحدى أهم المهارات الحياتية المطلوبة بشكل كبير في الشركات الكبرى وعلى الإنسان دائمًا أن يسعى لتطويرها هي الذكاء العاطفي.، فما الذكاء العاطفي؟ وما فوائده؟ وهل توجد إمكانية لتعليم الأطفال هذا النوع من الذكاء؟
الذكاء العاطفي (Emotional Intelligence) أو (EI) يعني قدرة الشخص على معرفة مشاعر الآخرين وفهمها وإدراك تأثيرها، وتسخير هذه المشاعر في التفكير وحل المشكلات وإدارة العواطف لتوجيه تفكير المرء وعمله للحصول على أفضل النتائج، وتتضمن إدراك الشخص لمشاعره ذاتها، بذلك يصبح الفرد قادرًا على تنظيم حياته على نحو أفضل وزيادة معرفته، إضافةً إلى أنّه مهم في مساعدة الفرد في امتلاك صفات القائد الجيد.
تحديد نسبة الذكاء العاطفي لدى الشخص
تتوفر اختبارات عديدة تحدد مستوى الذكاء العاطفي لدى الأشخاص، فهي تقيس القدرة على التعرف وإدارة المشاعر ومرونة التعامل والقدرة على اتخاذ القرارات. وتُقسّم اختبارات مستوى الذكاء العاطفي خمسة أقسام:
- اختبارات معتمدة على القدرة، والتي تقيس القدرة المعرفية، ومهارة حل المشكلات المعرفية والعاطفية.
- اختبار القدرة للذكاء العاطفي في مجالات التوظيف، وهو تقييم موضوعي ودقيق للذكاء العاطفي في حالات التوظيف.
- اختبارات معتمدة على سمة محددة، هذا النوع من الاختبارات مقياس للسلوك الذي قد يسلكه الشخص في مواقف معينة، وهو الأكثر استخدامًا.
- اختبارات معتمدة على السلوك، ويقيس مدى تكرار الشخص لسلوك أو فعل مبني على ذكائه العاطفي.
- اختبارات معتمدة على الكفاءة، يقيس كفاءة الذكاء العاطفي للفرد في مواجهة المستويات المتوقعة في العمل.
ما فوائد الذكاء العاطفي؟
إذا استطاع الشخص التحكم بعاطفته بذكاء فإنه يطوّر شخصيته ويتقدّم بها ويُنمّيها، ويساعد الذكاء العاطفي بشكل رئيس في:
- زيادة احترام الشخص لذاته وثقته بنفسه.
- تحسين العلاقات وحل الخلافات مع الآخرين.
- التعامل مع الضغوطات والقلق والتوتر بمهارة مميزة.
- تحسين ظروف العمل، واكتساب مهارات القيادة.
هل يمكن تعلم الذكاء العاطفي؟
يُعدّ الذكاء العاطفي من المهارات التي يمكن تعلمها، ويوجد العديد من الطرق التي تساعد في تعزيزه، خصوصًا للأطفال، من خلال الألعاب أو برامج التعلم الاجتماعي والعاطفي (SEL). ويمكن تدريس مهارات الذكاء العاطفي باستخدام مجموعة متنوعة من الأساليب؛ ومنها:
- تصميم دروس مستقلة بشكل إبداعي وجذاب لتعزيز المهارات العاطفية والاجتماعية للطلاب.
- دمج برامج التعلم الاجتماعي والعاطفي (SEL) بالمناهج الأكاديمية مع تطبيقها من خلال الممارسات التدريسية أثناء الدرس.
تعزيز الذكاء العاطفي عند الشخص
إنّ الذكاء العاطفي مهم للغاية في تسهيل النجاح، إذ يتعلم الشخص كيف يتعامل مع المواقف المختلفة والطارئة التي تحدث بشكل غير مُتوقّع، والذين يملكون سمات الذكاء العاطفي يتمتعون بحياة اجتماعية أفضل ومليئة بسعادة. وفي الآتي نصائح تساعد في ذلك:
- تدريب النفس على مراقبة المشاعر، وعدم تجاهلها، والتفكير في طرق للتعامل مع هذه المشاعر وتحديدها.
- الانتباه للتصرفات وطريقة التفكير في المواقف التي يمر بها الشخص عند الشعور بمشاعر معينة، وكيف يؤثر ذلك في اتخاذ القرارات.
- تطوير القدرة على تفهُّم المشاعر الخاصة بالشخص، وإعطاء نفسه المساحة والوقت الكافيين للتعامل معها بالطرق السليمة.
- التعاطف مع الآخرين ومشاعرهم، والتفكير في تأثير سلوكياته في الأخرين ومشاعرهم.
- تحسين السلوكيات الاجتماعية والتواصل مع الآخرين.
أنواع الذكاء العاطفي
توجد صفات محددة للأشخاص الأذكياء عاطفيًّا، فهم يستطيعون معرفة الرابط بين المشاعر وطريقة التصرف، ويحافظون على هدوئهم في المواقف الصعبة، ولديهم القدرة على التأثير في الآخرين، وتوجد خمس فئات للذكاء العاطفي:
- الوعي الذاتي (self-awareness): هو حجر الأساس في الذكاء العاطفي، ويعني القدرة على التعرف وفهم المشاعر الخاصة ومدى تأثيرها في الآخرين، والقدرة على ضبط التصرفات الناجمة منها، والثقة بالنفس عند اتخاذ القرارات.
- إدارة الذات (Self-regulation): أيّ القدرة على إدارة المشاعر والتصرفات والتحكم بها، واتخاذ التصرف المناسب في حالات التوتر والشدة، والقدرة على التكيف في مختلف الظروف والحالات، مما يساعد في التفكير قبل الكلام أو التصرف.
- الدافع أو التحفيز (Motivation): يعني تحفيز النفس لأي إنجاز يتطلب أهدافًا واضحةً وموقفًا إيجابيًا من خلال السعي المستمر لتحسين النفس والمبادرة والتفائل، خصوصًا في المواقف السلبية، فيعيد الشخص صياغتها بعبارات أكثر إيجابية، مما يساعده في تحقيق أهدافه.
- الوعي الاجتماعي (Empathy): والمقصود هنا التعاطف بمعنى إحساس مشاعرالآخرين وإدراكها وفهمها من خلال تحديد شعور الآخرين الحقيقي، ومشاركة الشعور. ويتميز الأشخاص ذوو الوعي الاجتماعي باللّطف والقدرة على توجيه النقد البنّاء.
- المهارات الاجتماعية (Social skills): تعني القدرة على التأثير في الآخرين وإدارة الخلافات بذكاء، فهؤلاء الأشخاص أكثر قدرة على مناقشة المشاعر والوضع العام وفهمها.
