صحة عامة

علاج نوبات الهلع والخوف

علاج نوبات الهلع والخوف

الهلع والخوف

الهلع والخوف من المشاعر الطبيعة في حياة الإنسان، وهما من المشاعر الشائعة التي يعاني منها كثير من الناس، ويحدث الهلع عندما يحس الإنسان بوجود تهديد على حياته أو سعادته ورفاهيته، وفي بعض الحالات يؤثر الخوف على الحياة اليومية، وذلك عندما يكون مستمرًا ومتزايدًا، وفي هذه الحالة يجب التوجه للطبيب النفسي لتلقي العلاج المناسب، والسبب وراء هذه المشاعر المزعجة هو ردود الفعل الخفية اتجاه بعض المحفزات كالضوضاء غير المتوقعة، وتختلف هذه المحفزات من شخص إلى آخر، وتختلف درجة تأثيرها على الشخص، وعامةً يشترك كثير من الناس بنفس المحفزات؛ مثل الخوف من الموت.

علاج نوبات الهلع والخوف نفسيًا

يعتمد علاج نوبات الهلع والخوف على درجة الحالة، والسبب وراء الهلع، فهناك حالات لا تستجيب للعلاج النفسي، وتحتاج علاجات دوائية تسيطر على الحالة، وغالبًا فإن نوبات الهلع والخوف تُعالج نفسيًا بالتعاون مع أخصائي الصحة النفسية، ومن العلاجات التي يعتمدها الطبيب النفسي:

  • المساعدة الذاتية: تختلف درجة نوبات الهلع والخوف من شخص إلى آخر، ولن يكون هذا النظام هو ذاته لجميع المرضى، حيث يحدد الطبيب إستراتيجية المساعدة الذاتية الخاصة بالمريض حسب حالته وسبب الخوف ودرجته، ويشمل نظام المساعدة الذاتية ما يأتي:
    • عمل جلسات التغلب على الخوف مع الأخصائي.
    • تغيير نمط حياة المريض لتغيير حالته؛ مثل القيام بتمارين منتظمة، وتناول وجبات صحية منتظمة، والحصول على قسط كافٍ من النوم، وتقليل أو تجنب تناول مشروبات الكافيين والمنشطات.
    • حضور جلسات مساعدة مع أطباء نفسيين.
    • اعتماد كل ما سبق في بعض الحالات.
  • العلاج السلوكي المعرفي: يساعد العلاج السلوكي المعرفي المريض من السيطرة على مخاوفه من خلال تغيير طريقة تفكير تدريجيًّا، ويعتمد العلاج السلوكي المعرفي على مدى الترابط بين الأفكار والسلوكيات والمشاعر، حيث يعتقد المرضى أن الشعور بالخوف هو خطر بحد ذاته، وهو ما ينتج عنه أفكار سلبية كثيرة تؤثر على الحياة اليومية، ولهذا يستغرق العلاج السلوكي المعرفي عدة جلسات لمواجهة هذا التفكير عند المرضى، والتغلب على الخوف تدريجيًا، فمثلًا إذا كان الشخص يعاني من نوبات هلع وخوف بسبب الأفاعي؛ يبدأ علاجه من خلال دفعه للقراءة عن الأفاعي، ومن ثم مشاهدة فيلم عنها، وفي آخر العلاج مشاهدة أفعى غير سامة عن قرب دون لمسها.

علاج نوبات الهلع والخوف دوائيًا

أغلب الأطباء يبدأون علاج مرضهام علاجًا نفسيًّا، ولكن في بعض الحالات يلجأ للعلاج الدوائي مثل حالات الرهاب والهلع القوية، وتوصف الأدوية على أساس العلاج على المدى القصير لعلاج آثار الرهاب مثل القلق، ويعتمد الأطباء إحدى الأنواع الآتية من الأدوية:

  • حاصرات البيتا: وتستعمل لعلاج أمراض القلب والأوعية الدموية، وارتفاع ضغط الدم، والحد من أعراض القلق والرهاب، وخفقان القلب الناتج من الخوف.
  • مضادات الاكتئاب: وتوصف هذه الأدوية للمساعدة في الحد من القلق، وفي العادة توصف مثبطات امتصاص السيروتونين الانتقائية (SSRIs) لعلاج القلق، والرهاب الاجتماعي، أو اضطراب الهلع، ولهذه الأدوية بعض الآثار الجانبية مثل الغثيان، والصداع، ومشكلات في النوم واضطراب في المعدة.
  • المهدئات: مثل البنزوديازيبينات، وهي أدوية مهدئة صغيرة وقصيرة الأجل، وتستخدم في حالات القلق الشديد.

أسباب الإصابة بنوبات الهلع والخوف

تبدأ ظهور نوبات الهلع منذ الطفولة المبكرة وسنوات المراهقة، إذ يندُر أنّ تظهر بعد سن الثلاثين، ويعتقد أنّ نوبات الهلع ناجمة عن تجارب الإجهاد، والمواقف المخيفة التي يتعرض لها الشخص في حياته، وفي المرحلة العمرية الواقعة بين 4-8 سنوات قد يعاني الشخص من نوبات هلع محددة، وعادةً ما ترتبط بتعرض الشخص لصدمة مؤلمة في بداية هذه السنوات، وعلى سبيل المثال قد يتعرض الطفل لرهاب الاحتجاز عند مروره بتجربة سيئة في مكان مغلق، مولدًا لديه هذا الرهاب، كما قد يرتبط خوف الأطفال برؤيتهم لحالات خوف من قبل أفراد العائلة، إذ إنّ الأم التي تعاني من خوف تجاه العناكب قد يتولد هذا الخوف لدى طفلها.

يعتقد الأطباء أنّ السبب الكامن وراء الرهاب المركب هو حصيلة مجموعة من العوامل كالعوامل الجينية، وكيميائية الدماغ، وتجارب الحياة، ولا يزال الأمر معقدًا بعض الشيء بالنسبة للقلق الاجتماعي ورهاب الخلاء -إحدى أنواع الهلع- ويحتاج المزيد من الدراسات لاكتشاف عن السبب الحقيقي ورائهما.

السابق
اضطراب احادي القطب
التالي
علاج مرض شيزوفرينيا

اترك تعليقاً