صحة عامة

اضطراب احادي القطب

اضطراب احادي القطب

اضطراب أحادي القطب

يعرف بأنّه من الاضطرابات التي صُنف في الترتيب 11 من بين 291 مرضًا مُسبِّبًا للموت المبكِّر وانخفاض جودة الحياة بنواحيها المختلفة، كما أنه مُنتشر بِنسبة كبيرة، فهو من أكثر الاضطرابات العقلية شيوعًا، فما المقصود بهذا الاضطراب؟

الاضطراب أحاديّ القُطب أو ما يُعرَف بالاضطراب الاكتئابي الشديد (Major Depressive Disorder) أو اختصارًا بالاكتئاب هو من أنواع الاضطرابات العقلية النفسيّة الشائِعة، يُسبّب شعور الشخص بالحُزن الشديد، ممّا يؤثر في نوعيّة حياته في كافة المجالات، كما قد يشعُر الشخص بفُقدان الاهتمام بالحياة، وصُعوبة الاستمتاع في الأنشطة اليوميّة، وهو من الاضطرابات التي قد لا يلجأ المُصاب بها إلى طلب العلاج، إلا أنّه وُجِد أنّ العلاجات النفسية والدوائية وغيرها من العلاجات تساعد كثيرًا على الحد من الأعراض.

تجدر الإشارة إلى أنّ هذا الاضطراب يختلف عن اضطراب ثنائي القطب، الذي يعاني فيه المُصاب من أعراض الاكتئاب، إلا أنّه تتخلّله أوقات من الهوس أو ارتفاع المزاج غير الطبيعي. وفي هذا المقال سنتحدث أكثر عن اضطراب أحادي القطب.

ما هي أعراض اضطراب أحادي القطب؟

يُسبب اضطراب أُحادي القُطب الأعراض الآتية:

  • مُواجهة مشكلات في التركيز.
  • الأفكار الانتِحارية أو مُحاولة الانتِحار.
  • التعب والإرهاق الدائِم.
  • اضطرابات في النوم.
  • فُقدان الوزن أو زيادته.
  • صُعوبة اتِخاذ القرارات.
  • الشعُور بالحُزن.
  • الشعُور بآلام في الجِسم، بما في ذلك اضطرابات المعدة والصداع.
  • فُقدّان الاهتمام والاستمتاع بالعديد من الهوايات والأنشطة.
  • الشعُور بالذنب وقلّة الثقة بالنفس.
  • التفكير السلبي والابتِعاد تدريجيًّا عند الأهل والأصدقاء.

ما الذي يسبب الإصابة باضطراب أحادي القطب؟

لا يوجد سبب واضح قد يُحدّد خطر الإصابة باضطراب أحادي القُطب، لكن توجد العديد من العوامل التي تزيد من خطر الإصابة، أهمُها ما يأتي:

  • العوامل الجينيّة.
  • اضطرابات في توازُن الهرمونات.
  • اختِلال في كيمياء الدّماغ يُسبّب عدم استقرار المزاج.
  • تعاطي المُخدّرات وشرب الكحول.
  • الإصابة بمرض مُعين، بما في ذلك السرطان أو قُصور الغُدّة الدّرقيّة.
  • تناول بعض أنواع الأدوية، مثل أدويّة المُنشِطات (Steroids).
  • العوامل الاجتماعيّة والاقتِصاديّة.

ما هي أنواع اضطراب أحادي القطب؟

يوجد العديد من أنواع الاضطرابات أُحاديّة القطب التي تؤثر في حياة الشخص في مجالات عدّة، من أهمّها هذه الأنواع:

  • الاكتِئاب غير النمطيّ (Catatonic depression): هو الاكتِئاب الذي يسبِّب اضطرابات حركيّةً، كالشلل أو الحركات اللا إرادية، بالإضافة إلى اضطرابات سلوكيّة، وهو من الأنواع التي قد تُسبب مُواجهة صُعوبات وإعاقات شديدة أثناء القيام بالأنشطة اليوميّة.
  • الاكتِئاب السوداويّ (Melancholic depression): هو من الأنواع الأكثر انتِشارًا، يُسبب الشعُور بالحُزن الشديد، كشعُور فُقدان شخص عزيز، وقد يُصاحب هذا النوع فُقدان في الوزن، وفقدان الرغبة بممارسة الأنشطة التي كان الشخص يستمتع بها.
  • اكتِئاب ما بعد الولادة: هو الاكتِئاب الذي يُصيب الأم بعد الولادة مُباشرةً بسبب اختِلال في توازُن الهُرمونات؛ وذلك نتيجة العديد من الأسباب، بما في ذلك ضغوطات تتعلّق بالطِفل وتربيته، والتغيّرات الجسمانيّة أثناء الحمل، وقد ثبت أنّ الآباء أيضًا قد يُعانون من اكتِئاب ما بعد الولادة.
  • الاكتئاب الذُهاني (Psychotic depression): هو الاكتِئاب الذي يحدث بِسبب التعرُّض لصدمة مُعينة أو غيرها من الأسباب، ويكون متزامنًا مع وجود بعض الأعراض، كالأوهام والهلوسات.
  • الاكتِئاب العاطِفيّ الموسميّ (SAD): هو الاضطراب الذي يحدث في الأغلب في فصل الشتاء؛ نظرًا لغِياب أشعة الشمس في هذا الفصِل، ويُمكن عِلاج هذا النوع من الاضطرابات من خِلال العِلاج بالضوء أو استِخدام الأدوية والعلاجات النفسية.

كيف يتم تشخيص اضطراب أحادي القطب؟

يتم تشخيص اضطراب أُحادي القُطب من خلال الإجراءات الآتية:

  • الفحص الجسديّ: من خِلال استِفسار الطبيب عن الصحّة العامّة للشخص؛ فقد ذُكر سابقًا أنّ اضطراب أُحادي القُطب قد يكون ناتِجًا عن حالة مرضيّة.
  • إجراء الفُحوصات: بما في ذلك فحص تعداد الدّم الكامل، أو فُحوصات وظائِف الغُدّة الدّرقيّة التي تُساعد في التأكُد من فعاليتها.
  • الفحص من قِبل طبيب نفسيّ: من خِلال الاستِفسار عن الأفكار السوداويّة والأعراض والمشاعِر السلبيّة، بالإضافة إلى سلوكيات المُصاب.
  • استِخدام الدليل التشخيصي والإحصائي الخامس (DSM-5): من قِبل اختصاصي الأمراض النفسيّة، وهو يُشير إلى الدّليل التشخيصيّ والإحصائيّ للاضطرابات النفسيّة ويُساعد في تشخيص المريض بالتفصيل، وهو منشور من قِبَل جمعيّة الطب النفسي الأمريكية.

كيف يمكن علاج اضطراب أحادي القطب؟

يتضمن عِلاج اضطراب أُحادي القُطب الآتي:

  • العِلاج بالأدوية: من أهم الأدويّة المُستخدّمة في عِلاج اضطراب أحاديّ القُطب والتي يجب أن يكون استخدامها تحت إشراف الطبيب فقط ما يأتي:
    • مثبطات امتصاص السيروتونين الانتقائية (SSRIs)، وهي الأدوية التي تُساعد في الحِفاظ على نسبة الناقل العصبي السيروتونين في الدّماغ، ممّا يُساعد على التخفيف من الأعراض، فالسيروتونين هو المادّة الكيميائيّة التي تساعد على تحسين المزاج وأنماط النوم، والأشخاص الذين يُعانون من اضطراب أُحاديّ القُطب قد تكون مُستويات السيروتونين لديهم منخفضةً، ومن أهم الأمثِلة على هذه الأدوية فلوكسيتين (Fluoxetine) وسيتالوبرام (Citalopram)‏.
    • مُضادّات الاكتِئاب الأخرى، بما في ذلك مُضادّات الاكتِئاب ثلاثية الحلقات (TCA)، ومضادات الاكتئاب غير النمطيّة التي لها العديد من الآثار الجانبيّة، مثل: الشعُور بالنعاس، أو زيادة الوزن.
  • العلاج النفسي: هو العِلاج الذي يتم من خِلال استِخدام أساليب العِلاج السلوكيّ المعرِفيّ أو العِلاج النفسيّ التفاعُليّ أو غيرهما من العلاجات التي تعتمد على التحدُّث مع المعالج النفسي؛ إذ إنّ هذه الأساليب قد تُساعد المريض في كافة المجالات، أهمُها:
    • تعلُّم كيفيّة وضع أهداف للمُستقبل.
    • تعلُّم طُرق للتعامُل مع المشكلات والمشاعِر السلبيّة.
    • الانخراط مع الآخرين وتكوين عِلاقات جديدة.
    • تحديد السلوكيّات السلبيّة واستبدالها بسلوكيات إيجابيّة.
    • التقليل من أعراض الاضطراب، بما في ذلك العصبيّة ومشاعر اليأس والحُزن.
    • تعلُّم التكيُّف مع أزمات الحياة والصُعوبات التي يُعاني منها الشخص.
    • القُدّرة على التحمُّل والتكيف مع الأزمة.
  • العِلاج بالصدّمات الكهرُبائيّة (ECT): هو العِلاج الذي يُستَخدم في الحالات الشديدة جدًّا.

ما هي مضاعفات اضطراب أحادي القطب؟

إنّ عدم عِلاج اضطراب أحادي القُطب قد يؤدي إلى حدوث العديد من المُضاعفات في كافّة مجالات الحياة، من أهمّها ما يأتي:

  • القلق واضطرابات الهلع.
  • إدمان الكُحول أو المُخدّرات.
  • زيادة الوزن أو الإصابة بالسُمنة، التي تزيد من خَطر الإصابة بأمراض خطيرة، بما في ذلك مرض السُكري أو أمراض القلب.
  • الرُهاب الاجتِماعي، أو العُزلة عن الآخرين.
  • الشعُور بالألم الدائِم.
  • الأفكار الانتِحاريّة.
  • إيذاء النفس.
  • مواجهة صُعوبة في العِلاقات في العمل أو المدرسة.
  • التعرُّض لخطر الوفاة المُبكرة بسبب الأمراض التي يُصاب بها الشخص.

التعافي وما بعد المرض

قد يُساعد الالتِزام بالعِلاج في التعافي المُبكر، وذلك من خلال تناول الأدوية في أوقاتها، وعدم تفويت أي من جلسات العِلاج الخاصّة مع الطبيب النفسيّ، ويجب الأخذ بعين الاعتبار أنّ الشخص قد يُعاني من الانتِكاسات، كالشعُور بالقلق والاكتئاب والحُزن، ويجب عليه في حال الشعُور بأي من هذه المشاعِر مُراجعة الطبيب فورًا.

السابق
متلازمة ستوكهولم
التالي
علاج نوبات الهلع والخوف

اترك تعليقاً