صحة عامة

علاج مرض شيزوفرينيا

علاج مرض شيزوفرينيا

مرض شيزوفرينيا

الشيزوفرينيا هو الاسم الطبي العلمي لمرض الفصام أو انفصام الشخصية، الذي هو اضطراب عقلي يتميز باختلالات عميقة في التفكير، مما يؤثر في اللغة والإدراك والشعور بالذات، وغالبًا ما يتضمّن تجارب ذُهانية؛ مثل: سماع أصوات، أو أوهام، وغالبًا ما تبدأ أعراضه بالظهور في سنّ البلوغ، ويميل الذكور إلى إظهارها في سن أصغر قليلًا من الإناث، ويستمر في معظم الحالات لمدى الحياة.

يتطور الاضطراب ببطء شديد بحيث لا يعلم الفرد أنّه قد مرّ به لعدة سنوات، ومع ذلك، يحدث فجأة ويتطور بسرعة في حالات أخرى، ويُعدّ من الأمراض النفسية قليلة الانتشار، إذ يُقدّر عدد الإصابات بـ 1 في المئة من البالغين كلهم حول العالم، وهو من الأمراض النفسية القابلة للعلاج، إذ تتوفّر العديد من العلاجات التي تساهم في تخفيف الأعراض رويدًا رويدًا وتحسين حياة المصاب.

علاج مرض الشيزوفرينيا

تتطلّب معظم حالات الشيزوفرينيا علاجًا يستمر مدى الحياة يساعد في تخفيف الأعراض، والسيطرة على الحالة المرضية، وتحسين حياة المريض، وقد يحتاج بعض المصابين إلى المكوث في المستشفى لمدة من الزمن لتلّقي العلاج والرعاية الطبية اللازمة، والشخص المسؤول عن توجيه العلاج طبيب نفسي متمرس في علاج هذا المرض، وقد يتكوّن الفريق العلاجي من اختصاصي علم النفس، واختصاصي اجتماعي، وطبيب نفسي؛ ذلك للسيطرة على الحالة بأعراضها جميعها، وضمان عدم تقدّم المرض، وتحسين الحالة، ومن ضمن العلاجات المستخدمة:

  • الأدوية، تُعدّ أهم علاج من الشيزوفرينيا، والأدوية المضادّة للذهان هي الأكثر شيوعًا من حيث الاستخدام، إذ إنّها تُسيطر على الأعراض بالتأثير في الناقل العصبي في الدماغ الدوبامين، والهدف منها السيطرة على الأعراض بأقل جرعة ممكنة، وعادةً ما تؤخذ بالتزامن مع أدوية أخرى؛ مثل: مضادات الاكتئاب والقلق، وقد يستغرق العلاج عدة أسابيع لملاحظة تراجع أوليّ في الأعراض. وتجدر الإشارة إلى أنّ معظم هذه الأدوية لها آثار جانبية عصبية شديدة تتضمّن إمكانية الإصابة باضطراب حركة شديد، لذا يجب تناولها تحت إشراف ومتابعة الطبيب المختص، والالتزام بتعليمات الطبيب، وعدم التقاعس عن تناولها أبدًا.
  • العلاجات النفسية الاجتماعية، بعد السيطرة على الحالة وتراجع الأعراض باستخدام الأدوية الطبية تبدأ مرحلة العلاجات النفسية والاجتماعية التي تشتمل على:
    • العلاج الفردي، يُنفّذ عن طريق جلسات خاصة مع المصاب لمساعدته في التعامل مع المرض وأعراضه وكيفية إدارته، وتحديد علامات الإنذار المبكر من الانتكاس، إضافة إلى تدريبات المهارات الاجتماعية التي تهدف إلى تحسين التواصل والتفاعل الاجتماعي وتعزيز القدرة على المشاركة في الأنشطة اليومية.
    • العلاج الأسري، الذي يُوفّر الدعم للعائلات التي تتعامل مع مرض الشيزوفرينيا، وتعليمهم كيفية تقبّله، وطريقة التعامل مع المصاب.
    • إعادة التأهيل المهني، لمساعدة المصابين، وإعدادهم لممارسة الوظائف، وإيجادها، والاستمرار فيها.
    • دخول المستشفى، قد تصبح الإقامة فيه ضرورية في أثناء الأزمات، أو أوقات حدوث الأعراض الشديدة؛ لضمان سلامة المصاب، والتغذية المناسبة، والنوم الكافي، والنظافة الشخصية الأساسية.
  • العلاج بالصدمة الكهربائية، تُستخدم هذه التقنية مع المصابين الذين لا يستجيبون للعلاج بالأدوية.

أنواع مرض الشيزوفرينيا

تختلف الأعراض بين المصابين؛ فقد يُعاني بعضهم من أعراض خفيفة يُسيطر عليها بسهولة، بينما يعاني آخرون من أعراض شديدة تحتاج إلى برامج علاج مكثّفة، وعلى هذا الأساس يُصنّف مرض الشيزوفرينيا أربعة أنواع رئيسة؛ هي:

  • انفصام الشخصية البارنويدي: حيث الأعراض مصحوبة بجنون العظمة، إضافة إلى التصرّفات الغريبة، وإظهار ردود الفعل غير الملائمة، واللامبالاة، وفقد المتعة في الحياة.
  • انفصام الشخصية الكتاتوني، هي الحالات التي يظهر فيها المصاب كأنّه مشلول، إذ يبقى صامتًا لمدة طويلة دون إظهار أيّ تعابير في الوجه، بالإضافة إلى امتناعه عن الأكل والشرب، وحتى الذهاب إلى الحمام.
  • انفصام الشخصية غير المتمايز، يتمثّل في وجود أعراض غامضة ومختلفة.
  • انفصام الشخصية الفصامي، الذي يعني وجود تفكير وهمي لدى المصاب، وظهور أعراض أخرى لمرض الشيزوفرينيا؛ مثل: الاكتئاب، والهوس، و الأرق.

أعراض مرض الشيزوفرينيا

تبدأ الأعراض بحدوث بعض التغييرات على المصاب؛ مثل: تغيّر التحصيل العلمي في المدرسة أو الجامعة، والانسحاب الاجتماعي، والميل إلى العزلة، وصعوبة التركيز، وتقلبات المزاج، وصعوبة النوم، وتبدأ هذه الأعراض بالتطوّر مع ظهور أخرى جديدة، ومن ضمنها:

  • الأوهام والمعتقدات الخاطئة والمختلطة، التي قد تأتي غريبة ولا تَمُتّ للواقع بصلة أحيانًا، فعلى سبيل المثال، قد يعتقد شخص مصاب بأوهام أنّ الناس يسمعون أفكاره، أو أنّهم الشيطان، أو يكرهونه ويتآمرون ضدّه.
  • الهلوسة التي تنطوي على الأحاسيس غير الحقيقية، وسماع الأصوات هو أكثر أنواعها شيوعًا لدى مرضى الشيزوفرينيا، وقد يعاني بعض المصابين من رؤية أشياء غير موجودة، أو شمّ رائحة كريهة غير حقيقية، والشعور بوجود أشياء غريبة على البشرة، بالرغم من ألّا شيء يلمس أجسامهم.
  • الجمود والتوقف عن التحدث، وقد يُثبّت المصاب جسمه في وضع واحد مدة طويلة جدًا.
  • فقد القدرة على التفكير بوضوح أو الاستجابة؛ مثل: التحدث بجمل لا معنى لها، أو استخدام كلمات غريبة، مما يجعل من الصعب على الشخص التواصل أو إجراء محادثة.
  • الانتقال بسرعة من فكرة إلى أخرى دون روابط واضحة أو منطقية بينهما.
  • التحرك ببطء، أو تكرار الحركات أو الإيماءات؛ مثل: السرعة، أو المشي في دوائر.
  • فقد القدرة على فهم المعلومات واستخدامها في اتخاذ القرارات.
  • الكتابة بشكل مفرط لكن دون معنى.
  • نسيان أو فقد الأشياء.
  • صعوبة فهم المشاهد والأصوات والمشاعر.
  • قلة العاطفة، أو برود المشاعر.
  • الانسحاب من تجمّعات الأسرة والأصدقاء والأنشطة الاجتماعية.
  • فقد المتعة أو الاهتمام بالحياة.

أسباب مرض الشيزوفرينيا

الأسباب الدقيقة الكامنة وراء الإصابة بهذا المرض ما تزال مجهولة، لكن تشير الأبحاث إلى أنّ مجموعة من العوامل الفيزيائية والجينية والنفسية والبيئية تجعل الشخص أكثر عرضة للإصابة بهذا المرض، ومن ضمن هذه العوامل:

  • العوامل الوراثية، تزيد فرصة الإصابة بالمرض في حال وجود إصابة سابقة في العائلة، ويُعتَقد أنّ العديد من الجينات المختلفة قد تزيد من خطر الإصابة به، لكن لا يوجد جين واحد مسؤول عن الإصابة بشكل مباشر.
  • تطوّر الدماغ، توجد اختلافات في أدمغة المصابين بمرض الشيزوفرينيا، وقد تأتي دقيقة في بنية أدمغتهم، وتجدر الإشارة إلى أنّها لا تظهر عند المصابين كلهم، وتحدث لدى الأشخاص الذين لا يعانون من أيّ مرض عقلي أو نفسي.
  • الناقلات العصبية، إذ يُرجّح وجود اختلالات في الناقلات العصبية، التي هي مواد كيميائية تحمل الرسائل بين خلايا المخ؛ ذلك لأنّ الأدوية التي تغيّر مستويات الناقلات العصبية في المخ معروفة بتخفيف بعض أعراض مرض الشيزوفرينيا، وقد أثبتت بعض الدراسات أنّ هذا المرض قد ينتج من تغير في مستوى ناقلين عصبيين؛ هما: الدوبامين، والسيروتونين.
  • انخفاض الوزن عند الولادة، أو الولادة المبكرة، أو نقص الأكسجين أثناء الولادة، أو سوء التغذية أثناء الحمل، فقد تؤثّر هذه الأحداث جميعها في نمو الدماغ.
  • الإجهاد والضغط العصبي، الناجم عن الأحداث السيئة التي يمر بها الفرد؛ مثل: موت أحد قريب، أو فقد وظيفة، أو التعرّض للاعتداء الجسدي أو الجنسي أو العاطفي، وتعاطي المخدرات.
  • العدوى، ومنها الفيروسات.

تشخيص مرض الشيزوفرينيا

ينطوي تشخيص الإصابة بالشيزوفرينيا على استبعاد غيرها من اضطرابات الصحتين النفسية والعقلية، وإثبات أنّ الأعراض ليست ناجمة عن تعاطي المخدرات، أو بعض الأنواع من الأدوية الطبية، أو حالة مرضية، ويُلجَأ إلى إجراء مجموعة من الفحوصات الطبية، ومن ضمنها:

  • الفحص البدني؛ الذي يتضمن تقييم العلامات كلها التي يعاني منها المصاب، واستبعاد أيّ أمراض عضوية أو نفسية أخرى.
  • الفحوصات المخبرية؛ التي تساعد في استبعاد الحالات ذات الأعراض المشابهة؛ مثل: فحوصات الكحول، والأدوية.
  • فحوصات التصوير بالأشعة؛ مثل: التصوير بالرنين المغناطيسي، أو التصوير المقطعي المحوسب، لفحص وجود أي مشاكل مرضية جسمية.
  • التقييم النفسي؛ الذي يتضمن فحص الطبيب أو اختصاصي الصحة العقلية لحالة الدماغ للمصاب عن طريق ملاحظة المظهر العام والسلوك الخارجي، والسؤال عن الأفكار، وتقلبات المزاج، والضلالات، والهلاوس، وتعاطي المخدرات، واحتمال اللجوء إلى العنف والانتحار، وغيرها من الأسئلة والاستفسارات التي تكشف عن سبب ظهور هذه الأعراض كلها.
  • دراسة التاريخ المرضي للمصاب، وتاريخ العائلة للأمراض الجسدية والنفسية.
السابق
علاج نوبات الهلع والخوف
التالي
ما علاج الوسواس النفسي

اترك تعليقاً