صحة عامة

صداع الاكتئاب النفسي

صداع الاكتئاب النفسي

كيف يمكن تمييز الصداع الذي يسببه الاكتئاب؟

غالبًا ما يُعاني المصاب بالاكتئاب من مجموعة متنوعة من الشكاوى التي يمكن تصنيفها على أنّها جسدية، وعاطفية، ونفسية، وتختلف درجات هذه الشكاوى تبعًا لدرجة الاكتئاب، والعوامل الصحية والنفسية الأخرى لدى المصاب، وغالبًا ما يكون الصداع أحد أكثر الشكاوى الجسدية لدى مرضى الاكتئاب، وبالرغم من أنّ الصداع يُعدّ من أكثر الآلام التي يمكن الشعور بها لدى جميع الأشخاص إلّا أنّ الصداع الذي يُسبّبه الاكتئاب غالبًا ما يكون حادًا وشديدًا وغريبًا، ومستمرًا، إذ يمكن أن يستمر لعدّة أسابيع أو حتى أشهر في بعض الحالات، ولا يستجيب لمعظم مسكنات الألم، وعادةً ما يُوصف هذا الصداع على أنّه ألم ثابت أو ضغط غير نابض، أو حتى تشنّج، يتوزع على شكل شريط حول الرأس، ويكون أسوأ بشكلٍ خاص في ساعات الصباح الباكر، وخلال المساء، كما لا يمكن تحديد أي سبب عضوي أو جسدي لهذا الصداع.

ما تأثير الاكتئاب على التشخيص المسبق بصداع نصفي؟

لوحظ إصابة العديد من الأشخاص المصابين بالاكتئاب بالصداع الشديد والمزمن، لا سيّما الصداع النصفي، ومع استمرار الدراسات والأبحاث العلمية والطبية، أثبتت هذه الدراسات وجود علاقة ثنائية وتبادلية ما بين الاكتئاب والصداع النصفي، فغالبًا ما يكون الأشخاص المصابون بالاكتئاب أكثر عُرضة للإصابة بالصداع النصفي، والأشخاص المصابون بالصداع النصفي هم أكثر عُرضة للإصابة بالاكتئاب بمرتين إلى ثلاث مرات من عامة الناس، كما أنّ الأشخاص الذين يُعانون من الصداع النصفي المزمن، الذي يستمر لمدّة 15 يومًا أو أكثر في الشهر، هم أكثر عُرضة للإصابة بالاكتئاب بمقدار الضعف عن الأشخاص الذين يعانون من الصداع النصفي العرضي، كما وجدت هذه الدراسات أنّ ما يُقارب 40٪ من المصابين بالصداع النصفي يُعانون أيضًا من الاكتئاب، نتيجةً لوجود أسس عصبية مشتركة في الدماغ للاكتئاب والصداع النصفي، والتي يمكن أن تتطور بسبب عوامل بيئية أو أسباب وراثية أو مزيج من الاثنين.

هل يوجد علاقة بين أدوية الاكتئاب والصداع؟

وجدت بعض الدراسات أنّ بعض مضادات الاكتئاب يمكن أن تتسبّب بمجموعة من الآثار الجانبية الجسدية، والصداع واحدًا من أكثر هذه الآثار الجانبية شيوعًا، وعلاوةً على ذلك فإن الأدوية التي تُستخدم لعلاج حالات الاكتئاب وحالات الصداع النصفي، كمثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية، يمكن أن ترفع مستويات مادة السيروتونين الكيميائية في الدماغ، والتي يمكن أن تتسبّب بحدوث متلازمة السيروتونين، التي تُسبّب التهيّج، وسرعة ضربات القلب، والصداع.

كيف يمكن التخفيف من صداع الاكتئاب؟

يوجد مجموعة من العلاجات التي يمكن اتباعها لتخفيف الصداع الناجم عن حالات الاكتئاب، والتي تتمثّل بالالتزام بالخطة العلاجية التي يصفها الطبيب لمعالجة حالة الاكتئاب، وما يُرافقها من أعراض أخرى، كالصداع، والتي يمكن أن تشمل ما يلي:

  • العلاجات الدوائية: والتي تشمل مضادات الاكتئاب، ومسكنات الألم، والأدوية الأخرى التي تهدف لمعالجة صداع الاكتئاب.
  • العلاج السلوكي المعرفي: يهدف العلاج السلوكي المعرفي لتدريب المصاب على كيكفة التعامل مع المشاعر والأحاسيس، والتوقعات التي تحدث في العقل بسبب الألم.
  • العلاج النفسي: الذي يهدف للسيطرة على الاستجابات وردود الفعل على المشاعر السلبية والألم الذي يشعر به مريض الالكتئاب.
  • العلاج بالاسترخاء: الذي يتضمّن جلسات استرخاء، تهدف لتغيير استجابة الجسم لهرمون الستيرويد، بطريقة تسمح للجسم بإصلاح نفسه، وتغيير الطريقة التي يشعر بها المريض بالألم.
  • العلاج التكميلي: والذي قد يشمل الوخز بالإبر، واليوجا، والتدليك، والعلاج بالتنويم المغناطيسي.
  • العلاجات المنزلية: والتي تشمل:
    • الحصول على قسط كافٍ من الراحة، وساعات جيدة من النوم ليلاً كل ليلة.
    • المحافظة على جدول نوم منتظم طوال الأسبوع.
    • تناول وجبات غذائية صحية ومنتظمة.
    • الحركة والنشاط، وممارسة الرياضة.
    • طلب الدعم والمشاركة من العائلة أو الأصدقاء.
    • تجنّب تناول المشروبات الكحولية، التي يمكن أن تتسبّب بتفاقم أعراض الاكتئاب.

نصائح تساعد على التخفيف من احتمالية الصداع الناتج عن الاكتئاب

لا شك أنّ معظم حالات الصداع الناجم عن الاكتئاب يحتاج إلى تناول الأدوية الموصوفة طبيًا؛ لتخفيف الألم، إلّا أنّ إجراء بعض التعديلات على نمط الحياة يمكن أن يُساعد في قطع شوطًا طويلاً في علاج الاكتئاب الأساسي الذي قد يساهم في الصداع، لذلك يُنصح باتباع الإجراءات التالية، التي قد تُفيد في تخفيف أعراض الاكتئاب، والصداع الناجم عنه:

  • النظام الغذائي: يمكن أن يُساعد اتباع نظام غذائي صحي ومتوازن، والمعتمد على الأطعمة الطبيعية والصحية في تغذية العقل، وتحسين الحالة النفسية المزاج العام للمريض.
  • التمارين الرياضية: بالرغم من صعوبة ممارسة التمارين الرياضية خلال نوبات الصداع، إلّا أنّ التدريبات الرياضية المنتظمة بين نوبات الصداع الشديدة يمكن أن تُساعد في زيادة معدّل ضخ الأكسجين في جميع أنحاء الجسم، وبالتالي يمكن أن تُساعد في تقليل عدد حدوث نوبات الصداع، أو شدّتها.
  • تقليل التوتر: يُنصح بإدارة الإجهاد النفسي، والابتعاد عن مصادر القلقل والتوتر، للمحافظة على صحة نفسية سليمة، وتقليل أعراض الاكتئاب.
  • النشاط الاجتماعي: يلعب النشاط الاجتماعي دورًا مهمًا في معالجة العديد من حالات الاكتئاب، وبالتالي معالجة نوبات الصداع الناتجة عن الاكتئاب.
  • تقليل مسكنات الألم: بالرغم من حاجة المصاب بصداع الاكتئاب إلى تناول الأدوية المسكنة للألم التي تُصرف دون وصفة طبية؛ لتخفيف الصداع، إلّا أنّه يُنصح بتقليل تناول هذه الأدوية، التي يمكن أن تؤدي إلى الإصابة بصداع ارتدادي، يحدث عند اعتياد الجسم على مسكنات الألم، وغالبًا ما يكون الصداع الارتدادي أكثر حدة من صداع الاكتئاب.

متى يجب مراجعة الطبيب؟

لا بدّ لمريض الاكتئاب الالتزام بالمراجعات الدورية مع الطبيب المختّص؛ للسيطرة على أعراض الاكتئاب، ومعالجة الحالة، ولكن فيما يتعلّق بالصداع الذي يُصاب به مريض الاكتئاب، يًنصح بمراجعة الطبيب في الحالات التالية:

  • الإصابة بالصداع اليومي، أو نوبات متكررة من الصداع خلال الأسبوع.
  • استمرار الصداع لمدّة أسبوعين أو أكثر.
  • ظهور أعراض مصاحبة للصداع، كالأفكار السلبية، أو أفكار إيذاء النفس، أو إيذاء شخص آخر.
  • تفاقم أعراض الصداع، وأعراض الاكتئاب الأخرى مع مرور الوقت.
  • عدم استجابة الصداع لمسكنات الألم، والأدوية التي تُصرف بدون وصفة طبية.
  • تداخل الصداع وتأثيره على ممارسة الأنشطة اليومية.
السابق
ادوية نوبات الهلع
التالي
اسباب القلق

اترك تعليقاً