صحة عامة

دواء القلق

دواء القلق

القلق

يُعرَف القلق بأنّه حالة فسيولوجية تخلق شعورًا مزعجًا مرتبطًا بعدم الارتياح لشيء غير معروف؛ مثل: القلق من المستقبل، التي تؤثر في الشخص إيجابيًا، فقد يساعده في التَّعامل مع الأوضاع الصّعبة التي قد يمرّ بها بدفعه لمواجهة هذه الأحداث وتخطّيها، إذ يخلق نوعًا من التوتر الطبيعي، الذي يستمر لمدة معينة فقط، لكن عندما يتحوّل القلق إلى حالة مزمنة لدى الأفراد يصعب التحكم بها، وقد تُؤثر في الحياة اليومية للشخص، وتتحول هذه الحالة من قلق طبيعي إلى اضطرابات القلق، التي تحتاج مراجعة للطبيب الاختصاصي. ويختلف القلق عن الخوف، فالشعور بالقلق يحدث بسبب شيء غير معلوم، أمّا الخوف يحدث نتيجة التعرض لخطر فوري ومعروف للشخص.

دواء القلق

يجرى علاج أعراض القلق باستخدام عدّة أصناف من الأدوية، إذ تُعالَج اضطرابات القلق بالفئات الدّوائية الرّئيسة الآتية:

  • مُثبِّطات استرداد السيروتونين الانتقائية: تُوصَف هذه الأدوية للمُصابين باضطراب الوسواس القهري والقلق، بالرّغم من أنّها أدوية مضادّةٌ للاكتئاب، وقد ورد في إحدى المقالات أنّ الأطباء يصفونها بمنزلة أدوية أولى لعلاج القلق، ويتَّضح عملها من خلال إيقاف إعادة امتصاص السيروتونين عبر الخلايا العصبية الدماغية، إذ إنّه يؤدي دورًا مهمًا في التحكُّم بالمزاج، وعادةً ما تستخدم هذه الأدوية لمدّة 12 شهرًا، ثم تُقلَّل الجرعة الدوائية بصورة تدريجيٍّة، وتمتاز هذه الأدوية بأنّها لا تسبِّب الاعتياد والإدمان، ويُذكَر أنّ تأثيرها يظهر بين أسبوعين إلى 6 أسابيع، رغم ذلك لم تظهر فاعليتها لدى المصابين كلّهم، ويصنَّف دواء سيتالوبرام، وفلوكستين، وسيرترالين، وفلوفوكسامين، والباروكستين، ضمن هذه الأدوية.
  • مُثبِّطات استرداد السيروتونين – نورإيبينفرين: تُصنَّف من مضادات الاكتئاب المستخدمة في علاج حالات الاكتئاب والقلق، وقد تستخدم لعلاج عدة حالات من الألم المُزمن، ويتَّضح عملها من خلال تقليل إعادة امتصاص السيروتونين والنورإيبينفرين في الدّماغ، وقد يتطلب ظهور تأثيرها تناولها بضعة أسابيع، ويُصنَّف دواء فينلافاكسين، ودولوكستين ضمن هذه الأدوية.
  • مُضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات: هذه الأدوية الصّنف الأقدم من مُضادات الاكتئاب التي قد تظهر فاعليتها في علاج القلق والاكتئاب، ورغم ذلك فإنّها غالبًا ما تُستبدَل بها مُثبِّطات استرداد السّيروتونين الانتقائية؛ لأنّها تسبَّب حدوث القليل من التأثيرات الجانبية، لكنّها أيضًا قد تفيد بعض المصابين في حال عدم قدرة الأدوية الأخرى على تخفيف الأعراض، ويُصنَّف دواء أميتريبتيلين، ونورتريبتيلين، وإيميبرامين ضمن هذه الأدوية.
  • البنزوديازيبينات: تُعدّ من أنواع الأدوية المُسكِّنة والمُهدِّئة التي تقلِّل أعراض القلق الجسدية؛ كشدّ العضلات، كما أنّها تحفِّز الاسترخاء ويظهر تأثيرها خلال عدّة دقائق، ورغم ذلك، فإنّها نادرًا ما تُوصَف للمُصابين؛ لأنّها قد تؤدّي إلى الإدمان إلى جانب تناقص فاعليتها مع مرور الزمن، لذا يُوصَى بعدم وصفها لأكثر من شهر، ويُذكَر أنّ بعض المُصابين قد يتناولونها برفقة مُثبِّطات استرداد السيروتونين الانتقائية لعدّة أسابيع إلى أن يظهر تأثيرها، ويجرى تناولها بهدف التحكُّم بالقلق قصير الأجل؛ فمثلًا: تؤخذ قبل رحلة الطّيران في حال الخوف من الطّيران، ويُصنَّف دواء ألبرازولام، ولورازيبام، وديازيبام، وكلورديازيبوكسيد ضمن هذه الأدوية.

كما توجد عدّة أنواع من أدوية القلق تبعًا للاختلافات الفردية، ورغم أنّها لا تعالج القلق، غير أنّها تستخدم لمعالجة أعراضه حتّى يشعر المُصاب بحالٍ أفضل، وحتى يستطيع أداء أعماله، ومن الأدوية الأخرى المختبرة مع الطبيب من أجل الوصول إلى العلاج الملائم ما يأتي:

  • دواء بوسبيرون: يستخدم لحالات اضطرابات القلق المُزمنة طويلة الأجل، بالإضافة إلى حالات القلق قصيرة الأجل، ويُعتقَد أنّه يؤثّر في المواد الكيميائية الدِّماغية التي تتحكّم بالمزاج، ورغم ذلك، فإنّ آلية عمله غير مفهومة كليًا، كما يتطلّب ظهور فاعليّته تناوله لبضعة أسابيع، وقد يؤدّي إلى بعض التّأثيرات الجانبية؛ كالغثيان، والدُّوار، والصّداع.
  • حاصرات بيتا: تستخدم لعلاج مشكلات القلب غالبًا، كما تستخدم للمساهمة في تخفيف أعراض القلق الجسدية، خاصّةً تلك النّاتجة من اضطراب القلق الاجتماعي، لكنّها تستخدم بصورة غير مُصدَّق عليها؛ فمثلًا: قد يُوصَف دواء بروبرانولول للمساهمة في تخفيف أعراض القلق في حالات التوتر العصيبة؛ كإلقاء خطاب، أو الوجود في حفلة.
  • مُثبِّطات أوكسيديز أحادية الأمين: تُستخدم لعلاج حالات الرّهاب الاجتماعي واضطراب الهلع، ويتَّضح عملها من خلال زيادة كمية بعض النواقل العصبية التي تتحكّم بالمزاج، وتُعدّ من الأدوية القديمة المؤدّية إلى الكثير من التأثيرات الجانبية، كما يستلزم تناولها الالتزام ببعض القيود؛ كعدم تناول بعض الأدوية أو الأطعمة معها؛ لأنّ ذلك قد يسبَّب الزّيادة الخطيرة في ضغط الدّم، إلى جانب بعض التّأثيرات الخطيرة، ويُصنَّف دواء فينيلزين، وترانيلسيبرومين، وسيليجيلين ضمن هذه الأدوية.

علاج القلق طبيعيًا

تساعد كثيرًا الممارسات اليومية في التأثير في الشعور بالقلق؛ مثل: تغير بعض أنماط الحياة، وممارسة الأنشطة الصحية، ومن الممارسات الأخرى التي تساعد في علاج القلق ما يأتي:

  • أخذ قسط جيد من النوم.
  • ممارسة التأمل أو اليوغا.
  • ممارسة الرياضة.
  • تناول الأطعمة الصحية.
  • الابتعاد عن شرب الكحول، والكافيين.
  • الابتعاد عن التدخين.

أنواع اضطرابات القلق

تضمّ اضطرابات القلق العديد من الأنواع، ومنها ما يأتي:

  • اضطراب الهلع: تحدث نتيجة شعور الشخص بوجود تهديد حوله، الذي يتسبب في تعرّضه للتعرق الشديد، والشعور بألم في الصدر، وزيادة خفقان القلب، ممّا قد يُؤدي في بعض الأحيان إلى شعور الشخص بتعرّضه لنوبة قلبية.
  • اضطراب القلق الاجتماعي: الذي يُعرف أيضًا بالرهاب الاجتماعي، ويحدث نتيجة توتر الشخص من ممارسة الحياة اليومية حول أفراد المجتمع؛ مثل: القلق من الحرج، أو السخرية، أو الحكم عليه بطريقة ما.
  • رهاب معين: تحدث نتيجة الخوف من كائن معين، أو شيء معين؛ مثل: الطيران، والأماكن المرتفعة، والمصاعد.
  • اضطراب القلق العام: بسبب القلق من شيء غير معروف، وغير منطقي وواقعي، وقد يحدث دون سبب معين.

أعراض القلق

من علامات وأعراض القلق ما يأتي:

  • الشعور بالتوتر، وعدم الراحة.
  • الشعور بوجود خطر قريب، أو الذعر.
  • زيادة معدل ضربات القلب.
  • التنفس السريع.
  • التعرق الشديد، والارتجاف.
  • صعوبة التركيز، أو التفكير بأيّ شيء آخر غير القلق.
  • صعوبة واضطراب في النوم.
  • احتمال معاناة الشخص من مشكلات في الجهاز الهضمي.
  • صعوبة في السيطرة على القلق.

محفّزات القلق

يوجد العديد من الأمور اليومية التي تحفز الشعور بالقلق عند الشخص، ومن هذه المحفّزات ما يأتي:

  • مشكلات مرضية: هي من أقوى المحفّزات التي تبعث الشعور بالقلق عند الشخص، خاصّةً إذا ما كان يعاني من مرض مزمن أو من السرطان، لكن يوقف الشعور بالقلق بالذهاب إلى الطبيب دوريًا، كذلك يذهب الشخص إلى الطبيب النفسي للتعلم الطرق التي تساعد في كيفية السيطرة على الشّعور بالقلق.
  • تناول بعض الأدوية: من الآثار الجانبية في بعض الأدوية تحفيز الشعور بالقلق وعدم الراحة؛ كأدوية منع الحمل، وبعض أدوية السّعال والاحتقان، وأدوية فقدان الوزن؛ إذ يُخفّف من الأعراض بالتحدث إلى الطبيب المختص للبحث عن بديل ليس له التأثير نفسه.
  • الكافيين: إنّ العديد من الأشخاص يشربون القهوة صباحًا؛ لأنّها تساعد في إمدادهم بالطاقة والنشاط، لكن تأثيرها على العكس تمامًا؛ إذ أجريت دراسة عام 2010، على عدد من الأشخاص الذين يتناولون كافيين صباحًا، ولوحظ أنّ تأثير الكافيين يزيد من تحفيز اضطرابات القلق للفرد، واضطراب القلق الإجتماعي، لهذا يُوصَى بالتقليل من مشروبات الكافيين، وعدم الاعتماد عليها للاستيقاظ.
  • تخطي الوجبات: يؤدي تخطي الوجبات إلى نزول السكر في الدم، ممّا يُؤدي إلى الشعور بعدم الراحة، وحدوث رجفةٍ في الجسم، خاصةً في اليدين، لهذا ينصح دائمًا بالالتزام بالوجبات الرئيسة، وتناول الأطعمة الصحية التي تعطي الجسم الطاقة، والمواد الغذائية المهمة، فالطعام يُؤثر في المزاج.
  • التفكير السلبي: يُؤثر تفكير الشخص الإيجابي أو السلبي كثيرًا في جسم الفرد ومزاجه، وقد يُلاحظ عند تفكيره في الأشياء السيئة، أنّ ذلك يبعث الشعور بالتوتر والقلق؛ لهذا يُنصح ذوي التفكير السلبي بالذهاب إلى الطبيب المختص لتعلم الطرق التي تساعد في السيطرة على التفكير، وطرق التفكير الإيجابي.
  • الوضع المالي: تُعدّ الديون والوضع المالي للشخص من محفزات الشعور بالقلق والتوتر، خاصةً في مرحلة سداد الفواتير والقروض، إذ تتطلب عملية تعلم التوفير، والإدارة المالية الذهاب إلى ذوي الاختصاص في هذه الأمور؛ مثل: المستشار المالي، لأنّ وجود من يُساعد في حل وتوجيه الأمور المالية يبعث الشعور بالراحة لدى الفرد.
  • الصراع: تؤدي المشكلات العائلة والنزاع بين الأفراد، خاصةً المقربين، إلى تحفيز الشعور بالقلق والتوتر، إذ ينصح في هذه المواقف تعلم كيفية حل النزاع وإدارة المشاعر.
السابق
علاج القلق والخوف
التالي
مرض بارانويا

اترك تعليقاً