صحة عامة

لماذا يحدث اضطراب القلق العام؟

لماذا يحدث اضطراب القلق العام؟

اضطراب القلق العام

يتميز اضطراب القلق العام (Generalized Anxiety Disorder (GAD)) بأنّه قلق مستمر ومفرط من مجموعة مختلفة من الأشياء، ويتوقع الأشخاص المصابون به حدوث كارثة في أي لحظة، وقد يكونون قلقين بإفراط بشأن المال أو الصحة أو الأسرة أو العمل أو مسائل أخرى، كما قد يجد هؤلاء الأشخاص صعوبة في التحكم بقلقهم، وفي الحقيقة يقلق المصابون باضطراب القلق العام بدرجة أكثر بكثير مما تفسّره الأحداث الفعلية، أو أنّهم قد يتوقّعون الأسوأ حتى عندما لا يوجد سبب واضح للقلق. وتتأثر النساء باضطراب القلق العام مرتين أكثر من الرجال، ويحدث هذا الاضطراب تدريجيًا، ويبدأ في أي مرحلة من الحياة، لكنّ خطر حدوثه أعلى خلال مرحلة الطفولة ومتوسط ​​العمر، ولا يوجد سبب واضح يفسر حدوثه، لكن قد تلعب العوامل الوراثية والبيية وتجارب الحياة دورًا في ذلك.

لماذا يحدث اضطراب القلق العام

إنّ السبب الدقيق لحدوث اضطراب القلق العام غير معروف، لكن توجد مجموعة من العوامل التي قد تساهم في تطوره، ومنها ما يأتي:

  • الوراثة، تشير الأبحاث إلى أنّ التاريخ العائلي المرضي يلعب دورًا مهمًا في زيادة خطر الإصابة باضطراب القلق العام، فهو يميل إلى أن ينتقل بين أفراد العائلة الواحدة.
  • كيمياء الدماغ، ارتبط اضطراب القلق العام بحدوث بعض الاضطرابات في المسارات العصبية التي تربط مناطق معينة في الدماغ، والتي لها دور في التفكير والعاطفة، إذ إنّ التواصل بين الخلايا العصبية يحدث من خلال مواد كيميائية في الدماغ تُعرف بنواقل العصبية، وفي حال كانت المسارات العصبية لا تعمل بكفاءة فقد تنتج مشكلات تتعلق بالمزاج أو القلق. وتجدر الإشارة إلى أنّ العلاجات الدوائية المُستخدمَة تهدُف إلى تعديل هذه المسارات العصبية لتحسين التواصل بين الأعصاب، مما يساعد في التخفيف من أعراض القلق وغيرها من الاضطرابات النفسية.
  • العوامل البيئية، إنّ الصدمات والأحداث المجهدة؛ مثل: الإساءة، ووفاة أحد أفراد الأسرة، والطلاق، وتغيير الوظائف أو المدارس قد تسهم في حدوث اضطراب القلق العام، كما قد تصبح أعراض هذا الاضطراب أكثر شدة خلال أوقات التوتر، ويؤدي تعاطي المواد المسببة للإدمان والانسحاب منها -مثل الكحول والكافيين والنيكوتي- إلى تفاقم أعراض القلق.

أعراض اضطراب القلق العام

يعاني الأشخاص المصابون باضطراب القلق العام من مجموعة من الأعراض العقلية والعاطفية والجسدية، ومنها ما يأتي:

  • القلق المفرط وغير المبرر بشأن الأحداث أو الأنشطة؛ مثل: العمل، أو المدرسة، أو الصحة.
  • القلق المفرط المتعلق بالقدرة على التعامل مع المواقف والثقة بها.
  • عدم القدرة على التحكم بالقلق أو إيقافه.
  • الشد العضلي.
  • الشعور بعدم الرحة أو بالارتباك.
  • الشعور بالتعب والإرهاق بسهولة.
  • الصداع التوتري.
  • مشاكل في التركيز أو الشعور بتشوّش العقل.
  • التهيج.
  • الشعور بالخوف.
  • التنفس الضحل وغير المتكافئ.
  • زيادة في معدل ضربات القلب وضغط الدم.
  • التعرق.
  • الشعور بالغثيان.
  • الارتعاش.
  • اضطراب في النوم؛ مثل: الصعوبة في الاستمرار في النوم، أو صعوبة الدخول فيه.

تشخيص اضطراب القلق العام

يساعد معيار DSM-5 الأطباء في تشخيص حالات اضطراب القلق العام، وعند استخدامه للتشخيص يبحث الأطباء عما يأتي:

  • وجود قلق مفرط بشأن مجموعة متنوعة من الأمور أو الأحداث أو الأنشطة، ويجب أن يستمر القلق المتكرر والشديد لمدة لا تقل عن 6 أشهر؛ فهذا يدل على أنه مفرط.
  • صعوبة في السيطرة على القلق، وقد يتحول القلق عند كلٍّ من الأشخاص البالغين والأطفال بسهولة من موضوع إلى آخر.
  • يرافق القلق ظهور ثلاثة على الأقل من الأعراض الجسدية أو المعرفية الآتية، وفي الأطفال يكفي وجود عرض واحد، ومنها:
    • الحدّة وعدم الراحة.
    • التعب المستمر، والشعور بالإرهاق أكثر من المعتاد.
    • ضعف التركيز أو الشعور كما لو كان الدماغ فارغًا.
    • التهيج، الذي قد يلاحظ أو لا يلاحظ.
    • زيادة آلام العضلات.
    • صعوبة في النوم.

بالإضافة إلى ذلك سيجري الطبيب فحوصات بدنية وفحوصات الدم والبول لاستبعاد المشاكل المرضية البدنية والأخرى، كما سيسأل المصاب عن التاريخ المرضي العائلي. ومن الضروري أيضًا استبعاد الاضطرابات النفسية الأخرى المُسبِّبة لأعراض مشابهة؛ مثل: اضطرابات الهلع، والرهاب الاجتماعي، والوسواس القهري.

علاج اضطراب القلق العام

يعتمد قرار علاج اضطراب القلق العام على مدى تأثيره في حياة المصاب وقدرته على أداء الوظائف اليومية، ويرتكز العلاج على نوعين رئيسين؛ وهما العلاج النفسي والعلاج الدوائي على النحو الآتي:

  • العلاج النفسي، يُعرف أيضًا بالعلاج بالكلام، ذلك من خلال العمل مع المعالج لتقليل أعراض القلق عند المصاب، ويُعدّ العلاج السلوكي المعرفي (CBT) العلاج النفسي الأكثر فاعليّة لحالات اضطرابات القلق العام، ويركّز هذا النوع من العلاج على تعليم المصاب مهارات تساعده في السيطرة على المخاوف مباشرةً والرجوع إلى الأنشطة اليومية التي تجنبّها المُصاب بسبب القلق تدريجيًا، وهذا يساعد في السيطرة على الأعراض.
  • العلاج الدوائي، يوجد كثير من الأدوية المستخدمة لعلاج اضطراب القلق العام، ومن هذه الأدوية ما يأتي:
    • مضادات الاكتئاب، إذ إنّ مضادات الاكتئاب؛ مثل: مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية (SSRI)، ومثبطات استرداد السيروتونين، والنورإيبينفرين (SNRI) تُعدّ الأدوية الرئيسة المستخدمة لعلاج هذا الاضطراب، ومن هذه الأدوية المستخدمة لعلاج اضطراب القلق العام: أسيتالوبرام (Escitalopram)، وديولوكستين (Duloxetine)، وفينلافاكسين (Venlafaxine)، وباروكستين (Paroxetine).
    • بوسبيرون (Buspirone)، هو دواء مضاد للقلق، ويحتاج إلى عدة أسابيع حتى يُعطي التأثير الكامل كما هو الحال في مضادات الاكتئاب.
    • البنزوديازيبينات، في بعض الحالات الخاصة قد يصف الطبيب البنزوديازيبينات لعلاج أعراض القلق، لكن يجب استخدامها لمدة قصيرة فقط.

مضاعفات اضطراب القلق العام

تتمثل مضاعفات اضطراب القلق العام في ثلاث نقاط رئيسة؛ وهي:

  • التعطل، فقد تتسبب الإصابة باضطراب القلق العام في حدوث تعطل في حياة المصاب؛ ذلك لأسباب عدة، ومنها:
    • يُضعف القدرة على أداء المهمات بسرعة وكفاءة؛ لأنّه يتسبب في صعوبة بالتركيز.
    • يصرف وقت المصاب وتركيزه عن الأنشطة الأخرى.
    • يستنزف الطاقة.
    • يزيد من خطر الإصابة بالاكتئاب.
  • مضاعفات مرضية بدنية، قد يؤدي اضطراب القلق العام إلى تطور بعض الأمراض أو تفاقمها، ومنها:
    • مشاكل في الجهاز الهضمي؛ مثل: متلازمة القولون العصبي أو التقرحات المعوية.
    • الصداع والصداع النصفي.
    • الألم المزمن.
    • مشاكل في النوم والأرق.
    • اضطرابات في القلب.
  • مشاكل نفسية أخرى مترافقة، غالبًا ما يحدث اضطراب القلق العام مع مشاكل نفسية أخرى، مما يجعل تشخيصه أكثر صعوبة، وتتضمن ما يأتي:
    • الرهاب.
    • اضطراب الهلع.
    • اضطراب ما بعد الصدمة.
    • اضطراب الوسواس القهري.
    • الاكتئاب.
    • أفكار انتحارية.
    • تعاطي المخدرات.
السابق
أسباب الرهاب الإجتماعي
التالي
العنف الأسري

اترك تعليقاً