أمراض العظام

أين يوجد نخاع العظم

أين يوجد نخاع العظم

نخاع العظم هو نسيج إسفنجي ناعم، يتكون من خلايا ضامة، يوجد داخل تجاويف العظام الطويلة، ويشكّل ما نسبته (4-6)% من وزن الجسم الصحي، وله نوعان نخاع عظم أحمر، ونخاع عظم أصفر، حيث يشكل نخاع العظم الأحمر غالبية النخاع في العظام عند الأطفال وكلّما تقدّم الإنسان في العمر يستبدل النخاع الأحمر بالنخاع الأصفر، وينقسم نخاع العظم إلى قسمين، أحدهما يوجد به أوعية دموية، لتغذية العظام، ونقل خلايا الدم الناضجة لتبدا بالعمل، وآخر لا يوجد به أوعية دموية يحتوي خلايا دم غير ناضجة، وخلايا دهنيّة، وخلايا الدم البيضاء.

يتواجد نخاع العظم في جميع عظام الجسم في مرحلة الطفولة، وينحسر في العظام التالية عند سن الواحد والعشرين:

تجاويف العظام المفلطحة:

  1. الجمجمة.
  2. القص.
  3. الترقوة.
  4. ضلوع القفص الصدري.
  5. فقرات العمود الفقري.
  6. الحوض.

أطراف العظام الطويلة:

  1. الفخذ.
  2. العضد.

فوائد نخاع العظم

تكمن وظيفة نخاع العظم الرئيسية في إنتاج مختلف أنواع خلايا الدم ، بالإضافة إلى دوره في إنتاج الدهون، والعظام، والغضاريف، وفي الحديث عن خلايا الدم يجدر بيان أنّ لكل نوع من هذه الأنواع فترة حياة مُحدّدة، فمثلاً تعيش خلايا الدم الحمراء 120 يوماً فقط، ويكمن دور نخاع العظم في تصنيع خلايا دم حمراء جديدة بالمعدل ذاته الذي ماتت به خلايا الدم الحمراء التي انتهت فترة حياتها، في حين تعيش خلايا الدم البيضاء لبضع ساعات أو عدة أيام فقط، وأخيراً تعيش الصفائح الدموية لعشرة أيام فقط، وكما أنّ نخاع العظم ضروري لتعويض خلايا الدم الحمراء الميتة، فهو كذلك مهمّ لتعويض خلايا الدم البيضاء والصفائح الدموية التي انتهت فترة حياتها، ويجدر التنبيه إلى أنّ هناك العديد من الحالات التي تتطلب من نخاع العظم تصنيع خلايا دم بغض النظر عن فترة حياة الخلايا أو انتهائها، ومثال ذلك: في حال تعرّض الإنسان لنزف، أو معاناته من فقر دم، أو أيّ سبب آخر يُقلل كمية الأكسجين الواصلة إلى خلايا الجسم المختلفة، فإنّ الكليتين سرعان ما تُفرز هرموناً يُحفّز نخاع العظم لتصنيع خلايا الدم الحمراء، ومن الأمثلة الأخرى على تصنيع نخاع العظم الخلايا لأسباب غير انتهاء دورة حياتها: تصنيعه للمزيد من الصفائح الدموية في حال تعرّض الشخص للنزيف، وتصنيعه المزيد من خلايا الدم البيضاء عند تعرّض الشخص للعدوى (بالإنجليزية: Infection).ولبيان فوائد وأهمية نخاع العظم في الجسم لا بُدّ من توضيح عمليات معاجلة نخاع العظم للخلايا التي يُنتجها، وفيما يأتي بيان لذلك:

خلايا الدم الحمراء: يُصنّع نخاع العظم ما يُقارب 200 مليار خلية من خلايا الدم الحمراء الحمراء، وفي الحقيقة تحتاج الخلية الجذعية في نخاع العظم إلى ما يُقارب سبعة أيام حتى تنضج وتُصبح خلية دم حمراء بالغة قادرة على أداء وظائفها، وبتقدم هذه الخلية في العمر تصبح أقل نشاطاً وأكثر هشاشة، ممّا يدفع الجسم للتخلص منها خلال عمليةٍ تُعرف بالبلعمة (بالإنجليزية: Phagocytosis)، وخلال هذه العملية يتمّ إطلاق مكونات خلايا الدم الحمراء إلى الدم بما في ذلك الحديد، ثمّ ينتقل الحديد إمّا لنخاع العظم لاستخدامه في تصنيع خلايا دم حمراء جيدة، وإمّا إلى الكبد أو أجزاء أخرى من الجسم ليتمّ تخزينه هناك.

خلايا الدم البيضاء: يُنتج نخاع العظم عدداً من خلايا الدم البيضاء بأنواعها المختلفة، وتكمن أهمية خلايا الدم البيضاء في مواجهة الأجسام المُمرضة والميكروبات، أي بمعنى آخر تُعدّ خلايا الدم البيضاء الرّكن الأساسيّ في مناعة الجسم، ومن خلايا الدم البيضاء بأنواعها المختلفة التي يُنتجها نخاع العظم هي: الخلية القاعدية (بالإنجليزية: Basophil)، والخلايا الحمضية أو اليوزينيات (بالإنجليزية: Eosinophil)، والخلايا المتعادلة (بالإنجليزية: Neutrophils)، والخلية المُحَبَّبَة (بالإنجليزية: Granulocyte)، والخلية الوحيدة (بالإنجليزية: Monocyte)، والخلايا الليمفاوية. الصفائح الدموية: يُصنع نخاع العظم الصفائح الدموية لأداء وظيفتها في وقف النزيف من خلال تجلط الدم.

أنواع نخاع العظم

هناك نوعان من نخاع العظم:

  1. النخاع العظمي الأحمر: المسؤول عن إنتاج خلايا الدم الحمراء، وخلايا الدم البيضاء، والصفائح الدموية.
  2. النخاع العظمي الأصفر: يتألف أساسا من خلايا دهنية. وهناك عدد من الأوعية الدموية والشعيرات الدموية التي تمر خلال النخاع؛ مما يجعله غنيا بالأوعية الدموية.

أمراض نخاع العظم

تختلف أمراض نخاع العظم من حيث أسبابها وأعراضها، حيث يعود السبب في بعضها إلى نخاع العظم نفسه أو إلى أمراض أخرى خارج العظم أدت إلى تلف نخاع العظم، ومن أمراض نخاع العظم ما يأتي:

  1. سرطان الدم -اللوكيميا-: والذي ينتج فيه نخاع العظم خلايا دم بيضاء غير طبيعية.
  2. فقر الدم اللاتنسجي -aplastic anemia-: والتي لا ينتج فيها نخاع العظم خلايا الدم الحمراء.
  3. اضطرابات نقوية النخاع -myeloproliferative disorders-: والتي ينتج فيها نخاع العظام الكثير من خلايا الدم البيضاء.
  4. كثرة الخلايا الحمراء -Polycythemia vera-: وهو نوع نادر من سرطان الدم ينتج فيه الجسم الكثير من خلايا الدم الحمراء، وعندما يكون لدى الإنسان الكثير من خلايا الدم الحمراء، يتدفق الدم ببطء أكبر، مما يزيد إمكانية تكتل خلايا الدم الحمراء مع بعضها وتشكل الجلطات داخل الأوعية الدموية.
  5. فقر الدم فانكوني: وهو اضطراب دموي وراثي نادر يؤدي إلى فشل نخاع العظام.
  6. فقر الدم المنجلي: وهو من الأشكال الوراثية لفقر الدم، وهو حالة من عدم وجود ما يكفي من خلايا الدم الحمراء السليمة التي تعمل على نقل الأكسجين الكافي لجميع أنحاء الجسم.

أعراض فشل النخاع العظمي

قد لا يتسبب فشل النخاع العظمي بظهور أية أعراض على المصاب، ولكن وفي حالات أخرى قد تظهر على المصاب بعض الأعراض، إليك قائمة بأبرز أعراض فشل النخاع العظمي:

1. أعراض فشل النخاع العظمي الناتج عن أمراض معينة

هذه أبرز الأعراض التي قد تظهر على الشخص المصاب بفشل النخاع العظمي الناتج عن أمراض معينة:

  • أعراض فشل النخاع العظمي المرتبط بمرض فقر الدم اللاتنسجي: وتشمل شحوب شديد في البشرة، والتهابات، وإرهاق، وسهولة الإصابة بالكدمات، ونزيف الأنف.
  • أعراض فشل النخاع العظمي المرتبط بمرض فقر الدم فانكوني: وتشمل شحوب البشرة، وتناقص مستويات الطاقة، وعيوب في الذراعين أو الإبهام، وقصر القامة، ونزيف اللثة أو نزيف الأنف، وسهولة الإصابة بالكدمات، وولادة الطفل بوزن منخفض، وصغر حجم العيون أو الرأس.
  • أعراض فشل النخاع العظمي المرتبط بمرض فقر دم دياموند-بلاكفان: وتشمل عيوب خلقية في الكلى أو القلب، وشحوب البشرة، وتناقص مستويات الطاقة، وعيوب خلقية في الإبهام، وقصر القامة، والشفة المشقوقة والشف الحلقي.
  • أعراض فشل النخاع العظمي المرتبط بمرض خلل التقرن الخلقي: وتشمل ترقق الشعر أو الشيب، وخلل في أظافر اليدين أو القدمين، وتغيرات في لون الجلد، وأمراض في الكبد أو الرئة، وظهور طبقة بيضاء على اللسان أو في داخل الفم.

2. أعراض فشل النخاع العظمي العامة

هذه بعض الأعراض العامة التي قد تظهر على المصاب بفشل النخاع العظمي:

  • دم في البول أو في البراز.
  • انقطاع في النفس.
  • الإصابة المتكررة بنزلات البرد أو الالتهابات المختلفة.
  • فقدان الأظافر.
  • اضطرابات هضمية، أو براز دهني، أو براز كريه الرائحة.
  • تأخر النمو.
  • الإصابة بتقرحات في الفم.
  • تسوس الأسنان أو فقدان الأسنان.

يجب التنويه إلى أن أعراض فشل النخاع العظمي قد تختلف من شخص لاخر تبعًا لمجموعة من العوامل، مثل؛ نوع خلايا الدم التي تأثرت بفشل النخاع العظمي، سبب فشل النخاع العظمي.

أعراض سرطان نخاع العظم

إنّ من السهل اكتشاف علامات وأعراض سرطان المايلوما المتعددة، ويجدر التنويه إلّا أنّه في البداية لا تظهر أيّة من الأعراض التي ستُذكّر لاحقًا، وهو ما يجعل المرض صامتًا خلال مراحله الأولى، ولكن مع تقدّم الحالة تظهر الأعراض وتختلف اختلافًا كبيرًا، وتتمثّل أعراض المايلوما المتعددة على النحو الآتي: 

  • الإعياء العام: وذلك نتيجة سماح الخلايا السليمة في الجسم بمحاربة الجراثيم والمواد الغريبة التي تدخل الجسم، وعندما تحل خلايا النخاع العظمي المُصابة محل نخاع العظم السليم، فإنّ إنتاج خلايا الدم السليمة تقل مستوياته، وهذا ما يُسبّب الإعياء العام.
  • مشاكل في العظام: حيث يمنع المايلوما الجسم من صنع خلايا عظمية جديدة، مما يسبب مشاكل كألم العظام وضعفها وسهولة انكسارها وإصابتها في بعض الأحيان.
  • مشاكل في الكلى: وذلك نتيجة إنتاج خلايا المايلوما بروتينات ضارة تُسبّب التلف والفشل الكلوي.
  • انخفاض عدد خلايا الدم: وذلك نتيجة الانزياح الذي تُسبّبه خلايا المايلوما السرطانية، مما يُؤدي إلى انخفاض عدد خلايا الدم الحمراء وحدوث الأنيميا، ويؤدي أيضًا إلى انخفاض عدد خلايا الدم البيضاء.
  • الالتهابات المتكررة.
  • أعراض أُخرى: تتمثّل في الغثيان وفقدان الوزن والإمساك وفقدان الشهية وانتفاخ الساقين وزيادة العطش وكثرة التبوّل والدوخة وحدوث آلام في مناطق البطن والظهر.

أمّا بالنسبة لأعراض الليمفوما، فهي تُشابه أعراض المايلوما -وأنواع سرطان نخاع العظم الأخرى- في كونها لا تُظهِر أعراضًا في المراحل المبكّرة، لكن في مراحل متقدّمة قد يكتشف الطبيب وجود عُقد لمفاوية مُتضخّمة خلال الفحص الفيزيائي، والتي تكون على شكل عُقد صغيرة وناعمة تحت الجلد، وتنتشر في مناطق العنق وأعلى الصدر وتحت الإبط وفي المعدة والفخذ، ومن الأعراض التي تُصاحب الليمفوما الآتي:

  • آلام العظام.
  • سعال.
  • إعياء عام.
  • تضخم الطحال.
  • حمى وارتفاع في درجات حرارة الجسم.
  • تعرّق ليليّ.
  • زيادة مستويات الألم عند شرب الكحول.
  • طفح جلدي.
  • ضيق في التنفس.
  • حكّة جلدية.
  • ألم حاد في المعدة.
  • فقدان الوزن المُفاجِئ.

ويجدر التنويه إلى أنّ الأعراض في حالة اللوكيميا قد تختلف بدرجة بسيطة، لكنّها مُشابهة في جوانب عديدة أُخرى للمايلوما والليمفوما وأنواع سرطان نخاع العظم الأخرى، وهي على النحو الآتي:

  • حمى أو قشعريرة.
  • التعب المستمر والوهن العام.
  • الالتهابات المتكررة والشديدة.
  • خسارة الوزن.
  • تورم العقد الليمفاوية وتضخم الكبد والطحال.
  • ظهور كدمات على الجسم.
  • نزيف متكرّر من الأنف.
  • ظهور بقع حمراء تُشابه النمش على البشرة.
  • التعرق المفرط، وخاصة في الليل.
  • ألم حاد في العظام وهشاشتها وسهولة انكسارها جرّاء أيّة إصابة.

تحليل النخاع العظمي

تظهر نتائج فحص نخاع العظام بعد نحو أسبوع – أسبوعين، في شكل تقرير باثولوجي (Pathology) يدل على الصورة العامة للأنسجة والخلايا, عددها, شكلها وحجمها وما إذا كانت هنالك مميزات أخرى غير سليمة/ غير طبيعية فيها.

نسيج نخاع العظم السليم يحتوي على كمية معينة من خلايا الدهون, النسيج الضام (Connective tissue)، الحديد وخلايا الدم في مراحل النمو المختلفة. ليست فيه خلايا سرطانية ولا دليل على حصول تلوث أو عدوى.

نسيج نخاع العظام غير السليم قد يحتوي على خلايا غير سليمة الشكل – على سبيل المثال: كبيرة جدا، بدون حديد، وغير ذلك. الخلايا السرطانية في النسيج قد تكون مختلفة الأنواع، على سبيل المثال: خلايا لوكيميا (Leukemia)، خلايا لمفاوية (Lymphatic)، أو نقائل (Metastases) من أورام أخرى.

زراعة نخاع العظم

الغاية من زراعة نخاع العظم هي استبدال أنسجة النخاع العظمي المصابة الموجودة في الجسم. هذه الأنسجة، تكون بالعادة مصابة ومتضررة بسبب مرض السرطان (على سبيل المثال، ابيضاض الدم أو ما يعرف باسم اللوكيميا) أو بسبب أمراض أخرى تصيب خلايا النخاع العظمي.

يتكون النخاع العظمي من خلايا. هذه الخلايا هي المسؤولة عن عملية تصنيف خلايا الدم للأنواع المختلفة (والتي تعرف باسم الخلايا الجذعية). النخاع العظمي هو نسيج يحتوي على الخلايا الدهنية بالإضافة إلى سائل معيّن، وهو موجود في القسم الداخلي لغالبية عظام الجسم.

يتم زرع النخاع العظمي، في غالبية الحالات، من أجل علاج مشاكل إنتاج خلايا الدم وتصنيفها، علاجا نهائيا – ابيضاض الدم على اختلاف أنواعه (مثل: ALL, AML)، فقر الدم اللا تنسجي (Aplastic anemia)، انخفاض عدد الصفائح (Thrombocytopenia) الناجم عن العديد من الأمراض التي تصيب الصفائح، الأمراض الوراثية المختلفة مثل التلاسيميا، الورم النقوي المتعدد (Multiple myeloma) وغيرها.

تتيح عملية زرع النخاع العظمي للجسم أن يقوم ببناء مخزن خلايا الدم الخاص به من جديد، إنتاج خلايا الدم بشكل سليم، وموازنة مستويات الخلايا في الدم. في العديد من الحالات، تكون عملية زرع نخاع العظم الإمكانية الوحيدة لعلاج هذه الأمراض بشكل تام. وتتم هذه العملية عبر نقل الخلايا الجذعية من المريض نفسه (زراعة النخاع العظمي الذاتي من الخلايا السليمة التي تم حفظها)، أو من متبرع ملائم وفقاُ لتطابق الأنسجة.

الاستعداد للعملية:

كما أسلفنا، فإن عملية زرع النخاع العظمي تحتاج لمتبرع ملائم من ناحية تطابق الأنسجة. يتم فحص تطابق الأنسجة من خلال فحص دم بسيط. وعادة ما يكون الأشخاص الذين يتم فحصهم من أقرباء المريض، أو متبرعين مسجلين في سجلّ متبرعي نخاع العظم – الوطني/العالمي.

هنالك فحوص إضافية يجب إجراؤها قبل عملية الزرع، وهي تشمل: أخذ عينة من النخاع العظمي للمريض، فحوص دم مثل تعداد الدم الشامل، اختبار كيمياء الدم، واختبارات التخثر. بالإضافة لفحوص أداء الكبد والكلى، فحص البول، وفحوص للتأكد من عدم وجود تلوثات في الجسم – من هذه الفحوص: زراعة الدم والبول.

من أجل تنقية الجسم من الخلايا الجذعية المصابة، يجب إجراء علاج تحضيري قبل الزرع. وهو علاج يستغرق عشرة أيام، يتم خلالها إعطاء المريض علاجاً كيميائياً تحضيرياً قوياً عن طريق الحقن الوريدي، بالإضافة للعلاج الإشعاعي إذا لزم الأمر. كما يتم تزويد المريض بالسوائل. تعتبر هذه العلاجات صعبة نسبياً، وعلى المريض أن يصل إلى موعد العملية وهو في وضع صحي يسمح له بذلك.

سير العملية:

إذا لم يكن زرع النخاع العظمي من المريض نفسه، بل من متبرع، يتم أخذ الخلايا الجذعية من المتبرع قبل عملية الزرع. يجري أخذ الخلايا من تجويف العظم مباشرة، بواسطة إبرة خاصة (تشبه الإبرة التي تستخدم في فحص النخاع العظمي)، أو بواسطة إعطاء حقن تحضيرية وأخذ الخلايا من الدم.

تتم عملية زرع النخاع العظمي عبر إدخال الخلايا الجذعية الجديدة إلى جسم المريض عن طريق القسطر الوريدي. وذلك بعد مرور يوم أو يومين من انتهاء العلاج الكيميائي التحضيري.

يستغرق نقل الخلايا الى دم المريض عن طريق القسطر الوريدي مدة ربع ساعة، ولا حاجة للتخدير الموضعي أو الكلي.

مخاطر العملية:

تلوث موضع إدخال القسطر الوريدي -غالباً ما يكون هذا التلوث سطحياً وتتم معالجته بشكل موضعي. لكن في بعض الحالات النادرة، قد يؤدي لحدوث تلوث أشد في طبقات الجلد أو في الأوعية الدموية (التهاب الأوردة – Phlebitis).

النزيف – يحصل النزيف بالأساس في منطقة إدخال القسطر الوريدي نتيجة لضرر موضعي يصيب الأنسجة. غالباً ما يكون نزيفاً صغيراً تحت الجلد، سرعان ما يتلاشى خلال بضعة أيام.

رفض النخاع المزروع للجسم (داء مهاجمة النخاع للجسم المضيف) – هنا تقوم الخلايا التي تم زرعها برد فعل مناعي حاد ضد خلايا الجسم. لكن اليوم، بالإمكان إعطاء المريض أدوية عديدة من أجل منع حصول هذه الظاهرة.

العلاج بعد العملية الجراحية:

بعد زرع النخاع العظمي، يمكث المريض في المستشفى تحت المراقبة، إلى حين يسترد عافيته و قدرة جهاز المناعة لديه.

في الأيام الأولى بعد العملية، غالباً ما يشعر المريض بالتعب الشديد، فقدان الشهية، الغثيان، وحتى الحاجة للتقيؤ، بالإضافة لبعض الأعراض الناجمة عن العلاج الكيميائي التحضيري الذي سبق العملية، والذي يسبب عددا كبيرا من الأعراض الجانبية.

يتم إعطاء المريض أدوية من أجل الحد من نشاط جهاز المناعة لديه، بعد عملية الزرع مباشرة، وذلك من أجل تقليل احتمالات رفض النخاع المزروع. يتم إعطاء هذه الأدوية للمريض لفترة طويلة – في بعض الحالات لمدى الحياة – ويكون من الواجب إجراء مراقبة دقيقة لفحوص دم المريض بسبب الأعراض الجانبية المختلفة التي قد تسببها هذه الأدوية.

بإمكان المريض تناول مسكنات الآلام حسب الحاجة. أحياناً يمكن إعطاء المريض مسكنات للألم عن طريق الوريد. في الحالات التالية على المريض التوجه للطبيب مباشرة: ارتفاع مفاجئ بدرجة الحرارة، انخفاض ضغط الدم، آلام متواصلة رغم استخدام المسكنات، ضيق التنفس، الإسهال، الحكة، الطفح الجلدي، أو النزيف.

 

السابق
مراحل تطوير الدواء
التالي
عمليات تطويل العظام وعلاج الكسور والتشوهات

اترك تعليقاً