علم الصيدلة

مراحل تطوير الدواء

مراحل تطوير الدواء

تنطوي عملية تطوير الدواء على اختبارات صارمة وتحسين مستمر للمُركبات التي تم اختيارها لتصنيع الدواء وذلك لتحديد الدواء الأكثر فاعلية. وتتم هذه الاختبارات على خلايا في المختبر (بالإنجليزية: In Vitro) وعلى حيوانات (بالإنجليزية: In Vivo) وذلك لدراسة عمليات استقلاب الدواء وإنتاج دواء آمن و مطابق للمتطلبات التنظيمية. ويرجع فشل الأدوية في الممارسة السريرية إلى سببين رئيسيين: الأول هو عدم فاعلية الدواء، والثاني هو كونه غير آمن.

تبدأ رحلة الدواء في أحد المختبرات حيث يجري الباحثون أبحاثاً أساسية لفهم العمليات الكامنة وراء حدوث المرض على المستويات الجزيئية والخلوية والجينية لتحديد الهدف – والذي قد يكون جيناً أو بروتيناً – ومعرفة كيف يلعب الهدف دوراً في حدوث المرض. بعد ذلك يتم اختبار تفاعل الهدف مع مركبات مختلفة إما جديدة أو معروفة سابقاً وذلك لمعرفة من منها ينجح في تحييد أو إبطاء حدوث المرض

مراحل صناعة الدواء

يستهدف كل دواء مواقع معينة في الجسم «Target sites»، وفي الأغلب يستهدف البروتينات -جزيئات حيوية ضخمة تتكون من سلاسل الأحماض الأمينية-، أو أجزاء بعينها في الحمض النووي؛ لذا تبدأ صناعة الدواء بتجارب اكتشاف الدواء الجديد باستخدام تقنية الـ «HTS»، وفيها تُستخدم روبوتات، ونماذج محاكاة لاختبار مئات الآلاف من العينات التجريبية في ظل ظروف معينة؛ بهدف تجربة تأثير الدواء على مناطق الذي يستهدفها في الجسم، أو في جزئيات الحمض النووي.

عادة يستغرق الدواء من 10 إلى 15 عام، وبتكلفة تصل إلى 600 مليون دولار أميركي تقريباً، في رحلته لاختبار الفعالية، والسلامة، والأمان حتى يصل إلى المريض. وإن كانت الصدفة لعبت دوراً في السابق في اكتشاف الدواء؛ مثل البنسلين، لكن الآن لا مجال للصدف؛ وكل شيء يتم تحت الدراسة والتنظيم الكامل.

تطوير الأدوية والعقاقير

التطوير المُبكِّر
التطوير الُمُبكِّر: تُجرى دراسة لمعرفة مدى فائدة استعمال دواءٍ مُكتشفٍ أو مُصنَّع في معالجة اضطراب ما على حيوانات المختبر (تُسمى مرحلة التطوير المُبكر). يعمل التطويرُ المبكِّر على جمع المعلومات المرتبطة بطريقة عمل الدواء، ومدى فعاليَّته، والآثار السامة الناجمة عن استعماله، بما فيها التأثيراتُ المحتملة في القدرة الإنجابية وصحَّة النَّسل. وتُستبعَد الكثير من الأدوية في هذه المرحلة لما تُظهِره من سميَّة مرتفعة أو من عدم فعاليَّة.

إذا توصلَّت الدراساتُ إلى إمكانية الاستفادة من الدَّواء بعدَ التطوير المبكر، فإنَّ أحدَ البرامج يُوصِي بضرورة الحصول على موافقة مُسبقة من أحد مجالس البحوث المؤسَّساتية المناسبة (IRB)، ويجري ملءُ طَلَب أو استمارة دواء جديد تجريبي بالتنسيق مع هيئة الغذاء والدواء (FDA). ويمكن عندَ ذلك البدء بدراسة تأثير الدواء على البشر بعدَ موافقة هيئة الغذاء والدواء FDA على استعمال هذا الدواء (وتُدعى هذه المرحلة مرحلة الدراسات السريرية).

الدِّراسات السَّريريَّة
تجري هذه الدراساتُ على عدَّة مراحل، وينحصر تطبيقها على المتطوعين الذين أبدوا موافقتهم الكاملة على الخضوع لهذه التجارب.

تُقيِّم المرحلة 1 سلامة وسميَّة استعمال الدواء لدى البشر. تُعطى كمياتٌ مختلفة من الدَّواء لعددٍ قليل من الشباب الأصحاء الذكور عادةً، لتحديد الجرعة التي تظهر سميتها أولًا.
وتقيِّم المرحلة 2 تأثيرَ الدواء في اضطراب معيَّن، وتحدِّد الجرعة المناسبة لتدبيره. تُستَعمل كمياتٌ مختلفة من الدواء عند عددٍ من الأشخاص يصل إلى نَحو 100 شخصٍ مصابين باضطرابٍ معيَّن، لمعرفة مدى الفائدة من استعماله. ولا يعني الوصول إلى فائدةٍ من استعمال الدواء عندَ الحيوانات، في تجارب التطوير المبكِّر، أنَّه فعَّالٌ عند البشر بالضرورة.
تختبر المرحلة 3 الدواءَ على مجموعاتٍ أكبر من البشر (المئات أو الآلاف غالبًا) ممَّن يعانون من الاضطراب المستهدف أو المحدَّد. يُختار الأشخاصُ بحيث يكونوا مشابهين قدرَ الإمكان للأشخاص الذين يمكن أن يستعملوا الدواء فعلاً؛ ثمَّ تُدرَس فعَّالية الدواء بعد ذلك، مع مراقبة ظهور أيّ آثار جانبية جديدة. وتقارِن اختباراتُ المرحلة الثالثة عادةً بين تأثير استعمال دواء جديد مع دواء مُستعمل حاليًّا أو مع دواء وهمي، أو مع كليهما.
وبالإضافة إلى تحديد فعالية أو كفاءة الدَّواء، تركِّز الدراساتُ عند البشر على نوع وتكرُّر الآثار الجانبية وتكرُّرها، وعلى العوامل التي تجعل الأشخاص معرَّضين لظهور هذه الآثار (كالعمر والجنس والاضطرابات الخرى واستعمال أنواع أخرى من الأدوية).

الموافقة
إذا توصَّلت الدراسات إلى أن الدواء فعَّالٌ وآمن، فإنَّ طلبًا لاستعمال دواء جديد (متضمنًا بيانات التجارب على الحيوان والإنسان وإجراءات تصنيع هذا الدواء، ومعلومات وصفه، ونشرة معلومات المُنتج) يُقدَّم إلى هيئة الغذاء والدواء FDA، التي تستعرض جميعَ المعلومات، وتقرِّر ما إذا كان الدواء فعَّالًا وآمنًا إلى الدرجة التي تسمح بالموافقة على تسويقه. ويصبح الدواءُ جاهزًا للاستعمال إذا نال موافقة هيئة الغذاء والدواء. وتستغرق هذه الإجراءات نحو عشرة أعوام عادةً. لا يتجاوز عددُ الأدوية التي يُسمح بتجربتها على البشر خمسة أدوية في المتوسط من أصل 4,000 دواء تُجرى دراستها في المختبرات عادةً. وينال دواءٌ واحدٌ تقريبًا من كلِّ خمسة أدوية جُرِّبت على البشر الموافقة على الاستعمال بعدَ اعتماده.

المرحلة 4 (ما بعد التَّسويق)
ينبغي أن تقومَ الشركة المُصنِّعة، بعدَ حصول الدواء الجديد على موافقة الاستعمال، بمراقبة استعماله وبالإبلاغ الفوري عندَ ظهور أي أثرٍ جانبيٍّ إضافيٍّ لم يُكتشَف من قِبل هيئة الغذاء والدواء. كما يُوصَى الأطباء والصيادلة بالمشاركة في المراقبة المستمرَّة للدَّوِاء. وتُعدُّ هذه المراقبةُ مهمَّة قبلَ تسويق الدواء، لأنه لا يمكن للدراسات الكبيرة إلَّا أن تكشفَ الآثار الجانبية الشائعة نسبيًّا فقط (والتي تحدث مرة واحدة عند استعمال 1000 جرعة). لا يمكن كشف الآثار الجانبية المهمَّة التي تحدث مرة واحدة في كل 10,000 (أو أكثر) جرعة إلَّا عندَ استعمال عدد كبير من الأشخاص لهذا الدواء، وذلك بعد طرحه في السوق. وقد تسحب هيئةُ الغذاء والدواء الموافقةَ عند ظهور دليلٍ جديدٍ على أن الدواء قد يسبِّب آثارًا جانبيةً شديدة؛ فعلى سبيل المثال، جَرَى سحب فينفلورامين fenfluramine، وهو من مستحضرات الأنظمة الغذائية، من السوق نظرًا لتسبُّبه بحدوث اضطرابات خطيرة في القلب عندَ بعض الأشخاص الذين استعملوه.

مراحل تجريب الدواء

شركة الأدوية التي قامت بهذا المجهود يصبح مسموحاً لها أن تقدم طلباً لترخيص هذه الأدوية للجهة المختصة.

فمثلاً في أمريكا FDA أشهر مؤسسة في العالم، وطبعاً يوجد في أوروبا وكندا مؤسسات مماثلة، وبقية الدول كذلك، لكن FDA أشهر مؤسسة.

فستقدم طلباً للمؤسسة لتجربة الدواء الجديد، فتنظر المؤسسة في البيانات عن الدواء، ما سيستهدفه وما هي التجارب المعملية وشكل الدواء وخطورته، ومن ثم تعطي الموافقة.

ثم تبدأ المراحل الأربعة الخاصة بالتجارب على الدواء

متطوعون سليمي الجسم

سنبدأ بالتجربة على عشرات المتطوعين السليمي الجسم، والذين ليسوا مصابين بالأمراض كي يتحملوا المرض.

والهدف أن نعرف هل الدواء آمن، وما هي الجرعات التي يجب أن تعطى للمريض؟

فيبدأ بتزويد الجرعات، بالغرامات لمراقبة ما أقصى جرعة يمكن أن تسبب أعراضاً، مثل الإسهال الشديد إن كان يعالج الإمساك مثلاً.

الموضوع ليس بتلك السهولة لكن هذا مثال للتوضيح، وفي هذه المرحلة تراقب الآثار الجانبية للدواء، فهل يسبب الغثيان أو طفح جلدي، أو غيرها.

متطوعون مرضى متوسطي العمر

المرحلة التالية هي التجربة على مئات المرضى المتوسطي السن، وليس لديهم أمراض أخرى، فمثلاً سيتم تجربة دواء للسكر، فلا يجب التجربة على أشخاص لديهم أمراض ضغط وقلب ومثانة وإلى آخره.

فلتعالج مرض الأعصاب يحضرون أشخاصاً ليس لديهم سوى مرض التهاب الأعصاب وسنهم ليس كبير. ويتم التجربة على مئات المرضى، بين 500 و 600 شخصاً.

في هذه المرحلة يتم مراقبة الدواء، هل يعالج المرض؟ وكم يريح المريض؟ وكم ستكون الجرعة العلاجية الصحيحة؟ وفي نفس الوقت يتم مراقبة الآثار الجانبية.

ويمكن إيقاف الدواء في أي مرحلة من المراحل إن ظهرت آثاراً جانبية خطيرة. وتنهار التجربة ويتم توقف الدواء.

وهذا يحدث كثيراً، فيمكن أن كل يوم تتم تجارب على آلاف الأدوية، ويتم إيقاف الكثير منها في أحد المراحل بسبب آثار جانبية.

وفي الغالب في هذه المرحلة يتم تحديد الجرعة المضبوطة للمرضى والتي هي النتيجة المرجوة.

تجربة الدواء على مرضى بأعمار مختلفة

في هذه المرحلة يتم تجريب الدواء على آلاف او عشرات الآلاف من المرضى بكل الأعمار والأمراض المركبة وفي كل بلاد العالم وكل شيء.

فيمكن بعد هذه المرحلة أن يتم بيع الدواء، فيجب أن يتم تسجيل كل شيء من آثار جانبية ومشاكل، وفي هذه المرحلة يتم كتابة النشرة التي نجدها في علبة الدواء.

من بداية الآثار نادرة الحدوث وحتى القليلة الحدوث، وحتى الكثيرة الحدوث، وموانع الاستعمال وكل شيء يتم تسجيله.

اكتشاف الدواء

إكتشاف الدواء هى عملية البحث عن مركب كيميائى جديد يصلح لإستخدامه لمعالجة الأمراض التى تصيب الإنسان. تأخذ عملية إكتشاف دواء جديد سنوات كثيرة و تعتبر هذه العملية مستهلكة للوقت و مكلفة للغاية. و ذلك دفع الباحثين إلى إستخدام الكمبيوتر فى البحث العلمى و إكتشاف الدواء و ظهور مجال جديد يعرف بإسم CADD أو Computer Aided Drug Discovery و هو إستخدام قوة حساب الكمبيوتر فى المساعدة على إكتشاف دواء جديد و ظهور هذا المجال سهل كثيرا على الصيادلة و الباحثين فى إكتشاف الدواء. إستخدام الكمبيوتر فى هذا المجال وفر كثيرا من الوقت و المال لأنه يستطيع أن يتوقع التفاعلات الكيميائية قبل تجربتها فى الواقع مما يسهل و يسرع عملية إكتشاف الدواء الجديد. بإستخدام شعاع إكس يتم تمرير الشعاع على المركبات و البروتينات ليتم قراءتها عبر جهاز حساس لرسمها على برنامج الكمبيوتر المخصص لذلك و بمجرد رسمها تستطيع هذه البرامج محاكاة التفاعلات الكيميائية و القيام بحسابات دقيقة تساعد على إكتشاف الدواء الجديد. من أشهر هذه البرامج Discovery Studio. و بعد ظهور نتائج جيدة على الكمبيوتر يتم الإتجاه لصناعة المركب الجديد فى الواقع لتجربته على الحيوان أولا ثم الموافقة لتجربته على الإنسان. يتيح الكمبيوتر توفير الوقت و الجهد لأنه يوفر صناعة المركب و بدلا من ذلك يتم محاكاة التفاعلات الكيميائية قبل تصنيعها و ذلك يوفر الوقت و المال. فيعتمد إكتشاف الدواء الجديد على تعديل المركبات الحالية و تجربة الإختلاف فى التأثير على الأمراض و البروتينات المختلفة كما تتيح برامج الكمبيوتر تجربة المركبات الجديدة.

مصادر الدواء

الطبيعية:أ- نباتية: يعزى التأثير العلاجي للنباتات الطبيعية إلى ما تحتويه من جواهر فعالة أهمها:1- أشباه القلويات: مثل الأستركنين (يوجد في الجوز المقيء) ،النيكوتين (يوجد في أوراق التبغ).2- أشباه السكريات: مثل الديجيتال (في أوراق ذنب الذئب) ، الستروفاتنين  (في ثمار أذن الفأر).
3- الزيوت الثابتة: زيت الزيتون، زيت الخروع.
4- الزيوت الإيترية:زيت النعناع ، زيت القرفة .
5- الراتنجات: تتكون في النباتات كمنتجات ثانوية غالباًًًَ ما تكون مرافقة للزيوت الإيترية ، وهي تتجمع في الأقنية وتتدفق خارجاُ إذا ما جرح النبات في ساقه. والراتنجات مواد لزجة تركيبها الكيميائي معقـد، لا تنحل في الماء وتنحل في لإيتر والكلوروفورم والكحول ، ثم تترسب على شكل بلورات هشة سوداء . ولها أنواع:
– الراتنجات الزيتية: محاليل طبيعية للراتنجات في الزيوت الإيترية .
– البلسم : مزيج من الراتنجات الزيتية مع حمض البنزويك أوحمض السيناميك أو كلاهما .
6- الأصماغ: كالصمغ العربي .
7- العفصيات: كأملاح حمض العفص .
8-الصابونيات .
ب- حيوانية: ونحصل عليها من أعضاء وأنسجة و سوائل الحيوانات. وتستعمل:
– إما طازجة:استعمال الكبد نيئة لمعالجة فقر الدم .
– أو بشكل خلاصة : خلاصة مخاطية المعدة الحاوية على الببسين لمعالجة قرحة المعدة.
– أو بشكل نقي الهرمونات التي تستخرج من الغدد الصم كالأدرينالين و الأنسولين.
جـ- معدنية: للمعالجة تستعمل المعادن و أشباه المعادن و أملاحهما.
سلفات المغنزيوم ( مسهل ) . أملاح الحديد ( لمعالجة فقر الدم ).

من هو مخترع الدواء

عايش أبو القاسم خلف بن عباس المعروف بالزهراوي (نسبة إلى مدينة الزهراء الأندلسية) أوج الحضارة العربية في الأندلس، في بيئة توفرت فيها جميع الوسائل للإنتاج العلمي والفكري والعقلي، ويعد من أعظم جراحي العرب على الإطلاق لهذا لقب بجراح العرب الأعظم، وعلى المستوى العالمي يعتبر الزهراوي من أكبر الجراحين الذين أنجبتهم البشرية عبر العصور والأزمان، ولم تقدر السنون ولا الأيام طمس آثار هذا العالم الفذ، فلقد ترك موسوعة طبية ضخمة سماها التصريف لمن عجز عن التأليف وهي موسوعة كثيرة الفائدة، تامة في معناها، لم يؤلف في الطب أجمع منها، ولا أحسن للقول والعمل، وتعتبر من أعظم مؤلفات العرب الطبية، وصفها البعض بأنها دائرة معارف، وقال آخرون إنها ملحمة كاملة. وقد قسم الزهراوي موسوعته إلى ثلاثة أقسام تتضمن ثلاثين بابا: القسم الأول: للأمراض والتشريح. القسم الثاني: للأدوية والعقاقير وأفرد منه مقالة للمقاييس والمكاييل ومقالة للتغذية وأخرى للزينة. القسم الثالث: خصه للجراحة وفنونها. برع الزهراوي بفن الجراحة حتى أصبحت مؤلفاته الجراحية هي المرجع الأول للأطباء العرب والأوروبيين ولعدة مئات من السنين، وابتكاراته الجراحية رفعت من شأن هذا الاختصاص، في وقت كانت فيه أوروبا تخضع لقرارات الكنيسة التي تحرم تدريس الجراحة في مدارس الطب، وتصف الأطباء الذين يمارسونها بأنهم حقيرون وغير شرفاء، ولهذا أجمع مؤرخو الطب العربي من الأوروبيين بأن للعرب وحدهم وعلى رأسهم الزهراوي الفضل الأول في تطور الجراحة بمفهومها الجديد، فالمستشرقة الألمانية زيغريد هونكه بكتابها شمس العرب تسطع على الغرب تقول بهذا الخصوص: إن هذا الفرع بالذات يدين للعرب بتقدمه وصعوده من مرتبة مهنة الجزارين إلى القمة، وإليهم وحدهم يعود الفضل برفع هذا الفن العظيم للمستوى الذي يستحق، وفضل بقائه. – سنعرض بهذه العجالة أهم العناوين البارزة في موسوعته وما قدمته من مساهمات ضخمة في مسيرة الحضارة الإنسانية: ? يعتبر الزهراوي أول من أسس علم الجراحة بعدما وضع له منهجا علميا صارما لممارسته العملية يعتمد بشكل أساسي على معرفة دقيقة بعلم التشريح. ? هو أول من شرح مرض نزف الدم المسمى هيموفيليا وشرح كيفية انتقاله وراثيا. ? للزهراوي إضافات هامة جدا في علم طب الأسنان وجراحة الفكين، وأفرد لهذا الاختصاص فصلا خاصا به، شرح كيفية قلع الأسنان بلطف وأسباب كسور الفك أثناء القلع وطرق استخراج جذور الأضراس، وطرق تنظيف الأسنان وعلاج كسور الفكين والأضراس النابتة في غير مكانها، وبرع في تقويم الأسنان حيث استعمل خيوطا من الذهب والفضة. ? هو أول من كتب عن علاج عاهات الفم الخلقية وتشوهات الأقواس السنية وعلاج القطع اللحمية الزائدة في اللثة، وأول من استعمل آلة خاصة لاستئصال الثآليل النابتة في الأنف ولقطع الرباط تحت اللسان الذي يعيق الكلام وقطع ورم اللهاة واستئصال اللوزات وعلاج الضفدع المتولد تحت اللسان، كل هذا مع الشرح المفصل إضافة إلى الصور التي تشرح كيفية إجراء العمليات مع رسوم لكل الأدوات الجراحية الضرورية لكل عملية، إضافة إلى الأدوية التي توقف النزف بحال حدوثه، هذا ما جعل العالم الأمريكي المؤرخ في طب الأسنان (ABSELL) أن يعتبر الزهراوي من أشهر أطباء الأسنان وجراحة الفكين في القرن العشرين. ? ما كتبه الزهراوي في التوليد والجراحة النسائية يعتبر كنزا ثمينا في علم الطب، حيث يصف وضعيتي ( TRENDELEMBURE – WALCHER ) الهامتين من الناحية الطبية، إضافة إلى وصف طرق التوليد واختلاطاته، وطرق تدبير الولادات العسيرة، وكيفية إخراج المشيمة الملتصقة والحمل خارج الرحم وطرق علاج الإجهاض وابتكر آلة خاصة لاستخراج الجنين الميت، وسبق د. فالشر بنحو 900 سنة في وصف ومعالجة الولادة الحوضية، وهو أول من استعمل آلات خاصة لتوسيع عنق الرحم، وأول من ابتكر آلة خاصة للفحص النسائي لا تزال إلى يومنا هذا. ? في الجراحة العظمية له العديد من المآثر العلمية التي لا يزال جزء منها يتبع حتى الآن، ومنها: معالجة انتشار داء السل إلى الفقرات أو ما يتعارف عليه الأطباء اليوم بداء بوت نسبة إلى د. بوت، وكان الزهراوي قد سبقه إلى اكتشافه وعلاجه بنحو 700 سنة، كما وصف أربعة طرق لرد خلع مفصل الكتف ومنها الطريقة المعروفة اليوم باسم KOCHER ، بالإضافة إلى العديد من طرق العمل الجراحي بهذا المجال

السابق
أليرسون علاج الأكزيما – alerson
التالي
أين يوجد نخاع العظم

اترك تعليقاً