أمراض الجهاز الهضمي

التهاب القولون التقرحي وكيفية التعامل معه

 التهاب القولون التقرحي وكيفية التعامل معه

يعد مرض التهاب القولون التقرحي (بالإنجليزية: Ulcerative Colitis) من الأمراض المزمنة التي يمكن أن تستمر مدى الحياة، ولكن من خلال بعض اتخاذ بعض الإجراءات وتعديل نمط الحياة بصورة أفضل، يمكن التعايش مع هذا المرض وتفادي مضاعفاته المحتملة.

ينتمي التهاب القولون التقرحي إلى مجموعة من الحالات المعروفة باسم مرض التهاب الأمعاء (بالإنجليزية: Inflammatory Bowel Diseases)، وهو التهاب مزمن يصيب الأمعاء الغليظة، ويمكن أن يحدث في أي عمر، وتشمل أعراضه آلام البطن وضغط على الأمعاء، وقد يؤدي إلى إسهال ودم في البراز. 

كيفية التعايش مع أعراض القولون التقرحي؟

تعد أفضل طريقة للسيطرة على أعراض التهاب القولون التقرحي هي تناول بالأدوية والالتزام بالتعليمات التي يوصي بها الطبيب المعالج، حيث تساعد هذه الإجراءات في تخفيف حدة الأعراض.

عادةً ما يصف الطبيب أدوية لتقليل حدة الأعراض، فعلى سبيل المثال، يمكن أن يصف أدوية للسيطرة على الإسهال والاضطرابات الهضمية وألم المعدة، بالإضافة إلى أدوية تخفيف الحمى أو تخفيف الإلتهابات التي تصيب الجسم، ولكن يجب الإلتزام بالجرعات المحددة لأن هذه الأدوية يمكن أن تسبب آثار جانبية في حالة الإفراط في تناولها دون أخذ رأي الطبيب، وبالتالي قد تؤدي إلى تفاقم الأعراض بدلاً من تخفيفها.

يستجيب العديد من الأشخاص المصابين بالتهاب القولون التقرحي بشكل جيد للعلاج بالأدوية، وغالباً لا يحتاجون إلى الخضوع للجراحة، ومع ذلك، فيمكن أن يحتاج بعض الأشخاص لإزالة القولون بعد مرور 30 عام من الإصابة بالمرض، وذلك في حالة ظهور مضاعفات خطيرة يمكن أن تشكل خطورة على الجسم، وتساعد المتابعة المستمرة على الطبيب على تفادي حدوث المضاعفات الخطيرة.

التغذية المناسبة لمريض التهاب القولون التقرحي

قد يساعد الإنتباه إلى النظام الغذائي على تقليل الأعراض وتحسين جودة الحياة أثناء الإصابة بالتهاب القولون التقرحي. لا يوجد نظام غذائي واحد يجب أن يخضع له جميع المرضى، ولكن يجب الإلتزام بالتوصيات الغذائية المناسبة لكل حالة، والتي يوصي بها الطبيب، حيث يختلف التهاب القولون التقرحي من شخص لآخر.

وبشكل عام، ينصح باتباع العادات الغذائية التي تضمن الحفاظ على صحة الجهاز الهضمي، وتشمل:

  • اتباع نظام غذائي قليل الملح لتقليل احتباس الماء في الجسم.
  • اتباع نظام غذائي قليل الألياف لتجنب تحفيز حركة الأمعاء في التهاب القولون التقرحي.
  • اتباع نظام غذائي خال من اللاكتوز للأشخاص الذين يعانون من عدم تحمل منتجات الألبان.
  • اتباع نظام غذائي قليل الدهون والمقليات التي تسبب اضطرابات الجهاز الهضمي.
  • تناول وجبات صغيرة على فترات متكررة بدلاً من تناول وجبات كبيرة.
  • تجنب المشروبات الغازية التي يمكن أن تسبب الغازات والانتفاخات.
  • عدم الإفراط في تناول الكافيين الذي يمكن أن يسبب تفاقم الإسهال ومشاكل الجهاز الهضمي، وذلك لأنه يعمل كملين.
  • تجنب تناول الأطعمة الحارة التي تزيد من اضطرابات الجهاز الهضمي.
  • تقليل بعض أنواع الألياف لتفادي تفاقم الأعراض مثل المكسرات والبذور والخضروات النيئة.
  • وفي المقابل، يجب الاهتمام بتناول السوائل والمشروبات التي تعوض نقص السوائل الناتج عن تناول علاجات التهاب القولون التقرحي.
  • كما ينبغي استشارة الطبيب بشأن الفيتامينات التي يحتاجها الجسم، فقد يصاب بعض مرضى داء الأمعاء الالتهابي بنقص في بعض الفيتامينات والمعادن (بما في ذلك فيتامين ب 12 وحمض الفوليك وفيتامين ج وفيتامين د والحديد ،الكالسيوم والزنك والمغنيسيوم) أو لديهم مشكلة تناول ما يكفي من الطعام لتلبية السعرات الحرارية، وفي هذه الحالة، يمكن تعويض نقص هذه الفيتامينات بالتغذية أو المكملات الغذائية وفقاً لرؤية الطبيب المعالج.

مريض التهاب القولون التقرحي والتوتر

ينصح بتجنب مصادر التوتر والقلق لدى مريض التهاب القولون التقرحي، وذلك لأن التوتر يمكن أن يزيد من تفاقم الأعراض، وعلى الرغم من عدم وجود أدلة كافية حول هذا الأمر، ولكن قد يشعر المريض بالمزيد من التعب في حالة شعوره بالتوتر.

كما يمكن أن يترافق الاكتئاب مع التهاب القولون التقرحي المزمن، وفي هذه الحالة، قد يحتاج المريض إلى العلاج النفسي.

و لتجنب التوتر الذي يزيد من أعراض التهاب القولون التقرحي، ينصح باتباع النصائح التالية:

اتباع نظام غذائي صحي

إن تناول نظام غذائي صحي يضمن الحفاظ على الوزن ويزيد من طاقة الجسم اللازمة لممارسة الأنشطة اليومية بصورة طبيعية، كما يجب الاهتمام بشرب كميات كبيرة من الماء يومياً.

الاهتمام بتناول الأدوية في موعدها

يجب عدم تجاهل مواعيد الأدوية التي يصفها الطبيب لتجنب حدوث الأعراض التي تسبب الشعور بالألم وتزيد من التوتر.

الحصول على قسط كافِ من النوم في فترة الليل

وذلك لتقليل مستويات الإجهاد، وخاصةً أن مريض التهاب القولون التقرحي يكون أكثر عرضة للإرهاق، كما أن بعض الأدوية الخاصة بعلاج المشكلة يمكن أن تسبب الشعور بالتعب، ولذلك يجب النوم لمدة لا تقل عن 7 إلى 9 ساعات يومياً للأشخاص البالغين.

يمكن أن يساعد تطوير عادات النوم في الحصول على النوم الذي يحتاجه الجسم، وذلك من خلال الالتزام بدورة ثابتة للنوم والاستيقاظ كل ليلة وتجنب الكافيين والأضواء الساطعة والأجهزة الذكية قبل النوم.

طلب الدعم من الأشخاص المحيطين

من الضروري الحصول على الدعم من الأشخاص المحيطين، فهذا الأمر يضمن تخفيف التوتر بصورة كبيرة، كما يمكن الانضمام إلى دوائر الدعم التي تتضمن أشخاص مصابين بنفس المشكلة الصحية، فهذا يساعد كثيراً في تبادل الخبرات والتعايش مع المشكلة بصورة أفضل.

تعلم كيفية الاسترخاء

من الضروري تعلم تقنيات الاسترخاء التي تساعد في تقليل الشعور بالتوتر لدى أي شخص، وخاصة لدى الأشخاص المصابين بالتهاب القولون التقرحي المزمن.

  • تساعد ممارسة التمارين الرياضية المعتدلة بانتظام على تعرق الجسم، وبالتالي إفراز الإندروفين والمواد الكيميائية التي تزيد الشعور بالرضا وتعزز المزاج وبالتالي تقلل التوترK ,في حالة الرغبة بالبدء بنظام لياقة بدنية، يمكن التفكير في ممارسة المشي السريع أو ركوب الدراجات أو السباحة أو ممارسة الرياضات مثل كرة القدم والتنس.
  • كما أن ممارسة تمارين اليوغا والتأمل سوف يمنح الجسم الإسترخاء اللازم لتخفيف التوتر، وينصح بممارستها بشكل يومياً بحيث لا تقل عن 10 دقائق، ويمكن أن يساعد التنفس العميق على تقليل آلام الجهاز الهضمي والتشنجات الحادة لتهدئة القناة الهضمية لمن يعانون من التهاب القولون التقرحي.
  • وبالإضافة إلى ممارسة الرياضة، ينصح بالاستماع إلى الموسيقى الهادئة التي تساعد في تقليل الشعور بالتوتر وزيادة الإسترخاء والراحة النفسية، كما أن العلاج بالتدليك يعد أحد تقنيات الاسترخاء التي يمكن أن تساعد المصابين بأمراض الجهاز الهضمي والكبد، حيث تساعد على تخفيف الآلام وتقليل الأعراض وتحسين الحركة.

أعراض التهاب القولون التقرحي

قد تختلف أعراض القولون التقرحي، وفقًا لشدة الالتهاب ومكان حدوثه. تتضمن العلامات والأعراض ما يلي:

  • الإسهال، وغالبًا ما يكون مصحوبًا بدم أو صديد
  • آلام البطن وتشنجاتها
  • ألم المستقيم
  • نزف في المستقيم — تسرب كمية صغيرة من الدم مع البراز
  • الحاجة إلى التبرز
  • عدم القدرة على التبرز بالرغم من الحاجة إلى ذلك
  • فقدان الوزن
  • الإرهاق
  • الحمى
  • بالنسبة للأطفال، التأخر في النمو

علاج التهاب القولون التقرحي بالأعشاب

لدى معظم الأشخاص المصابين بالتهاب القولون التقرحي أعراض خفيفة إلى معتدلة. قد يختلف مرض التهاب القولون التقرحي، بالنسبة لبعض الأشخاص الذين يقضون فترات طويلة من الراحة.

واحدة من أبرز الدراسات التي أجريت تمت بهدف فحص أثر مركب الكركمين الفريد، الذي تم تطويره خصيصا لعلاج التهابات الأمعاء.

الكركمين (Curcumin) عبارة عن مادة كيميائية نباتية نشطة تتواجد في جذر نبات الكركم.

نبات الكركم يستخدم كثيرا في الطب النباتي الصيني والهندي، واستخدم أيضاً منذ أكثر من 3،000 سنة لعلاج مجموعة متنوعة من الأمراض التي تتميز بالحمى، الألم والالتهابات.

مادة الكركمين النشطة تم انتاجها لأول مره في عام 1910. هذه المادة بحثت كثيرا في السنوات الثلاثين الماضية وحازت على اهتمام كبيرا جدا.

بدأت الدراسة السريرية للكركمين في مجال أمراض التهابات الامعاء منذ 10 سنوات فقط. وأظهرت دراسة تجريبية صغيرة في الولايات المتحدة في عام 2005 فعاليتها في علاج مرض كرون واعراض التهاب القولون التقرحي.

كما وأظهرت دراسة يابانية كبيرة بأن استخدام الكركمين بموازاة العلاج الدوائي التقليدي كان أكثر فعالية من العلاج الدوائي وحده في تحسن حالة المرضى المصابين بالتهاب القولون التقرحي.

علاج القولون بالأعشاب الصينية 

هناك العديد من النباتات الطبية الأخرى في الطب الصيني والتي يمكن استخدامها لعلاج أمراض الأمعاء الالتهابية. أمثلة على ذلك:

  • الهندباء– Pu gong ying) Taraxacum Mongolicum)

 نبات ذا نشاط مضاد حيوي بالإضافة إلى نشاط مضاد للالتهابات. يطلق على هذا النبات Dandelion باسمه الشعبي والهندباء باسمه العربي. وهو نبات يعتبر استخدامه الطبي امنا نسبيا في الجهاز الهضمي.

  • قبطيس صيني– Huang lian) Coptis Chinensis)

نبات يستخدم كثيرا وشائع جدا في الصين لعلاج الجهاز الهضمي بالأساس بسبب نشاطه كمضاد حيوي قوي.

هو فعال جدا ليس فقط لعلاج التهابات المعوية وانما للالتهابات في جميع أنحاء الجهاز الهضمي بما في ذلك المعدة، المريء والتهاب اللثة.

هنالك مواد فعالة معينة موجودة في هذا النبات تؤثر أيضا على امتصاص السوائل في القولون ولذلك فهو فعال في حالات الإسهال المائي.

يعتبر النبات قويا ومرا جدا ولذلك ينبغي استخدامه بحذر وبجرعات معدة خصيصا لكل حالة ولكل مريض.

  • عرقسوس أورالي– Gan cao) Glycyrrhiza Uralensis)

نبات استخدامه شائع جدا على حد سواء في النباتات الطبية الصينية والغربية، ويسمى عرق السوس في العربية.

على عكس النباتات المريرة المذكورة حتى الان، فطعم هذا النبات حلو. يتميز عرق السوس بصفات تقوية الجهاز الهضمي، ولكن أيضا في مكافحة الالتهابات بشكل كبير.

على الرغم من أن النبات امن جدا للاستخدام فأيضا هنا لا بد من الملائمة الدقيقة للجرعة للحصول على الفاعلية المطلوبة.

يعتبر تطوير مثل هذه النماذج المتكاملة لعلاج القولون بالأعشاب وكذلك الاضطرابات المعقدة في الجهاز الهضمي  تقدما كبيرا وله إمكانات كبيرة لتحسين علاج المرضى الذين يعانون من التهاب القولون التقرحي ومرض كرون.

يعتقد أن هذه الاستراتيجية العلاجية التي تجمع بين أفضل ما في الطب التقليدي والطبيعي يمكن أن توفر علاجا فعالا، امنا وكاملا للكثير من المرضى.

القولون التقرحي والعسل

العسل يُعالج العديد من الأمراض المتنوعة منها القولون التقرحي وجميع التهابات القولون ويساعد في التخلص من أعراض التهاب القولون التقرحي، فضلا عن مشكلات الجهاز الهضمي المعروفة، خاصة وانه سهل الهضم بسبب توفر عنصرين مهمين منها الحديد والمنجنيز.

وعلى عكس ما هو معروف لدى الجميع عن ما هو السكر الصناعي وهو يعمل على زيادة اضطرابات الجهاز الهضمي، أثبتت العديد من الدراسات على أن العسل يُساعد في عملية الإخراج كما يُعالج الإمساك بشكل كبير للمصابين بمرض القولون العصبي، كما إنه يعمل على المحافظة على البطانة الداخلية للقولون ولا تنتج عنها مشكلات مثل الاضطرابات في الأغشية في القناة الهضمية ولكنه يعمل على شفاء البطانة المتضررة بسبب الإمساك الشديدة أو حتى الإسهال بشكل متُكرر، وهو يعمل على تهدئة القولون ويريحه حيث يقاوم البكتريا الضارة.

وصفة العسل لعلاج القولون التقرحى

وصفة العسل مضاف لها حبة البركة لعلاج القولون التقرحي كالاتي:

المكونات

  1. عسل طبيعي أبيض ويسمى بعسل النحل وتحدد الكمية حسب الحاجة.
  2. ملعقة كبير من بذور حبة البركة.
  3. عدد واحد ملعقة كبيرة من بذور الحلبة أيضًا.
  4. كوب واحد من الماء.

 طريقة التحضير

  1. يتم خلط بذور حبة البركة مع الحلبة مع كوب الماء المُضاف.
  2. يتم تسخين الخليط على النار لمدة تصل ربع الساعة بحيث تصل لدرجة الغليان.
  3. يتم ترك الخليط على جانب حتى يهدأ، ثم يتم تصفيته.
  4. عقب ذلك يتم إضافة كمية العسل النحل حسب الكمية السائلة عقب تهدئتها.
  5. يتم خليط الخليط مع بعضه جيدًا.
  6. خذ عدد 2 ملعقة كبيرة على الريق في الصباح بشكل يومي، وعليك تكرار ذلك بشكل يومي كل صباح.

حالات شفيت من القولون التقرحي

أظهرت دراسة أجريت بجامعة كوين ماري في لندن أن هناك بعض الحالات المرضية المصابة بالقولون التقرحي وعددهم 44 مريض تم إعطائهم 100 مل من جل الصبار يومياً لمدة 4 أسابيع، وأشارت النتائج إلى انخفاض أعراض وآلام المرض بشكل كبير بنسبة شفاء وصلت إلى 30 %.

وهناك بعض الحالات المرضية التي شفيت كذلك من القولون التقرحي باستخدام الشعير، حيث تم إجراء اختبار على مجموعة من المرضى في قسم الطب الباطني بجامعة Shiga للعلوم الطبية في اليابان من خلال إعطائهم 20 – 30 جرام من الشعير النابت بشكل يومي لمدة 4 أسابيع؛ وكانت النتائج مبشرة؛ حيث تم شفاء المرضى من كل أعراض المرض بنسبة مرتفعة دون حدوث أي أعراض جانبية أو مضاعفات صحية.
السابق
التحفيز العميق للدماغ
التالي
زيليستيسين اف كرافت مسكن للألم – XYLESTESIN F CART

اترك تعليقاً