صحة عامة

اعراض وسواس الافكار

اعراض وسواس الافكار

وسواس الأفكار

ماذا لو أُصبتُ بمرض خطير؟ أو ماذا سيحدث لو أذيت شخصًا ما؟ أو هل تأكّدت أنّك أغلقت الباب؟ وهل أغلقته بإحكام؟ وهل أنت مُتأكد؟ أعتقد أنّه من الأفضل أن تتفحصّه مرة ثانيّة؛ فقد يبدو هذا ما يُفكّر فيه الشخص الذي يُعاني من وسواس الأفكار بشكل دائم ومتكرر، فهو واحد من الأمراض المُسبِّبة للإعاقة والعجز وفقًا لمُنظمة الصحّة العالميّة، فما هو وسواس الأفكار؟

وسواس الأفكار (Obsessive Compulsive Disorder, OCD) أو ما يُعرَف بالوسواس القهريّ مرض نفسيّ يحدث بسبب التفكير في أشياء مخيفة وغير منطقية واستحواذية فتؤدي إلى سلوكيات قهريّة وإلزاميّة، ويصيب أي شخص، لكن لوحظَ أنّ نسبته بين النساء أكثر من الرجال وفقًا لجمعية الطب النفسي الأمريكية (APA)، وتجب الإشارة إلى أنّه من الأمراض التي قد تؤثر بشكل كبير في الحياة الاجتِماعيّة والعمليّةـ فما أهم عوارضه؟ وهل يُمكن التعامل معه؟ وهل فعلًا يؤدي وسواس الأفكار إلى خطر الإصابة بالفِصام؟

علامات وسواس الأفكار وأنواعه

تُقسّم علامات وسواس الأفكار قسمين أساسيين؛ هما:

  • أفكار وسواسيّة: هي تخيُّلات مستمرة مزعجة وغير مرغوب فيها، وتسبب القلق الشديد للشخص، ومن أهم عوارض هذه الأفكار:
    • الخوف من إيذاء النفس أو الآخرين عن طريق القصد.
    • الخوف من إيذاء النفس أو الآخرين عن طريق الخطأ.
    • الخوف من المرض أو التعرُّض للعدوى.
    • الخوف من الإصابة بمرض أو عدوى ما.
    • الرغبة الشديدّة في التنظيم وترتيب الأشياء مرارًا وتكرارًا وبطريقة الترتيب نفسها.
  • سلوكيات إلزاميّة: وهي تصرفات إلزاميّة وقهريّة تتكرّر مرارًا وتِكرارًا للتخفيف من التوتر والقلق، وترتبط ارتِباطًا مُباشرًا بالأفكار الوسواسيّة، ومن علامات هذه السُلوكيات:
    • التنظيف المُستمر وغسل اليدين مرارًا وتكرارًا.
    • تفحُّص الأشياء مرارًا وتكرارًا؛ بما فيها: إغلاق الباب أو الغاز.
    • حساب عدد الأشياء، والتأكُّد من عددها باستمرار.
    • تنظيم الأشياء بطريقة مُعينة وبأسلوب خاص.
    • الاكتِناز القهري (Compulsive hoarding)؛ وهو الاحتفاظ بالعديد من المُقتنيات ومُعاناة صعوبة في التخلّص منها.
    • تكرار كلمات مُعينة في الرأس.
    • تجنُب الأماكِن أو المواقع التي تسبب زيادة الأفكار الوسواسيّة.

ما أسباب وسواس الأفكار؟

يُعدُّ سبب الإصابة بوسواس الأفكار غير واضح، لكن ربما تمثله إحدى النظريات الآتية:

  • أسباب وراثيّة؛ إذ يزداد خطر الإصابة بالوسواس القهري بحوالي 25% في حال إصابة شخص مقرب للغاية.
  • تغيّر في كيمياء الدّماغ ووظائِفه؛ إذ يُعتقَد أنّ تغيُّر الاستجابة للناقل العصبي السيروتونين في بعض أجزاء الدماغ دور في الإصابة بالوسواس القهري.

كيفية التعامل مع وسواس الأفكار

إلى جانب العِلاج المُحدّد تجب على الشخص المُصاب بوسواس الأفكار معرفة طرق التأقلم مع هذا المرض للمساعدة في التقليل من تأثير عوارضه، ومن أهم هذه الطّرق:

  • القراءة أكثر عن المرض؛ إذ تجدر الإشارة إلى أنّ وسواس الأفكار من الأمراض النفسيّة المُزمنة التي تتطلب من الشخص التحكُم بالعوارض بشكل يوميّ.
  • تعلّم التأقلم مع التوتر والإجهاد؛ نظرًا لأنّ مرض وسواس الأفكار يرتبط ارتباطًا وثيقًا بالإجهاد الذي يُخفّف منه أو يجرى التعامل معه مع خِلال اتِباع عدّة أساليب؛ ومنها: الحصول على قسط كافٍ من النوم، وممارسة التمارين الرياضيّة، واتِّباع نظام صحيّ ومتوازن، وممارسة تمارين التأمُّل، والالتِزام بالعِلاج المُحدّد. وتجب معرفة الأمور التي تُسبب القلق الشديد من خِلال تحليل الأفكار والسلوكيات التي أحدثت القلق، والتفكير في كيفية التعامل معها.
  • تعلّم أساليب تفيد في الاستِرخاء؛ بما فيها: تعلّم أساليب التنفّس العميق، وتمارين التأمل، واستخدام تقنية استرخاء العضلات التدريجي، والتي تساعد في التخفيف من عوارض وسواس الأفكار.
  • ممارسة التمارين الهوائِيّة؛ مثل: المشي والركض، إذ أثبتت أهميّتها لصحّة العقل والجِسم؛ فهي تساعِد في التخفيف من علامات وسواس الأفكار، بالإضافة إلى فوائدها الجسمية الأخرى المعروفة؛ مثل: المساهمة في انخِفاض كوليسترول السيئ في الدّم، وخفض خطر الإصابة بأمراض القلب والسُكري.

هل يحتاج مريض وسواس الأفكار إلى علاج نفسي؟

نعم، فقد وُجِدَ أنّ العِلاج النفسي، خاصّة العِلاج السلوكي المعرفيّ (CBT)، ساعد 70% من المُصابين بوسواس الأفكار؛ فالعِلاج السلوكيّ المعرفي نوع من العِلاجات النفسيّة بالكلام الذي يساعِد المُصابين بوسواس الأفكار في تغيير طريقة التفكر والشعور والتصرُّف لدى الأشخاص من خِلال تنفيذ أساليب يُطلق عليها اسم أساليب الوقاية من التعرُّض ومنع الاستجابة (ERP)، وتشمل:

  • التعرُّض أو أسلوب التعود: هو الأسلوب الذي يعتمد على تعرُّض الشخص للسلوكيات التي تزيد من القلق وعوارض الوسواس الفكري، وبمرور الوقت يقل القلق أثناء هذه أداء هذه السلوكيات، ومع نهاية العِلاج قد لا يشعر الشخص بالقلق من هذه السلوكيات أو قد يبدو الشعور بالقلق قليلًا جدًا.
  • منع الاستجابة: أسلوب يعتمد على تعلّم طرق وتدابير تساعد في منع الاستجابة لسلوكيات الوسواس الفكري.

مضاعفات وسواس الأفكار

من أهم المضاعفات التي تُصاحب الشخص الي يُعاني من وسواس الأفكار الآتي:

  • ضياع الوقت في العديد من السلوكيات القهرية.
  • الإصابة بأمراض؛ بما فيها: التِهابات الجلد التحسُسيّة الناتِجة من غسل اليدين بشكل مستمر.
  • صعوبة في العمل أو المدرسة أو أداء الأنشطة الاجتِماعيّة.
  • وجود عدم الاستقرار في العلاقات الشخصيّة.
  • العيش ضمن جودة حياة سيئة بشكل عام.
  • الأفكار الانتِحاريّة والسوداويّة؛ فهناك نسبة 1% من الانتحار عند المُصابين بوسواس الأفكار.

أسئلة شائعة عن وسواس الأفكار

هل علامات وسواس الأفكار تزداد شدة مع تقدم العمر؟

نعم، في أغلب الحالات تزداد علامات الإصابة بوسواس الأفكار شدة مع تقدّم العمر، وقد تعاني هذه الحالات من صعوبة في تذكّر بدء ظهور هذه العوارض، لكن مع مُلاحظة تأثيرها في حياة الشخص قد يبدأ الأشخاص بتذكر ذلك.

هل يُسبب وسواس الأفكار الفصام؟

نعم، لوحظَ أنّ هناك رابطًا بين وسواس الأفكار والفصام؛ إذ لوحظَ أنّ الإصابة بوسواس الأفكار القهري قد يزيد احتمال الإصابة بخطر الفِصام، ولوحظَ أنّ خطر الإصابة بالفِصام يزداد مع إصابة الوالدين بوسواس الأفكار، لكن هناك حاجة إلى المزيد من الدّراسات لإثبات ما إن كان هناك رابط بين وسواس الأفكار والفصام.

هل هناك أدوية تساعد المصابين بوسواس الأفكار؟

نعم؛ يوجد عدد من الأدوية التي تساعِد في التخفيف من حدّة العوارض وتكرارها؛ بسبب تأثير هذه الأدوية في مستويات السيروتونين؛ ومن أهم هذه الأدوية: الفلوكسيتين (Fluoxetine)، وباروكسيتين (Paroxetine)، وسيرترالين (Sertraline)، وكلوميبرامين (Clomipramine).

هل يُصاب الأطفال بوسواس الأفكار؟

نعم، وقد يحدث خِلال فئتين عمريتين؛ هما: مرحلة الطفولة المتوسطة من عمر يتراوح ما بين (8-12) سنة، ومرحلة البلوغ المُتأخرة وما بعد ذلك وتتراوح الأعمار ما بين (15-25) سنة.

السابق
اضطراب الشخصية النرجسية
التالي
أسباب الأمراض النفسية

اترك تعليقاً