صحة عامة

كيف نتعامل مع فقدان شخص عزيز ؟

كيف نتعامل مع فقدان شخص عزيز ؟

قد يكون مَوت شخص نحبه مدمراً. تصف استشاريّة الفاجعة سارا سيمث بعض المشاعر التي يمكن أن تنشأ عن خَسَارة شخص ما، يؤثر موت شخص عزيز على الناس بطرقٍ مختلفة. لا يوجد طريقةٌ صحيحة أو خاطئة للشعور. يمكن الشعور بعدة أنواعٍ من المشاعر في نفس الوقت، كأن يشعر الشخص أنه بخير في يوم من الأيام، ثم يستيقظ في الصباح الثاني وقد عاد له شعور الحزن مجدداً. كما ويمكن للمشاعر القوية أن تأتي بشكل غير متوقع. “هي مثل الموج والشاطئ”. يمكن أن تكون واقفاً في الماء على ركبك وتشعر أن بإمكانك أن تتحمل الموج، ثم تأتي فجأة موجةٌ قويةٌ وتوقعك أرضاً”.

فقدان شخص عزيز بالموت

موت شخص عزيز علي قلبك

يمر البعض بمراحل الحزن كما وصفها نموذج «كيوبلر روس»، ابتداءً بالصدمة، عندما يبدو كل شيء غير منطقي؛ فكيف لشخص اعتدت وجوده في حياتك أن يرحل إلى الأبد؟ تتكرر الأحداث في ذهنك كل يوم، تمر عليك كشريط فيلم يسردها بتسلسل محاولًا جعلك تستوعب ما حدث، لتشعر بأن استمرار الحياة بعد هذه الفاجعة أمر مستحيل، وهذا ما يجعلنا نلجأ للإنكار كوسيلة للبقاء على قيد الحياة في الفترة الأولى.

تأتي بعدها مرحلة الغضب كرد فعل لما حدث لك؛ قد تصب غضبك على الأطباء أو الأصدقاء والعائلة، أو قد تغضب على فقيدك لأنه رحل عنك، تشعر بأن ما يحدث لك غير عادل وتتساءل: «لماذا أنا؟ وما الذي فعلته لأستحق هذا؟». قد تُظهر غضبك المكبوت على شخص لم يحضر العزاء، أو تُحمل مسؤولية الوفاة شخصًا لا ذنب له، وقد تغضب على نفسك لأسباب اختلقتها. تختلف طرق إظهار شعور الغضب، لكنه مرحلة طبيعية.

بعد ذلك نبدأ بالشعور في مرحلة المساومة بأننا مستعدون لفعل أي شيء لتغيير هذا الحدث: «سأصلي أكثر»، «لن أقترف هذا الذنب مرة أخرى، ولكن ليعد فقيدي». تبدأ تساؤلات عديدة من نوعية «ماذا لو؟»، تليها أمور نظن أننا لو فعلناها لاختلف وضعنا الآن، نرغب بشدة في العودة بالزمن لإصلاح ما تسبب في الوفاة، وهذا ما يدفعنا للتساؤل: ماذا لو أوقفنا الحادث، عالجنا المرض قبل انتشاره، منعناه مما فعله، كنا معه في تلك اللحظة؟ تختلف تساؤلاتنا ويبقى شعور الذنب بأن هناك ما كان بإمكاننا فعله بشكل مختلف؛ ولأننا لم نفعله، فقدناهم.

عند إدراكنا لحقيقة الأمر تبدأ مرحلة الاكتئاب، وهي لا تعني بالضرورة أنك مريض نفسي، وإنما هي استجابة تلقائية لخسارة كبيرة كهذه: ننسحب من الحياة، نشعر بحزن عميق يبدو وكأنه سيستمر إلى الأبد، لا نرى جدوى من الإكمال.

يرى البعض بأنه حالة يجب إصلاحها، بينما هي استجابة تلقائية وطبيعية، بل ومن غير العادي ألا يكتئب شخص بعد خسارة من يحب، فإدراك أن شخصًا عزيزًا عليك لن يعود لهو أمر محبط، والمرور بذلك خطوة مهمة للتصالح مع الوضع.

ومن ثم تأتي مرحلة القبول بحقيقة أن محبوبنا قد رحل فعلًا، والاعتراف بأن هذا الواقع الجديد هو الواقع الدائم. لن نحب هذا الواقع، لكننا سنتقبله ونتعايش معه لأنها الوسيلة الوحيدة للاستمرار.

غالبًا ما يعتقد الناس أن المراحل تستمر لأسابيع أو لأشهر طويلة، متناسين أنها مشاعر يمكن أن تستمر لدقائق أو ساعات، ونحن نتقلب بينها ونخرج من شعور لنعيش آخر، ويعتمد ذلك على طبيعة الفرد وطريقة تعامله مع حزنه. قد تتقبل الموضوع في بادئ الأمر ولا تشعر بالحزن، ثم تنهار من الصدمة بعد مرور أشهر، وقد تمر بها جميعها في يوم واحد تمامًا كما شعرت ديما.

خلال تلك المراحل، ستشعر بمشاعر قد تعجز عن فهمها أو معالجتها، قد تظن مثلًا أنك تخطيت الصدمة وتنهار باكيًا على أمر سخيف، أتذكر أني بكيت مرة بعد ليلة سعيدة قضيتها مع صديقاتي فقط لأني نظرت إلى التاريخ الذي كان يعلن بداية سنة جديدة، شعرت بصدمة أن سنة جديدة ستبدأ دون أخي، وهذه الحقيقة المرة هي واقعي الجديد. وبعد وفاة قريبي بكيت عند سماعي صوت المطر، لأنها كانت المرة الأولى التي تمطر فيها وهو في قبره، وبدلًا من دعائي لأخي فحسب، ضممت اسمًا آخر إليه.وهكذا قد تنهار لأمر يحدث للمرة الأولى دون فقيدك، أو حتى لكلمة عابرة ذكرتك به، وهذا لا يعني أنك عدت لنقطة الصفر؛ فهذه التفاصيل ليست سوى محطات قد تحتاج للمرور بها في رحلتك للتصالح مع واقعك الجديد.

مشاعر الفقد بعد وفاة شخص عزيز

كثير من أقارب المتوفى بعد أشهر يتقبلون الأمر، ويعودون إلى حياتهم الطبيعية ولكن ليس الجميع، فبعض الأقارب خاصةً المُتعلقين بالمتوفى قد لا يكون باستطاعتهم العودة لحياتهم الطبيعية لفترةٍ طويلة، وربما قد تمتد أعواماً، يتعّطل فيها الشخص الحزين عن أداء المُهمات الموكلة إليه في تصريف شؤون حياته. الأزواج في عمرٍ متقدم إذا فقد أحدهم الآخر خاصةً إذا كانوا مُتعلقين ببعض بدرجة كبيرة فقد يقدر الله عليه فيلحق الزوج بزوجه بعد فترةٍ قصيرة دون مرضٍ عضوي واضح. وقد روت لي جارة في أدنبرة عندما كنت أتدّرب وأواصل دراستي العليا هناك بأن زوجة توفي زوجها المتقاعد وكانا يعيشان معاً طيلة الوقت ومرتبطين ببعضهما بدرجة كبيرة ولم تستطع الحياة بعده، وكانت تزور قبره كل يوم وبعد فترةٍ لم تطل توفيت هذه الزوجة دون سبب واضح للوفاة من الناحية الطبية! إن الإيمان بالله وقضائه وقدره قد يُساعد أقارب المتوفى في تجاوز هذه المرحلة ولكن أحياناً يكون الوضع أشد وطأة على الرفيق أو الابن أو الأب فيلحق بمن يُحب دون أن يكون هناك عدم رضا بقضاء الله وقدره، ولكن النفس البشرية مُعقّدة وكذلك المشاعر تختلف من شخصٍ لآخر وهذا ما يُفرّق بين الأشخاص في تقبّل رحيل شخصٍ عزيز، وهكذا الحياة رحلةٌ نسير فيها ولا نعلم متى يسترد الله وديعته فالموت هو الحقيقة المطُلقة في الحياة وكل نفسٍ ذائقة الموت وهو المصير الذي يسير إليه كل البشر..!.

ماذا تفعل عند موت شخص

اذا مررت أنت أو شخص تعرفه بتجربة فقدان عزيز عليك، فهي واحدة من أكثر التجارب إيلامًا وحزنًا، التي يمكن أن يمر بها الشخص، مما يجعلها في كثير من الأحيان صغبة التخطي، فكيف يمكن تجاوز ذلك الألم؟

1- الحزن أمر طبيعي

يجب أن تخبر نفسك باستمرار أن الحزن أمر طبيعي، بل هو ضرورة يجب أن تمر بها لتستطيع أن تتغلب على الشعور بفقدان أحدهم، فالحزن ليس ضعفًا كما يعتقد البعض.

2- مراحل الحزن الخمسة

مع أن كل شخص يحزن بشكل مختلف، إلا أنه غالبًا يكون هناك مراحل حزن مشتركة، وربما لن تمر بكل تلك المراحل أو ببعض منها، فالأمر يختلف من شخص لأخر.

وربما معرفة هذه المراحل ربما لن تقضي على شعورك بالألم إلا أنها ستساعدك على الاستعداد له.

– الإنكار: أن ترفض تصديق أن هذا الشخص رحل، وهذ الشعور هو الأكثر شيوعًا مع أؤلائك الذين يمرون بتجربة فقد شخص خاصةً إذا مات فجأة، مما يجعل هؤلاء الأشخاص غير قادرين على البكاء أو الحزن، وربما يسعاد هذه الأنكار على تجاوز الشعور بالحزن في الأيام الاولى.

– الشعور بالغضب: هو إحدى مراحل الحزن، فبعد أن تنتهي فترة الإنكار، وتدرك حقيقة أن هذا الشخص مات فقد تشعر بالغضب، مما يجعلك توجه هذا الغضب إلى أي شخص، ربما على نفسك أو أصدقائك أو عائلتك أو الأشخاص الذين لم يتعرضوا لخسارة، إلا أن هذا الشعور طبيعي وصحي، فهو يخرج جزء من طاقة الحزن بداخلك.

– الشعور بالذنب: إذا فقدت أحد من أفراد أسرتك أو اصدقائك، ستجد نفسك تلقي باللوم والذنب على نفسك، كما أنك ستفكر فيما كان يجب فعله لإنقاذه من الموت، إلا أنه يجب أن تعرف أن الموت ضرورة، وأنه ليس خطئك أو ذنبك.

– الاكتئاب: ربما تكون تلك المرحلة الأطول في مراحل الحزن، كما أنها تكون مصحوبة عادة بأعراض جسدية مثل فقدان الشهية والأرق والبكاء، كما أنك ستميل إلى الإنعزال عن الناس، وهذه أمور طبيعية إلا إذا تطور الوضع معك ووجدت تلك الأعراض تزداد لديك، فيجب أن تراجع الطبيب.

– تقبل الوضع: وهي المرحلة الأخيرة من مراحل الحزن، وهي أن تتعلم كيف تعيش وتسير أمور حياتك بدون حبيبك.

بينما أن تشعر بخسارة فقدان الشخص، إلا أنك ستتمكن من إنشاء وضع طبيعي جديد بدون هذا الشخص في حياتك، وربما هذا يشعر البعض بالذنب لأنهم قادرون على إعادة حياتهم لطبيعتها بدون هذا الشخص، لكن تذكر دائمًا أن هذا الشخص لن يكون مسرورًا أبدًا بعدم رؤيتك مكتأبًا.

3- شارك مشاعرك

إن مشاركة مشاعر الحزن مع الآخريين المشتركين معك في فقد الشخص نفسه، يخفف من الشعور بالحزن والألم ويمدك بالدعم الذي يساعد على تخطي تلك الأحاسيس.

كما يمكن أن تشاركوا ذكرايتكم السعيدة مع الشخص الذي فقدتوه مما يساعدك على تجاوز شعور الألم.

4- لا تجخل من الذهاب لطبيب

ربما لا يلجأ الكثيرون إلى الاستعانة بطبيب لمساعدتهم، في التغلب على حزنهم وألمهم، إلا أن هذه الخطوة ضرورة في بعض الأحيان، خاصة إذا طالت فترة الحزن، أو تطورت مراحل الإكتئاب، كما يمكن أن تستعين.

5- إملأ وقت فراغك

حاول أن تملأ أوقات فراغك قدر الإمكان، فإذ كنت قد أخذت إجازة من عملك أو دراستك فعد لها، كما حاول أن تمارس هوايتك المفضلة، بالإضافة إلى قضاء وقت مع من تحب، أو ممارس الرياضة .. كل هذا لن يعطي لك فرصة للجلوس بمفردك وتذكر الشخص الذي فقدت، وبالتالي الإفراط في الشعور بالحزن والألم.

الاكتئاب بسبب فقدان شخص

تأثير الحزن والحسرة بعد وفاة عزيز على صحتك

1- ضعف الجهاز المناعي

يحمي جهازك المناعي جسمك من الأشياء التي يمكن أن تمرضك، يمكن أن تؤثر تجربة الحزن على الجهاز المناعي، في إحدى الدراسات ، كان كبار السن الذين فقدوا أحباءهم قد عانوا ضعف المناعة أكثر من غيرهم ممن لم يحزنوا على فقدان شخص عزيز.

ضعف جهاز المناعة قد يؤدي أيضًا إلى الإصابة بالأمراض والالتهابات. أظهرت دراسة أن 249 شخصًا فقدوا رضيعًا أو طفلًا أبلغوا عن 404 مرضًا حادًا خلال السنة الأولى بعد الوفاة، الأكثر شيوعا كانت نزلات البرد الانفلونزا، الصداع، القلق، الالتهابات، الاكتئاب، والذبحة الصدرية (آلام شديدة في الصدر).

2. مشاكل في القلب

أظهرت دراسة أن احتمال إصابة الشخص بنوبة قلبية يزيد بنسبة 21 مرة في الساعات الـ24 الأولى بعد وفاة شخص مقرب، بعد أسبوع واحد ، كان الخطر لا يزال 6 مرات تقريبًا، قد يكون التأثير أكبر بين الأفراد المعرضين لخطر كبير في القلب والأوعية الدموية.

قد تؤدي أحداث الحياة المجهدة، مثل وفاة أحد أفراد أسرته أو الطلاق، إلى حالة طبية يشار إليها باسم متلازمة القلب المكسور، هذا هو مرض القلب على المدى القصير الذي لا يضخ القلب بشكل طبيعي ويمكن أن يحدث في الأشخاص الأصحاء.

يُعتقد أن الزيادة السريعة في هرمونات الإجهاد (مثل الأدرينالين) يمكن أن تلحق الضرر بشكل مؤقت بالقلوب، تشمل الأعراض ألم مفاجئ شديد في الصدر، قد يكون الألم شديدًا لدرجة أنه قد يكون من الخطأ حدوث أزمة قلبية. يمكن أن تسبب متلازمة القلب المكسورة قصورًا في عضلة القلب على المدى القصير، ولكنها عادةً ما تكون قابلة للعلاج.

3. تعاطي الكحول والمخدرات

أظهرت دراسة شملت 235 من الأبناء والبنات الذين فقدوا أحد الوالدين أن لديهم مخاطر أكبر بنحو 2.4 مرة من تعاطي الكحول والمخدرات مقارنة مع الأبناء والبنات الذين لم يفقدوا أحد الوالدين.

4. الاكتئاب

وجدت دراسة أن حوالي 1 من بين كل 4 أرامل من الرجال يعانون من اكتئاب سريري خلال السنة الأولى بعد وفاة زوجتهن.

5. قلة النوم

أظهرت سلسلة من الدراسات أن الأشخاص الذين يتعاملون مع الحزن يواجهون صعوبة في النوم والقدرة على البقاء نائمين، وقلة النوم قد يكون لها تأثير ضار على صحة الشخص.

6- قد يتداخل الحزن أحيانًا مع قدرة الشخص على العمل في حياته اليومية (المعروفة باسم الحزن المعقد). فكر في التحدث مع مقدم الرعاية الصحية إذا كنت ، مع مرور الوقت:

-لديك مشكلة في تنفيذ الروتين العادي الخاص بك.

-لم تعد ترغب في المشاركة في الأنشطة الاجتماعية.

-تشعر بالاكتئاب أو الحزن العميق.

-إلقاء اللوم على نفسك أو تشعر بالذنب.

-تعتقد أنك فعلت شيئا خاطئا أو يمكن أن تمنع الموت.

-تشعر وكأنك فقدت شعورك بالهدف في الحياة.

-تشعر بأن الحياة لا تستحق العيش بعد الآن.

-تتمنى لو كنت قد توفيت أيضا.

الحزن بعد فقدان أحد أفراد أسرته أمر طبيعي، وقد تستغرق عملية الحزن بعض الوقت، إذا قررت أنك بحاجة إلى مساعدة للتغلب على حزنك، فتواصل مع طبيبك للحصول على الدعم.

إلى كل من فقد شخص عزيز عليه!

بعد معرفة كيفية التعامل مع فقدان شخص عزيز، والمضي في عمليّة شفاء القلب المكسور، من المفيد أن يكون هناك توقعات واقعية حول هذه العملية، وعدم التأثُّر بالنظرة المشوّه والحسرة التي يمكن للمجتمع والأمثال والأغاني الشعبيّة أن تعطيها، وفيما يأتي بعض الأمور التي يجب أخذها بالحسبان وتذكّرها جيّدًا:

  • تقييم التجربة بشكل صحّي: مهما كان نوع الفقد أو قرب وبعد المفقود، من المفيد تقييم التجربة وتحديد أثرها، ولربما تكون بداية التغيير وبداية فرص وحياة جديدة.
  • إنّها ليست منافسة: من الضروري عدم مقارنة ردود الأفعال على تجربة ما بردود أفعال الآخرين وخصوصًا الحزن والألم، فلكل شخص قدرته الخاصّة على التحمل وطريقته الخاصة في تجاوز آلامه وأحزانه.
  • لا يمكن تجنب ذلك: يجب البعد عن المكابرة، فكلّما كان التعامل مع المشاعر المؤلمة متأخرًا، كلّما طال الوقت للبدء في الشعور بالتحسن.
  • الشعور بالذنب: إذا كان الفقد لأحد أفراد الأسرة، فقد يثير الشعور بالسعادة والمضي قدمًا بالحياة بعض الشعور بالذنب، إلّا أنّ إجبار النفس على البقاء في حالة ذهنية سلبيّة لن يغير الموقف، ولن ينفع أحدًا، قبول الأمر الواقع والتسليم للقدر هو القرار السليم والصحّي.

كيف تواسي شخص فقد غالي

مواساة الشخص الحزين ليس بالأمر السهل وخاصة إذا كان شخصاً عزيزاً جداً، ومع ذلك هناك بعض الخطوات التي من الممكن اتّباعها لمساعدته للتغلب على هذا الحزن، نذكر منها ما يأتي:

  • سؤاله بشكلٍ مباشر عن سبب حزنه والتواجد من أجله وإشعاره بالاهتمام وبأنه ليس وحيداً في هذه المحنة، حيث تعد هذه الخطوة من أهم الخطوات لمواساة الشخص الحزين.
  • الاستماع والإنصات له وإفساح المجال لكي يُعبر عن مشاعره وسبب حزنه. تركيز الانتباه بشكلٍ كامل على الشخص الحزين وتجنب مقارنة ما يمر به حالياً بمواقف أخرى حدثت في الماضي؛ لأن الشخص عندما يكون حزيناً فإنه لا يرغب بالاستماع لتجارب الآخرين، وإنما كل ما يحتاجه في هذه اللحظة هو التحدث عن نفسه وعن شعوره المؤلم.
  • تجنب محاولة التركيز على الجانب الإيجابي للمشكلة أو لحالة الحزن في بداية المحادثة التي يتعرض لها الشخص الحزين؛ لأن ذلك يجعله يشعر أن الآخرين يستخفون بمشكلته، وأن مشاعره ليست مهمةً بالنسبةِ لهم، بل يجب الانتظار لنهاية المحادثة، ومن ثم محاولة لفت انتباه الشخص للإيجابيات.
  • تجنب مقاطعته خلال حديثه بل يجب تركه يتحدث بعفويةٍ حتى ينتهي تماماً من كلامه، فكل ما يرغب به الشخص الحزين هو وجود من يستمع له بانتباه، وأن يعمل على إخراج المشاعر السلبية من داخله.
  • إبداء الاهتمام لما يقوله وذلك عن طريق تعابير الوجه واستخدام لغة الجسد، مثل الاتصال المباشر بالعين والإيماء بالرأس. إسداء النصح له وذلك بعد الانتهاء من التعبير عن سبب حزنه؛ بحيث يتم مناقشته عن خطوته التالية التي ينوي القيام بها، وعرض بعض الحلول عليه، ومساعدته على وضع خطة لتجاوز هذه المحنة. إذا كان الشخص يعاني بشدة فمن الممكن إقناعه بطلب الاستشارة من الطبيب النفسي.
  • عرض المساعدة عليه، مثل مقابلته بشكلٍ دوري، والتحدث معه، أو مساعدته في الواجبات والمهمات الصعبة التي يتوجب عليه القيام بها.وعند عرض المساعدة عليه يجب التأكد من إمكانية الإيفاء بهذا الالتزام وعدم التهرب منه.
  • إعطاء الشخص الحزين الوقت الكافي للتعبير عن مشاعره وعدم استعجاله، كما لا يجب التقليل من ألمه أو الاستخاف بالمشكلة التي يمر بها.
  • تجنب استخدام أسلوب العتاب وإلقاء اللوم عليه عند مروره بمشكلةٍ مكررة مثلاً، كما لا يجب إصدار الأحكام عليه بإخباره بسوء تصرفه وتحميله نتيجة ما وصل إليه فهذا يجعله يشعر بمزيد من الاستياء.
  • السماح له بالبكاء كما يشاء وعدم منعه من ذلك فالبكاء يساعد على التخفيف من الشعور السيء، كما أنه يُريح النفس
  • طبخ وجبته المفضلة، ودعوته إلى العشاء مما يساعده على الترويح عن نفسه.
  • محاولة إلهائه وتشتيت ذهنهِ بعيداً عن المشكلة، عن طريق التحدث في أمورٍ أخرى ليست مرتبطة بمشكلته أو ممارسة الهوايات معاً أو الخروج للتسوق.
  • تشجيعه على التطوع في بعض الأعمال الخيرية ومساعدة الناس؛ حيث له أثراً واضحاً في مساعدة الشخص للخروج من الحالة الحزينة التي يعاني منها، وزيادة الرضا عن النفس.
  • دعوته إلى منتجع صحي للاسترخاء ونسيان الهموم.
  • شراء هدية له؛ حيث تعمل الهدية على التخفيف عن الشخص أحزانه، بالإضافة إلى معرفته بأن هناك من يفكر به ويهتم لأمره، ومن الممكن أن تكون الهدية عبارة عن شيءٍ لطيفٍ، أو ربما تكون شيئاً يحتاجه الشخص الحزين ويرغب بشرائه.
  • محاولة إضحاك الشخص الحزين، وإدخال البهجة إلى قلبه عن طريق تذكر مواقف طريفة حدثت في الماضي، أو إلقاء نكتة، أو مشاهدة فيلم كوميدي؛ فهذا يُساهم بإسعاده حتى ولو مؤقتاً.
  • الخروج للتنزه والسير معاً لاستنشاق الهواء النقي مما يساعد على التخلص من الضغط.
  • تقديم الدعم والمساندة المناسبين له وحسب مشكلته؛ فقد يكون سبب حزنه هو شعوره بالفشل أو عدم معرفته ماذا يجب أن يفعل في حياته، وبالتالي سيكون بأمس الحاجة إلى هذا الدعم لرفع معنوياته وتحديد أهدافه.
  • تجنب إرغامه على الحديث إذا لم يكن يريد ذلك واحترام رغباته؛ ففي الوقت الحالي قد لا يرغب بالتحدث وإنما ما يريده هو وجود أحد إلى جانبه كي لا يشعر بالوحدة مع التزام الصمت.
  • تحري الصدق وعدم تزييف الحقائق وإن كان هذا الأمر صعب في بعض الأحيان؛ إلا أنّ الصدق ضروري في هذه المرحلة لمساعدته على رؤية الأمور بوضوحٍ بدون تشويش للتعرف على أسباب مشكلته، والتغلب عليها بوقتٍ قصير.
  • من الممكن طلب المساعدة من الأشخاص المقربين للشخص الحزين مثل الأهل والأصدقاء؛ فتواجدهم بالقرب منه يزيد من شعوره بالأمان وثقته بنفسه.

كلمات تصبير لمن فقد عزيز

الميت دائما ما يترك خلفه سيرة يجب على أهله والمقربين منه أن يحافظون عليها ولا يسعون الى اضفاء أى معانى سلبية على تلك السيرة، وان يحافظوا على اسم الميت ونقاء سمعته، وان يحرصون على الذكريات الجميلة بينهم وتذكره بكل خير فى كل الجلسات واللقاءات المختلفة.

كما أنه يجب الدعاء للميت، فالدعاء للميت هى الوسيلة الوحيدة التى يمكن ان يقدمها الانسان الحى للميت، وهى الشئ الذى يمكن أن يأخذه الميت من الحي، حيث يدعو له بالرحمة والمغفرة وان يوسع له قبره، وتلك الدعوات لها فضل كبير جدا للميت وأيضا للحى.

يجب التصدق لصالح الميت وعمل صدقات جارية له، والسعي دائما الى تحقيق رغباته التى لم يتمكن من تحقيقها فى حياته، لأن هذا يترك أثر نفسى طيب للإنسان فى حياته، ويجعله يسعى لتحقيق ما يريده فى الدنيا قبل انقضاء الأجل

 

السابق
المشاكل الزوجية
التالي
الجدول الزمني لاضطراب التوحد

اترك تعليقاً