صحة عامة

علاج القلق

علاج القلق

القلق

القلق استجابة الجسم الطبيعية للتوتّر تتمثّل في الشعور بالخوف بشأن ما سيحدث، ومن أمثلته القلق في اليوم الأول للمدرسة، وعند الذهاب إلى مقابلة عمل، أو إلقاء خطاب أمام مجموعة من الناس، وفي حال أصبحت مشاعر القلق والخوف شديدة واستمرت لما يزيد على ستة أشهر وأثّرت في سير الحياة بحيث توقّف الشخص عن فعل الأشياء التي يستمتع بها، فهناك احتمال لأن يبدو مصابًا باضطراب القلق.

يؤثر هذا الأمر في أيّ إنسان وفي أي عمر، غير أنّ النساء الفئة الأكثر عرضة للإصابة بالاضطراب، وفقًا لما أشارت إليه جمعية الطب النفسي الأمريكية، وإذا تُرك دون علاج فإنّ الوضع يزداد شدّة.

علاج القلق

يُنفّذ العلاج عن طريق اتباع واحدة أو أكثر من العلاجات الآتية:

  • العلاج الذاتي، حيث تقنيات الاسترخاء تسهم في معالجة مشاعر القلق قبل تطوّرها إلى اضطراب، وفي بعض الحالات يتحكم أيّ شخص بالقلق بشكل ذاتي دون الحاجة إلى إشراف مختص أو طبيب، خصوصًا في حالات القلق الأقل حدة التي تستمرّ لمدة قصيرة، وتتمثل هذه العلاجات في ما يأتي:
    • إدارة الإجهاد، التي تهدف إلى التقليل من الأمور التي يُحتمل أن تزيد مستويات التوتر؛ ذلك بمراقبة أوقات الضغوطات، ثم تنظيم المهمات الصعبة في قائمة المهمات، وتخصيص وقت كافٍ لإنجاز الالتزامات المهنية أو التعليمية أو غيرهما.
    • الاسترخاء، تتمثل أساليبه في ممارسة تمارين التنفس العميق، ومن أوجه الاسترخاء الأخرى: أخذ حمّام طويل، والتأمل، واليوغا، وأخذ راحة في الظلام.
    • استبدال الأفكار الإيجابية بالسلبية، ذلك بكتابة قائمة الأفكار السلبية ومقابلها قائمة أخرى إيجابية تحلّ مكان الأولى، فعندما يتصوّر الشخص نفسه يعاني خوفًا معينًا ويتخلّص منه بنجاح يؤدي هذا إلى التقليل من القلق المرتبط به.
    • شبكة الدعم، ذلك بأن يتحدث الشخص الذي يعاني من القلق إلى آخر داعم؛ كأحد أفراد الأسرة أو صديق، ويُنصح في هذا السياق بتجنب تخزين مشاعر القلق وقمعها؛ لأنّهما قد يؤديان إلى زيادة اضطرابات القلق.
    • التمرين، يسبب النشاط البدني وأسلوب الحياة النشط تحسين الصورة الذاتية، وإفراز المواد الكيميائية في المخ التي تحفّز بدورها المشاعر الإيجابية.
    • المشاركة في المجتمع، يُنصح بتخصيص بعض الوقت لممارسة بعض الأنشطة للآخرين للابتعاد قليلًا عن الأفكار التي تدور في الرأس، ومن ذلك التطوع أو تنفيذ نشاط معيّن في المجتمع.
  • العلاج النفسي، يشمل ذلك الإرشاد النفسي والعلاج؛ ومن أمثلته: العلاج السلوكي المعرفي، الذي يهدف إلى معرفة أشكال التفكير السلبية التي قد تسبب الإصابة باضطراب القلق والمشاعر المزعجة ثم تغيير تلك الأفكار المشوّهة، وتغيير ردود الفعل على الضّغوطات، أمّا العلاج النفسي فهو حلّ آخر يترتب عليه التحدث إلى اختصاصي الصحة العقلية للتخلص من اضطراب القلق، ومن خلال الجلسات أيضًا يُتعرّف إلى محفزات القلق وطرق المواجهة الممكنة.
  • العلاج بالأدوية، حيث بعض أنواعها تسهم في التخلص أو الحدّ من اضطراب القلق، وتوجد أدوية أخرى تَحُدّ من بعض الأعراض الجسمية والعقلية للقلق؛ مثل: الأدوية المضادة للاكتئاب ثلاثية الحلقات، كما توجد أدوية التحكّم باضطراب القلق؛ مثل: البنزوديازيبينات، ومضادات الاكتئاب، ومن الأدوية الأخرى التي تحدّ من هذه المشاعر حاصرات بيتا، ومثبّطات أوكسيديز أحادي الأمين، وبوسبيرون.

أسباب القلق

إنّ أسباب القلق ليست واضحةً تمامًا، وتُذكَر في ما يأتي:

  • التجارب القاسية، أو التعرّض لأحداث صادمة، مما يؤدي إلى الإصابة باضطرابات القلق لدى المعرّضين فعلًا لهذا الاضطراب.
  • الأسباب المرضية، بالنسبة لبعض الأشخاص قد يرتبط القلق بمرض، ويشتبه الطبيب في وجود سببٍ مرضي بعد معرفة العلامات والأعراض المُصاحِبة للقلق؛ ليجري بعدها الاختبارات اللازمة للبحث عن المشكلات المرضية التي ترتبط بالقلق، ومنها أمراض القلب، والسكري، ومشكلات الغدة الدرقية -كفرط نشاطها-، واضطرابات الجهاز التنفسي؛ كالانسداد الرئوي المزمن (COPD) والربو، وسوء استخدام الأدوية، أو تناول أدويةٍ معينة، أو آثار الجانبية لبعض منها، وكذلك الآلام الزمنة، ومتلازمة القولون العصبي، والأورام النادرة التي تُنتِج بعض الهرمونات وغيرها، ويزداد احتمال وجود القلق بسبب مرض في حال لم يوجد لدى الشخص قريب يعاني من اضطراب القلق في عائلته، وفي حال لم يُعانِ مسبقًا من اضطراب القلق، ولم يبتعد عن بعض المواقف بسبب القلق، وإذا كانت حالة القلق مفاجئة وغير مرتبطة بالأحداث التي تمر فعلًا.

أعراض القلق

يختلف الشعور بالقلق من شخصٍ لآخر، فقد يتسبب في ألمٍ ضئيل في المعدة وصولًا إلى تزايد دقات القلب والشّعور بعدم القدرة على التحكم بالذات؛ كوجود انفصال بين الدماغ والجسم، ومن الأعراض الأخرى التي تظهر على الأشخاص المصابين:

  • الكوابيس.
  • نوبات الهلع.
  • الشعور العام بالخوف، أو الخوف من مكان أو حدث معين.
  • زيادة معدل دقات القلب.
  • التنفس السريع.
  • الأرق.
  • الصعوبة في التركيز والنوم.

تشخيص القلق

لا يُشخّص القلق من خلال اختبار واحد، إذ يتطلب عملية متسلسلة بدءًا بالفحوصات البدنية وصولًا إلى فحوصات الصحة العقلية والنفسية، ومن أمثلة الفحوص البدنية التي يطلب الطبيب إجراءها:

  • تحاليل الدم أو البول؛ للتأكد من عدم وجود أيّ أمراض سببت ظهور أعراض القلق.
  • مجموعة من اختبارات القلق، والمقاييس التي تساعد في تقييم مستوى القلق الذي يعاني منه بعض الأشخاص.

أسئلة شائعة عن القلق

هل يُعالَج القلق بالأعشاب

ممّا لا شكّ فيه أنّ العلاجات الدّوائية تخضع لدراسات ومتابعة حثيثة لتحديد فاعليّتها وآثارها الجانبية، وكلّ ما يتعلق باستخدامها على عكس العلاجات العشبية التي تحتاج إلى المزيد من الدّراسات لإثبات فاعليتها ومدى أمان استخدامها؛ فمثلًا: عشبة الكافا كاف تُعدّ من العلاجات العشبية الواعدة، غير أنّ لها تأثيرات جانبية خطيرة في وظائف الكبد، كما أنّ أغلب الأعشاب المساعدة في علاج القلق قد تُسبب النّعاس ممّا يحد من استخدامها عند الحاجة إلى القيادة أو تنفيذ مهمات تتطلّب التّركيز، ويجب إبلاغ الطّبيب قبل الشّروع بتناول أنواعٍ من الأعشاب خاصّةً لو تزامن تناولها مع تناول أدويةٍ أخرى، ومن أمثلة الأعشاب ذات التأثير المحتمل للتخفيف من القلق: البابونج، واللافندر، والمليسة.

ما علاج قلة النّوم النّاتج من القلق

يُعالج الأرق النّاتج من الإصابة بالقلق من خلال طرق علاج عدّة؛ مثل: العلاج المعرفي السّلوكي، وتقنيات الاسترخاء التي تُعطي طرقًا للتعامل مع مسببات الأرق، وقد يُلجَأ إلى بعض الأدوية عند بعض الحالات المزمنة، خاصّةً لو أصبحت قلة النوم تُؤثر في قدرة الشّخص في أداء مهماته اليومية.

السابق
علاج مرض الذهان
التالي
علاج حالات الاكتئاب

اترك تعليقاً