أعشاب طبية

طرق للتغلب على صعوبات التعلم

طرق للتغلب على صعوبات التعلم

التشخيص

إنّ تشخيص المشكلة وتحديد ماهيتها، هي الخطوة الأولى على طريق حل المشكلة، وبناءً على ذلك يتم تحديد آلية لعلاجها، وفق برنامجٍ زمنيٍ يتم تحديده من قبل الأهل المُتابعين لحالة طفلهم، وبالتعاون مع الهيئة التدريسية، وتعتمد الكثير من الدول في مدارسها اليوم برنامجاً تعليمياً يُدعى بالتعليم المُساند، حيثُ يتمّ فرز الطلبة الذين يتسم تحصيلهم العلمي بالضعف ضمن مجموعاتٍ صغيرة، ويتمّ إعطاؤهم حصصاً خاصةً، بشكلٍ مُنفصلٍ عن الطلبة الآخرين، ويقوم المُدرس بشرح المادّة بطريقةٍ تُراعي صعوبات التعلّم لدى هؤلاء الطلبة.

التزام الأهل الصبر

بعد أنّ تُعرف المشكلة لدى الأهل، ويتم التوافق مع المدرسة على حلٍ ما، يجب على الأهل لا سيما الوالدان التزام الصبر في التعامل مع الطفل، بحيثُ لا يوبَخ الطفل بسبب إحرازه علامةً مُنخفضةً في امتحانٍ ما، أو لا يستطيع فهم شرح والدته بسهولة؛ لأنّ ذلك سوف يُعمّق المشكلة، ويخلق مشاكل جانبية لدى الطفل، تتمثل بالنفور من الدراسة، وعدم القدرة على استيعاب الشروحات، أو حتى الاستجابة مع الحلول.

اللجوء إلى الطبيب النفسي

فقد تكون بعض صعوبات التعلم، ناجمةً عن تعرض الطفل لصدمةٍ نفسيةٍ مُحددة، والطبيب النفسي من خلال حديثه مع الأهل والطفل، سوف يتمكن من تحديد المُسببات وُسبل العلاج، ومن الأفضل عرض الطفل مُبكراً على الأخصائي، للحصول على نتائج أفضل، خلال فترةٍ زمنيةٍ جيدة.

مكافآة الطفل

إنّ تعزيز الطفل أو الطالب لقاء تحسنه في التحصيل العلمي، يُساعده على تخطّي المشكلة بجميع مراحلها لاحقاً.

كيفية التعامل مع صعوبات التعلم

أثبتت الدّراسات أهميّة دور الأسرة في معالجة مشكلة صعوبات التعلّم عند الطفل والتخفيف منها، و بيّنت أنّ دَورها في التأثير على الطفل أقوى بكثير من المدرسة، وأن الأسرة كلّما أولت الطفل الاهتمام المُناسب فإنها تُحقّق نجاحاتٍ كبيرةً في التغلب على المشكلة، وهناك بعض النقاط التي من الممكن أن تلخّص دور الأسرة في التعامل مع الطفل وهي: [١]

  • ملاحظة الطفل، فمن الضروريّ أن يُتابع الأهل نمو طفلهم وتطوّره بشكلٍ مستمرٍ من قبل سنّ المدرسة وحتى المدرسة، والبحث والسؤال حول أيّ ملاحظةٍ مقلقةٍ في تطور الطفل النمائيّ أو الأكاديميّ.
  • تقييم الطفل، واتخاذ القرار بأن يخضع لاختباراتٍ تقييميّةٍ من قبل متخصّصين للتأكد من وجود مشكلة صعوبات التعلّم أم لا، وإعطاء المختص إجاباتٍ دقيقةٍ تماماً على أسئلتهم عن حالة الطفل ليكون التشخيص دقيقاً.
  • اتّخاذ القرارات الإيجابيّة التي تتعلّق بمصلحة الطفل في المستقبل بعد الحصول على التقييم والتأكّد من وجود المشكلة، والعزم على تَحمّل المسؤولية لمساعدة الطفل.
  • تقبّل الطفل ومساعدته على تَخطّي المُشكلة بصبر، وعدم مُعاقبته على التقصير وتحميله عبئاً أعلى من طاقته وقدراته.
  • البحث والتعلّم وأخذ الدورات التي تتعلّق بصعوبات التعلّم لفهم الوسائل والأساليب التي قد تساعد على حلّ المُشكلة وفهم أنواع البرامج والمساعدات التي تُقدّم لهذه الفئة من الأطفال والطلّاب.
  • التعاون بين الأهل والمدرس أو اختصاصيي التربية الخاصّة وتنفيذ تعليماته بما تقتضيه مَصلحة الطفل.

علاج صعوبات التعلم في الرياضيات

هناك مجموعة من الطرق والاستراتيجيات التي يتم استخدامها في سبيل علاج صعوبات تعلم الحساب ومنها:

  • طريقة التعليم الإيجابي: وتستند هذه الطريقة على تشجيع الطالب والتخلص من السلبيّة وقيامه بالأنشطة التعليميّة اللازمة.
  • التدريس المباشر: وتستند هذه الطريقة إلى التعليم الذي يربط بين طريقة التدريس وطريقة تصميم المنهج الدراسي.
  • التعليم المسموع الجهري: حيث يطلب المعلم من التلميذ قراءة المسألة بصوت عالٍ، وتحديد المطلوب عنها بصوتٍ عالٍ، وتحديد المعطيات وطريقة الحل والخطوات اللازمة بصوت عالٍ أيضاً.
  • أسلوب التعلم الفردي: ويستند هذا الأسلوب إلى مجموعة من الأسس، ومنها عدم ثبات زمن التدريس لكل التلاميذ، وتنوع أساليب معالجة المادة وغيرها.
  • طريقة الألعاب الرياضيّة: وتعتمد هذه الطريقة على الدمج بين المتعة والتعلم، حيثُ يتم استخدام الألعاب لتعلم المهارات الأساسيّة.

تعريف صعوبات التعلم

هي حالة ينتج عنها تدنٍّ مستمر في التحصيل الأكاديمي للتلميذ مقارنة مع زملائه في الصف الدراسي، ولا يعود السبب في ذلك إلى وجود إعاقة بصرية، أو حركية، أو سمعية، أو الإصابة بالتخلف العقلي، أو عدم الاستقرار النفسي، أو وجود الظروف الأسرية والاجتماعية.[١]

يظهر التدني في مهارة أو أكثر من مهارات التعلم المختلفة كالمهارات الأساسية للقراءة، والكتابة أو المهارات الحسابية، أو العمليّات الفكريّة (الذاكرة، والتمييز، والتركيز)، أو القدرة على الكلام، أو الاستماع، أو الإدراك والتفكير

كيفية تدريس صعوبات التعلم

هناك عدة استراتيجيات تستخدم لتعليم ذوي صعوبات التعلّم من أهمها:[٣]

  • استراتيجيّة تحليل المهارة: يتمّ ذلك بعرض المهارة المطلوب تعلّمها على اللوح، وقيام المعلم بتجزئتها إلى مهارات فرعية متسلسلة، وكتابتها على اللوح، ثمّ قيام المعلم بتوضيح وتطبيق المهارات الفرعية أمام الطلاب، بطريقة متسلسلة إلى أن يصل إلى المهارة الأساسية، ثمّ يأتي دور الطالب بتطبيق المهارات بالتدريج بدءاً من المهارات الفرعية وصولاً للمهارة الأساسية.
  • استراتيجية الربط الحسيّ: يتمّ ذلك بعرض المهارة على اللوح أمام الطلبة، ثمّ ربط هذه المهارة بأشياء حسية ملموسة كالصور، والمجسمات، والدفاتر، والمكعبات، وقيام الطالب بتطبيق المهارة بمساعدة الأشياء الملموسة الموجودة أمام المعلم، وتكرارها إلى أن يستوعب هذه المهارة، وأخيراً يطبق الطالب المهارة أمام المعلم دون أن يستعين بالأشياء الحسية.
  • استراتيجية النمذجة: وتتم بعرض المهارة على اللوح، وتطبيقها أمام الطلبة بشرحها، ثمّ تطبيق الطالب للمهارة، وذلك بشرح خطواتها أمام المعلم والطلبة.
  • استراتيجية الترديد اللفظيّ: وذلك بعرض المعلم للمهارة أمام الطالب، وشرحها، وقراءتها، ثمّ قيام الطالب بترديدها عدة مرات.
  • استراتيجية الحواس المتعددة: وذلك بكتابة المهارة على اللوح باستخدام لون ملفت يجذب انتباه الطالب، ويقرأ المعلم والطالب المهارة معاً، ثمّ يتتبع الطالب المهارة لمساً بإصبعه ناطقاً بها في الوقت ذاته، مكرّراً هذه الخطوة مرات عدّة، ثمّ كتابتها ثلاث مرّات على الدفتر نقلاً عن اللوح، وأخيراً كتابتها والتلفّظ بها في الوقت ذاته دونما مساعدة.
  • استراتيجية تبادل الأدوار: وذلك بتمثيل الطالب دور المعلم بعد الانتهاء من الدرس، وتمثيل المعلم لدور الطالب، فيركز الطالب على شرح المعلم، ويعطي المعلم الطالب تدريبات على الدرس، وسؤاله عن الأمور التي لم يفهمها، وبعد ذلك يتم تبادل الأدوار بين المعلم والطالب، وتصحيح المعلم لأخطاء الطالب بعد انتهائه من الشرح.

أسباب صعوبات التعلم

نظراً للتوجّه الجديد نحو دراسة حالات صعوبات التعلّم لم يتم تحديد أسباب واضحة ومباشرة لهذه الحالة، إلّا أنّ الدراسات المحدودة التي أُجريت في هذا المجال أكّدت العلاقة الوثيقة بين صعوبات التعلّم والخلل الوظيفيّ البسيط في إحدى مناطق المخ، الأمر الناتج عن واحد أو اثنين من هذه الأسباب:

إصابة المخ المكتسبة

يرجّح العلماء هنا أنّ الإصابة في المخ المسبّبة لصعوبات التعلّم قد نتجت خلال واحدة من المراحل التالية:

  • قبل الولادة، قد تكون ناتجة بسبب سوء تغذية الأم، أو لإصابتها ببعض الأمراض كالحصبة الألمانيّة، أو تعاطي الأمّ المخدّرات أو الكحول أثناء الحمل.
  • خلال الولادة، تتمثّل في الظروف السلبيّة التي يتعرّض لها الجنين خلال الولادة، كنقص الأوكسجين أو الولادة المبكّرة والصعبة.
  • بعد الولادة، كوقوع الطفل على دماغه، أو تعرّضه لمرض خطير كالسحايا أو الحمى القرمزيّة.

العوامل الوراثيّة أو الجينيّة

تُولد نسبة من الأطفال دون اكتمال نموّ الدماغ لديهم، فيبقى الغشاء المغلّف للدماغ غير كامل، أو تبقى التوصيلات العصبيّة غير مرتبطة ببعضها، كما قد يتعرّض الطفل لخلل في انقسامات الدّماغ خلال الطور الجينيّ، فيكون أحد جوانب الدماغ أكبر من غيره.

العوامل الكيميائيّة الحيويّة

تحدث صعوبات التعلّم أحياناً نتيجةً لخلل في إفراز المواد الكيميائيّة الحيوية التي تضخّها الغدد الصمّاء في الجسم، فأيّ تغيّر في مستوى هذه المواد في الجسم يؤثّر سلباً في المخ، مسبّباً في إصابة الطفل بالخلل الوظيفيّ المخي البسيط.

الحرمان البيئيّ والتغذية

أكّدت الدراسات التي أجراها كيرك وكالفنت في أواخر القرن العشرين أنّه في حال تعرّض الطفل لسوء التغذية في السنوات الأولى من حياته فهذا يساهم بشكل كبير في إصابته بصعوبات التعلّم، بالإضافة إلى قلّة خبراته الانفعاليّة والمعرفيّة في هذا العمر.

العوامل الوراثيّة

أثبت الدراسات أنّ نسبة كبيرة من الأطفال المولودين لآباء يعانون من الضعف العقليّ يعانون من صعوبات التعلّم بدرجات مختلفة، حيث إنّ الضعف العقليّ ينتقل وراثيّاً من جينات الآباء لجينات الأبناء.

علاج صعوبات التعلم في القراءة والكتابة

علاج خلل الكتابة

كما في عسر القراءة يجب الاستعانة بمختصٍّ للمساعدة في العلاج لأنّ هناك تشابه في طرق العلاج، ولكن يمكن القيام بأمورٍ مساعدةٍ في المنزل:

  • عمل تمارين لحركة اليد والأصابع باستخدام معجون اللعب.
  • أخذ فترات استراحة قصيرة بين كتابة كلّ فقرةٍ وأخرى، أو بين كتابة كلّ جملةٍ وأخرى إن دعت الحاجة، لأنّ الكتابة عمل يستنزف تركيز الطفل المصاب بخلل الكتابة.
  • تدريب الطفل على مراجعة كلّ فقرة أو جملة بعد إنهائها، حتّى يعود ويصلح الأخطاء الواردة فيها.

علاج عسر القراءة

للحصول على أفضل النتائج عند علاج عسر القراءة يجب ملاحظة المشكلة وحلها قبل الصف الثالث، ويجب أن يشرف على الطالب شخصٌ مختصٌ ومؤهّل لمعالجة المشكلة، ولكن هناك أمور يمكن أن يقوم بها الأهل في البيت لمساعدة عملية العلاج وزيادة فعاليتها، منها:

  • جعل الطفل يقٌرأ بصوتٍ عالٍ كلّ يومٍ، ولا يشترط قراءة الدروس من الكتب المدرسية، بل يمكن قراءة أي شيء آخر يريده الطفل، مثل، كتبٍ مصورةٍ، أو مجلاتٍ للأطفال أو غير ذلك، ولكن على شرط أن يقرأ بصوتٍ عالٍ حتّى يسمع نفسه ويربط صوت الكلمة وصوت الحرف مع شكله المكتوب على الورق.
  • استخدام الكتب المسجلة (Audio Books) في جعل الطفل يتبع الكلمات التي يسمعها في الكتاب الورقيّ أمامه، وهذا أيضاً يساعده في ربط صوت الكلمة وصوت الحرف مع شكله المكتوب على الورق.
  • هناك الكثير من التطبيقات والألعاب عبر الإنترنت سواءً على الهاتف الذكيّ أو على الحاسوب الشخصيّ، والتي يمكن أن تبني مهارات الطفل على القراءة، ومهارات التهجئة والإملاء بشكل لعبةٍ مسليةٍ.
  • مراقبة وتدوين الملاحظات، حيث إنّ مشاهدة الطفل عن كثب وتدوين الملاحظات على سلوكه قد تكشف عن أنماطٍ معينةٍ يتبعها الطفل أثناء محاولة القراءة والفهم، وستساعد هذه الملاحظات المدرسين والأطباء أو أيّ شخصٍ آخر يعمل على مساعدة الطفل بشكلٍ محترف.
  • التركيز على الجهد المبذول وليس النتيجة، فيجب مكافئة الطفل على جهده والساعات التي بذلها في محاولة التعلّم، ويجب مدحه وتشجيعه بغضّ النظر عن النتيجة النهائيّة؛ لأنّ النتيجة المرغوبة قد تأخذ بعض الوقت حتّى تظهر، وهنا قد يشعر الطفل بخيبة الأمل من عدم ظهورها ممّا يجعله يرغب بترك التدريب والتعلم، وخاصّة إذا لاحظ نفاد صبر الأهل من انتظار النتيجة.
  • تفهّم أنّ هذا الطفل مختلفٌ عن الأطفال الآخرين، ويجب أن يعلم هو ذلك أيضاً لأنّه إن لم يعلم فقد يتساءل عن سبب قيام جميع الطلاب بالأمر بسهولةٍ بينما يأخذ منه الوقت الكثير، وبالتالي تقلّ ثقته بنفسه وتقلّ دافعيته للاستمرار والتعلم.
  • تعزيز ثقة الطفل بنفسه باستخدام الهوايات والأنشطة المختلفة بعد المدرسة بتسجيله بأحد الأندية الرياضية أو الفنيّة التي ستزيد احترام الذات للطفل وتزيد المرونة لديه، ويجب ألا تكون النشاطات تشمل دورس التقوية وغير ذلك؛ لأنّها على العكس ستزيد الضغط النفسيّ على الطفل وتؤثر سلباً على تعليمه.
السابق
أفضل 8 علاجات من المنزل للبرد والانفلونزا
التالي
علاقة اضطرابات القلق بصعوبات التعلم

اترك تعليقاً