صحة عامة

العلاج بالضوء

العلاج بالضوء

العلاج بالضوء

هو أحد أساليب العلاج الذي يُعرّض خلاله الشخص المصاب لمصدر ضوء اصطناعي، ويُستخدَم لعلاج الاكتئاب الموسمي الشديد، وهو نوع من الاكتئاب يحدث خلال أوقات معينة من السنة، خاصةً في فصل الشتاء، كما أنّ العلاج بالضوء يُستخدم أيضًا لعلاج بعض الحالات الأخرى؛ مثل: اضطرابات النوم وأشكال أخرى من الاكتئاب.

وتوجد عدة أنواع من العلاج بالضوء وعدة تقنيات مُستخدَمة بالاعتماد على الاضطراب الذي يهدف العلاج بالضوء إلى التخفيف منه، فبالإضافة إلى الاضطرابات السابقة يُستخدَم العلاج بالضوء بعلاج العديد من اضطرابات الجلد؛ كالصدفية والبهاق، وعلاج اليرقان خصوصًا عند الرضَّع، بالإضافة إلى استخدامه في علاج بعض الأورام السرطانية والأعراض الجلدية الناتجة منها، وتجرى دراسة فاعليّة بعض أنواع العلاج بالضوء لعلاج تساقط الشعر، واعتلال الشبكية السكري. وفي هذا المقال حديث عن العلاج بالضوء بشيء من التفصيل.

أسباب استخدام العلاج بالضوء

يُنفّذ العلاج بالضوء لعلاج الكثير من الأمراض، ومنها ما يأتي:

  • الأمراض الجلدية، يُنفّذ علاج بعض الأمراض الجلدية؛ مثل: الأكزيما، والصدفية، والبهاق، والحكة، والأعراض الجلدية لورم لمفومة الخلايا التائية الجلدية باستخدام العلاج بالضوء، إذ يستخدم هذا العلاج الأشعة فوق البنفسجية لتقليل نمو خلايا الجلد والالتهابات، لكن عادةً ما تبدو تأثيرات هذا العلاج في المشاكل الجلدية مؤقتة؛ وهذا يعني أنّه ليس علاجًا دائمًا، وقد يحتاج الشخص إلى عدة جلسات طوال الحياة للحفاظ على النتائج الإيجابية.
  • الاضطرابات العاطفية الموسيمية، يُعرف أيضًا بالاكتئاب الموسمي، وهو الاكتئاب الذي يحدث نتيجة التغيرات الموسمية، ويبدأ في الخريف ويستمر طوال فصل الشتاء، ويُعدّ العلاج بالضوء لهذا النوع من الاكتئاب سهلًا ورخيصًا نسبيًا، كما أنّه يساعد في التقليل من جرعة الأدوية المضادة للاكتئاب التي يستخدمها الشخص، لكن لا يوجد إجماع طبي على أنّ العلاج بالضوء فعّال لعلاج الأنواع الأخرى من الاكتئاب.
  • اضطرابات النوم الإيقاعية اليومية، يساعد العلاج بالضوء الأشخاص الذين يعانون من مشكلات في إيقاع النوم اليومي؛ مثل: متلازمة مرحلة النوم المتأخرة في تحسين أنماط النوم الطبيعية وأوقاته، ويُعدّ الوقت الذي يجرى فيه العلاج أمرًا ضروريًا لعلاج هذا النوع من الاضطرابات.
  • ارتفاع بيليروبين الدم واليرقان عند الأطفال، يُستخدم العلاج بالضوء لتقليل مستويات البيلروبين بالدم عند الأطفال، إذ يمتص البيليروبين الضوء، وهذا يؤدي إلى تحلل البيليروبين إلى مواد يستطيع جسم الطفل معالجتها وإخراجها من الجسم، الأمر الذي يساعد في علاج يرقان الرضَّع.
  • الأورام السرطانية والأورام محتملة التسرطن، يساعد أحد انواع العلاج بالضوء في علاج الأورام السرطانية والأورام محتملة التسرطن، وفي هذا تُستخدَم أدوية معينة بالتزامن مع الأشعة الضوئية الخاصة، وتُنتج هذه الأدوية جزيئات أكسجين نشطة تُسبِّب موت الخلايا القريبة عند تعرضها لموجات ضوئية معينة.

تجهيزات العلاج بالضوء

قبل البدء بالعلاج بالضوء سيحدد الطبيب إذا ما كان مناسبًا للشخص أو لا، ولتحديد ذلك يُنفّذ الآتي:

  • إجراء فحص كامل لجلد الجسم من خلال النظر إلى البشرة كاملةً، كما سيسأل أيضًا عن رد فعل البشرة على ضوء الشمس.
  • السؤال عن التاريخ المرضي للمصاب والتاريخ العائلي المتعلق بـسرطان الجلد واضطرابات التحسس الضوئي -الاضطرابات التي تجعل الجلد أكثر تحسُّسًا تجاه أشعة الشمس-.
  • السؤال عمّا إذا كانت الأنثى المصابة حاملًا أو تُرضِع طفلها رضاعة طبيعية.
  • استفسار الطبيب عن الأدوية التي يتناولها المصاب؛ بما في ذلك الكريمات والمكملات العشبية والأدوية التي لا تحتاج إلى وصفة طبية، فقد تزيد بعض الأدوية من حساسية البشرة تجاه الضوء؛ كأدوية الريتينويد.
  • إجراء فحص للعيون قبل التعرُّض لبعض أنواع العلاج بالضوء.

إجراءات العلاج بالضوء

تختلف تقنيات العلاج بالضوء باختلاف الاضطراب المراد علاجه، لكنَّ جميعها يتضمن التعرُّض لمصدر ضوء اصطناعي، كما تبيّن سابقًا، -فمثلًا- يختلف العلاج بالضوء المًُستخدَم لعلاج الاضطرابات الجلدية عن ذلك المُستخدَم في علاج الاكتئاب، ففي حال الاضطرابات الجلدية تُستخدَم الأشعة فوق البنفسجية، أمّا في حال العلاج بالضوء الهادف إلى علاج الاضطرابات الجلدية من الضروري تنفيذ تنقية الأشعة فوق البنفسجية من الضوء المنبعث باستخدام صناديق خاصة؛ لأنّ هذه الأشعة تضرّ بالجلد والعينين. وهنا تُذكَر إجراءات العلاج بالضوء لعلاج الاكتئاب الموسمي، واضطرابات النوم بوصفها أحد الأمثلة لإجراءات العلاج بالضوء.

خلال جلسات العلاج بالضوء يستطيع الشخص الجلوس بالقرب من صندوق الضوء، وحتى يصبح العلاج فعّالًا يجب أن يدخل الضوء الصادر عن هذا الصندوق إلى العينين بصورة غير مباشرة، فلا يمكن الحصول على التأثير نفسه عند تعريض الجلد للضوء فقط، وعلى الرغم من أنّ العينين يجب أن تبقيا مفتوحتين خلال العلاج، غير أنه يجب عدم النظر مباشرةً إلى الضوء، حيث الضوء الساطع قد يلحق الضرر بالعينين، كما يجب الالتزام بتعليمات الطبيب جميعها أثناء العلاج. وتجدر الإشارة إلى أنَّه يوضع صندوق الضوء على مكتب العمل وفي المنزل.

يحتاج العلاج بالضوء إلى الوقت والاستمرار، ويصبح العلاج فعّالًا بدرجة كبيرة عندما يصبح كلٌّ من الشدة والمرحلة الزمنية والتوقيت مناسبًا على النحو الآتي:

  • الشدة، تُقاس شدة الضوء الصادرة من الصندوق بوحدات اللكس، وهي مقياس لمقدار الضوء الذي يتعرض له المصاب، ويُوصي عادةً باستخدام 10,000 وحدة لكس من الصندوق الموضوع على مسافة 41 إلى 61 سنتيمترًا بعيدًا عن وجه المصاب لعلاج الاضطرابات النفسية الموسمية.
  • المرحلة الزمنية، باستخدام صندوق الضوء بشدة تبلغ 10,000 وحدة لكس، ويتضمن العلاج بالضوء جلسات يومية تصل مدتها من 20 إلى 30 دقيقة، لكن في حال استخدام صندوق ضوء منخفض الشدة؛ مثل: صندوق بشدة 2,500 وحدة لكس قد يتطلب الأمر جلسات أطول، لذلك يجب الاطلاع على الإرشادات واتباع تعليمات الطبيب، كما قد يقترح الطبيب البدء بجلسات ذات مدة قصيرة ثم زيادة المدة تدريجيًا.
  • التوقيت، عند معظم الأشخاص يبدو العلاج بالضوء فعّالًا للغاية عند تنفيذه في الصباح الباكر بعد الاستيقاظ من النوم مباشرةً، كما يحدد الطبيب مواعيد خاصة لكل مصاب.

نصائح للتعافي بعد العلاج بالضوء

قد يسبب العلاج بالضوء بعض الآثار الجانبية؛ مثل: الاحمرار والحكة والحرقان في الجلد، وهذه جميعها آثار جانبية طبيعية للعلاج، وتوجد بعض النصائح التي تسهم في التخفيف من هذه الآثار وزيادة سرعة التعافي بعد العلاج بالضوء، ومنها ما يأتي:

  • استخدام مرطب بشرة خالٍ من العطور مرة واحد يوميًا، إذ يسبب العلاج بالضوء جفافًا في البشرة.
  • وجود حاجة إلى المتابعة مع طبيب الأمراض الجلدية وطبيب العيون بعد العلاج بالضوء في بعض الحالات.
  • استشارة الطبيب في حال ظهور بعض الأعراض خلال مدة التعافي، ومنها:
    • درجة حرارة 38 مئوية أو أعلى أو قشعريرة.
    • تقرحات أو تشققات أو طفح جلدي على البشرة، أو خروج إفرازات من البشرة.
    • ظهور زوائد جلدية أو بقع لا تشبه الجلد المحيط بها على المنطقة المصابة بعد العلاج.
    • أعراض تشبه أعراض الأنفلونزا؛ مثل: الصداع، وآلام الجسم، والشعور بالتعب، والغثيان، والتقيؤ، والإسهال، والتهاب الحلق، وسيلان في الأنف أو انسداده.
  • حدوث أي جروح مفتوحة، أو تقرحات، أو حروق.
  • احمرار في الجلد يستمر لأكثر من 24 ساعة.
السابق
العلاقة بين المشاعر وصحة الجسم
التالي
مرض الوسواس القهري

اترك تعليقاً