صحة عامة

مرض الوسواس القهري

مرض الوسواس القهري

الوسواس القهري

يُعرَف الوسواس القهري بأنّه اضطراب نفسيّ يتمثل في معاناة المصاب من الهواجس، إذ تسيطر هذه الهواجس على تفكير الفرد، وتقتحم عالمه الداخلي، وتظهر تأثيراته السلبية في علاقاته مع الآخرين، وحياة الفرد الاجتماعية، كما تسبّب هذه الحالة للشخص الشعور بالقلق والضيق، وتؤثر في حياته اليومية وأنشطته؛ ومن أمثلة ذلك الخوف المستمر من التلوث، والإقبال على غسل اليدين الزائد على الحدّ، إذ تبدأ أعراض المرض الظهور لدى الأطفال من عمر 10 سنوات، وتبدو نتيجة الإصابة بمرض الوسواس القهري لدى الذكور بنسبة أعلى من الإناث.

أعراض الوسواس القهري

يشمل اضطراب الوسواس القهري عادةً كل من الهواجس والأفعال القهرية التي تستهلك قدرًا كبيرًا من الوقت، وتتداخل بصورة ملحوظة مع الروتين اليومي، والحياة الاجتماعية، وبيئة العمل، ويمكن توضيحها على هذا النحو:

  • الهوس أو الهواجس: قد تكون الأعراض سيئة بما يكفي لتتسبب في ضياع الوقت، الأمر الذي يقل معه الأداء الوظيفي، وقد تكون هذه الهواجس دائمة أو متكررة، أو تكون بصورة تثير القلق، أو مؤلمة تتدخل في وعي الشخص، أو قد تُربَط بأي نوع من أنواع الخوف، ومن أبرز الأعراض المصاحبة له ما يلي:
    • الخوف من التلوث، فالمصابون بالوسواس القهري يكونون في حالة قلق مستمر حول تلوث أيديهم أو اتساخ ملابسهم.
    • المخاوف المرتبطة بالحوادث أو أعمال العنف؛ كالخوف من أن يصبح ضحية للعنف، أو الخوف من ضرر جسدي عرضي؛ كعدم إطفاء الفرن، أو إطفاء سيجارة بشكل غير صحيح.
    • الخوف من ارتكاب أعمال العنف، أو الخوف من فقدان السيطرة، وإلحاق الضرر بالآخرين، أو ارتكاب فعل جنسي ضار أو محرج.
    • الخوف من الفوضى أو عدم التماثل، إذ توجد حاجة لا تقاوم من أجل النظام.

السلوكيات: هي سلوكيات متكررة، أو أفعال عقلية تهدف إلى الحد من القلق الناجم عن الأفكار الهوسية، ولا تُربط السلوكيات بمصدر القلق، ومن الأمثلة عليها:

    • الغسيل أو الاستحمام المتكرر.
    • رفض مصافحة المقابض، أو لمسها.
    • الفحص المتكرر للأقفال، أو المواقد.
    • العد القهري للكائنات.
    • الإفراط في تنظيم العمل، أو الأدوات المنزلية.
    • تناول أصناف الطعام بترتيب معين.
    • تكرار كلمات محددة، أو الصلوات.

أسباب الوسواس القهري

إنّ أسباب الإصابة بالوسواس القهري لم تُفهم تمامًا، غير أنّه يوجد العديد من العوامل التي تساعد في توضيح سبب الإصابة بمرض الوسواس القهري وتفسيره، ومنها ما يأتي:

  • عوامل وراثية، يساهم العامل الجيني في الإصابة بالوسواس القهري، غير أنّ الجينات المسؤولة عن ذلك لم تُوضّح.
  • عوامل بيئية، أشارت بعض الدراسات أنّ تعرّض الشخص للإصابة بعدوى نتيجة العوامل البيئية التي يمرّ بها الإنسان من أحد الأسباب التي تشجع حدوث الإصابة بمرض الوسواس القهري.
  • عوامل عصبية، استطاع الباحثون اكتشاف أنّ بعض أجزاء الدماغ تختلف لدى الأشخاص المصابين بالاضطراب مقارنةً بغير المصابين، ومع ذلك، فإنّ الاختلافات المرتبطة بتطور الاضطرابات ما تزال غير معروفة.
  • عوامل سلوكية، أشارت بعض النظريات السلوكية إلى أنّ الأشخاص المصابين بالاضطراب يربطون بعض المواقف أو الأشياء بالخوف، ويبدأ الشعور بالخوف في مرحلة التوتر الشديد.

علاج الوسواس القهري

يتضمن علاج اضطراب الوسواس القهري الأمور الآتية:

  • العلاج النفسي: يبدو هذا العلاج من مرض الوسواس القهري في أغلب الأحيان من نوع العلاج السلوكي المعرفيّ، إذ يُنفّذ عن طريق إقبال المعالج النفسي على مساعدة المريض في مواجهة المخاوف، والسماح لأفكار مرض الوسواس أن تحدث دون تمييزها بسلوكيات لا يتغلب المريض عليها، إذ يجب العلاج بالبدء بالمواقف التي نسبب القلق للمريض بدرجة منخفضة، ثم الصعود إلى النسب الأعلى.
  • العلاج بصدمة كهربائّية: تعطى الأقطاب المرتبطة بالدماغ المصاب بالوسواس القهري الصدمات الكهربائيّة لبدء إحداث النوبات؛ إذ يؤدي وضع هذه الأقطاب على دماغ المصاب إلى تحفيز إنتاج هرمونات؛ كالسيروتونين في الدماغ.
  • التجارب السريريّة: ينضمّ المريض المصاب بالوسواس القهري إلى التجارب البحثيّة؛ من أجل اختبار العلاجات غير المثبتة.
  • تحفيز عميق للدماغ: يجرى تحفيز لدماغ المصاب عن طريق وضع أقطاب للدماغ بواسطة العمليّات الجراحيّة.
  • الأدوية: تسهم الأدويّة في السيطرة على هواجس مرض الوسواس القهريّ وتقليلها، وفي ما يأتي عدد من أنواع الأدوية المضادّة للاكتئاب التي تُستخدم في علاج مرض الوسواس القهريّ:
    • فلوفوكسامين (Fluvoxamine)، يُعطى للأطفال والبالغين بدايةً من عمر 8 أعوام فأكثر.
    • باروكسيتين (Paroxetine)، يُعطى للبالغين فقط.
    • سيرترالين (Sertraline)، للأطفال من عمر 6 أعوام فأكثر والبالغين.
    • كلوميبرامين (Clomipramine)، يُعطى للأطفال من عمر 10 أعوام فأكثر والبالغين.

مضاعفات الوسواس القهري

يوجد عدد من المشاكل التي قد تنتج بسبب الوسواس القهري، ومنها:

  • التهاب الجلد بسبب غسل اليدين المتكرر.
  • عدم القدرة على ممارسة النشاطات اليومية؛ مثل: حضور العمل، والذهاب إلى المدرسة، أو ممارسة الأنشطة الاجتماعية.
  • العلاقات المضطربة مع الآخرين.
  • الميول إلى الانتحار.

تشخيص الوسواس القهري

من الفحوصات التي قد تساعد في تشخيص الوسواس القهري مجموعة تضم ما يأتي:

  • معايير تشخيص الوسواس القهري: يستخدم الطبيب الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية (Diagnostic and Statistical Manual of Mental Disorders) لتشخيص حالة المصاب.
  • الفحوصات السّريرية: التي قد تساعد في استبعاد المشكلات الأخرى التي لها أعراض تشبه أعراض الوسواس القهري.
  • التقييم النفسي: يشمل مناقشة الأفكار والمشاعر والأعراض والسلوك، وقد يشمل التّحدث إلى العائلة والأصدقاء أيضًا.
السابق
العلاج بالضوء
التالي
5 طرق للتخلص من دوامة القلق

اترك تعليقاً