صحة عامة

العلاقة بين المشاعر وصحة الجسم

العلاقة بين المشاعر وصحة الجسم

العلاقة بين المشاعر وصحة الجسم

الأشخاص الذين يتمتعون بصحة نفسية جيدة يدركون كيفية التعامل مع الضغوط والأفكار والمشاعر، لكنّ كثيرًا من الأحداث أو المشاعر تؤثر في الصحة النفسية، مما يؤدي إلى مشاعر قوية من الحزن أو التوتر أو القلق، وفي الحقيقة يستجيب الجسم للطريقة التي يفكر فيها الشخص ويشعر بها، وهذا نوع من الاتصال يسمّى اتصال العقل بالجسم، فعندما يشعر الشخص بالتوتر أو القلق أو الانزعاج يتفاعل الجسم بطريقة مختلفة للإشارة إلى وجود شيء غير طبيعي، فقد يصاب الشخص بارتفاع ضغط الدم، أو قرحة في المعدة بعد حدث مُوتِّر معين.

تأثير المشاعر في الجسم

قد تُضعِف المشاعر جهاز المناعة للجسم؛ مما يزيد خطر الإصابة بنزلات البرد وغيرها من أنواع العدوى، إضافة إلى آثار أخرى تشمل:

  • ألم في الظهر.
  • تغير في الشهية.
  • ألم في صدر.
  • الإمساك أو الإسهال.
  • الشعور بجفاف الفم.
  • التعب الشديد.
  • الآلام المختلفة في الجسم.
  • الصداع.
  • ضغط الدم المرتفع.
  • الأرق.
  • الدوار.
  • تسارع نبضات القلب والخفقان.
  • اضطرابات جنسية.
  • ضيق في التنفس.
  • تصلب في الرقبة.
  • التعرق.
  • اضطرابات في المعدة.
  • فقدان الوزن أو زيادته.

ما المواد التي يفرزها الجسم أثناء المشاعر المختلفة

المشاعر تأتي من خلال ملايين من التفاعلات الكيميائية في الدماغ، إذ تحدث التفاعلات الكيميائية بسبب المشابك العصبية، وهي أجزاء من الجهاز العصبي التي تعين الخلايا العصبية على نقل الرسائل باستخدام الناقلات العصبية، فالهرمونات والمواد الكيميائية هي التي تحافظ على عمل الجسم بشكل طبيعي. ومن أهم الهرمونات والنواقل العصبية التي يفرزها الجسم أثناء المشاعر المختلفة:

  • الإستروجين: هرمون الجنس الأساسي للمرأة، إذ يرتبط انخفاض مستويات هرمون الاستروجين بالاكتئاب والقلق وتقلبات المزاج، أمّا المستويات العالية من الإستروجين قد تسبب مشكلات عديدة في الجسم؛ لذا فإنّ التوازن الكيميائي الحيوي الصحيح ضروري لنظام هرمونات الستيرويد الذي تعمل بشكل جيد في الجسم.
  • البروجسترون: هو الهرمون الذي يلعب دورًا رئيسًا في التكاثر والإباضة عند النساء، فيوازن البروجسترون عمل الإستروجين، ولوحظَ أنّ البروجسترون يُظهر تأثيرات مضادة للقلق عن طريق تنشيط مستقبلات حمض جاما أمينوبوتيريك (GABA) في الدماغ، وهو ناقل عصبي مثبط يساعد في الاسترخاء والنوم.
  • الدوبامين: ناقل عصبي مهم في التركيز والانتباه والذاكرة والقيادة والسيطرة على العضلات والإباضة، إذ يؤدي انخفاض مستويات الدوبامين في الجسم إلى الاكتئاب، والاندفاع، وتقلبات المزاج، ونقص الانتباه، والمشكلات المعرفية، والسلوك القهري، بالإضافة إلى اللامبالاة وفقدان الرضى عن أنشطة الحياة المختلفة، أمّا ارتفاع هذا الناقل العصبي فيؤدي إلى السلوك الإدماني وجنون الارتياب.
  • السيروتونين: يُشار إليه باسم هرمون السعادة الذي يتحكم بالمزاج، والاندفاع، وقدرات التفكير، والذاكرة، إذ ترتبط المستويات الطبيعية من السيروتونين بالاسترخاء وتحسين المزاج، أمّا المستويات فوق الطبيعية من هرمون السيروتونين فربما تسبب التخدير واللامبالاة، والانخفاض منه يسبب انخفاضًا في المزاج، ونقص الإرادة، وضعف التحكم بالشهية، واضطرابات القلق والاكتئاب، والاضطرابات السلوكية، والمشكلات الجنسية.
  • أستيل كولين: هو الناقل العصبي الأساسي الذي يُطلَق من النهايات العصبية في كلٍّ من الجهازَين العصبي المركزي والمحيطي، وهو المسؤول عن حركة العضلات، واليقظة، والتركيز والذاكرة، ففي حال كانت مستوياته طبيعية يزداد التركيز والذكاء ويتحسن المزاج، لكنّ انخفاض هذا الهرمون يسبب انخفاضًا في مستويات التفكير والتركيز.
  • الأوكسيتوسين: الهرمون الذي يلعب دورًا في السلوك المؤيد للمجتمع والتكاثر الجنسي، ويثير مشاعر الرضى، والهدوء، والأمن، ويقلِّل من مستوى القلق، كما يمنع هذا الهرمون مناطق الدماغ المرتبطة بالتحكم السلوكي في الخوف والقلق، ويحمي من التوتر.
  • جابا: هو اختصار لاسم الناقا العصبي حمض الغاما-أمينوبيوتيريك (GABA) وهو ناقل عصبي مثبط يُنتَج من الحمض الأميني الجلوتاميك في الجسم، فيبطئ نشاط الجهاز النطاقي (limbic system)، الأمر الذي يقلل من الخوف والقلق والذعر، وهو مهدئ طبيعي، إضافة إلى أنّه يثبط هرمون البرولاكتين الذي يحفز سلس البول أثناء الليل.
  • التستوستيرون: الهرمون الذكوري الذي يساعد في بناء العضلات، وزيادة الرغبة الجنسية، وكتلة العظام، وقوة العضلات، ومستوى الطاقة عند الرجال، ويؤثر التستوستيرون أيضًا في أجزاء من الدماغ المسؤولة عن تنظيم المشاعر، وتجدر الإشارة إلى أنَّه يُنتَج بكميات صغيرة من مبايض الأنثى أيضًا، ويرتبط انخفاض مستوياته بالسلبية، والاكتئاب، والغضب، ووالقلق، والتهيُّج، وفقد الأمان.
  • الإندورفين: أحد النواقل العصبية الذي يُنتَج في صورة استجابة لبعض المحفزات؛ مثل: الإجهاد أو الخوف أو الألم، فيمنع الإندورفين الألم ويزيد من مشاعر السعادة.
  • الإيبنيفرين والنوإيبنفرين: هما من النواقل العصبية، كما يُعدّ النوإيبينفرين أحد الهرمونات، والمسؤول عن حالة الكر والفر التي تحدث للشخص عن الشعور بوجود أي خطر، وترتبط انخفاض مستوياتهما بالإصابة بالاكتئاب، بينما يرتبط ارتفاع مستوياتهما بالإصابة انفصام الشخصية.

نصائح للتعامل مع المشاعر السلبية

من أهم النصائح التي تساعد الشخص في التعامل مع المشاعر السلبية ما يأتي:

  • التعبير عن المشاعر: قد يزيد الاحتفاظ بهذه المشاعر سوء الحالة، ويستطيع الشخص الحديث عن هذه المشكلات مع العائلة والأصدقاء، الأمر الذي قد يساعد في التخفيف منها.
  • التركيز على الإيجابيات: ذلك من خلال التقليل من الاهتمام بالمشكلات الشخصية التي قد تؤذي المشاعر، والتركيز على الأشياء الإيجابية في الحياة، حتى لو لم تستطع إلا التفكير بشيء واحد يُشعِر بالامتنان.
  • الاعتناء بالنفس: من أجل الحصول على صحة عقلية جيدة يجب الاعتناء بالجسم من خلال اتباع روتين منتظم لتناول وجبات صحية والحصول على قسط كافٍ من النوم وممارسة الرياضة للتخفيف من التوتر والقلق، وتجنب الإفراط في تناول الطعام غير الصحية، وعدم تعاطي المخدرات أو الكحول.
  • التعامل مع مشاعر الحزن: إنّ إنكار مثل هذه المشاعر قد يزيد من الأمر شدة، فيساعد البكاء أحيانًا في الشعور بالراحة، كما قد يفيد التخطيط لقضاء يوم أو ليلة دون أحد آخر للاستماع إلى النفس، الأمر الذي قد يعين على التخلُّص من هذه المشاعر أحيانًا.
  • كتابة المشاعر الحزينة أو التفكير فيها: يساعد فهم سبب الحزن واستكشاف تلك المشاعر في الشعور بالتحسن.
  • أساليب أخرى: ومن ذلك أخذ نزهة للتمشي في مكان هادئ، أو حمام ساخن، أو غفوة، أو تناول الشوكولاتة المفضلة، أو حضور فيلم كوميدي بهدف الضحك.
السابق
اركوكسيا Arcoxia
التالي
العلاج بالضوء

اترك تعليقاً