صحة عامة

الشخصية : تعريف الشخصية في علم النفس ، عند علماء النفس ، في الفلسفة

تعريف الشخصية

تعريف الشخصية في علم النفس

من الممكن وصف الشخصية بأنّها حصيلة قوى الفرد الداخلية والتي تتفاعل بدورها مع القوى و

العوامل والمؤثرات الخارجية، وتتأثّر شخصية الفرد بشكل مستمر بجميع أشكال هذه القوى، وتعد

الشخصية من أبرز المواضيع التي تناولها علم النفس بالنظريات والدراسات المختلفة، وبرزت أهمية

دراستها في علم النفس؛ نظراً لأنها المكون الأساسي والرئيسي للتكوين النفسي والذي ينمو ويتفاعل

بشكل مستمر خلال جميع مراحل الانسان الحياتية، فتناولت الدراسات النفسية الحديثة جميع جوانب الشخصية بالدراسة والتحليل.

يمكنك مشاهدة مقالة السلوك الإنساني

تعريف الشخصية عند علماء النفس

كانت و مازالت الشخصية لم تستقر على تعريف موحد، فكل فيلسوف أو عالم نفس له تعريف الشخصية يراه مناسبا من خلال زاوية منظوره. و نذكر هنا نماذج لبعض التعريفات الفلسفية للشخصية:

تعريف برنيس PERNIS

الشخصية هي المجموع الكلي لاستعدادات الفرد العـضوية الـــداخلية و مـيــوله ونـزاعاته و شهواته و غرائزه و ميوله المكتسبة.

تعريف جيلفورد GUILFORD

شخصية الفرد هو دلك النموذج الفريد الذي تتكون منه سماته.

تعريف ريموند كاتل KATELL

الشخصية هي ما يمكننا بالتنبؤ بما سيفعله الشخص عندما يوضع في موقف معين

تعريف أيزنك EYSNEK

الشخصية هي ذلك التنظيم الثابت و الدائم إلى حد ما لطباع الفرد ومزاجه وعقله وبنية جسمه والدي يحدد توافقه الفريد لبيئته.

تعريف جريفيث

الشخصية هي مجموع الصفات التي يتصف بها الفرد والناتجة عن عــــــــملية التوافق مع البيئة الاجتماعية وهي تظهر على شكل أساليب سلوكية معينة للتعامل مع العوامـــل المكونة لتلك البيئة.

يمكنك مشاهدة مقالة الفصام:تعريفه و أسبابه وأعراضه وعلاجه بدون ادوية

مفهوم الشخصية في الفلسفة

إذا كان الخطاب الفلسفي يعتمد بشكلٍ أساسي في تحديد الشخصيّة على خطاب الشخص،

فإنّ العلوم الإنسانيّة اعتبرت الشخصيّة هيكلاً وبناءً تجريديّاً، ونموذجاً لفهم سلوك أو ميّزة الشخص؛ بهدف التحكّم فيه وإرشاده وتوجيهه،

وللتعرّف على مفهوم الشخصيّة يجب الانطلاق من اتّجاهين مهمّين ومختلفين هما:

الاتجاه السيكولوجي

يعتبر الاتجاه السيكولوجي ( النفسي ) أنّ النظام النفسي بكل ما يحتويه من مكوّنات شعوريّة ولاشعوريّة، وسلوكيّات

وانفعالات في تفاعلها وحركتها، هو المحدّد الأساسي لمفهوم الشخصيّة، ولأنّ الظواهر النفسيّة متعدّدة، فإنّ المدارس

السيكولوجيّة مختلفة باختلاف المناهج التي انطلقت منها، فمثلاً انطلق سيجموند فرويد من الممارسة العاديّة ليكشف

أنّ الشخصيّة تخضع لمكوّنات اللاشعور الإنساني، أي أنَّ شخصيّة الإنسان الراشد ما هي إلا نتاج تاريخ أزلي يعود جذوره إلى مرحلة الطفولة وماضي الفرد نفسه.

الاتجاه السوسيولوجي

إذا كان الاتجاه السوسيولوجي (الاجتماعي ) في تصوّرها للشخصيّة تعتمد على النظام النفسي، فإنّ السوسيولوجيا تعتمد

على النظام الاجتماعي، حيث اعتبرت أنّ شخصيّة الفرد يتمّ تحديدها وفقاً لجموعة من العوامل الاجتماعيّة، فالفرد لا يُمكن أن يعيش بمعزل عن الناس في نطاق مغلق، بل يتفاعل ويتشارك مع غيره ضمن محيط يُحدّد سلوكيّاته وثقافته التي ينتمي إليها.

يمكنك مشاهدة مقالة الحزن

مكونات الشخصية

1. العوامل الوراثية:

تتأثر شخصية الإنسان بالجينات الوراثية الموجودة لدى أبويه أو أقربائه، فقد يُخلَق شخص ما والكرم سمة من سماته، في حين يُولَد شخص آخر والبخل سمته الأساسية.

2. العوامل البيئية:

تُبنَى شخصية الطفل بداية من سلوكات الأشخاص المحيطين به، خاصة الوالدين؛ إذ لا يكون الطفل الصغير قادراً على تحليل الأمور واستنباط المعلومات، بل يزرع الوالدان القيم والتقاليد والعادات والخطأ والصواب فيه.

3. التجارب الشخصية:

يكبر الطفل ويصبح بالغاً، وتغزو هنا تحديات الحياة وتجاربها واقعه بقوة، تاركة ندبات ظاهرة على شخصيته، وقد تنتصر هذه الندبات على الجينات الوراثية ومعتقدات وأفكار الأبوين، فاسحة المجال لشخصية جديدة ومختلفة في الظهور والنمو، بحيث تكون هذه الشخصية من صنع تجارب الحياة ونتاج تحليلات البالغ وملاحظاته.

تعدُّ التجربة الشخصية فرصة حقيقية أمام الإنسان لكي يضع جيناته الوراثية ومعتقداته وصفاته وطباعه موضع اختبار ودراسة.

4. المكونات الجسدية:

يبني الطفل أفكاره عن مظهره الخارجي من خلال كلمات أهله ونظراتهم وتعليقاتهم؛ لذلك على الأهل الانتباه إلى كلماتهم مع طفلهم، والعمل على تقبُّل شكل ولدهم أيَّاً كان، حتى في حال وجود إعاقة جسدية.

5. القدرات العقلية:

يملك كل طفل قدرات عقلية مختلفة عن الآخر، فقد يملك طفل ما ذكاء اجتماعياً، بينما يملك آخر ذكاء دراسياً؛ لذا على الأهل الوعي لهذه الجزئية، والعمل على تنمية قدرات طفلهم العقلية ومهاراته، إذ يمتلك كل طفل نقاط قوة ينبغي على الأهل اكتشافها وتعزيزها.

6. المكانة الاجتماعية:

يعدُّ افتخار الطفل بأبويه ومكانتهم الاجتماعية أمراً جيداً ودافعاً له لكي يتقدَّم، ولكنَّه يتحوَّل إلى أمر سلبي في حال استغلال الطفل هذه المكانة للقيام بأفعال غير مقبولة اجتماعياً؛ لذا على الأهل هنا تربية الطفل على تحمُّل مسؤولية أفعاله وقراراته.

7. أسلوب التربية:

سينجح مَن يعتمد أسلوب التربية الديمقراطي والدافئ والمتعاون والعقلاني مع طفله في خلق طفل سوي نفسياً؛ أمَّا مَن يعتمد أسلوباً متسلِّطاً في التربية، مانعاً طفله من التعبير عن آرائه ومشاعره، ومتعدياً على حريته ومساحته؛ فسيعمل على خلق طفل مشوه من الداخل.

8. المكوِّن القيَمي:

تعدُّ القيم أفضل رأسمال يُعطَى للطفل لكي يستطيع عيش الحياة بطريقة سليمة وصحيحة؛ فكلَّما كانت قيم الأهل إيجابية وخيِّرة ومتوافقة مع سلوكاتهم، كان الطفل أكثر انتماء واقتناعاً وتبنِّياً لتلك القيم.

9. التمكين الاقتصادي:

يعاني الطفل المحروم مادياً من مشكلات نفسية على الأمد البعيد؛ لذلك على الأهل السعي إلى تأمين أقصى ما يمكنهم لطفلهم، وتعويض تقصيرهم المادي من خلال الاهتمام المعنوي الواعي بطفلهم.

10. التمكين اللغوي:

لن يستطيع امتلاك ثقة كافية بنفسه مَن لا يملك المقدرة اللغوية الجيدة، والمصطلحات المتنوعة، ونبرة الصوت الواضحة، والقدرة على التعبير؛ لذلك على الأهل تدعيم مهارات طفلهم اللغوية، وتدريبه على الإلقاء بصوت واضح  ومؤثِّر، والعمل على محاورته يومياً لكي يتعلَّم مهارة التعبير عن نفسه بحرية، وإغناء حياته بإضافة عادة القراءة إلى أيامه، بحيث يبني مخزوناً لغوياً كبيراً ومفيداً.

يمكنك مشاهدة مقالة السلوك العدواني عند الاطفال

سمات الشخصية 

تذكر النقاط التالية السمات الخمس المساهمة في تكوين الشخصية، مع شرح مبسط عن كل سمة:

  •  الانفتاح: يعبر الانفتاح عن مدى قبول الشخص للأشياء والتجارب الجديدة، فيظهر أولئك اللذين يملكون درجة عالية من الانفتاح، حباً ل

لمغامرة وخوض التحديات، ناهيك عن التحرر من القيود الاجتماعية والثقافية.

  • الضمير: يمثل الضمير الدافع للالتزام الشخص بواجباته تجاه نفسه والأخرين، فالأشخاص ذوي الضمير اليقظ، يخططون

جيداً قبل القيام بمهمة ما أخذين بعين الاعتبار الآثار المحتملة على الصعيد الشخصي والمجتمعي، على عكس حال اللامبالون الذين يتصرفون بحرية مطلقة دون مراعاة شيء.

  • الانبساط: يعد الانبساط أبرز سمة من السمات الخمس، ويُعنى به اهتمام الشخص بالظهور في العالم الخارجي متجاوزاً حدوده الذاتية، على

عكس الانطواء الذي قد يخطيء البعض في فهمه، فالانطواء ذاك البعد النفسي الذي يجعل الإنسان يميل إلى القيام بالمهام بمفرده، أو بمشاركةعدد قليل من الأشخاص.

  • العصابية: يعاني العصابيون من القلق والتوتر الدائمين، حتى لو كانت أمورهم تسير على خير ما يرام، فهم بالتأكيد سيجدون ما يقلقه، وغالباً

ما يلجأ العصابيون إلى الكحول أو التدخين، ليتمكنوا من التعايش مع قلقهم ، الأمر الذي يفسر وفاتهم المبكرة.

  • القبول: يعبر القبول عن الحس أو العطف الذي يجعل الشخص أكثر تعاطفاً وتعاوناً مع الأخرين.

يمكنك مشاهدة مقالة اضطراب الشخصية الحدية

يمكنك مشاهدة مقالة تعريف انماط الشخصية

 

السابق
السلوك الإنساني
التالي
الشخصية السيكوباتية : نقاط ضعفها ، وأسبابها ، وعلاجها

اترك تعليقاً