صحة عامة

أفضل علاج للخوف والقلق والاكتئاب

أفضل علاج للخوف والقلق والاكتئاب

الخوف والقلق والاكتئاب

يتفّق بعض الاختصاصيين في مجال الطب النفسي على العوامل الإيجابيّة للقلق في حدوده المعقولة؛ إذ إنّه يُعدّ مُنبهًّا طبيعيًّا يبقي الشخص يقظًا تِجاه احتياجاته وواجباته، إلّا أنّ ارتفاع مستوى القلق وطُول مدّته قد يقودان إلى نتائج سلبيّة على الشخص أهمّها الاكتئاب؛ ومثلًا: يؤدّي القلق المُزمن الذي قد يُعاني منه الشخص جرّاء أحداث مؤسفة قد تحصل معه؛ مثل: الاعتناء بمريض يُعاني من مرض الزهايمر، أو فقَد شخص عزيز، أو خسارة العمل والوظيفة إلى الدخول في نوبة اكتئاب تتسبّب في قلّة النشاط والمَيل إلى الخمول والكسَل. وغالبًا ما يُحذّر الأطبّاء النفسيون من انعكاسات الأحداث التي تستدعي القلق على صحّة الإنسان في حال استمرارها، إذ إنّ أي شخص لا يستطيع عَزل نفسه عن حوادث الحياة التي قد تحدُث، سواءً أكانت مشاكل شخصيّة؛ كالطلاق، أو فقدان الوظيفة، أم كوارث خارجيّة قد تقود إلى نتائج سلبيّة تنتهي باستقرار نوع من الاكتئاب في نفس الإنسان.

علاج الخوف والقلق والاكتئاب

يُمكن لأي شخص يُعاني من نوبات القلق المُسبّبة لكثير من المشاكل الأُخرى -كالاكتئاب- اتبّاع بعض النّصائح التي تساعده في التخلص من الإحساس بمشاعر الخوف والقلق والاكتئاب التي تعتريه، إذ هناك مجموعة من أبرز هذه النصائح والإرشادات التي تساعد المصاب، ومنها:

  • تناول بعض الأدوية المُخصّصة لمثل هذه الحالات بعد استشارة الاختصاصي في هذا الشأن.
  • ممارسة اليُوغا، أو الاعتياد على أخذ نَفَس عميق.
  • ممارسة بعض التمارين الرياضيّة بشكل منتظم.
  • الحصول على قِسط وافر من النّوم والراحة.
  • تناول الأطعمة الصحيّة.
  • محاولة تنظيم الوقت.
  • محاولة تقليص حجم الالتزامات المُلقاة على عاتق الفَرد.

فسيولوجيا الخوف والقلق والاكتئاب

يُمكن لسلسة من التفاعلات الداخليّة الناجمة عن القلق أن تؤدّي إلى الاكتئاب، وهي غالبًا ما تبدأ في الدماغ، إذ إنّ الدماغ حال استشعاره نوبة من القلق يبدأ بإفراز بعض المواد الكيميائيّة أو أعاقة إفراز مواد كيميائية أخرى، ومن ذلك:

  • يحفز إفراز الهرمون المُحفّز للكورتيتروبين الذي يُنبّه الجسم، ممّا يؤدّي إلى تحفيز إنتاج الهرمونات المسؤولة عن رفع معدّل القلق؛ مثل: الأدرينالين والكورتيزول، ولهذه الهرمونات مجموعة من التأثيرات في الجسم كله؛ مثل: تسارع نبضات القلب، أو فَتح الغدد العرقيّة، أو تشنُّج العضلات، إلّا أنّ التأثير الأكبر يرتكز على الدماغ نفسه، بالتالي فإنّ نوبات القلق التي قد يمرّ بها الشخص قد تؤثّر في مِزاجه وطريقة تعامله مع الأحداث.
  • يُعيق إفراز بعض الناقلات الأُخرى ونشاطها؛ مثل: هرمون السيروتونين، والنورايبينيفراين المُرتبطان بشكلٍ مباشر بالاكتئاب، ويُعدّ السيروتونين مهمًّا جدًا في عمليات التنظيم داخل الجسم؛ لذلك فهو يُدخَل في معظم تركيبات مُضادّات الاكتئاب؛ مثل: فلوكسيتاين، وباروكسيتاين. ويُعدّ السيروتونين أحَد العوامل المهمّة في تفسير مرور بعض الأشخاص بأحداث مُقلقة جدًا، إلّا أنّهم لا يقعون في الاكتئاب؛ ويفسّر أحَد الخُبراء سبب هذا لكَون بعض الأشخاص محظوظين كفاية بسبب وراثتهم للجين المُرتبط بالسيروتونين، الذي يؤمّن لهم حماية فائقة ضدّ الاكتئاب بغضّ النظر عن الأحداث والمواقف التي قد تواجههم في حياتهم.

وعلى الرغم من تعدّد الأبحاث في هذا المجال والدراسات والاستنتاجات إلّا أنّ الباحثين لا يزالون يبحثون في ماهيّة التغييرات التي تحدُث في الدماغ ويدرسونها، وهي التي تؤدّي إلى الاكتئاب، إلّا أنّهم جميعًا مُتّفقون على أن مرور الشخص بوابل من المواقف والأحداث المُقلقة المُسبّبة لإفراز هرمونات القلق هو أحَد المُسبّبات الرئيسة للاكتئاب؛ فقد لاحظ بعض الاختصاصيين أنّ الأشخاص ذوي حالات الاكتئاب يحملون في دمائهم كمًّا كبيرًا من الهرمونات المؤدّية إلى القلق، بالتالي فإنّ هذا الكّم الكبير يُقدّم تفسيرًا واضحًا نوعًا ما لسبب ضّعف جهاز المناعة لدى من يُعانون من الاكتئاب، بالتالي تعرضهم بشكل أكبر لبعض المشاكل الصحيّة؛ مثل: أمراض القلب.

السابق
أفضل علاج للرهاب الاجتماعي
التالي
أعراض الرهاب الاجتماعي

اترك تعليقاً