صحة عامة

أعراض الرهاب الاجتماعي

أعراض الرهاب الاجتماعي

الرهاب الاجتماعي

الشعور بالخوف والقلق والتوتر والخجل عند مقابلة أشخاص جدد أو إلقاء كلمة بين عدد كبير من الناس أو عند لقاء شخص مهم هو شعور طبيعي عند أغلب الأشخاص، لكن الرهاب الاجتماعي الذي يُعرف أيضًا باضطراب القلق الاجتماعي اضطراب نفسي مزمن، إذ يكون الشخص خجولًا لدرجة كبيرة ويخاف من لقاء الآخرين، مما يدفعه إلى تجنب المناسبات الاجتماعية المتعددة؛ لأنه يخاف من نظرة الآخرين له، إضافةً إلى التردد بالبدء بأي حوار مع من يُقابله، إذ يعيش الشخص المُصاب بهذا المرض في مَعزل، ويرفض أن يتولى المناصب القيادية؛ لأنّه غير قادر على قيادة فريق وإعطاء الأوامر والحديث معهم في المواضيع الّتي تخص العمل، فالرهاب الاجتماعي من المشكلات الّتي قد تعيق الحياة اليومية؛ لأنه يؤثر سلبيًا على جميع نواحيها.

كما يُعدّ الرهاب الاجتماعي ثاني أكثر اضطرابات القلق تشخيصًا بعد الرهاب المحدد، وعادةً ما يظهر هذا الاضطراب خلال سن المراهقة، وعلى الرغم من أن الأشخاص الذين شُخصوا باضطراب القلق الاجتماعي يظهر لديهم خجل شديد في الطفولة، إلا أنه ليس مجرد خجل.

يمكن أن يسبب هذا الاضطراب العديد من المشكلات في الحياة؛ فقد تكون الأعراض شديدةً لدرجة أنها تؤدي إلى تعطيل أنشطة الحياة اليومية، كما يمكن أن تتداخل بدرجة كبيرة مع الروتين اليومي أو الأداء المهني أو الحياة الاجتماعية، مما يصعب إكمال المدرسة أو الحصول على وظيفة، وقد يزيد من خطر الإصابة بالاكتئاب وتعاطي المخدرات.

أعراض الرهاب الاجتماعي

تبدأ الأعراض في سن مبكرة؛ في الغالب في عمر 13 عامًا وتستمر بعد ذلك، ومعظم الأشخاص الّذين يُعانون من الرهاب الاجتماعي ينتظرون على الأقل 10 سنوات حتى يحصلوا على المساعدة.ربما تكون أوضح علامات الإصابة بالرهاب الاجتماعي هي تجنب المصاب لأي شكل من أشكال النشاطات التي تتضمن التواصل الاجتماعي، وقد يتضمن ذلك العديد من الأمور المهمة والأساسية، مثل: المدرسة، أو العمل، أو بدء المحادثات مع الآخرين، أو غيرها من المناسبات اليومية التي قد يواجه فيها المريض أي شخص غريب.

كما يمكن تقسيم الأعراض إلى نفسية وأخرى جسدية، توضّح على النحو الآتي:

  • التأثيرات النفسية والسلوكية: تبرز التأثيرات النفسية لهذا المرض بمجموعة من السلوكيات، مثل:
    • القلق المستمر من نظرة الآخرين وآرائهم.
    • الخوف المستمر من فعل أي شيء قد يسبب الإحراج، مما قد يؤدي إلى الانعزال.
    • التردد من التفاعل مع أي شخص غريب.
    • الخوف من انتباه الآخرين على أن المريض متوتر وقلق.
    • الخوف من ظهور أي أعراض جسدية للقلق، مثل: احمرار الخدين، أو التعرق، أو الارتجاف.
    • تجنب الكلام أو ممارسة أي تصرف خوفًا من الإحراج.
    • تجنب أي موقف يجلب الانتباه للمريض.
    • قضاء الكثير من الوقت في التفكير والتحليل في كل التصرفات والكلمات التي صدرت عن المريض في الماضي.
    • التشاؤم وتوقع أسوأ النتائج على الدوام.
  • الأعراض الجسدية: يوجد عدد كبير من الأعراض والتأثيرات الجسدية التي قد يظهر بعضها على المريض، منها ما يأتي:
    • احمرار الوجه.
    • تسارع في معدل ضربات القلب.
    • الرجفة.
    • التعرق.
    • الشعور بالغثيان والألم في المعدة.
    • صعوبة التنفس.
    • صعوبة تذكر أي معلومة، وتحدث هذه الحالة غالبًا قبل الامتحانات أو تقديم عرض ما.
    • الشعور بتشنج وشد في العضلات.

أسباب الرهاب الاجتماعي

يعتقد الباحثون أن اضطراب الرهاب الاجتماعي قد يحدث نتيجةً لتفاعل عوامل بيئية وجينية، وتشمل الأسباب المحتملة لهذا الاضطراب ما يأتي:

  • الأسباب الوراثية: إذ يبدو أن هذا الاضطراب ينتقل بين أفراد الأسرة الواحدة، ويجري التحقيق حاليًا عن الروابط الوراثية، كما يوجد بحث مستمر لمعرفة مقدار تأثير هذا العامل الوراثي على حدوث الاضطراب.
  • المواد الكيميائية الموجودة في الجسم: يبحث العلماء حاليًا عن المواد الكيميائية في الجسم التي قد تحفز تطور اضطراب الرهاب الاجتماعي، فقد يؤدي السيروتونين -وهو مادة كيميائية موجودة في الدماغ- دورًا رئيسًا عندما تكون مستوياته غير طبيعية، أو إذا كان الشخص حساسًا للغاية لهذه المادة.
  • تركيبة الدماغ: تشير الأبحاث إلى أن اللوزة الدماغية (amygdala) قد تؤدي دورًا في الاستجابة للخوف، مما يؤدي إلى ردود فعل مبالغ بها.
  • الطقس والديموغرافيا: يُلاحظ أن بلدان البحر المتوسط ​​تنخفض لديها معدلات اضطرابات الرهاب الاجتماعي مقارنةً بالدول الإسكندنافية؛ فقد يكون ذلك بسبب الطقس الدافئ وارتفاع الكثافة السكانية هناك، وقد يقلل الطقس الدافئ من تجنب المواقف الاجتماعية ويزيد من التواصل مع الآخرين، كما يشير آخرون إلى أن العوامل الثقافية قد تؤدي دورًا في خفض معدلات الرهاب الاجتماعي.

تشخيص مرض الرهاب الاجتماعي

كما هو الحال في جميع الاضطرابات النفسية لا يمكن للتحاليل المخبرية والفحوصات تشخيص الرهاب الاجتماعي، ويعتمد الأطباء في تشخيص هذا الاضطراب على المعايير المنشورة من قِبَل الجمعية الأمريكية للطب النفسي؛ فعلى سبيل المثال يُشخّص الحزن بدايةً بمراجعة التاريخ الصحي للمريض، وإجراء مقابلة لتقييم تصوّراته ومدى خبراته، والهدف من التقييم تحديد مدى تداخل الخوف الشديد مع الواجبات اليومية للمريض، ثم يقارن الطبيب نتائج التقييم مع المعايير الموضوعة التي تقدم التفاصيل الكاملة عن أعراض جميع الأمراض النفسية.

مضاعفات الرهاب الاجتماعي

من الممكن أن يستمر الرهاب الاجتماعي طيلة حياة الشخص إذا تُرك دون علاج، وغالبًا ما يُسيطر القلق على حياته، الذي قد يؤثر سلبًا على ممارسة الحياة بصورة طبيعية، ومن الممكن أن تؤدي مضاعفات الرهاب الاجتماعي إلى انعزال المريض عن الآخرين، بالإضافة إلى ازدياد خطر شرب الكحول وتعاطي المخدرات والتفكير بالانتحار.

كما توجد بعض العوامل التي تزيد من خطر حدوث اضطراب الرهاب الاجتماعي، منها ما يأتي:

  • الجنس: إذ إن هذا الاضطراب أكثر شيوعًا بين الإناث من الذكور.
  • الجينات: قد يكون خطر الإصابة بهذا الاضطراب أعلى إذا كان الوالدان أو الأشقاء يعانون منه.
  • التنشئة: يعتقد بعض الأشخاص أن اضطراب الرهاب الاجتماعي قد يتطور عند الأشخاص الذين شهدوا سلوكًا قلقًا عند الآخرين، وقد يوجد رابط بين الرهاب الاجتماعي والأبوة والأمومة المفرطة.
  • بعض تجارب الحياة: يقال إن الأطفال الذين عانوا من السخرية والإذلال أو الرفض أكثر عرضةً للرهاب الاجتماعي عند مقارنتهم بالآخرين.
  • الشخصية: يُعتقد أن الأطفال الخجولين أو الانطوائيين أكثر عرضةً لخطر اضطراب الرهاب الاجتماعي.

علاج الرهاب الاجتماعي

تكمن مشكلة هذا المرض وأمثاله كالاكتئاب في أن المرض نفسه قد يكون العائق الأول أمام سعي المريض للعلاج، فالخوف من حكم الآخرين عليه قد يدفعه إلى كتمان الحالة والتظاهر بأن الأمور طبيعية، وهذا شديد الخطورة؛ إذ إن ترك هذه الحالة دون علاج قد يدمر حياة الفرد وعلاقاته الشخصية وفرصه في التقدم أو النجاح في العمل، وفي بعض الحالات الشديدة قد يقوده إلى إيذاء نفسه أو من حوله.

توجد عدة طرق وأساليب لعلاج مثل هذه الحالة، بعضها نفسي والآخر دوائي، وفي غالب الحالات يحتاج المريض إلى مزيج من هذه العلاجات للتعافي بصورة كاملة، ومن طرق العلاج المتاحة ما يأتي:

  • العلاج السلوكي الإدراكي: هو أحد أساليب العلاج النفسي التي يساعد فيها المختص المريض لكي يتعرف على أنماط التفكير السلبي وتصرفاته ومحفزاته؛ بهدف فهمها ومحاولة السيطرة عليها بطريقة أفضل.
  • المساعدة الذاتية الموجهة: يتضمن هذا النوع قراءة كتب تتعلق بالعلاج السلوكي الإدراكي، مع وجود التوجيه والنصح من معالج مختص.
  • استخدام الأدوية المضادة للاكتئاب: تستخدم هذه الأدوية لتخفيف الأعراض الناجمة عن الرهاب، ويجب تناولها لفترات طويلة حتى يظهر مفعولها، ومن أنواعها، مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية.
السابق
أفضل علاج للخوف والقلق والاكتئاب
التالي
مرض الوهم النفسي

اترك تعليقاً