أسباب العصبية

العصبية

تعدّ العصبية مشاعر إنسانيّةً طبيعيةً تتراوح ما بين الخفيفة إلى الشّديدة، تنبع من مشاعر الإحباط أو الأذى أو الانزعاج أو خيبة الأمل، ويمكن للعصبية أن تؤثر على أنماط التفكير والسلوك وتعطل العلاقات، وقد تسبب بعض الأضرار الجسدية، مثل: ارتفاع ضغط الدم، ومشكلات القلب، والصداع، واضطرابات الجهاز الهضمي، ومشكلات الجلد، وقد تؤثر العصبية بصورة خطيرة على الحياة اليومية.

أسباب العصبية

تشمل أسباب العصبية ما يأتي:

• الأسباب النفسية: يعدّ القلق من أحد أسباب العصبية النفسية، وهو جزءٌ طبيعي من حياة الشخص، لكن وجود القلق بشكل قد يمتدّ إلى أشهرٍ أو سنوات قد يسبب التداخل بصورة مفرطة في الحياة اليومية للشخص، مما يؤدي إلى حدوث اضطرابٍ عام، ويعدّ القلق العاطفي أكثر الأنواع شيوعًا، فمن الممكن أن يشعر الشخص بمشاعر العصبية والقلق المستمر، وهذا يؤدي إلى زيادة نبضات القلب، والتنفس بسرعة، والتعرق المفرط، والشعور بالإعياء، والرجفة، والصداع، والأرق، واضطرابات في المعدة، وصعوبة التركيز، كما أنّ الأسباب النفسية للعصبية قد تكون نتيجة أحد السلوكيات التي يتبعها الشخص في حياته، مثل: إدمان المخدرات، وإدمان الكافيين، وشرب الكحول، ويعدّ أيضًا الاكتئاب وانفصام الشخصية والتغيير الحاد للحالة المزاجية من الأسباب النفسية التي تؤدي إلى العصبية، ويمكن علاج هذه الحالات بمشورة الأطباء النفسيين والأدوية وتغيير نمط الحياة.
• التغييرات الهرمونية: تعدّ التغييرات الهرمونية أو الاختلال في عمل الهرمونات من الأسباب الأساسية لإصابة الأشخاص من الجنسين بالعصبية، وتعدّ التغييرات في مستويات هرموني الإستروجين والبروجسترون من أكثر المؤثرات على الحالة النفسية، والتي يمكن أن تسهم في تقلب المزاج، والإجهاد، والقلق، وانخفاض الشعور بالراحة والاستقرار، وتصاب النساء بهذه التغييرات أكثر من الرجال، فقد تصاب الفتيات في مقتبل العمر بالضغوط النفسية والعاطفية، أو الإصابة بمتلازمة تكيس المبايض، أو مرض السكري، أو فرط نشاط الغدة الدرقية، مما يؤدي إلى حدوث خلل في الهرمونات، ويؤثر هذا الخلل على الجهاز العصبي، ويزيد من القلق والخوف والمشاعر السلبية، ويمكن علاج هذه الحالة بتناول العلاج الهرموني البديل لتعويض النقص في إنتاج الهرمونات وتعديل الإفراط، ويصيب أيضًا النساء في فترة انقطاع الطمث، فيسبب الشعور بالحزن والانزعاج بسبب التغيرات التي تحدث في الجسم، وفقدان الخصوبة، والخوف من الشيخوخة، وقد تختفي هذه الأعراض عندما تنتهي فترة انقطاع الطمث، وتدخل النساء في فترة ما بعد انقطاع الطمث عندما تصبح الهرمونات أكثر توازنًا.
• الأسباب الجسدية العضوية: يوجد العديد من الأمراض الجسدية العضوية التي تسبب العصبية والقلق، مثل: الإصابة بقصور الغدة الدرقية أو نشاطها، والالتهاب الرئوي، والتهاب الأذن والأسنان، ومرض الانسداد الرئوي المزمن، وفشل القلب الاحتقاني، وعدم انتظام نبضات القلب، ونقص فيتامين ب12، والتهاب الدماغ، والعلاج الكيماوي للأورام، ومرض السكري وآثار علاجه على الحالة النفسية للمريض، وحدوث اضطرابات في النوم مثل الأرق، وصعوبة التنفس، والإصابة بالإنفلونزا، وغيرها من الأمراض الجسدية التي تؤثر على النفسية، وتؤدي أعراضها أو الآثار الجانبية لعلاجها إلى إصابة المريض بالنوبات العصبية.
• الأسباب البيئية والوراثية: يمكن اعتبار عناصر البيئة المحيطة بالفرد من الأسباب التي تؤدي إلى العصبية، إذ يسهم الضغط الناتج عن علاقة شخصية أو وظيفة أو مدرسة أو مأزق مالي بنسبة كبيرة في حدوث اضطرابات القلق والتوتر والخوف، والتي تؤثر سلبيًا على نفسية الشخص، وحتى مستويات الأكسجين المنخفضة في المناطق المرتفعة يمكن أن تضاعف الآثار السلبية على النفسية، ويمكن أيضًا أن تتدخل الوراثة في هذه الحالة، إذ إنّ الأشخاص الذين يوجد لديهم تاريخ عائلي من العصبية والإصابة بالقلق هم عرضة للإصابة بهذه الحالة أكثر من غيرهم.

نصائح للتحكم بالعصبية

من النّصائح الضّرورية للتحكم بالعصبية ما يأتي:

• ضرورة التذكر بأنّ جميع التجارب طبيعية، ولا يوجد خوف من مواجهة التحديات والصعوبات، إذ إنّ التخلّي عن الخوف يساعد على إبقاء الأعصاب تحت السيطرة.
• التعرف على علامات العصبية الخاصة بالشخص، مثل: توتر الكتفين، أو التشبث بقبضات اليدين، أو اهتزاز الرجلين، أو سرعة نبضات القلب، أو التنفس بسرعة، ومحاولة الخروج من الموقف المزعج من ضروريات السيطرة على الأعصاب والتحكم بها.
• الاستعداد لكل شيء قد يصيب الشخص من مواقف وتحديات، والتذكر بأنّ الحياة لا تسير دائمًا وفق التنبؤات والتخطيطات لكل شيء.
• العد إلى 10 والتنفس ببطء يُتيح وقتًا لتهدأ الأعصاب ويقلّل التوتر والغضب، إذ يمكن التفكير بصورة أكثر وضوحًا والتغلب على التحدي أو الأمر المزعج.
• محاولة مشاركة المشاعر مع أي شخص آخر يمكن الوثوق به والتحدث إليه براحة وعقلانية يمكن أن يقلل من التوتر وجعل المشاعر أكثر إيجابيةً.
• التخلي عن أي طرق تفكير غير مفيدة يمكن أن تزيد الأفكار السلبية.