الذاكرة العاملة وعلاقتها بصعوبات التعلم
تعريف الذاكرة العاملة
– تشير الذاكرة العاملة إلى نظام دماغ ، أو مساحة عمل ذهنية ، مسؤولة عن تخزين المعلومات ومعالجتها بشكل مؤقت ، وهو يختلف عن الذاكرة قصيرة المدى ، حيث يتم تخزين المعلومات وتذكرها بنفس الصيغة ؛ على سبيل المثال ، يمكن للطلاب الاحتفاظ بمجموعة من الأرقام في الذاكرة قصيرة المدى ، ولكن لتكرار هذه الأرقام إلى الخلف ، يحتاجون إلى التلاعب بالمعلومات.
– يُعتقد على نطاق واسع أن الذاكرة العاملة هي واحدة من أهم الكليات العقلية ، والضرورية للقدرات المعرفية مثل التخطيط ، وحل المشكلات ، والتفكير ، وغالبا ما يتم تضمينها في الوظائف التنفيذية ، و يتم تعريف الذاكرة العاملة من قبل MedecineNet.com كنظام لتخزين وإدارة المعلومات المطلوبة بشكل مؤقت لتنفيذ المهام المعقدة مثل التعلم والتفكير والاستيعاب.
الذاكرة العاملة و التعلم
– مقارنة بالذاكرة قصيرة المدى ، تلعب الذاكرة العاملة دورًا أكثر تأثيرًا في الأداء الأكاديمي للطلاب ، ويرجع ذلك إلى أن العديد من المهام الأكاديمية تتضمن خطوات متعددة مع حلول وسيطة ، ويحتاج الطلاب إلى تذكر هذه الحلول الوسيطة أثناء قيامهم بالمهام .
– يمكن أن تتضمن أمثلة مهام الذاكرة العاملة وضع عنوان الشخص في الاعتبار أثناء الاستماع إلى الإرشادات حول كيفية الوصول إلى هناك ، أو الاستماع إلى سلسلة من الأحداث في قصة أثناء محاولة فهم معنى القصة ، و في الرياضيات ، قد تتضمن مهمة الذاكرة العاملة الحفاظ على الصيغة في الاعتبار بينما تستخدم في الوقت نفسه الصيغة لحل مشكلة في الرياضيات .
خصائص الذاكرة العاملة
1. قدرة التخزين أو سرعة الترميز:
يرى بعض الباحثين أن الذاكرة العاملة لا تتناسب لا مع السن ولا مع الذاكرة، وما يوضح هذه العلاقة هو سرعة الترميز في الذاكرة العاملة وقدرة الاحتفاظ بالمعلومات حسب الترتيب الزمني لتتابع الأحداث.
وقد وجد كل من بادلي وتومسون 1995 أن هناك علاقة وثيقة بين وحدة الحفظ وسرعة قراءة وحدات مبنية بصريا.
بينما لاحظ نيكولاسون 1982 أن وحدة الحفظ تتماشى مع السن لكن تبقى بالنسبة لإيقاع القراءة، لذا يعتقد أن اختلاف وحدة الحفظ بالنسبة للسن يعود لسرعة ترميز الوحدات تحت الشكل اللفظي.
2. مرونة المعلومات في الذاكرة العاملة:
إن زوال الإثارة لا يتغير حسب الشخص بل ما يتغير هو استراتيجية مراجعة المعلومات عن طريق التكرار الذهني من جهة، وطبيعة الترميز الذي قد تم خلال فترة تقديم المثيرات من جهة أخرى.
3. إسترجاع المعلومات من الذاكرة العاملة:
إسنادا للتجربة التي قام بها العالم ستيرنبرج 1966 أين قدم قائمة من أرقام مختلفة الطول من 1 إلى 6 أرقام، وتكون القائمة متبوعة برقم اختياري وعلى الشخص أن يقرر بسرعة ما إذا كان هذا الرقم من بين أرقام القائمة أم لا. وبعد قياسه للوقت اللازم للإجابة وجد أن وقت الإجابة يتناسب خطيا مع أعداد الوحدات في القائمة، فكلما أضيف رقما إلى القائمة زادت قدرة الرد ﺒ 38 ثانية.
مهما كانت نوعية الإجابة (بالإيجاب أو السلب) فإن وقت الإجابة يبقى نفسه وهكذا فإن الزمن (أي 38 ثانية) وجد بأنه نفس الزمن الذي تستغرقه الذاكرة العاملة للمقارنة الداخلية ويلعب دورا جد هام في الفعالية المعرفية.(Richard.FJ, 1996, p: 25)
6 – علاقة الذاكرة العاملة بالذاكرة طويلة المدى:
أشارت الدراسة التي قام بها سوانسون وآخرون 1989 إلى وجود ارتباط بين ضعف فاعلية الذاكرة العاملة والذاكرة طويلة المدى. فضعف الذاكرة العاملة ينعكس سلبا على كفاءة الذاكرة طويلة المدى وخاصة في مجال معالجة المعلومات وتجهيزها واسترجاعها. (البايطنية، 2005، ص: 101)
أنشطة الذاكرة العاملة
الرياضة
أثبتت دراسات عدّة وأبحاث أن ممارسة الرياضة والأنشطة البدنية المختلفة تؤثر بشكل إيجابي على قوة ذاكرة الطفل، ولذلك اجعلي ابنك يمارس بعض أنواع الأنشطة الرياضية بشكل يومي على أن تخصصي جزءًا من وقته لأداء التمرينات.
طريقة توصيل المعلومة
يجب أن تقدمي المعلومة لطفلك بشكل سهل وسلس وأن تنظمي عناصرها بشكل إيجابي فقد أثبتت دراسات عدّة بأن أسباب نسيان الطفل للمعلومة وضعف ذاكرته يكون نتيجة عدم فهمها بسبب طريقة تقديمها إليه وأنه يستخدم أسلوب الحفظ فقط وليس الفهم.
ساعات نوم كافية
احرصي على أن يحصل طفلك على قدر وفير من الراحة لأن النوم غير المنتظم هو أحد أسباب ضعف الذاكرة، أما النوم الكافي فيساعده على الاستيعاب بشكل سريع للحقائق والمعلومات التي يتلقاها في فترة النهار، كما أن النوم الزائد عن الحد يتسبب في خمول الذاكرة.
وأعلنت الدراسات التي أجريت مؤخرًا عن ضرورة الابتعاد قدر الإمكان عن منح الطفل الوجبات والأطعمة الدسمة، فهي تسبب الخمول عنده وتفقده تركيزه. وشددت على أهمية البعد عن الأجهزة الإلكترونية لأن استخدامه لها يسبب ضعفًا في الذاكرة.
وتعتبر قراءة الأم للطفل بعض القصص أو الحكايات بصوتٍ مرتفع من الأشياء المفيدة التي تعمل على تقوية ذاكرته، وأيضًا تشجيعه على مشاهدة الأفلام المفيدة والبرامج الوثائقية بدلًا من رؤية الرسوم المتحركة لأنها تؤدي إلى إعاقة وظائف الدماغ مسببةً خموله، وضعف ذاكرته.