صحة عامة

أعراض التوتر

أعراض التوتر

معنى التوتر

يتعرّض الشخص في حياته اليومية لمجموعة من الضّغوطات النّفسية والاجتماعية في بعض الأحيان، التي تخلق لديه مجموعة من الأعراض التي يجهل أنّها تدلّ على الإصابة بحالة من التوتر، ولعلّ أغلب الأشخاص يتساءلون عن أسباب هذه الحالة التي تحدث عند التعرض لهذه الضّغوط، ويجيب هذا المقال عن بعض الأسئلة التي تتعلّق بموضوع التوتر والأعراض المرافقة له وأسبابه.

أعراض التوتر

تختلف الأسباب التي تثير التوتر باختلاف الأشخاص، وكذلك تختلف الأعراض التي يبديها شخص مقارنةً بغيره، وحين يطول التوتر على المدة المفروضة له ويصبح مزمنًا أو شديدًا ليسيطر تمامًا على انفعالات الشخص وحياته تظهر له عدة مضاعفات جسدية ونفسية وسلوكية، ومن أبرزها ما يأتي:

  • التأثيرات الجسمية للتوتر العصبي؛ يتأثر الجسم بالهرمونات التي تفرز في حالة التوتر العصبي، ويستجيب لها بعدة طرق، فيخفض عمل جهازَي المناعة والهضم، ويضخّ الدم في الدماغ والعضلات، وينتج من ذلك كسل في جهاز الهضم، وإمساك، وسوء هضم وامتصاص، وانخفاض في المناعة، وتحفيز زائد لجهاز الأعصاب ينتج منه الشعور بصداع متكرر، وألم في الرقبة، وألم في العضلات بسبب طول مدة شدها، وعدم القدرة على النوم والاسترخاء، والمعاناة من الأرق، والشعور بالتعب العام، وانخفاض الرغبة الجنسية، وارتفاع ضغط الدم، وشعور بألم موضعي في الجسم بلا سبب، وحب الشباب، وسهولة التقاط عدوى.
  • التأثيرات النفسية والعقلية للتوتر العصبي؛ يتأثر جهاز الأعصاب بالتوتر، ويُعكَس ذلك على صورة الدخول في الاكتئاب، وسرعة الغضب، والتحفيز الدائم، والشعور بالقلق والتوتر بصورة دائمة حتى دون سبب، وصعوبة في التركيز، وانخفاض الثقة بالنفس، والمعاناة من تقلب المزاج، والشعور العام بعدم القدرة على السيطرة على مجريات الحياة، والترقب الدائم لحدوث مشكلة.
  • التأثيرات السلوكية للتوتر العصبي؛ تنتج من التوتر العصبي ممارسة بعض السلوكيات التي تؤثر في حياة الإنسان المتوتر، فقد يزداد تناوله الطعام وتنفتح شهيته؛ فيُفرّغ بعض توتره بكثرة الأكل، مما يزيد في وزنه بصورة سريعة، وقد يحدث العكس فيفقد الشهية ويلاحظ نزول وزنه بصورة كبيرة، وكذلك يمرّ المتوتر بنوبات غضب عارمة يفقد فيها السيطرة على أعصابه تمامًا، ويعاني من صعوبات في علاقاته الاجتماعية، وقد يلجأ إلى تعاطي الدخان، أو الكحول، أو المخدرات لإفراغ بعض التوتر، وقد ينعزل تمامًا عن الاختلاط بالناس.

أنواع التوتر

يُقسّم التوتر ثلاثة أنواع مختلفة؛ هي:

  • التوتر الحاد؛ هو التوتر قصير الأمد، وأكثر الأنواع شيوعًا، وغالبًا ما يظهر سببه التفكير في ضغوط الحياة التي حدثت مؤخرًا، أو الطلبات القادمة في المستقبل القريب، ولا يظهر ضرره على الجسم مثل ضرر التوتر المزمن، غير أنّه قد يتحول إلى توتر مزمن في حال تكراره بكثرة وزيادة طول مدته.
  • التوتر الحاد العَرَضي؛ إنّ الأشخاص الذين يعانون من التوتر الحاد في كثير من الأحيان، أو الذين تمثّل حياتهم محفّزات متكررة للضغط قد يعانون من التوتر الحاد العرضي، وينتج هذا النوع من الالتزامات الكثيرة، والتنظيم السيء لحياة الفرد، وغالبًا ما يعاني الأشخاص الذين يقلقون كثيرًا هذ النوع من التوتر.
  • التوتر المزمن؛ هو أكثر أنواع التوتر ضررًا للجسم، ويستمرّ دون أن يلاحظه أحد، إذ يعتاد الأشخاص عليه، فيصبح جزءًا من شخصية الفرد، ويؤدي إلى انهيار الفرد وتنفيذه أعمالًا عنيفة، أو الانتحار، أو الإصابة بالنوبات القلبية، أو السكتات الدماغية.

أسباب التوتر

تُسمّى مسببات التوتر الموترات، وقد يظنّ أغلب البشر أنّ هذه الموتّرات سلبية دائمًا؛ كالإفراط في العمل، أو المشكلات في العلاقات مع الآخرين، لكنّ الموتّرات هي أيّ حدث يزيد من الحمل النفسي والعاطفي على الإنسان، وقد يظهر ذلك إيجابيًا -كالزواج-، الذي قد لا يَعُدُّه الجميع حدثًا إيجابيًا، أو الحصول على ترقية وظيفية، أو شراء سيارة أو منزل، وغيرها الكثير من الأحداث التي يمر بها الإنسان في حياته. وليست الموتّرات جميعها خارجية التأثير؛ فبعضها داخلي يُولّده الإنسان بنفسه؛ مثل: القلق الزائد بشأن المستقبل أو التفاؤل، وغيره من الأفكار السلبية. و-في الواقع- لا تُحصَر الموتّرات الموجودة في حياة الإنسان، لكن في ما يأتي ذكر بعض الموترات الخارجية الشّائعة:

  • التغيرات الكبيرة في حياة الفرد.
  • العمل أو المدرسة.
  • معاناة مشاكل في العلاقات مع الآخرين.
  • المعاناة من المشكلات المالية.
  • الانشغال طوال الوقت.
  • التوتر بسبب العائلة أو الأولاد.
  • موت شخص قريب.
  • الطلاق.
  • التعرض للسجن.
  • فقدان العمل.
  • التقاعد.
  • التعرض لمرض أو إصابة.

أمّا بالنسبة للمؤترات الداخلية، فمنها:

  • التشاؤم.
  • الفشل في تقبل عدم قدرة الإنسان على السيطرة على مستقبله بالكامل.
  • التحدث بسلبية وقسوة إلى الذات.
  • التوقعات الخيالية وغير الواقعية، وغيرها العديد من الموترات الداخلية والخارجية.

علاج التوتر

لا يحدث تشخيص طبي لحالة التوتر، ولا يوجد علاج محدد له، لكن هناك عدة طرق وأساليب مستخدمة في التعامل مع التوتر والسيطرة عليه، وهي في المحصّلة تخفّف مستوياته وتأثيرها في جودة حياة الفرد. ومن أهم تلك الطرق والأساليب ما يأتي:

العلاج السلوكي

يُعدّ التحدث إلى معالج مختصّ من أفضل الطرق للتعامل مع التوتر، إذ يساعد ذلك الشّخص في التعامل مع التوتر بطريقة صحيحة، ويساعده في فهم أفكاره ومشاعره بشكل أفضل. ومن الأساليب المُستخدمَة ما يأتي:

  • العلاج السلوكي الإدراكي (CBT)؛ يساعد هذا العلاج المريض في فهم أنماط التفكير، والتعرف إلى محفزات التوتر لديه، وكيفية التعامل معها بشكل سليم.
  • التأمل بهدف تخفيف التوتر (MBSR)؛ هي تمارين تدمج التأمل باليوغا، وتهدف إلى تخفيف مستويات التوتر في حياة الفرد بشكل عام.

العلاج الدوائي

-كما سبق الذكر- فإنّ التوتر استجابةً طبيعية للجسم وليس مرضًا؛ لذلك لا توجد أدوية متخصصة في علاج التوتر، لكن توجد عدة أدوية من شأنها تخفيف التوتر؛ مثل:

  • الأدوية المنومة أو المهدّئة؛ هي التي تُستخدم لمن يعانون صعوبات في النوم.
  • الأدوية المضادة للاكتئاب؛ لمن يعانون من الاكتئاب أو الهلع.
  • الأدوية التي تعالج ظهور أيّ أعراض جسمية؛ مثل: أدوية القولون العصبي.

كما توجد أيضًا العديد من الطرق الأخرى لمواجهة التوتر؛ مثل: العلاج بالطبيعة، أو الإبر الصينية، وغيرهما الكثير، والمهم السعي إلى التعامل مع الحالة، وتخفيف تأثيراتها السلبية في الفرد قبل التفاقم والتطور إلى أمراض نفسية أو جسميّة.

نصائح للتخفيف من التوتر

توجد بعض النّصائح التي تساعد الشخص في السيطرة على التوتر وإدارته، مما يسمح له بعيش حياة سعيدة ومريحة. ومن هذه النصائح ما يأتي:

  • الحفاظ على موقف إيجابي تجاه كل شيء في الحياة.
  • تقبل أنّ هناك أحداثًا لا يَتحكّم الإنسان بها.
  • يجب على الشخص أن يظهر حازمًا بدلًا من العدوانية، ذلك في مشاعره أو آرائه أو معتقداته بدلًا من أن يغضب، أو يدافع عن نفسه بعدوانية أو سلبية.
  • تعلّم تقنيات الاسترخاء وممارستها، ومحاولة ممارسة التأمل أو اليوغا.
  • ممارسة التمارين الرياضية بانتظام، إذ يحارب الجسم الإجهاد بصورة أفضل عندما يصبح لائقًا بدنيًا.
  • تناول وجبات صحية ومتوازنة.
  • تعلم كيفية إدارة الوقت بفاعلية عالية.
  • وضع حدود مناسبة، وقول لا للطلبات التي تخلق ضغوطًا مفرطة في حياة الفرد.
  • تخصيص وقت للهوايات والاهتمامات.
  • الحصول على قسطٍ كافٍ من الراحة والنوم، إذ يحتاج الجسم إلى وقت للتعافي من الأحداث العصيبة.
  • تجنّب تعاطي الكحول أو المخدرات، أو ممارسة السلوكيات الإجبارية لتقليل التوتر.
  • البحث عن الدعم الاجتماعي من خلال قضاء وقت كافٍ مع أشخاص يحبهم الشخص.
  • البحث عن علاج مع اختصاصي نفسي أو غيره من اختصاصيي الصحة العقلية المدربين على إدارة التوتر، أو تقنيات الارتجاع البيولوجي؛ ليتعلّم الشخص طرقًا أكثر صحية للتعامل مع التوتر في الحياة.

ماذا يحدث للجسم عند التوتر

لا يُعدّ التوتر حالةً ضارّة عندما تحدث في الأوقات التي تستوجب دخول الجسم في هذه الحالة، فهو استجابة الجسم لأيّ شعور بالخطر سواءً هذا الخطر حقيقيّ أو في مخيلة الفرد، ويدخل الجسم في حالة الدفاع، ويبدأ عملية تُسمّى الكرّ أو الفرّ، ويدخل الجسم في حالة التوتر للدفاع عن نفسه؛ فهو يُبقي الشخص في حالة يقظة واستعداد وتركيز عند المرور بخطر الموت -مثلًا-، أو أثناء تقديم عرض مهم، أو في نهاية نشاط مباراة رياضية يوشك فيها الفرد على الانتصار، أو عند دخول امتحان مهم. وفي الأمثلة السابقة كلّها يظهر التوتر مفيدًا بل ومهمًا، وتكمن خطورته عندما يتكرّر باستمرار وفي أوقاتٍ لا يحتاج فيها الإنسان إلى الدخول في هذه الحالة، حينها يبدأ تدريجيًا بتدمير صحّة الإنسان ومزاجه وإنتاجيته وعلاقاته، وفي المحصلة تُدمّر جودة الحياة بأكملها.

فالجميع يشعرون بـالتوتر من وقتٍ لآخر خلال الحياة، وليست حالات التوتر كلها سيئة؛ ففي بعض الحالات قد يساعد التوتر الشخص في تجنّب خطرٍ يحيط به، غير أنّ التوتر المزمن والمستمرّ قد يؤثر سلبًا في الجسم سواء من النّاحية الجسمية أو العقلية، وقد يشعر الأشخاص المختلفون بالتوتر بطرق مختلفة؛ فبعض الأشخاص يعانون من أعراض في الجهاز الهضمي، بينما آخرون قد يعانون من الصداع، والأرق، واكتئاب المزاج، والغضب، والتهيج، كما أنّ الأشخاص الذين يعانون من التوتر المزمن قد يصبحون أكثر عرضةً للإصابة بعدوى فيروسية أكثر شدة؛ مثل: الإنفلونزا، أو نزلات البرد، واللقاحات التي يحصلون عليها أقلّ فاعلية.

السابق
مرض الخوف
التالي
علاج القلق والخوف

اترك تعليقاً