صحة عامة

هل القلق يسبب كثرة التبول

القلق و كثرة التبول

الشعور بالقلق أصبح جزءًا طبيعياً من الحياة اليومية فالجميع يشعر بالقلق من وقت لآخر، ويمكن أن يساعدك هذا القلق الخفيف إلى المتوسط ​​على تركيز انتباهك وطاقتك وحافزك، أما إذا كان القلق شديداً فقد يجعل لديك شعور بالعجز والارتباك الذي يقلل من التركيز والقدرة على إنجاز العمل وقد يكون هذا النوع من القلق من أعراض مشكلة أخرى مثل الاكتئاب. ويمكن أن يُسبب القلق أعراض جسدية وعاطفية مؤقتة وعندما يمرّ الموقف تختفي هذه الأعراض ويعود الجسم لحالته الطبيعية.

هل القلق يسبب كثرة التبول

ربما يؤدي القلق إلى كثرة التبول، خاصة إن لم يكن هناك أي أمراض أخرى تؤدي إلى التبول، فالقلق له أعراض متغيرة ومستمرة، ويمكن الرجوع إلى الطبيب لمعرفة السبب في كثرة التبول، هل هو من القلق والتوتر، أم بسبب أمراض باطنية مثلا .

ومعظم الأطباء يمكنهم تشخيص هذه الحالة بسهولة، كما يمكنهم معرفة إن كان السبب عضوي أم نفسي، ويمكن اجراء اختبارات طبية أيضا لاستبعاد أي سبب عضوي، وعند التأكد يجب أن تشعر بالثقة، بأن الأمر مرتبط بالقلق والتوتر ليس إلا، وسوف تزول بسرعة.

كيف يمكن للقلق أن يسبب كثرة التبول

عندما نشعر بالقلق والتوتر، لاشك أن وراء ذلك ضغط عصبي أو نفسي، يؤدي غلى زيادة هرمونات التوتر وهما الكورتيزول والأدرينالين، مما يؤدي إلى تغيرات وظيفية ونفسية لكل أعضاء الجسم، وقد تؤدي إلى التحفيز على الفرار أو القتال وهو ما يعرف باستجابة التوتر باسم القتال أو الفرار .

ومن ضمن هذه التغيرات هو التخلص من النفايات في أسرع وقت، فلن يكون وقت أمامك للتوقف أو القيام بذلك أثناء القتال أو الفرار، مما يجعل الكثير من الأشخاص يذهبون إلى الحمام للتخلص من نفاياتهم في حال قلقهم وتوترهم.

المثانة العصبية

المثانة العصبية ‫عبارة عن رغبة ملحة في التبول ليس بسبب زيادة كمية البول في المثانة، ‫وإنما بسبب التوتر النفسي أو القلق والخوف، حيث إن الأعراض الجسدية قد ‫ترجع إلى أسباب نفسية أيضا فيما يعرف بالأمراض النفس-جسدية.

إن السبب في تأثر المثانة بالحالة النفسية يرجع إلى أن ‫المثانة يكون التحكم فيها عن طريق الجهاز العصبي الذاتي ومراكز في المخ، ‫ومن هنا يجري إرسال إشارات إلى عضلات المثانة وقاع الحوض عبر المسارات ‫العصبية والناقلات العصبية. وبالتالي فإن العصبية والخوف والتوتر وزيادة ‫الضغط يمكن أن تؤدي إلى الشعور بالرغبة الدائمة في الذهاب إلى المرحاض.

‫ولكن المثانة من الأعضاء القابلة للتعلم، ‫حيث يمكن الشعور بالتحسن من خلال التدريب السلوكي. وفي هذا التدريب يجري ‫تدوين عدد مرات الذهاب إلى المرحاض وكميات المشروبات التي دخلت الجسم، ‫في سجل يومي.

التحكم في المثانة العصبية

  • يوصي الأطباء بزيادة الفاصل الزمني بين مرات الذهاب إلى المرحاض شيئا ‫فشيئا. وحتى الفترة الصغيرة، مثل ربع الساعة، تساعد في تقوية المثانة.
  • ينبغي أيضا الانتباه للنظام الغذائي، فالقهوة تتسبب في تهييج المثانة، كما أن المثانة ‫حساسة للسخونة في منطقة القدمين.
  • ينتقل الطبيب إلى ‫المرحلة التالية، وهي الأدوية، وقد يستخدم أيضا مضادات الاكتئاب. كما أن هناك تجارب إيجابية مع حَقن البوتوكس في عضلة المثانة، حيث تمتاز هذه ‫الطريقة العلاجية بالقليل جدا من الآثار الجانبية، الأمر الذي يؤدي إلى ‫نجاحات سريعة، ولكن يجب تكرار الحَقن بعد 6 أشهر.

أعراض المثانة العصبية

  • الشعور بحاجة مفاجئة إلى التبول يصعب السيطرة عليها.
  • المعاناة من سلس البول الإلحاحي، وهو التبول غير الإرادي الذي يحدث بصورةٍ فوريةٍ بعد حاجةٍ ملحةٍ إلى التبول.
  • تكرار التبول لثمان مراتٍ أو أكثر خلال 24 ساعة في العادة.
  • الاستيقاظ مرتين أو أكثر ليلاً بغرض التبول (التبول الليلي).
  • وبالرغم من أنك قد تفلح في الوصول إلى المرحاض في الوقت المناسب عند الإحساس بالحاجة إلى التبول، فإن التبول المتكرر بصورة غير متوقعة إضافةً إلى التبول الليلي يمكن أن يسببا أرقًا في حياتك.

أسباب أخرى لكثرة التبول

الإمساك

تدفع عدم القدرة على التغوط إلى التبول بكثرة، حيث يقع المستقيم والمثانة بجانب بعضهما لهذا “يتشاركان نفس النهايات العصبية” كما أن “الفضلات القاسية المتراكمة التي تتجمع في المستقيم تجعل هذه النهايات العصبية أكثر حساسية وتزيد من معدل التبول”.

السكري

بإمكان هذا المرض الذي يجعل الجسد غير قادر على تنظيم نسبة السكر في الدم أن يتسبب في التبول المتكرر. ذلك لإن تراكم السكر في الدم يؤدي إلى سحب الماء من أنسجة الجسم لتعويض الفرق مما يجعل الشخص أكثر عطشاً وأكثر شرباً للماء مما يؤدي إلى التبول أكثر من المعتاد.

العدوى

هناك العديد من أنواع العدوى قد تصيب المسالك البولية و تزيد من الرغبة في التبول. نزولاً من الكلية إلى مجرى البول. وعندما يصاب الإنسان بالتهاب المسالك البولية، ربما يتسبب البول بشعور بالحرقة بينما يخرج من الجسد. وقد يكون أيضاً شائباً أو مليئاً بالدم وقد تكون له رائحة سيئة.

حصوات المثانة

في بعض الأحيان تتجمع الأملاح والمعادن في المثانة على شكل كتل صغيرة تنتج عنها حصوات المثانة، وعندما تتسبب هذه الحصوات في استثارة العضو قد يجعلك هذا تشعر برغبة متكررة في التبول كتأثير جانبي. هناك عدة أعراض مرتبطة بالتبول أيضاً مثل صعوبة التبول أو احتباس البول أو شعور الحرقان ويكون البول غائماً وقاتماً أو به دم.

الطعام الحار أو الحامض

تستثار مثانة بعض الأشخاص عندما يتناولون طعاماً حامضاً مثل صوص الطماطم والفاكهة الحمضية أو حين يتناولون طعاماً حاراً . واستثارة المثانة تختلف من شخص لآخر وهناك العديد من أنواع الطعام التي قد تتسبب بها. تدرج مكتبة الولايات المتحدة الوطنية للطب الكحوليات والحلويات الصناعية والشكولاتة ضمن هذه الأطعمة.

علاج كثرة التبول بسبب القلق

هناك عدد من النصائح  للقضاء على كثرة التبول التي تحدث بسبب القلق:

  • إنهاء الضغط الخارجي والابتعاد عن مصدر التوتر والقلق

تهدئة نفسك سيضع حداً لاستجابة التوتر وتغييراته حيث يسترد الجسم معافاته من استجابة التوتر ويعود إلى الانتعاش. لكن نضع في اعتبارنا أن الجسم قد يستغرق ما يصل إلى 20 دقيقة أو أكثر للتعافي من استجابة كبيرة للتوتر وهذا أمرٌ طبيعي ولا ينبغي أن يكون سبباً للقلق. يمكن تسريع عملية الانتعاش عن طريق الحد من التوتر مع التنفس ببطء وزيادة الراحة العامة والاسترخاء وعدم القلق حول هذا الشعور. عند تعافي الجسم من الاستجابة للتوتر أو الإجهاد المستمر، فإن هذه الأعراض (كثرة التبول وغيرها من الأعراض الأخرى المصاحبة) سوف تختفي تماماً.

  • العلاجات قصيرة الأمد لكثرة التبول

في حين أن ما سبق هو أفضل وسيلة للقضاء على القلق والإجهاد المتسبب في كثرة التبول إلا أن هناك بعض الطرق الأخرى للمساعدة في ذلك، منها:

  1. تقليل كمية السوائل.
  2. ممارسة التمارين الرياضية البسيطة بانتظام (وهي وسيلة رائعة للحد من إجهاد الجسم، ولكن ليست ممارسة التمارين الشاقة التي تزيد من إجهاد الجسم).
  3. زيادة معتدلة في كمية الملح في الطعام ولكن مع البقاء ضمن الحدود الصحية التي تسبب ارتفاع ضغط الدم (فالملح يسبب الحفاظ على السوائل داخل الجسم).
  4. الاسترخاء العميق بانتظام يساعد على إبطاء عملية التمثيل الغذائي في الجسم مما يؤدي إلى الحد من كثرة التبول.
  5. الحصول على فترة كافية من النوم (ما بين 6:30 إلى 8 ساعات في الليلة الواحدة).

قد تساعد بعض التغييرات مثل التمارين الرياضية أو التغذية الأفضل على إبقاء الأعراض خفيفة خاصة إذا كان لديك مرض مزمن مثل السكري، وفي هذه الحالات يُعد الحصول على خطة علاجية من طبيبك أمراً مهماً للحفاظ على صحتك بشكل عام ومنع حدوث مضاعفات أخرى لمرض السكري لذا تحدث مع طبيبك حول أفضل طريقة لإدارة الأعراض والتعامل مع أي ظروف لديك.

السابق
فيتا-دي لعلاج هشاشة العظام vita-d
التالي
الصديق الخيالي؛ ظاهرة طبيعية أم مشكلة تحتاج علاج؟

اترك تعليقاً