صحة عامة

متلازمة ترومان

متلازمة ترومان

متلازمة ترومان

تُعدّ متلازمة ترومان نوعًا من الأوهام التي يعتقد فيها المريض أنّ حياته تمثيل وعرض من عروض تلفزيون الواقع، وظهر هذا المصطلح أوّل مرّة عام 2008 من قِبَل الأخوين جويل وإيان غولد، أحدهما فيلسوفٌ في علم الأعصاب، والأخ الآخر طبيبٌ نفسي، ويناقش الأخوان في المصطلح فكرة سيطرة وسائل الإعلام المختلفة على عقليّة العديد من البشر، وإلى أيّ مدى يبلغ تعلّق الإنسان بشاشة التّلفاز الصّغيرة وما يُعرض عليها من محتوى، لكن المصطلح غير مُعترف به، وليس مدرجًا في الدّليل التشخيصي والإحصائي للجمعية الأمريكية للطب النّفسي.

مع ذلك لم يصرّح الأخوة بأنّه تشخيص جديد، لكن أشاروا إلى أنّه تباين في أوهام العظمة والاضطهاد، وأشار أطبّاء نفسيون من معهد الطب النفسي في لندن باولو فوسر بولي و أوليفر هوز ولوسيا فالماجا وفيليب ماغواير إلى أنّ تفسير ترومان هو نتيجة بحث المرضى عن معنى في تصوّرهم أن العالم قد تغيّر نوعًا ما ولا يمكن تفسير تغيّره.

أعراض متلازمة ترومان

يشتكي المصاب بمتلازمة ترومان من أعراض ذهانيّة مرضيّة، يتحدّث فيها عن اعتقاد أو توّهم أنّه فى موقع تصوير والكاميرات تراقب تحرّكاته، والتّعامل معه في هذه الظروف يكون من خلال مضادّات الذهان لعلاج هذه الأعراض التى يعاني منها، واتّسع مفهموم المتلازمة فأصبح لا يقتصر على ملاحقة الكاميرات التليفزيونيّة، بل امتدّ إلى الكاميرات الإلكترونية في مواقع التّواصل الاجتماعي، فبدلًا من أن يعتقد الشّخص أنّه نجم تليفزيوني أصبح يصنع لديه قاعدةً جماهيريّةً على مواقع التواصل الاجتماعي، ويشارك تفاصيل حياته، ويصدّق أنّ الجميع ينتظرون مشاركاته ومعرفة أخباره.

علاج مرض الذهان

يمكن علاج اضطراب الأوهام بعدّة مراحل، كالآتي:

  • العلاج النفسي: يشمل علاج اضطراب الأوهام في معظم الأحيان الدّواء والعلاج النفسي، ومع ذلك من يعانون من اضطراب الأوهام لديهم مقاومة عالية للعلاج مع الدّواء وحده، لذلك قد يحتاج الأشخاص الذين يعانون من أعراض حادّة أو المعرّضون لخطر إيذاء أنفسهم إلى البقاء في المستشفى حتّى تستقرّ حالتهم، والعلاج النّفسي هو العلاج الأساسي لاضطراب الأوهام، ويوفّر بيئةً آمنةً للمرضى لمناقشة حالتهم، مع تشجيعهم على ممارسة التصرّفات الأفضل لهم.
  • العلاج النفسي الاجتماعي: يمكن أن تساعد العلاجات النفسيّة والاجتماعية المختلفة على علاج المشكلات السّلوكيّة والنفسيّة المرتبطة باضطراب الأوهام، ومن خلال العلاج يمكن للمرضى تعلّم السّيطرة على الأعراض لديهم، وتحديد علامات الإنذار المبكّر من الانتكاسة، ووضع خطّة الوقاية من الانتكاسة، وتشمل العلاجات النفسيّة الاجتماعية ما يأتي:
    • يمكن أن يساعد العلاج النفسي الفردي الشّخص على التعرّف على التفكير الأساسي الذي أصبح مشوّهًا.
    • يساعد العلاج المعرفي السلوكي (CBT) الشّخص على التعرّف على أنماط التفكير والسلوكيات، التي تؤدّي إلى مشاعر مزعجة وتغييرها.
    • يمكن أن يساعد العلاج الأسري الأسر على التّعامل بفعالية أكثر مع أحد أفراد الأسرة الذي يعاني من اضطراب الأوهام، ممّا يساهم في تحسين وضع المريض.
  • الأدوية: تسمّى الأدوية الأساسية المستخدمة في محاولة علاج اضطراب الأوهام مضادّات الذهان، وتشمل هذه الأدوية ما يأتي:
    • مضادات الذّهان التقليدية، تستخدم لعلاج الاضطرابات العقلية منذ منتصف الخمسينات، وتعمل هذه الأدوية عن طريق حجب مستقبلات الدوبامين في الدّماغ، والدوبامين هو ناقلٌ عصبي يُعتقد أنّه يحفّز تطوير الأوهام، ومن هذه الأدوية الكلوربرومازين، والفلوفينازين.
    • الأدوية غير النّمطية المضادّة للذهان، تبدو أكثر فعاليةً في علاج أعراض اضطراب الأوهام، وتعمل هذه الأدوية عن طريق منع الدوبامين ومستقبلات السيروتونين في الدماغ، وتشمل هذه الأدوية الريسبريدون، والكلوزابين.
    • المهدّئات ومضادات الاكتئاب، يمكن استخدام المهدئات إذا كان الشّخص لديه مستوى عاليًا جدًا من القلق، أو مشكلات في النّوم، ويمكن استخدام مضادّات الاكتئاب لعلاج الاكتئاب، وذلك عند الأشخاص الذين يعانون من اضطراب الأوهام.
السابق
كيف اتعامل مع المريض النفسي
التالي
كيفية التعامل مع مريض الفصام

اترك تعليقاً