صحة عامة

كيف اتعامل مع المريض النفسي

كيف اتعامل مع المريض النفسي

المريض النفسي

يدخل تحت تصنيف الأمراض النفسيّة جميع الاضطرابات السلوكيّة أو العقليّة التفكيريّة أو المزاجيّة، التي تُعيق مُمارسة الفرد لأعماله وأنشطته اليوميّة، والتي قد تُصيبه خلال فترات مُعيّنة من حياته وتنقضي بعدها، أو تُلازمه لمدّة طويلة من الزمن، وفي مُعظم الأحيان قد تكون ملحوظةً في تصرّفاته مع الآخرين في المدرسة أو العمل، أو تكون كصراعات داخليّة غير ظاهرة عليه.

قبل الحديث عن كيفيّة التعامل مع المريض النفسيّ وجب التنبيه إلى الاختلاف ما بين ما ذُكر بدايًة عن تعريف المرض النفسيّ وما هو مُتعَارف عليه في المُجتمعات، إذ يُطلق الناس عادةً مُصطلح المريض النفسيّ على من يتميّزون بالمَكْر والاحتيال مع من يتعاملون معه، أو على الأشخاص شديدي العُنف في علاقاتهم، وهو ما يُسمّى في التصنيفات النفسيّة باضطراب الشخصيّة المُعادية للمُجتمع، الذي لا يجوز تعميم صفاته على جميع المرضى النفسيين، الذين يشملون مرضى الاكتئاب أو الشيزوفرينيا أو القلق، ممّن لا يتشاركون في صفاتهم مع صفات مرضى اضطراب الشخصيّة المُعادية للمجتمع، والتي يُمكن تلخيص أبرز سماتها فيما يأتي:

  • الميل إلى الكذب والاحتيال.
  • تصرفات غير مسؤولة تجاه الأفراد والمُجتمع.
  • صعوبة التعاطف في بعض المواقف وعند التّعامل مع الآخرين.
  • صعوبة التفريق ما بين الخطأ والصواب.
  • إهمال حقوق الآخرين وتجاهلها.
  • المَيْل إلى إلحاق الأذى بالآخرين، والتصرّفات العنيفة عمومًا.

كيفيّة التعامل مع المريض النفسي

واحد من كلّ أربعة أشخاص مُعرّض للإصابة بأحد الاضطرابات النفسيّة والعصبيّة في مرحلة ما من الحياة حسب ما نشرته مُنظمة الصحّة العالميّة، لترتفع بذلك احتماليّة التصادف بأحدهم أو مُعايشته أو العمل معه، لذا فإنّ معرفة طُرق المُساندة والتّعامل السليم مع المرضى النفسيين مُهمّة للغاية، ويُذكر منها ما يأتي:

  • مُحاولة الإلمام والتعرّف بدايةً على طبيعة المرض النّفسي ونوعه وأعراضه وأعراض الأدوية المُستخدمة في علاجه، كمعرفة أعراض الاكتئاب والآثار الجانبيّة للعقاقير المُضادة له.
  • الإنصات والاستماع لما يقوله المريض بحرص وعناية، وتفهّم مشاعره وأحاسيسه والتفاعل معه عند حديثه، حتى لو كان ما يشعره من علامات مرضه.
  • تشجيع المريض على التحدّث مع مُعالجه أو طبيبه النفسيّ في حال واجه أيّ أعراض لما يتناوله من علاجات وأدوية، أو في حال عدم التحسّن ومواجهة أيّ مشكلات قد تؤثّر على سير عمليّة العلاج.
  • تشجيع المريض على الالتزام بعلاجه وفق تعليمات الطبيب، ومُحاولة إبعاده عن تعاطي الممنوعات أو شرب المشروبات الكحوليّة، التي قد ينصحه البعض بتعاطيها لتخطّي أعراض المرض.
  • إعطاء المريض مساحةً كافيةً بعدم التدخّل في خصوصياته في حال طلبه لذلك، وباستبعاد وجود أي أفكار انتحاريّة أو مؤذية لديه.
  • حثّ المريض على مُتابعة أنشطته اليوميّة المُعتادة، بتناول طعامه وأخذ قسط كافٍ من النوم والراحة، والترفيه عن نفسه بين الحين والآخر.

من أهمّ النصائح عند التحاور والحديث مع المريض النفسيّ الابتعاد عن استخدام العبارات الآتية:

  • “توقّف عن التصرّف بجنون”: هي من الجمل التي قد تؤذيه فعلًا؛ لما في كلمة “جنون” من وصمة مُجتمعيّة خاطئة اعتاد الناس على ربطها بالمرض النفسيّ.
  • “لا تقلق بشأن ذلك”: هذه الجملة التي تُثير في نفس مرضى اضطراب القلق التأنيب والحُزن لمعرفتهم المُسبقة بقلقهم المُفرط تجاه الأمور في ذات الوقت الذي لا يُسيطرون فيه على ذلك، لذا يُمكن الإنصات إليهم بدل قول ذلك، أو إظهار التّعاطف مع ما يقولونه.
  • تجنّب الجُمل التي تحتوي على مُصطلحات القتل أو إيذاء النّفس، أو ذكر ردود الفعل العنيفة تجاه بعض المواقف المُحزنة، خاصّةً مع مرضى الاكتئاب أو ممن سبق وجود أفكار انتحاريّة لديهم.

أعراض المرض النفسي

نظرًا لتنوّع الأمراض النفسيّة واختلاف أعراضها حتّى في المرض الواحد منها تبعًا لاختلاف شدّتها وتدرّج علاماتها بين المَرضى فإنّ الأعراض الآتية عامّة ولا يُمكن إسقاطها لتشخيص أنّ أحدًا ما مُصاب بمرض نفسيًّ أم لا، إذ إنّ للتشخيص خطوات عديدة ومُعقّدة في كثير من الأحيان يختصّ فيها الطّبيب النفسيّ وحده، إلّا إنّ معرفتها قد تُساعد على طلب المُساعدة للتّعامل مع من يجدها في نفسه أو في من حوله، وهي كالآتي:

  • الشّعور بالكآبة أو الحزن لفترات زمنيّة طويلة ومتواصلة.
  • اضطرابات في التّفكير.
  • موجات من الغضب الشّديد.
  • تعاطي المُخدّرات، أو شرب المشروبات الكحوليّة.
  • الهلاوس، وهي الإحساس بوجود أشياء غير موجودة في الحقيقة أو رؤيتها أو سماعها.
  • القلق أو الخوف المُفرِط. تفضيل العُزلة.
  • صعوبة التأقلم والقيام بالأنشطة والأعمال اليوميّة.
  • تقلّبات في عادات الأكل أو النّوم.
  • صعوبة في التعلّم، أو التحصيل الدراسي المُتدنيّ للمُراهقين والأطفال رغم الإعداد والدراسة المُسبقة.
  • أفكار ومشاعر سلبيّة مُمتدّة لفترات زمنيّة طويلة، تُرافقها تقلّبات في الشهيّة أو في عادات النوم.
  • الشكوى من وجود أمراض جسديّة مُختلفة غير مُفسّرة أو مرتبطة بأعراض واضحة.
  • الأوهام، وهي أفكار أو مُعتقدات غريبة أو غير منطقيّة.
  • وجود أفكار أو تصرّفات انتحاريّة أو مؤذية للنّفس أو الآخرين.
السابق
اعراض مرض جنون العظمة
التالي
متلازمة ترومان

اترك تعليقاً