صحة عامة

ما هو مرض الشيزوفرانيا

ما هو مرض الشيزوفرانيا

مرض الشيزوفرانيا

الشيزوفرانيا أو الفصام اضطراب عقلي حاد يجعل سلوك الفرد غريبًا وخارجًا عن المألوف، ويتمثّل في انفصاله عن كُلّ ما يحيط به، ويتأثر تفكير المريض وتركيزه وإدراكه أيضًا، ويتميز المرض بسماع المريض لأصوات غير موجودة في الواقع؛ أي إنّه يتوّهمها كما يتوهّم الكثير من الأمور الأخرى؛ كرؤية أشياء قد حدثت وهي في الواقع لم تحدث أو تخيّلها، وعلى الرّغم من صعوبة تقدير انتشار المرض، لكن يُعدّ مرض الشيزوفرانيا من الأمراض التي تنتشر في كثير من دول العالم بنسبة 1% من سكان العالم.

أسباب مرض الشيزوفرانيا

لا يوجد سبب محدّد للإصابة بالشيزوفرانيا، غير أنّه قد يحدث نتيجة عدد من العوامل التي تجتمع معًا عند المريض، وهي العوامل الوراثية الجينية بالإضافة إلى عوامل بيئية، كما قد تزيد بعض المشكلات المواد الكيميائية في المخ؛ بما في ذلك النّاقلات العصبية؛ كالدوبامين والجلوتومات.

تشير نتائج الدّراسات التّصويرية للبنية الدّماغية والجهاز العصبي المركزي للأشخاص المصابين بالشيزوفرانيا إلى وجود مشكلة في هذه الأجزاء، وهذا ما يتحدّث عنه الباحثون بأنّه مرض دماغي، وإلى جانب الأسباب السابقة، فإنه توجد عوامل عديدة ترفع من نسبة الإصابة بالشيزوفرانيا؛ وهي:

  • سوء تغذية الحامل، وتعرُّض الجنين لعدوى فيروسية، والتي قد تؤثّر في نمو دماغ الجنين.
  • كِبر سن الأب.
  • وجود تاريخ عائلي للمرض.
  • ضعف المناعة.
  • الإفراط في تناول الأدوية المُهدّئة في حالات الاكتئاب.
  • إدمان المخدرات في مرحلة مُبكّرة من العمر.

أعراض الشيزوفرانيا

قد يظهر مرضى الشيزوفرانيا في أحسن حال في بعض الأوقات، لكنّ الأعراض قد تبدو ملحوظةً بشكل كبير عليهم، وتختلف بالاعتماد على الفرد، وفي الأحوال جميعها فإنّ الأعراض تتضمّن ما يأتي:

  • الأعراض الإيجابية المعروفة أيضًا باسم الأعراض الذهانية؛ كالأوهام والهلوسة.
  • الأعراض السلبية، تشير إلى العناصر التي تُتخذ بعيدًا عن الفرد؛ مثل: عدم وجود تعبيرات الوجه أو عدم وجود الحافز.
  • الأعراض الإدراكية، التي تؤثر في عمليات تفكير الشخص، إذ قد تصبح إيجابية، أو سلبية -كسوء التركيز-.
  • الأعراض العاطفية، عادةً ما تظهر سلبية -مثل العواطف المتبلّدة-.

فيما يأتي توضيح للأعراض الرئيسة التي تظهر عند الإصابة بمرض الشيزوفرانيا:

  • الأوهام، إذ يؤمن المريض بمعتقدات خاطئة تتخذ أشكالًا متعددة؛ مثل: أوهام الاضطهاد، أو أوهام العظمة، أو الاعتقاد بامتلاك قدرات خارقة واستثنائية.
  • الهلوسة، يُعدّ سماع الأصوات أكثر شيوعًا من رؤية الأشياء التي لا وجود لها، أو لا يتاح الشعور بها، أو تذوقها، أو شمّها، غير أنّ المصابين بالفصام قد يعانون من مجموعة واسعة من الهلوسة.
  • اضطرابات الفكر، إذ قد ينتقل المريض من موضوع إلى آخر دون سبب منطقي، وقد تصعب متابعة كلامه وفهمه.
  • قلّة الحافز، إذ يفقد المريض قيادته، ويُهمِل تنفيذ الأعمال اليومية؛ مثل: الغسل والطهو.
  • ضعف التعبير عن المشاعر؛ كضعف الردود على الأحداث السعيدة أو الحزينة.
  • العزلة الاجتماعية؛ ذلك بسبب اعتقادهم أنّ شخصًا ما سيؤذيهم غالبًا.
  • عدم معرفة المرض؛ لأنّ الهلوسة والأوهام تبدوان واضحتين على المرضى، وقد لا يعتقد الكثير منهم أنّهم مصابون، كما قد يرفضون تناول الدواء خوفًا من الآثار الجانبية له، أو خوفًا من أنّه قد يبدو سامًا.
  • الصعوبات المعرفية، إذ تتأثر قدرة المريض على التركيز، وتذكّر الأشياء، والتخطيط للمستقبل، وتنظيم الحياة، كما يصبح التواصل مع الآخرين أكثر صعوبة.
  • إصابة الحواس بخلل؛ كحاسة السمع أو البصر، ويتجلّى ذلك في الاعتقاد بسماع أصوات أو رؤية أمور غير حقيقية، وتُعرَف هذه الحالة في علم النفس باسم الهلوسات.
  • عدم ترابط الكلام أو التفكير؛ إذ يُلاحَظ على المريض أنّه يتحدث بطريقة غير مفهومة، أو يستخدم كلمات ليس لها معنى، كما يُصبح غير قادر على الاختلاط بالآخرين.
  • أوهام تتعلق بأمور غير منطقية؛ كأن ينحصر تفكير المريض في أنّه يتعرّض للأذى من دون سبب.
  • عدم القدرة على التواصل البصري، ويُلاحظ أيضًا عدم ظهور أيّ من المشاعر على المريض، كما لا تتغيّر ملامحه خلال الكلام مهما بدا الأمر مهمًا، أي إنّه يعاني من مشكلة كبيرة في الإدراك والشعور.
  • وجود خلل في الحركة أو السلوك أو كليهما؛ كأن يبدو بطيئًا في الحركة، ومن ناحية السلوك فقد يكتب أمورًا غير مفهومة، أو ينسى أمورًا محددة.
  • الانسحاب الاجتماعي، يعاني مرضى الفِصَام من الانسحاب اجتماعيًا وعدم الاختلاط بالآخرين؛ ظنَّا منهم بأنّ أحدًا ما يريد إيذاءهم.
  • الصّعوبات المعرفية؛ يؤثّر مرض الفِصام في قدرة المريض على التّركيز، واستعادة الأشياء، والتّخطيط للمستقبل، وتنظيم الأمور الحياتية.

تشخيص مرض الشيزوفروانيا

يهدف تشخيص الشيزوفرانيا في الدّرجة الأولى إلى استبعاد الحالات المرضية النّفسية، والاضطرابات العقلية الأخرى، والكشف عن أسباب هذه الأعراض، واستبعاد ظهورها نتيجة الأدوية أو تعاطي المخدّرات أو حالات مَرَضيّة أخرى، بالإضافة إلى ذلك يُجري الأطباء الفحوصات التّشخيصيّة الآتية:

  • الفحص البدني.
  • إجراء فحوصات لاستبعاد حدوث الأعراض نتيجة الأدوية وتعاطي الكحول.
  • التّصوير بالرنين المغناطيسي.
  • التّصوير المقطعي المحوسب.
  • الفحص النّفسي، يُقيّم الطبيب المختص المظهر والسّلوك الخارجيين للمريض، كما يطرح بعض الأسئلة للكشف عن طريقة تفكير المريض ومزاجه، وهل تحدث الهلوسات أو لا، واحتمال اللجوء إلى العنف والانتحار.
  • مناقشة التّاريخ العائلي للمريض والحالة الصّحية.
  • اللجوء إلى المعايير التّشخيصية الذي نُشِرَت عن طريق جمعية الطّب النّفسي الأمريكية.

علاج مرضى الشيزوفرانيا

يحتاج مرضى الشيزوفرانيا إلى مراجعة الطبيب بشكل فوري للخضوع للإجراءات التشخيصية، وبدء الخطّة العلاجية، كما يحتاج مرضى الفِصَام إلى مراقبة منزلية؛ لأنّ مرض الفصام اضطراب عقلي يؤثّر في كيفية تفكير الشّخص وسلوكه، وقد ينعزل اجتماعيًا، ولا يلتزم بالعلاجات المطلوبة، ولأنّ هذا المرض يتسبب في ظهور مجموعة واسعة من الأعراض؛ فإنّه يتطلّب علاجات مختلفة ومتعدّدة. وفي المجمل تتضمّن علاجات مرض الفِصَام الخيارات الآتية:

أدوية الذّهان

يصف الطّبيب هذه الأدوية بهدف تقليل بعض الأعراض؛ كالأوهام، والهلوسات، وتنشط على بعض المواد الكيميائية في الدّماغ؛ كالدوبامين، والسيرتونين، ومن المرجّح أن يستمر المريض في تناول هذه الأدوية طيلة حياته، وتوجد هذه الأدوية بعدّة أشكال صيدلانية؛ مثل: سائل أو حبوب أو حقن. وقد يصف الطبيب مضادات الذّهان مرّة يوميًا؛ تجنّبًا لعدم التزام المريض بها. وعليه فقد يلجأ إلى مضادات الذّهان التي تأتي في شكل حقن طويلة المفعول، ذلك كله يعتمد على مدى فاعلية الدّواء على المريض، وما الأعراض الجانبية له، وتكلفته، وبالدّرجة الأولى ما الأعراض الظّاهرة على المريض، وكم مرّة ينبغي تناوله خلال اليوم.

ومن أمثلة هذه الأدوية: الفلوفينازين، وهالوبيريدول، وبيرفينازين، وثيوراديزين، ولوراسيدون، وبالبيريدون، وأسينابين، ومع أنّ هذه الأدوية آمنة، غير أنّها تتسبب في ظهور بعض الآثار الجانبية؛ كارتفاع مستويات هرمون البرولاكتين، والذي بدوره يؤثّر في الرّغبة الجنسية، والمزاج، ونمو الثّديين لدى كلّ من الرّجال والنّساء، واضطرابات الدّورة الشّهرية، كما تتسبب هذه الأدوية في زيادة الوزن، وقد تزيد أيضًا من مستويات السّكر في الدّم ومستويات الكولسترول، وتتسبب مع الاستخدام الطّويل في اضطراب الحركة المتأخّر، وهو اضطراب يجعل عضلات الوجه واللسان والعنق تتحرّك دون تحكّم، وقد تستمرّ هذه المشكلة، وتسبب مضادات الذّهان الأرق، والإمساك، والغثيان، وانخفاض ضغط الدّم، وعدم وضوح الرّؤية.

الرعاية الذاتية لمرضى الشيزوفرينيا

يستطيع مريض الانفصام إجراء بعض الخطوات للرعاية الذاتية، ومساعدة النفس في تخطي أعراض المرض أو تخفيفها والتعايش معه، ومنها ما يأتي:

  • طلب الدعم الاجتماعي، لا يقتصر دور الأصدقاء والعائلة على المساعدة في الحصول على العلاج المناسب، والحفاظ على الأعراض تحت السيطرة، إذ يساعد الاتصال المنتظم بأشخاص آخرين وجهًا لوجه في تهدئة النظام العصبي وتخفيف التوتر؛ لذا يُنصح بمشاركتهم ومواصلة العمل أو التعليم، ومحاولة الانضمام إلى العمل التطوعي، أو الانضمام إلى مجموعة دعم انفصام الشخصية، أو الذهاب إلى المدرسة، أو الانضمام إلى النادي لقضاء بعض الوقت مع أشخاص ذوي اهتمامات مشتركة، بالإضافة إلى الحفاظ على الاتصال الاجتماعي الذي يساعد في الشعور بالرضى عن النفس.
  • السيطرة على التوتر، يُعتقد أنّ ارتفاع مستوياته يؤدي إلى حدوث نوبات الشيزوفرينيا عند زيادة إنتاج الجسم لهرمون الكورتيزول، إذ يساعد الاتصال الاجتماعي، بالإضافة إلى الكثير من الخطوات التي تُتّخذ لتقليل مستويات التوتر؛ مثل: ممارسة تقنيات الاسترخاء؛ كالتأمل، أو اليوغا، أو التنفس العميق.
  • ممارسة التمارين الرياضية بانتظام، قد تساعد في إمداد الجسم بفوائد عاطفية وجسمية، كما تقلّل من أعراض الفصام، وتحسّن التركيز والطاقة، وتوفّر الشعور بالهدوء لمدة 30 دقيقة من النشاط في معظم الأيام، أو لثلاث جلسات مدة كل منها 10 دقائق، ويُفضّل تنفيذ التمارين الإيقاعية التي تشترك فيها الذراعان والساقان؛ مثل: المشي، أو الجري، أو السباحة، أو الرقص.
  • الحصول على قسط كافٍ من النوم، يعاني الكثير من المصابين بهذا المرض من مشكلة في النوم، إذ يساعد تناول الدواء في الحصول على المزيد من النوم لأكثر من ثماني ساعات المعتادة، كما يُنصح بممارسة التمارين الرياضية بانتظام، وتجنب الكافيين الذي يساعد في النوم.
  • تجنب الكحول والمخدرات والنيكوتين، إذ يسبب تعاطي المخدرات زيادة الأعراض شدة، كما يؤثر تدخين السجائر في فاعلية بعض أدوية الفصام.
  • تناول وجبات منتظمة ومُغذّية، يساعد تناول نظام غذائي صحي ومتنوع في تجنب الأعراض التي تتفاقم بسبب التغيرات في مستويات السكر في الدم، إذ تساعد أحماض أوميغا 3 الدهنية الموجودة في الأسماك، والجوز، وبذور الكتان في تحسين التركيز، وإبعاد التعب، وتحقيق التوازن في الحالة المزاجية.

نصائح للتعامل مع مرضى الشيزوفرينيا

وفقًا للحالة الحساسة التي يمر بها المرضى وحالتهم النفسية والعقلية يتوجب على المحيطين بهم تكثيف الرعاية والعناية بهم باتباع النصائح الأتية:

  • إعطاء الدواء للمريض في وقته، وتشجيع المريض على تناوله.
  • إخبار المريض أنّ من حق كل شخص أن يرى الأمور من وجهة نظره الخاصة.
  • تقديم الدعم والاحترام والمودة دون المبالغة في تبسيط الأمور الخطيرة والتصرفات غير الملائمة.
  • البحث عن مجموعات الدعم لمثل هذه الحالات في المنطقة المحيطة وجعلهم جزءًا منها.

مضاعفات مرض الشيزوفرينيا

قد يسبّب إهمال تلقّي العلاج حدوث مشكلات عديدة تؤثّر في مختلف نواحي حياة المريض، ومن أبرز هذه المضاعفات ما يأتي:

  • الانتحار، أو محاولات وأفكار عن الانتحار.
  • اضرابات القلق والتوتر، واضطراب الوسواس القهري.
  • الاكتئاب.
  • إيذاء الشخص لنفسه.
  • تعاطي الكحول أو أدوية أخرى.
  • عدم القدرة على الذهاب للمدرسة أو العمل.
  • العزلة الاجتماعيّة.
  • مشاكل مرضيّة.
  • السّلوك العدواني، لكنّه غير شائع.

أنواع مرض الشّيزوفرانيا

قُسِّمَ مرض الفصام خمسة أقسام فرعية، لكن في العام 2013 أصبحت جميعها تحت مُسمّى انفصام الشّخصية أو في ما يُعرَف باسم الشيزوفرانيا. ومن هذه الأقسام ما يأتي:

  • شيزوفرانيا الذّعر، أو جنون العظمة، الذي يُعدّ أحد أنواع فِصَام الشّخصية.
  • يعاني المصابون بالنّوع الثّاني من مرض الشيزوفرانيا من عدم القدرة على الكلام، وممارسة بعض السّلوكيات بطريقة منظّمة، علمًا أنّهم لا يعانون من أوهام وهلوسات.
  • الشيزوفرانيا غير المتمايزة، والتي قد تظهر عليها أعراض الأنواع جميعها.
  • شيزوفرانيا الذّهول.
السابق
ما هي مدة علاج الاكتئاب
التالي
علاج العصبية

اترك تعليقاً