صحة عامة

علاج العصبية

علاج العصبية

العصبية

تعدّ العصبية أو الغضب عاطفةً تتمثّل بالعِداء تجاه شخص ما أو شيء ما، ويُعد هذا الشعور جيدًا حين يُوفر طريقةً للتعبير والتخلص من الأفكار والمشاعر السلبية، وقد يكون مُحفزًا لإيجاد حلول، ويمكن أن يُصبح الغضب المُفرط سببًا للمشكلات الصحية، والنفسية، والاجتماعية، فقد يُسبب زيادة ضغط الدم والتغيرات الجسدية الأخرى. وبخلاف ما قد يعتقده الغاضب أنّ عصبيته مُفسرة تفسيرًا صحيحًا لمن حوله، إلّا أنّ الأشخاص المُحيطين به قد ينظرون لردة الفعل بأنّها سلبية، وتصرف غير حكيم، وفي العديد من الحالات قد يُعيق الغضب طريق النجاح لصاحبه؛ لذلك يجب التفكير في طرق للتخلص من العصبية أو التحكم بهذا الشعور.

علاج العصبية

يوصي اختصاصيو الصحة العقلية بحصول الشخص الذي يُعاني من العصبية على الاستشارة، وجلسات العلاج الجماعي، ودروس إدارة الغضب، والخيارات العلاجية لاضطرابات الغضب، وفي بعض الحالات يكون الدواء مفيدًا في التحكم بالمشاعر والتفاعلات الكيميائية في الجسم التي تُؤدي إلى غضب مُفرط غير مُسيطر عليه، ومن هذه الأدوية التي يجب أن تُصرف بناءً على وصفة طبية ما يأتي:

  • مضادات الاكتئاب.
  • أدوية البنزوديازيبينات التي تعالج القلق.
  • الليثيوم أو الأدوية الأخرى التي تساعد على تحسين المزاج.

قد تُؤدي هذه الأدوية إلى الغثيان، وزيادة الشعور بالعطش، والتغيّرات في أنماط التفكير، والشعور بالإعياء، والدوخة، والارتعاش، بالإضافة إلى الحمى، والإدمان الذي يعتمد على الشخصية، والتركيب الكيميائي للجسم والدواء نفسه، فيجب اتباع التعليمات المتعلقة بالجرعة، وفي حال المُعاناة من أحد الآثار الجانبية أو تناول المزيد من الدواء أو عدم القدرة عن التوقف عنه يجب إبلاغ الطبيب فورًا.

التحكم بالعصبية

يعتمد التحكم بالغضب على مُلاحظة بدء النوبة والقدرة على تنفيذ تقنيات لتهدئتها، والتعامل مع الوضع بطريقة إيجابية وصحية، وتعد إدارة الغضب موضوعًا شائعًا بين المعالجين وغيرهم من متخصصي الصحة العقلية، ويُمكن للشخص العصبي أو الذي يتميز بردة فعل قوية اتباع بعض الأمور غير المُكلفة، التي لا توجب الخضوع لأيّ تدخل طبي للتحكم بالمشاعر، منها ما يأتي:

  • العَد: أي العد التنازلي أو التصاعدي إلى الرقم 10، والعّد للمئة قبل إحداث أي رد فعل عند الغضب الشديد.
  • التنفس: أثناء الغضب يُصبح التنفس سريعًا وغير عميق، فيُنصح بالتنفس ببطء وبعمق من الأنف عدة لحظات عند الشعور بالغضب.
  • المشي: يمكن أن يساعد المشي أو بعض النشاطات كركوب الدراجة أو لعب الجولف أو أيّ نشاط يتضمن ضخ الدم للأطراف على تهدئة الأعصاب، وتحسين الصحة العقلية والجسدية.
  • إرخاء العضلات: إنّ الاسترخاء التدريجي للعضلات يُقلل من التوتر، ويُؤدي إلى استرخاء العديد من المجموعات العضلية في الجسم، بأخذ أنفاس بطيئة ومتعمدة.
  • تكرار جملة: بإيجاد كلمة تساعد الشخص على التهدئة، وإعادة التركيز عند الشعور بالانزعاج.
  • تمارين الشد أو التمدد: مثل لف الرقبة أو الكتف، والحركات الشبيهة بتمارين اليوغا، التي تُساعد الجسم على الاسترخاء دون الحاجة إلى أيّ معدات.
  • الهروب العقلي: بإغلاق العينين والتفكير بما يُخالف تمامًا الموضوع الذي حفز الغضب، كالتفكير بالشاطئ أو مكان أو شخص أو موقف مُحبب يبعث الهدوء، كما يُمكن القيام بذلك بالانعزال في مكان آخر؛ أيّ محاولة إيجاد الهدوء وسط الغضب.
  • اللجوء إلى الموسيقى: بالعزف، أو سماع الموسيقى المفضلة.
  • الامتناع عن الحديث: في حالة الغضب الشديد قد يتحدث الشخص دون تفكير، ويُحدث ضررًا أكبر من المنفعة، لذلك عند لحظة الغضب يُفضل إطباق الشفتين ولو تظاهُرًا، مما يُكسب الغاضب الوقت الكافي للتفكير.
  • الاستراحة: بالجلوس بعيدًا عن الآخرين والحصول على فترة هدوء لمعالجة الأحداث وإعادة الشعور بالحيادية، ويُمكن فعل ذلك كجزء من الروتين اليومي؛ لتفادي الغضب من الأساس.
  • إحداث فعل للتنفيس عن الغضب: يُمكن كتابة ملاحظة عن السبب المؤدي إلى الغضب، أو تفريغ الغضب بتقديم مُساعدة لشخص آخر؛ أي وضع الطاقة والمشاعر في فِعل صحي ومنتج.
  • الكتابة: ما لا يمكن قوله ربما يمكن كتابته، فتدوين الشعور والأفكار يُهدئ الأعصاب.
  • التدريب على ردة الفعل: يُمكن التدريب على ردة الفعل أو طبيعة الحديث عند حدوث أي مشكلة في المستقبل.
  • تغيير الروتين: قد تكون بعض التفاصيل في الروتين اليومي مؤديةً إلى الغضب، لذا محاولة تحديدها وتغييرها أحد الأساليب التي تقي من العصبية.
  • التحدث مع صديق: التحدث بالأمور المزعجة مع صديق موثوق به وداعم يمكن أن يُقدم الحلول.
  • الضحك: تعديل المزاج من أفضل الحلول للتخلص من الغضب، فالمُزاح والضحك عند الغضب يُخفف من حدة الموقف.
  • الشعور بالامتنان: عند الشعور بالعصبية تُساعد محاولة التوقف للحظة وإدراك الأشياء الجيدة الموجودة في الحياة على تخفيف الغضب والتوتر.
  • التسامح والتعاطف: الشجاعة لمسامحة الشخص المخطئ تتطلب مهارةً عاطفيةً عاليةً، لكن يُمكن على الأقل التظاهر بالمسامحة أو الغُفران؛ فذلك بالتأكيد سيُخفف من شعور الغضب، أو محاولة التعاطف مع الشخص المسيء بتفهم الموقف قد يَحُد من العصبية تجاهه.

أنواع العصبية

تتعدد أشكال الغضب والعصبية اعتمادًا على العديد من العوامل، ومن أكثر أشكال الغضب شيوعًا بناءً على رأي الخبراء ما يأتي:

  • الغضب المزمن: هو الغضب الذي يمتد فترةً طويلةً، ويُمكن أن يُؤثر على الجهاز المناعي، ويكون سببًا لاضطرابات نفسية أخرى.
  • الغضب السلبي: الذي لا يظهر دائمًا كغضب ويكون من الصعب تحديده، فقد يظهر كسخرية أو لامبالاة أو داء سلوكيات سلبية، مثل: عدم الذهاب إلى المدرسة أو العمل، أو إبعاد الأصدقاء والعائلة.
  • الغضب العميق: تسببه متطلبات الحياة التي لا يستطيع الشخص السيطرة عليها.
  • الغضب الذاتي: هو غضب يُوجه نحو الذات، وقد ينجم عن مشاعر الذنب.
  • الغضب بناءً على الحُكم: يتوجه الشخص بالغضب على الآخرين مُصاحبًا للاستياء بسبب حُكمهم عليه بطريقة مُزعجة.
  • الغضب المتقلب: يظهر هذا النوع على شكل نوبات تلقائية من الغضب المفرط أو العنيف.

مضاعفات العصبية

ترتفع هرمونات التوتر في الجسم في لحظات الغضب، مثل: الأدرينالين، والنورأدرينالين، والكورتيزول، ونتيجةً لذلك يزيد معدل ضربات القلب، وضغط الدم، ودرجة حرارة الجسم، ومعدل التنفس، وفي ما يأتي أهم المضاعفات التي قد يُسببها الغضب غير المسيطر عليه:

  • المضاعفات الصحية: تتضمن ما يأتي:
    • الصّداع.
    • ارتفاع ضغط الدم.
    • مواجهة مشكلات في الهضم، كآلام البطن، وتهيّج القولون العصبي.
    • زيادة فُرصة حدوث الجلطات القلبيّة والدّماغيّة.
    • الاضطرابات الجلديّة، مثل الأكزيما.
    • الأرق واضطرابات النوم.
    • ضعف جهاز المناعة، الذي قد يُعرّض الشخص للإصابة بأنواع العدوى المُختلفة، كالرشح أو الإنفلونزا.
    • عدم تقدير الذّات.
    • الاكتئاب.
    • ازدياد القلق.
    • التصرّفات المؤذية والانتحاريّة أو الأفكار المؤذية.
  • المضاعفات العاطفية والعقلية: تتضمن ما يأتي:
    • الاكتئاب والمزاجية.
    • اضطرابات الأكل.
    • اللجوء إلى شرب الكحول أو تعاطي المخدرات.
    • إيذاء الذات والتفكير في الانتحار.
    • تدني احترام النفس.
السابق
ما هو مرض الشيزوفرانيا
التالي
اعراض سن اليأس وعلاجاته

اترك تعليقاً