صحة عامة

ما المقصود باضطراب الشخصية الانعزالية؟

ما المقصود باضطراب الشخصية الانعزالية؟

ما هو اضطراب الشخصية الانعزالية؟

من الطبيعي أن لا يفضل بعض الأشخاص المشاركة في بعض المناسبات الاجتماعية أو مشاركة الأنشطة مع الآخرين في بعض الأوقات، لكن يوجد بعض الأشخاص الذين يحاولون جاهدين تجنب المناسبات الاجتماعية بمختلف أشكالها، ويخجلون جدًا من التفاعل مع الآخرين والعمل معهم، وهذا ما يُعرف باضطراب الشخصية الانعزالية (Schizoid Personality Disorder)، فما هو هذا الاضطراب؟ وما أسبابه وأعراضه؟ وما طرق علاجه؟

اضطراب الشخصية الانعزالية يُسمى أيضًا اضطراب الشخصية الفصامية هو حالة غير شائعة تدفع الشخص المصاب بها إلى العزلة وتجنب العلاقات الاجتماعية والأشخاص الآخرين، وعادةً ما يكون الشخص المصاب بهذا الاضطراب غير قارد على التعبير عن مشاعره، فقد يظهر أنه لا يبالي بما يجري من حوله، ولا يهتم بالمحيطين به.

عادةً ما يبدأ هذا الاضطراب في مرحلة الطفولة أو البلوغ المبكر، وقد تؤثر أعراضه في العديد من مجالات الحياة للشخص المصاب، بما في ذلك الدراسة والعمل والعلاقات الاجتماعية، إلا أنه يستطيع إنجاز الأعمال بطريقة جيدة إذا كان يعمل منفردًا، وإن سبب حدوث اضطراب الشخصية الانعزالية غير معروف.

يؤثر هذا الاضطراب في عدد أكبر من الرجال مقارنةً بالنساء، كما أن الأشخاص المصابين به أكثر عرضةً للإصابة بالاكتئاب، ويمكن أن يساعد العلاج بالكلام في التخفيف من الحالة وانخراط المصاب في المجتمع، وفي بعض الحالات يمكن استخدام بعض الأدوية.

ما أعراض اضطراب الشخصية الانعزالية؟

كما ذُكر أعلاه عادةً ما تتم ملاحظة اضطراب الشخصية الانعزالية على الشخص خلال مرحلة الطفولة، وقد تتداخل الأعراض مع حياة المصاب الشخصية في العلاقات والمدرسة والعمل، وعمومًا تتضمن أعراض اضطرابات الشخصية الانعزالية ما يأتي:

  • الانعزال عن الأشخاص الآخرين.
  • فقدان الرغبة أو انعدامها لإنشاء علاقات قريبة.
  • قلة المشاركة في الأنشطة بهدف السعادة أو المتعة.
  • عدم المبالاة للمديح أو الذم والرفض.
  • وصف المصاب بأنه شخصية باردة ومنسحبة من المجتمع.
  • لا يستمتع المصاب بالعلاقات الاجتماعية أو الأسرية.
  • لا يبالي بنظرة المجتمع وتوقعاته.
  • الانشغال بالتأمل والخيال.

ما الفرق بين اضطراب الشخصية الانعزالية وانفصام الشخصية؟

يُعدّ اضطراب الشخصية الانعزالية اضطرابًا مختلفًا تمامًا عن انفصام الشخصية، إلا أنه قد يشتركان في بعض الأعراض، بما في ذلك ضعف القدرة على العمل ضمن فريق، وعدم القدرة على التعبير عن المشاعر، كما يشترك الأشخاص المصابون بهذه الاضطرابات بأنهم يرون أنفسهم مختلفين وغريبي أطوار، ويختلف الأشخاص المصابون باضطراب الشخصية الانعزالية عن المصابين بانفصام الشخصية بما يأتي:

  • إن الأشخاص المصابين باضطراب الشخصية الانعزالية يتعاملون مع الواقع وليس مع هلوسات.
  • ليس لدى الأشخاص الذين يعانون من اضطراب الشخصية الانعزالية نمط معين في الكلام أو نمط صعب الفهم، فهم يتكلمون بطريقة مفهومة على الرغم من أن نبرة صوتهم قد تتغير.

ما أسباب الإصابة باضطراب الشخصية الانعزالية؟

لا يُعرف الكثير عن سبب حدوث اضطراب الشخصية الانعزالية، لكن يُشتبه أن الوراثة والعوامل البيئية تؤدي دورًا في ذلك، ويعتقد بعض المتخصصين بالصحة العقلية أن الطفولة القاسية التي لا يتمتع فيها الطفل بالحنان والعاطفة قد تسهم في تطور هذا الاضطراب، كما قد لوحظ أن اضطراب الشخصية الانعزالية ينتشر بين أفراد الأسرة التي ينتشر بينها مرض انفصال الشخصية، مما يدل على أنه قد يكون اضطرابًا موروثًا.

ما عوامل خطر الإصابة باضطراب الشخصية الانغزالية؟

توجد بعض العوامل التي قد تزيد من خطر الإصابة باضطراب الشخصية الانعزالية، منها ما يأتي:

  • العوامل البيئية، التي يكون تأثيرها أكبر ما يمكن خلال مرحلة الطفولة.
  • أن يعاني الطفل من الإساءة أو الإهمال خلال مرحلة الطفولة.
  • أن يكون الوالدان منفصلَين عاطفيًا.
  • الجنس؛ إذ يحدث هذا الاضطراب عند الرجال أكثر من النساء.

ما هي مضاعفات اضطراب الشخصية الانعزالية؟

إنّ عدم وجود تفاعل اجتماعي أحد المضاعفات الرئيسة لاضطراب الشخصية الانعزالية، وفي الحالات النادرة للغاية يمكن أن يصبح الأشخاص المصابون بهذا الاضطراب عنيفين؛ وذلك لأنهم يفضلون عدم التفاعل مع الأشخاص الآخرين فلا تظهر العدوانية عليهم، وقد تحدث بعض المضاعفات الأخرى، التي قد تتضمن ما يأتي:

  • تطور الحالة إلى مرض انفصام الشخصية أو أنواع أخرى من الاضطرابات التي تتضمن الهلوسات.
  • اضطرابات الشخصية الأخرى.
  • الاكتئاب.
  • اضطرابات القلق.

كيف يتم تشخيص اضطراب الشخصية الانعزالية؟

نادرًا ما يطلب الأشخاص الذين يعانون من اضطراب الشخصية الانعزالية الرعاية الطبية من تلقاء أنفسهم، وقد يحدث ذلك عندما تكون حالتهم شديدةً لدرجة تتداخل مع حياة المصاب بنسبة كبيرة، وقبل تشخيص هذا الاضطراب يستبعد الطبيب أي أمراض جسدية قد تكون السبب في ظهور الأعراض، وفي معظم الحالات يُحول المصاب إلى اختصاصي الصحة النفسية.

ويتم تشخيص اضطراب الشخصية الانعزالية عادةً اعتمادًا على معايير موجودة في الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية 5 (DSM-5)، إذ يُشخص المصاب بهذا الاضطراب في حال عانى من أربعة أو أكثر من الأعراض الآتية:

  • فقدان الاهتمام أو المتعة من العلاقة الشخصية القريبة.
  • غالبًا ما يفضل الشخص القيام بالأنشطة الانفرادية.
  • انخفاض الرغبة الجنسية أو انعدامها.
  • انخفاض الشعور بالسعادة والاستمتاع عند القيام بالأنشطة.
  • عدم وجود أصدقاء مقربين غير أفراد العائلة.
  • لا يتأثر بالنقد أو المديح.
  • فقدان القدرة على التعبير عن المشاعر.

ما هو علاج اضطراب الشخصية الانعزالية؟

إن العديد من الاشخاص المصابين باضطراب الشخصية الانعزالية يفضلون عدم الحصول على العلاج؛ لأنه ينطوي على التفاعل مع الاشخاص الآخرين، ومع ذلك يمكن أن يكون ناجحًا إذا كان المصاب يرغب بالتغيير، وتتضمن خيارات العلاج المتاحة ما يأتي:

  • العلاج السلوكي المعرفي: يهدف العلاج السلوكي المعرفي إلى تغيير سلوك المصاب، ويمكن أن يكون هذا العلاج ناجحًا لهذه الحالة؛ لأنه يعلم كيفية تغيير أفكاره وسلوكياته في المواقف الاجتماعية، وهذا قد يغير ممانعة إقامة العلاقات الاجتماعية لديه.
  • العلاج الجماعي: هو من خيارات العلاج التي تساعد على ممارسة المصاب للأنشطة الاجتماعية المختلفة، ويساعده ذلك على أن يصبح أكثر راحةً في المواقف الاجتماعية.
  • الأدوية: عمومًا لا يتم استخدام الأدوية لعلاج اضطراب الشخصية الانعزالية ما لم تكن الطرق الأخرى فعالةً، ولا توجد أدوية معتمدة من منظمة الدواء والغذاء لعلاج اضطرابات الشخصية، ومع ذلك يمكن استخدامها لعلاج الحالات الأخرى التي قد تترافق مع اضطرابات الشخصية، مثل الاكتئاب أو القلق؛ إذ يمكن استخدام البوبروبيون لزيادة الشعور بالمتعة، كما يمكن استخدام الأدوية المضادة للذهان لعلاج شعور اللامبالاة.
السابق
ما هو ادّعاء المرض لكسب الاهتمام؟
التالي
كيف يمكن التخلص من هوس السرقة؟

اترك تعليقاً