صحة عامة

كيف يمكن التخلص من هوس السرقة؟

كيف يمكن التخلص من هوس السرقة؟

يواجه العديد من الأشخاص رغبةً بالسرقة، وهي سلوك ترفضه جميع الأعراف والشرائع، ومن الأمور التي قد يكتسبها الفرد من البيئة المحيطة به، وهي ليست أمرًا فطريًا، فالفطرة نقية في طبيعتها، ويوجد فرق بين جرم السرقة الذي يوقع صاحبه في المسائلة القانونية وهوس السرقة، فما هو المقصود بهوس السرقة؟ وكيف يمكن التخلص منه؟ وما أسبابه؟ وما هي علاماته وأعراضه؟ لمعرفة الإجابة عن ذلك تابع القراءة.

ما المقصود بهوس السرقة؟

يُقصَد بمصطلح هوس السرقة (kleptomania) أنه رغبة الشخص المتكررة بسرقة الأشياء، وهي اضطرابٌ نفسي يدفع المصاب به إلى التصرّف بطريقةٍ خاطئة ولا إرادية، ويكون غير قادر على التحكّم باندفاع العقل لديه للتصرّف بطريقة خاطئة وسرقة الأشياء، ولا يشترط في حالة هوس السرقة أن يكون الشخص بحاجة إلى الأشياء الثمينة أو اقتناء الأغراض، فيكون هدفه السرقة وليس اقتناء شيءٍ ما.

كيف تتخلص من هوس السرقة؟

يعدّ طلب العلاج لهذه الحالة أمرًا صعبًا ومحرجًا، لكن لا يستطيع الشخص التخلص من ذلك بمفرده، فهو بحاجة إلى المساعدة وتلقي العلاج المناسب للتغلّب على هوس السرقة، وفي الغالب ينطوي التخلّص منه على تناول العلاجات الدوائية، ومتابعة العلاجات النفسية، وبالرغم من ذلك فإنه لا يوجد علاج محدد ومؤكد لذلك، فقد يكون الشخص بحاجةٍ إلى تجربة عدة علاجات لمعرفة الأفضل من بينها، وهذه العلاجات متمثّلة بإحدى الطريقتين كالآتي:

العلاجات الدوائية

ما زالت البحوث العلمية المتوفرة حول فعالية الأدوية المستخدمة لعلاج حالة هوس السرقة قليلة، ولا توجد حتى الآن أي موافقة أو اعتماد من قِبَل منظمة الغذاء والدواء بخصوص أدوية وعقاقير صيدلانية معينة لعلاج هذه الحالة، لكن يصف بعض الأطباء مجموعةً من الأدوية التي تستخدم لعلاج اضطرابات الصحة العقلية، مثل: إساءة استعمال الأدوية المخدّرة، أو الاكتئاب للتخفيف من الأعراض والعلامات المرافقة له، ومن هذه الأدوية ما يأتي:

  • دواء النالتريكسون: هو دواء يقلل من الشعور بالسعادة والسرور والرغبة المرتبطة بالسرقة.
  • الأدوية المضادة للاكتئاب: خاصّةً الأدوية المثبّطة انتقائيًا لاسترداد السيروتونين (SSRI).

العلاجات النفسية

يمكن اللجوء إلى علاج يُعرَف بالعلاج السلوكي المعرفي، ويساعد هذا النوع المريض في تحديد السلوكيات والأفكار والمعتقدات الخاطئة، واستبدالها بسلوكياتٍ وأفكار ومعتقدات إيجابية ونافعة، ويشتمل هذا العلاج على التحكّم بالرغبة بالسرقة من خلال ما يأتي:

  • التنفير: يمكن ممارسة أساليب خفيفة للتخويف من الرغبة بالسرقة، كأن يكتم المريض نفسه حتى يشعر بالانزعاج وعدم الراحة عند الشعور بالرغبة بالسرقة.
  • التوعية: ذلك بأن يتخيل المريض نفسه في موضع السرقة، وبعدها يتم إلقاء القبض عليه.

ما علامات هوس السرقة؟

يعاني الأشخاص المصابون بهوس السرقة من عدد من الأعراض، إمّا قبل السرقة أو بعضها، ويستطيع الطبيب في ضوئها تحديد إذا ما كان الشخص مصابًا بهوس السرقة أم لا، وتتمثّل أبرز العلامات والأعراض بما يأتي:

  • عدم القدرة على مقاومة الرغبة القوية والمتكررة لسرقة الأشياء البسيطة، والتي لا يحتاجها الشخص.
  • الشعور بالتوتر المتزايد أو القلق عقب السرقة.
  • الشعور بالسعادة أو اللذة أو الراحة أو الرضا أثناء السرقة.
  • الشعور بالذنب والخزي، أو الندم، أو كره الذات، أو الخجل، أو الخوف من الاعتقال بعد السرقة.

ما أسباب الإصابة بهوس السرقة وعوامل الخطر؟

ما زال السبب الدقيق لهوس السرقة غير معروفٍ حتى الآن، لكن يربط بعض الخبراء هذه الحالة باختلال نسبة بعض النواقل العصبية والاختلالات الكيميائية في الدماغ، مما يؤثر في التواصل العصبي فيه.

كما يمكن أن تتسبب العديد من العوامل الأخرى بزيادة خطر إصابة الشخص بحالة هوس السرقة، فقد يسرق بعض الأشخاص كوسيلة للبقاء على قيد الحياة بسبب الصعوبات الاقتصادية، بينما يستمتع آخرون بدافع السرقة، أو أنهم يسرقون لملء فراغ عاطفي أو جسدي في حياتهم، أو بسبب تدني احترامهم للذات، أو تعرّضهم لمشكلات اجتماعية، ومن العوامل التي تزيد خطر الإصابة بهوس السرقة ما يأتي:

  • الإصابة بأمراضٍ واضطراباتٍ عقلية: بما في ذلك الاضطراب ثنائي القطب، أو اضطرابات القلق، أو تعاطي المخدرات، أو الوسواس القهري، فقد يكون الشخص الذي يعاني من هوس السرقة مصابًا بواحد من هذه الأمراض.
  • الوراثة: فقد يكون للتاريخ العائلي دورٌ في حدوث هوس السرقة أو الإدمان.
  • الجنس: إذ إن ما يُقارِب ثلثي الإناث حسب الإحصائيات العالمية يمكن تشخيصهم بمرض هوس السرقة.
  • التعرّض لصدمةٍ في الرأس: مثل الارتجاج.
  • الصدمة النفسية: خاصّةً الصدمة في عمر مبكر، فقد تساهم في تطور هوس السرقة.
  • انخفاض نسبة الناقل العصبي السيروتونين: يُفرَز السروتينوين في الدماغ، وله دورٌ في تنظيم شعور الشخص بالسعادة.

كيف يتم تشخيص هوس السرقة؟

يبدأ الطبيب بالتشخيص بعد ملاحظة ظهور الأعراض عن طريق دراسة التاريخ الطبي الكامل وإجراء الفحص البدني، ولا توجد أيّ اختباراتٍ لتشخيص هوس السرقة، مثل الأشعة السينية أو تحاليل الدم، على الرغم من أنه يمكن إجراء هذه الاختبارات لاستبعاد أي سبب جسدي لهذا السلوك، مثل: إصابةٍ في الرأس، أو اضطرابٍ في الدماغ.

بعد تأكد الطبيب من عدم وجود أي مشكلات أو اضطربات جسدية يحيل الشخص إلى طبيب نفسي أو مدرب نفسي لتشخيص الأمراض العقلية وعلاجها، إذ يستخدم الأطباء النفسيّون أساليب مخصّصةً لتشخيص اضطراب السيطرة على الاندفاع.

نصائح للوقاية من هوس السرقة

لأنّ الأسباب المؤكدة لحالة هوس السرقة ما زالت غير معروفة بالتأكيد حتى الآن فإنّه من الصعب معرفة طرق أو تدابير للوقاية من الإصابة به، لكن يمكن اتخاذ عدة خطوات في سبيل نجاح علاج هوس السرقة والوقاية من تكراره، والمتمثّلة بما يأتي:

  • الالتزام بخطة العلاج: يسهم تناول الأدوية حسب تعليمات الطبيب وحضور جلسات العلاج والمقررة بانتظام في تجنّب انتكاسات المريض، وتكرار الإصابة بحالة هوس السرقة.
  • التعلم وتثقيف النفس: يمكن أن تساعد القراءة عن هوس السرقة في فهمٍ أفضل للعوامل المسببة لخطر الإصابة به، وأساليب وطرق علاجه.
  • تحديد مسببات هوس السرقة: يمكن تحديد الأفكار والمواقف والمشاعر التي تحفّز الرغبة بالسرقة، والتمكّن من اتخاذ الخطوات الصحيحة والمناسبة للتحكم بها.
  • محاولة إيجاد وسائل صحية للعلاج: يمكن استكشاف طرق صحية لإعادة توجيه رغبات الشخص بالنهب أو سرقة المتاجر عن طريق التمارين الرياضية والأنشطة الترفيهية.
  • تعلم طرق للاسترخاء والتحكّم بالضغط النفسي: يمكن لتجربة بعض التقنيات والأساليب الحديثة أن تحدّ من التوتر، ومن الأمثلة على طرق الاسترخاء التأمل، أو اليوغا، أو التاي تشي.
السابق
ما المقصود باضطراب الشخصية الانعزالية؟
التالي
10 نصائح للتعامل مع التوتر بسبب الامتحانات

اترك تعليقاً