صحة عامة

كيف أتغلب على فوبيا المرتفعات؟

كيف أتغلب على فوبيا المرتفعات؟

فوبيا المرتفعات

لا شك أنك سمعت بفوبيا المرتفعات حيث أنها من أكثر أنواع الفوبيا شيوعًا، فما المقصود بها؟ وما هي أعراضها؟ وما سبب حدوثها؟ وكيف يمكن علاجها والتعامل معها؟ كل ذلك وغيره يمكن التعرّف عليه في هذا المقال.

تُعرف فوبيا المرتفعات (Acrophobia) بالشعور بالخوف الشديد من المرتفعات، ويمكن أن تسبب هذه الفوبيا القلق والاضطراب، وقد يعاني الشخص السليم من بعض القلق نتيحة وجوده في الأماكن المرتفعة، لكن ذلك لا يعني إصابته بفوبيا المرتفعات، فمثلًا قد يشعر الشخص بالدوار عند النظر إلى الأسفل من بناية شاهقة الارتفاع، لكن هذا الشعور لن يدفع الشخص السليم إلى الشعور بالذعر الشديد، أو تجنب المرتفعات تمامًا.

كيف أتغلب على فوبيا المرتفعات؟

تتشابه أعراض فوبيا المرتفعات مع أعراض بعض الحالات والأمراض الطبية، مثل الدوار، لذلك إذا عانى الشخص من علامات هذا الفوبيا يجب عليه مراجعة الطبيب في أقرب وقت ممكن، وتتضمن العلاجات المتاحة ما يأتي:

  • العلاج النفسي: يعد العلاج المعرفي السلوكي (CBT) العلاج الرئيس والأكثر فعاليةً لفوبيا المرتفعات، كما تستخدم الأساليب العلاجية السلوكية التي تعرض المصاب للموقف المخيف إما تدريجيًّا أو بسرعة، بالإضافة إلى ذلك يتضمن العلاج النفسي تعليم المصاب طرقًا للتخلص من الآثار المخيفة الناجمة عن التعرض للمرتفعات، والسيطرة على النفس.
  • التعرض: يعد التعرض الواقعي للمرتفعات الحل الأكثر شيوعًا وتقليديًا، لكن تشير دراسة نشرت عام 2017 إلى أنّ التعرض الذهني (الافتراضي المُحاكي للحقيقة) للموقف المخيف يمكن أن يحمل نفس الفعالية في العلاج، وتكمن الميزة في العلاج الافتراضي في توفير الوقت والتكلفة؛ إذ لا يحتاج المعالج إلى مرافقة المصاب إلى المواقع المحددة، لكن لا توجد هذه الطريقة في كل مكان، إلا أنها تنتشر بسرعة.
  • الأدوية: يمكن أن تساعد بعض الأدوية على المدى القصير مثل المهدئات وحاصرات بيتا في بعض الأحيان على التخلص من الأعراض المصاحبة لفوبيا المرتفعات، مثل الذعر والقلق، كما توجد دراسات تجريبة على دواء سيكلوسيرين (D-cycloserine) لعلاج القلق منذ عام 2008، وتشير دراسة إلى أن استخدام الدواء مع العلاج المعرفي السلوكي يمكنه أن يساعد في التعافي من هذه الفوبيا، لكن لا بدّ من إجراء المزيد من الدراسات.
  • الاسترخاء: يمكن أن تساعد طرق الاسترخاء المتنوعة مثل: اليوغا، والتنفس العميق الهادئ، واسترخاء العضلات التدريجي، والتأمل على التعامل مع القلق والتوتر، كما أنّ ممارسة التمارين الرياضية المنتظمة قد تساهم في ذلك.

ما الذي يسبب فوبيا المرتفعات؟

تقسم الدراسات حول أسباب فوبيا المرتفعات إلى قسمين؛ الأول يشير إلى ولادة الشخص مصابًا بها، والثاني يشير إلى اكتسابه هذه الفوبيا خلال حياته، ويمكن تفصيل ذلك كما يأتي:

  • ولادة الشخص مصابًا بفوبيا المرتفعات: يشير المنظور التطوري إلى أن فوبيا المرتفعات فطرية المنشأ؛ أي أن الشخص يولد مصابًا بها حتى من غير التعرض لأي مرتفعات، ويُظهِر هذا المنظور أنّ الأشخاص المصابين بفوبيا المرتفعات يكونون مستعدين لتجنب هذه المواقف نهائيًا قبل التعرض لها، لذا لديهم فرصة أكبر للبقاء على قيد الحياة والتكاثر، فتنتقل جيناتهم إلى الأجيال اللاحقة، وبهذه الطريقة يرث الجيل القادم هذا النوع من الفوبيا.
  • اكتساب الشخص فوبيا المرتفعات خلال حياته: يشير المنظور السلوكي إلى أن الشخص يتعلم الأمور التي يجب الخوف منها، ويعود ذلك بصورة أساسية إلى ما يعرف بالتكييف التقليدي، فعلى سبيل المثال عند تسلق شجرة لأول مرة لن يشعر الشخص بالخوف نهائيًا وفق المنظور السلوكي، لكن إذا سقط عنها يشعر بالذعر والقلق، فيربط الدماغ هذا الذعر والقلق بالمرتفعات، مما يؤدي إلى الإصابة بفوبيا المرتفعات، لكن لا يتمكن هذا المنظور من تفسير سبب الخوف لدى الشخص الذي يتعرض للمرتفعات للمرة الأولى في حياته، لذا قد يكون أفضل تفسير لحدوث فوبيا المرتفعات المزيج بين المنظور التطوري والمنظور السلوكي.

ما هي أعراض فوبيا المرتفعات؟

يتشابه رد الفعل لفوبيا المرتفعات مع ما يحدث في أي فوبيا أخرى من الناحية العاطفية والجسدية، وتتضمن الأعراض المرافقة لهذه الحالة ما يأتي:

  • الأعراض العاطفية: يمكن أن يشعر الشخص بذعر شديد عند وجوده في مكان مرتفع عن سطح الأرض، ونتيجةً لذلك يبدأ لا إراديًّا بالبحث عن أي شيء ليتشبث به، كما يفقد ثقته بتوازن جسده تمامًا، ويمكن أن ينزل من المكان المرتفع على الفور، أو يزحف على أرجله، أو يخفض جسمه.
  • الأعراض الجسدية: يمكن أن يعاني الشخص نتجيةً للتعرض للمرتفعات من الرعشة القوية، والتعرق، والخفقان السريع للقلب، كما يمكن أن تشتد الحالة حتى يعاني من البكاء والصراخ، وبالإضافة إلى شعور الرعب الشديد قد يعاني من الشلل، والصعوبة الشديدة في التفكير.
  • القلق والتجنّب: عادةً ما يتجنب الشخص المصاب بفوبيا المرتفعات أي مواقف يمكن أن تعرضه للوجود في الأماكن المرتفعة، فعلى سبيل المثال قد يتغيّب عن موعد في طابق مرتفع، أو يؤجل بعض الإصلاحات المنزلية خوفًا من صعود السلم.

كيف يتم تشخيص فوبيا المرتفعات؟

يحتاج الشخص لتشخيص فوبيا المرتفعات وغيرها من أنواع الفوبيا إلى مراجعة اختصاصي الصحة النفسية، فيسأل المصاب حول الموقف الذي يعاني منه عند تعرضه للأماكن المرتفعة، ويجب ذكر أي أعراض أخرى مرتبطة قد يعاني منها، كما يسأل الطبيب عن المدة التي استمرت فيها هذه المخاوف والأعراض، ولتشخيص فوبيا المرتفعات لا بدّ أن تتحقق الشروط الآتية عند الشخص:

  • تجنب المرتفعات بصورة كاملة.
  • إمضاء الكثير من الوقت في القلق من التعرض للمرتفعات، الأمر الذي يؤثر في أداء الشخص لواجباته اليومية.
  • الشعور بالخوف والقلق مباشرةً عند الوجود في الأماكن المرتفعة.
  • استمرار هذه الأعراض أكثر من ستة أشهر.

الحالات المرتبطة بفوبيا المرتفعات

تتضمن الحالات الطبية والنفسية المرتبطة بفوبيا المرتفعات ما يأتي:

الدوار-Vertigo: هو حالة طبية تؤدّي إلى الشعور بالدوار والدوخة.

فوبيا السلالم-Bathmophobia: يمكن أن يرتبط الخوف من المنحدرات والسلالم بفوبيا المرتفعات، ويشعر المصاب بفوبيا السلالم بخوف شديد عند رؤية منحدر حاد، وليس بالضرورة حاجته إلى تسلقه، ويعاني معظم الأشخاص المصابين بها من فوبيا المرتفعات، والعكس ليس صحيحًا؛ إذ لا يعاني معظم المصابين بفوبيا المرتفعات من فوبيا السلالم.

فوبيا صعود السلالم-Climacophobia: يعاني المصاب بفوبيا صعود السلام من الخوف والذعر الشديد عند صعود السلالم وليس مشاهدتها، ويمكن أن يرتبط حدوثها بفوبيا المرتفعات.

فوبيا الطيران-Climacophobia: يعاني المصاب بفوبيا الطيران من الخوف الشديد عند الطيران، وقد يعاني بعض الأشخاص من الخوف حتى من الطائرات والمطارات، أو من الوجود في الهواء الطلق، ويمكن أن تكون هذه الفوبيا مرافقةً لفوبيا المرتفعات.

السابق
ما أسباب اضطراب قلق المرض؟
التالي
ما هي أنواع حالات الرهاب المحدد؟

اترك تعليقاً