صحة عامة

فوبيا الظلام: ما أعراضها وهل يمكن علاجها؟

فوبيا الظلام: ما أعراضها وهل يمكن علاجها؟

فوبيا الظلام

يعاني العديد من الأشخاص من الخوف البسيط من الظلام، لكن هل بادر إلى ذهن أحدهم وجود فوبيا الظلام؟ فماذا تعني؟ وما هي الأعراض التي تسببها؟ وما هي أسباب حدوثها؟ وكيف يمكن التعامل معها وعلاجها؟ كل ذلك وغيره سنتعرف عليه خلال هذا المقال.

تُعرف فوبيا الظلام (Nyctophobia) بالشعور بالخوف والذعر الشديدين من الظلام، ولاحظت مجموعة من العلماء أنّ الظلام يمكن أن يحفز الاستجابة الفجائية في الدماغ، الأمر الذي يؤدي إلى إفراز مجموعة من المواد الكيميائية تساعد في زيادة إدراك الشخص للقلق والخوف، ويتمكّن معظم الأشخاص من السيطرة على هذا القلق المتزايد، إلا أن البعض لا يستطيع ذلك، بل يضخّم دماغهم هذا القلق، الأمر الذي يزيد من مستوى الخوف بصورة مبالغة بها، وتعد فوبيا الظلام حالةً نفسيّةً مهمةً، إذ قد تقلّل من قدرة الشخص على أداء وظائفه بصورة فاعلة.

ما هي أعراض فوبيا الظلام؟

تشبه الأعراض التي تنجم عن فوبيا الظلام الأعراض الناجمة عن أنواع الفوبيا الأخرى بنسبة كبيرة، إذ يعاني الشخص المصاب بهذه الحالة من خوف شديد للغاية عندما يكون في الظلام، ويمكن أن تتداخل هذه الأعراض مع الأنشطة اليومية، كالواجبات المدرسية، أو حتى الذهاب إلى العمل، كما يمكن أن تسبب بعض المشكلات الصحية، وتنجم الأعراض عند الوجود في الظلام، أو حتى عند التفكير في المواقف التي يتعرّض فيها الشخص للظلام، وعمومًا تتضمّن ما يأتي:

  • الأعراض الجسدية: تتضمن ما يأتي:
    • صعوبة التنفس.
    • تسارع نبضات القلب.
    • التعرق.
    • اضطراب المعدة.
    • الدوخة، أو الدوار.
    • ألم أو ضيق في الصدر.
    • موجات من البرودة أو الحرارة.
    • الرعشة، والانتفاض، أو الشعور بالوخز.
  • الأعراض العاطفية: تتضمن ما يأتي:
    • الشعور بالقلق، أو الذعر الشديد.
    • الرغبة الشديدة بالابتعاد عن الموقف.
    • الشعور بالانفصال عن الجسد أو اللاواقعية.
    • الشعور بفقدان السيطرة أو بالجنون.
    • الشعور بعدم القدرة على الحركة نتيجة الخوف.
    • الشعور بأن الشخص سيموت أو يفقد الوعي.

وتتضمن أعراض الحالات الأشدّ خطورةً من فوبيا الظلام ما يأتي:

  • محاولة الهرب من الغرف المظلمة.
  • البقاء دائمًا في المنزل ليلًا.
  • الشعور بالغضب الشديد إذا حاول شخص تشجيعه على قضاء الوقت في الظلام.

ما الذي يسبب الإصابة بفوبيا الظلام؟

في بعض الحالات تتطوُّر فوبيا الظلام طبيعيًا عند التعرض للظلام، كما قد لا يكون هذا الخوف مرتبطًا بصورة أساسية به، بل بالمخاطر التي يمكن أن تكمن فيه، كما قد يؤدّي الشعور بفقدان الأمن والثقة خلال الظلام دورًا أساسيًا في تطوير هذا النوع من الفوبيا، خاصّةً إذا كان المصاب يشعر بالخوف الشديد إذا كان وحده في هذه المواقف.

وغالبًا ما تبدأ فوبيا الظلام بالتطوّر في مرحلة الطفولة ما بين سن الثالثة والسادسة، وقد يكون هذا الخوف جزءًا طبيعيًا من رحلة النمو عند الطفل، ومن الشائع أيضًا أن يخاف الطفل في هذه المرحلة من الأشباح، والوحوش، والنوم وحده في الغرفة، والأصوات الغريبة المحيطة به، ويساعد النوم في الضوء الخافت في الليل العديد من الأطفال على التغلب على هذا الخوف، لكن إذا جعل هذا الخوف النوم مستحيلًا أو سبّب القلق والذعر الشديدين أو استمر بعد مرحلة البلوغ فيمكن أن يعد الطفل مصابًا بفوبيا الظلام، وتتضمن عوامل الخطر الأخرى للإصابة بهذه الحالة ما يأتي:

  • أن يكون الوالدان قلقين باستمرار، فيتعلم الطفل الخوف باستمرار، وذلك من خلال ملاحظة قلق والديه المستمر.
  • أن يكون الوالدان شديدي الحماية، على الرغم من ضرورة دورهما في حماية أطفالهما، إلا أن الحماية المبالغ بها يمكن أن تسبب القلق العام للطفل؛ إذ يمكن أن يشعر بالعجز وعدم القدرة على حماية نفسه.
  • الأحداث المقلقة في السابق، كالتعرض لحادث أو ضرر جسدي.
  • الجينات، إذ قد تؤدّي دورًا في تطوير فوبيا الظلام لدى بعض الأطفال.

فوبيا الظلام واضطرابات النوم

ترتبط فوبيا ارتباطًا وثيقًا باضطرابات النوم، من أهمها الأرق، وتشير دراسة صغيرة أجريت على طلاب الجامعات الذين يعانون من الأرق إلى أنّ ما يقارب نصف هؤلاء الطلبة يعانون من الخوف من الظلام، وقاس الباحثون في هذه الدراسة استجابة الطلبة للضوضاء الناجمة عن الضوء والظلام، وكان الأشخاص الذين يعانون من صعوبة النوم يتعرضون للخوف بسهولة نتيجة الضوضاء الناجمة عن الظلام مقارنةً بباقي الطلبة.

كيف يتم علاج فوبيا الظلام؟

يمكن أن تساعد العديد من العلاجات في التخلص من فوبيا الظلام، كما تساعد بعض الاستراتيجيات في علاجها في المنزل، تتضمن ما يأتي:

  • استخدام بعض الجمل التي تساعد على تقليل القلق والخوف: يمكن أن يجد الشخص الراحة عند استخدام جملة تهدئ من روعه وتقلل من القلق الذي يعاني منه، مثل (أنا في وضع آمن ولا يقلقني الظلام).
  • الاعتماد على استراتيجية التنفس العميق الهادئ لتصفية الذهن: بالإضافة إلى تعزيز النوم في الليل، وتتضمن هذه الطريقة إدخال الهواء وإخراجه من الأنف، مع التركيز على التنفس ببطء وعمق.
  • التركيز على الجانب الإيجابي في الظلام: كالتركيز مثلًا على شيء يحبه الشخص، أو مكان يحب زيارته، إذ قد تساعد هذه الطريقة على تجنب المشاعر السلبية المرتطبة بالظلام.
  • الاعتماد على استرخاء العضلات التدريجي: تنطوي هذه التقنية على الاستلقاء أو الجلوس وتخيّل استرخاء كل جزء من الجسم بصورة منفصلة.

على الرغم من قدرة الاستراتيجيات السابقة على مساعدة معظم الأشخاص على مواجهة مخاوفهم من الظلام، إلا أنّها يمكن أن تكون غير فعالة لدى البعض الآخر، وتتضمن خيارات العلاج الأخرى لفوبيا الظلام ما يأتي:

  • العلاج السلوكي المعرفي (CBT): يعتمد هذا العلاج على مناقشة مخاوف الشخص مع اختصاصي الصحة النفسية، الذي يمكن أن يساعد المصاب على فهم كيفية تأثير الظلام في الدماغ، ويحدد الأفكار التي تسبب القلق للشخص أثناء التعرض للظلام، ويساعد على تعديلها.
  • التعرض: يمكن أن يوصي اختصاصي الصحة النفسية بالعلاج بالتعرض، إذ يتعرض في هذا العلاج المصاب للظلام بصورة متزايدة وتدريجية، ويعد ذلك فعالًا في تقليل القلق الناجم عن الظلام تدريجيًا.
  • الأدوية: يمكن أن تستخدم بعض الأدوية كعلاج مؤقت للقلق المرتبط بفوبيا الظلام، أو كوسيلة للمساعدة على النوم، لكن لا يمكن لهذه الأدوية علاج فوبيا الظلام بحد ذاتها.
السابق
ما الفرق بين متلازمة الحزن الشديد والاكتئاب؟
التالي
سبب إكتئاب ما بعد الولادة

اترك تعليقاً