صحة عامة

فوائد عجيبة للتحدث مع النفس!

فوائد عجيبة للتحدث مع النفس!

حديث النفس

معظم الناس يرغبون في التحدث إلى أنفسهم، خاصةً في الضغوطات والمواقف الصعبة. وتُعدّ لديهم إحدى الوسائل للتخلص من الشعور بالضغط، وفي الآونة الأخيرة زادت الدراسات في فوائد التحدث إلى النفس وأهميته، لكن يبقى السؤال الأكثر جدلاً: متى يؤدي الحديث إلى النفس إلى الجنون؟ وما أهم النصائح التي تساعد عند التحدث إلى النفس؟

ماذا يُقصَد بالتحدث إلى النفس؟

المقصود بالحديث إلى النفس الحوار الداخلي الذي يدور بين الشخص ونفسه، فيتأثر الحديث إلى النفس بالعقل الباطن للشخص، ويكشف عن معتقداته وأفكاره والأسئلة التي تجول في خاطره، وهذا الحديث إمّا إيجابي أو سلبي، وإما مشجّع أو محبط، ويعتمد ذلك على شخصية الفرد ومزاجه، فإذا كان شخصًا متفائلًا فيبدو الحديث مليئًا بالإيجابية، وعلى العكس تمامًا فإذا كان يميل للتشائم فيبدو الحديث مليئًا بالسلبية.

ويُعرَف الحديث الإيجابي إلى النفس بأنّه الحوار الذي يزيد من الشعور بالتفائل وامتلاك نظرة إيجابية وزيادة الثقة بالنفس، ويقلِّل من الضغوطات، بالإضافة إلى الفوائد الصحية على الجسم، وحسب دراسة أجريت عام 2010 م فإنّ المتفائلين يتمتعون بنوعية حياة أفضل، أمّا الحديث السلبي إلى النفس هو الحوار الذي يجعل الشخص قلقًا دائمًا بشأن مستقبله وانتظار الأسوأ، وقد يسبب الإصابة بالإكتئاب، ويتخلّص الشخص من هذا النوع بتغيير أسلوب الحوار الداخلي ومصطلحاته، وهذا ما يجعل الشخص أفضل ويتمتع بقدرة عقلية وصحة جسمية أكبر.

ما فوائد التحدث إلى النفس؟

للحديث إلى النفس الكثير من الفوائد التي تجعل العالم الخاص بالنسبة للشخص مختلفًا تمامًا، ومن هذه الفوائد:

التخفيف من التوتر

إنّ الحديث إلى النفس أثناء الشعور بالتوتر أو الخوف أو القلق يخفّف من حدة هذه المشاعر، ويسيطر تمامًا عليها، ويمتصّ الغضب والطاقة السلبية، ويساعد في إعادة النظر في التصرفات في المواقف الصعبة، ويسمح بمواجهة التحديات بشجاعة بأنّه مهما كانت النتيجة -لقد فعلت أفضل ما يمكن-، كما يساهم في إيجاد طرق جديدة للتفكير وحل المشكلات.

تعزيز الثقة بالنفس

يساعد الحديث الإيجابي إلى النفس في تعزيز ثقتك بنفسك، وتحقيق الإنجاز وتركيز الانتباه على الأهداف وتشجيع الذات لبذل الأفضل، ويفيد أيضًا في إيمان الإنسان بأنّ الأمور التي ترغب فيها ممكنة وقابلة للتحقيق، وفي حال معاناة بعض المشكلات فالشخص أكثر قدرة على إيجاد الحلول المناسبة.

بناء علاقات أفضل

لدى الأشخاص الذين يتحدثون إلى أنفسهم القدرة على التواصل مع الآخرين بشكل أفضل ومعرفة الصفات الإيجابية لمن حولهم، كما أنّهم متعاونون بدرجة أكبر.

التخفيف من القلق والاكتئاب

أشارت نتائج الأبحاث إلى أنّ التحدث إلى النفس الإيجابي يساعد في علاج المصاب بالاكتئاب واضطراب القلق، إذ يرتبط التحدث السلبي باضطرابات؛ كالاكتئاب، والقلق، وقلة الثقة بالنفس، فتحويل ذلك إلى حديث إيجابي يفيد في العلاج.

متى يصبح التحدث إلى النفس جنونًا؟

هناك خيط رفيع بين التحدث إلى النفس الطبيعي والحالة المرضية، فهناك بعض الأشخاص يتحدثون إلى أنفسهم لمدة طويلة وفي أوقات مستمرة ومختلفة، كما أنّهم يستجيبون لهذه الأصوات ويعتقدون أنّها أحاديث حقيقية، وهذا ما يدعو إلى القلق، والفرق الأساسي أنّه في الوضع الطبيعي عندما يعاني الشخص من اضطراب ما يفيده التحدث إلى النفس، ويدرك الشخص بأنّ هذا حوار داخلي غير مجسَّد، أمّا في الحالة المرضية فيشعر الشخص بأنّه يسمع أصواتًا أو كلمات ما موجّهة إليه وهو بالتالي يرد عليها، وهذا المرض أحد أنواع مرض الفصام (Schizophrenia) ويحتاج إلى استشارة الطبيب والتعامل بِجِديّة.

نصائح للتحدث إلى النفس

قد تساعد النصائح الآتية في الحديث الإيجابي إلى النفس:

  • استمع إلى داخلك بشكل نقدي، ولا تكن قاسيًا، وحاول أن تبتعد عن جلد الذات.
  • حاول تخيّل أنّ هناك شخصًا آخر مكانك وأنت توجّه له الأسئلة، واعمل على إيجاد الحلول، وعامل نفسك بمنزلة صديق.
  • اجعل محادثتك إلى نفسك عن الهدف الذي تسعى إليه.
  • أثنِ على نفسك عند إنجاز مهمة، وامنحها مكافأة ما.
  • قل: “أنا لا أرغب” بدلًا من “أنا لا أستطيع”، مما يعزز شعورك بالمسؤولية.
  • أحط نفسك بأشخاص إيجابيين، وقد تبدو رؤية الكلمات الإيجابية كافية لإعادة توجيه فكرك.
  • ابحث عن طرق للـضحك؛ مما يساعدك في تخفيف التوتر.
السابق
ما أعراض فوبيا القطط؟
التالي
ما المقصود بفقدان الثبات الانفعالي؟

اترك تعليقاً