صحة عامة

طرق علاج تمزق الأربطة

طرق علاج تمزق الأربطة

طرق علاج تمزق الأربطة

هل تعتقد أنّ الرياضيّين هم الفئة الأكثر عرضةً للإصابة بتمزّق الأربطة؟ يعبّر عن حالة تمزّق الأربطة بالمصطلح Sprain، وتتواجد هذه الأربطة ligaments في الأماكن التي تربط عظمتين معًا، وهي عبارة عن أنسجة ليفية قوية، ويعدّ الكاحل المكان الأكثر شيوعًًا للتعرض لتمزّق الأربطة ضمنه، ويشمل علاج تمزّق الأربطة عدّة مراحل، تبدأ بالراحة، وتنتهي بالتدخل الجراحي في حال عدم نجاح العلاجات الأخرى.

ومن الأفضل دائمًا استشارة الطبيب لوصف العلاج المناسب، إذ قد تؤدي بعض الالتواءات إلى مضاعفات خطرة، حيث يقول اختصاصي الطب الرياضي الدكتور جوزيف ل. فينشتاين بصدد هذا الأمر، “تشريح الكاحل معقّد للغاية، ويُمكن أن يكون الألم الناتج عن كسر أو التواء الكاحل ألمًا متشابهًا تمامًا”

أسلوب R.I.C.E

لعلّ أول الأشياء التي يجب القيام بها عند تعرضك لتمزّق في أربطة ركبتك أو كاحلك هو استخدام أسلوب R.I.C.E، إذ يمكّنك هذا الأسلوب من تقليل الألم والتورّم الناتج عن إصابتك، ويعمل هذا النوع من العلاج على تعزيز شفائك ومرونتك، وكما يتضمّن عدّة خطوات.

الراحة

الرّاحة Rest، أي التوقّف عن ممارسة أي نشاط قد يسبّب لك الألم، وذلك لحماية المنطقة المصابة، ولذا لا تقم بعمل أي مجهود كبير يؤثر على إصابتك حتّى تتماثل للشفاء، وذلك مع إمكانية القيام بالنشاط البدني العادي وغير المجهد.

الثلج

استخدام الثلج Ice، إذ عليك وضع كيس من الثلج على المنطقة المتعرضة للتمزق فور إصابتك، حيث يعمل الثلج على تقليل التورّم أو حتى منع حدوثه، ويتم وضع الثلج 3 مرات في اليوم أو أكثر، ولمدة 10-20 دقيقة، وأمّا في حال زوال التورّم بعد 48-72 ساعة فتستطيع عندئذٍ تطبيق كمادات دافئة على المنطقة المُصابة، ويجدر التنويه إلى إنّه لا يجب وضع كمادات الثلج أو الكمادات الدافئة على الإصابة بشكل مباشر.

الضغط

الضغط Compress، وتتم هذه النقطة من خلال لف المنطقة التي تعرّضت للإصابة بضمادة مرنة، حيث يُساعد الضغط على تخفيف التورّم، ويجب الانتباه إلى عدم لف المنطقة بقوة، وفي حال شعرت أنّ الضمادة ضيّقة قم بفكها وأعد شدّها بلطف، وقد تستدل على أنّ ضمادتك ضيّقة من خلال بعض العلامات التي قد تشعر بها ونذكر منها:

  • التنميل أو الوخز.
  • الشعور ببرودة المنطقة المصابة وما حولها.
  • زيادة الألم أو التورم.

رفع الجزء المصاب

أخيرًا عليك القيام برفع الجزء المصاب Elevation، وذلك من خلال رفع ذاك الجزء على وسائد، ويمكنك تطبيق هذه الخطوة أثناء وضعك للثلج، أو في أي وقت تجلس أو تستلقي فيه، ويفضل رفع الجزء المصاب عند مستوى القلب أو أعلى قليلًا، إذ إنّ ذلك يُعطي نتيجة أفضل في تقليل التورّم.

يعد أسلوب R.I.C.E من الأساليب الناجحة في تقليل التورّم الناتج عن تمزّق الأربطة، وهو من أساليب الرعاية الذاتية، حيث يُمكنك القيام بها لوحدك إلى أن تتم استشارة الطبيب.

العلاج الدوائي لتمزق الأربطة

يُمكنك اللجوء للصيدلي وسؤاله عن أفضل علاج دوائي لتقوم باستخدامه، إذ قد يُشير عليك باستخدام بعض الأقراص المسكنة للألم، أو يُمكنه صرف أحد مرخيّات العضلات التي تأتي على شكل جل أو كريم، بحيث يتمّ استخدامه عن طريق تطبيقه على مكان الإصابة.

الباراسيتامول

يُستخدم الباراسيتامول Paracetamol في تخفيف الآلام الخفيفة إلى المتوسطة، وهو أحد مسكّنات الألم التي يفضّل تناولها بمجرد ظهور علامات الألم، وذلك للحصول على أفضل نتيجة، بحيث إنه قد لا يعمل في حال تفاقم الأعراض التي تشعر بها، ويجدر التنويه إلى عدّة أمور أثناء تناول للباراسيتامول، ونذكر منها:

  • لا يجب تناول الباراسيتامول لأكثر من 10 أيام.
  • قد لا يكون للباراسيتامول آثار جانبية، وفي حال ملاحظتك أي تغيير أثناء تناول الدواء استشر الطبيب.
  • يجب عليك إخبار الطبيب بقائمة الأدوية التي تتناولها، إذ قد يتداخل الباراسيتامول مع الكيتوكونازول.
  • قد يؤثر الباراسيتامول على بعض نتائج الاختبارات الطبية، لذا تأكد من إبلاغ موظفي المختبر باستخدامك لهذا الدواء.

الآيبوبروفين

الآيبوبروفين Ibuprofen، هو أحد مضادات الالتهاب التي يتمثل مبدأ عملها عن طريق تقليل الهرمونات التي تسبّب الألم والالتهابات في جسم الإنسان، ويتم استخدامه لتقليل الحمّى، علاج الالتهاب والألم الناتجين عن العديد من الحالات كالصداع، آلام الأسنان والظهر،ولا بد من الانتباه إلى بعض الإرشادات أثناء تناولك الآيبوبروفين، ونذكر منها:

  • إذا كنتَ تعاني من أمراض القلب، تجنّب هذا الدواء، إذ من الممكن أن يزيد احتمالية الإصابة بنوبة قلبية أو سكتة دماغية، خاصةً عند استخدامه لفترات طويلة أو تناول جرعات عالية منه.
  • قد يتسبّب في حدوث نزيف في المعدة أو الأمعاء، خاصةً لدى كبار السن وأثناء تناول الجرعات العالية.
  • لا تستخدم الآيبوبروفين إذا كنت تعاني من الحساسية، نوبات الربو أو رد فعل تحسّسي لأحد مضادات الالتهاب اللاستيرويدية.
  • تجنّب تناول الآيبوبروفين أثناء تناول الأسبرين.
  • لا تتناول الآيبوبروفين الّا بعد مرور ٤٨ ساعة على إصابتك، لإنه من الممكن أن يبطئ عملية الشفاء.

لا يعطى الآيبوبروفين للأطفال دون عمر السنتين دون استشارة الطبيب، أمّا الآثار الجانبية التي من الممكن ملاحظتها أثناء تناولك للآيبوبروفين قد تشمل الآتي:

  • طفح جلدي.
  • سيلان أو انسداد الأنف.
  • صعوبة التنفس.
  • تورّم الوجه، الشفتين أو اللسان.

النابروكسين

يُشبه النابروكسين في مبدأ عمله الآيبوبروفين، فهو أيضًا من الأدوية المضادة للالتهابات غير الستيرويدية، ويُستخدم في تقليل الألم والتورّم الناتج عن الالتهابات، وذلك عن طريق خفض مستويات البروستاجلاندين، وكما من الممكن استخدامه في علاج العديد من الحالات كالتهاب المفاصل أو الأوتار، ولا بد من الانتباه إلى أنّ النابروكسين قد يسبّب النعاس، لذا لا تقم بالقيادة أو ممارسة الأعمال التي تتطلب اليقظة أثناء تناوله، أمّا عن الآثار الجانبية الأكثر شيوعًا أثناء تناول النابروكسين فقد تشمل الآتي:

  • آلام في المعدة.
  • إمساك.
  • حرقة في المعدة.
  • استفراغ وغثيان.

ومن الممكن أن يتفاعل النابروكسين مع الأدوية الأخرى، فيُعطي تأثيرًا مغايرًا للدواء، كالتقليل من فعاليته أو زيادة آثاره الجانبية، ومن هذه التفاعلات نذكر الآتي:

  • مضادات الاكتئاب.
  • أدوية ضغط الدم.
  • الأدوية المستخدمة في تقليل حموضة المعدة.

مرخيات العضلات

مرخيات العضلات Muscle relaxant، تُستخدم هذه الأدوية عادةً لتقليل الآلام المرتبطة بإصابات العضلات أو الالتواءات، وهي تعمل ضمن الجهاز العصبي المركزي، ويصنف ضمنها الكاريزوبرودول، الميتاكسالون وسايكلو بنزابرين، وقد تتضمن الآثار الجانبية لتناول مرخيات العضلات الآتي:

  • النعاس.
  • الدوخة.
  • صداع الرأس.
  • العصبية والانفعال.
  • جفاف الفم.
  • انخفاض ضغط الدم.

الأدوية المضادة للالتهابات

تتمثّل هذه الأدوية بالكورتيكوستيرويدات، والتي تقلل من أعراض الالتهاب الحاصل في الأنسجةِ، وذلك عند تناولها بكمياتٍ تتجاوز تراكيزها الطبيعيّة ضمن الجسم، فعندئذٍ تقوم هذه الكورتيكوستيرويدات بثبيط الاستجابة المناعيّة، وذلك يقلل شعور الجسد بالألم، وكما يتمّ أخذها في حالة تمزّق الأربطة إما عن طريق الأقراص الفموية، الكريمات الموضعيّة أو الحقن، ولكنّ استخدامها قد يسبب كلًا من الآثار الجانبية الآتية:

  • احتباس السوائل.
  • تورم في الطراف.
  • ارتفاع ضغط الدم.
  • اكتساب الوزن.
  • هشاشة العظام.
  • الغلوكوما.

من الممكن تخفيف الألم والتورّم الناتج عن تمزّق الأربطة باستخدام بعض الأدوية، ولكن قبل ذلك، لا بدّ لك من استشارة الطبيب أو الصيدلي قبل البدء بالعلاج.

العلاج الفيزيائي لتمزق الأربطة

هل من الممكن ممارسة التمارين في حال وجود تمزّق بالأربطة؟ وما هي التمارين التي قد تساعد وتسرّع من الشفاء؟ لا بد من البدء بالعلاج الفيزيائي بالتدريج، ويتضمن هذا العلاج عددًا من التمارين لتحسين وتقوية حركة الكاحل والمفاصل، إذ إن الأربطة والمفاصل مرتبطة ببعضها البعض، حيث تُساعد الأربطة الموجودة في الكاحل على إبقاء العظام في الوضع المناسب وتثبيت المفاصل، ومع مرور الوقت يمكن إدخال تمارين أكثر صعوبة للبرنامج الفيزيائي، ويتضمن هذا النوع من العلاج التمارين الآتية:

  • تمارين الحركة: تساعد هذه التمارين على إرخاء المفاصل، والذي يتصلّب بعد التعرض للتمزّق بسبب قلة الحركة.
  • تمارين متساوية القياس: يُمكن البدء بهذه التمارين بعد أن تشعر بأنّ مفاصلك لم تعد متصلّبة، وتسمح هذه التمارين بإعادة بناء القوة حول المفصل دون الاضطرار إلى تحريكه.
  • تمارين المقاومة: يتمثّل عمل هذه التمارين بتقوية العضلات الموجودة حول الكاحل، وهذا يوفر دعمًا إضافيًا للمفصل، وإذ تتم هذه التمارين بتحريك المفصل باتجاه معاكس للقوة المؤثرة عليه.
  • تمارين التوازن: تتّم هذه التمارين بمساعدة أخصائي العلاج الفيزيائي، حيث يقوم بمساعدتك على تحسين توازن جسمك، وهذا قد يمنع التعرض لتمزّق الأربطة مستقبلًا، وتعد كذلك عاملًا مهمًّا في مساعدتك للعودة إلى نشاطاتك المعهودة والقدرة على ممارسة الرياضات المختلفة.
  • التمارين البليومترية المتقدمة: ويتم عمل هذه التمارين في مراحل الشفاء المتقدمة، فهي تُساعد على الاستعداد للعودة للأنشطة الرياضية المختلفة كالجري والقفز الذي يترافق بممارسة بعض الرياضات.

إذا حدث وأُصبت يومًا بتمزّق الأربطة أو التواء الكاحل، فلا بد من استشارة الطبيب قبل ممارسة أي تمرين رياضي، وذلك للتأكد من أنّ التمرين آمن ولا يؤدي إلى حدوث مضاعفات.

العلاج الجراحي لتمزق الأربطة

هل يحتاج تمزّق الأربطة إلى تدحّل جراحي؟ وكيف يُمكن تحديد ذلك؟ إنّ التدخل الجراحي لعلاج تمزّق الأربطة يعدُّ أمرًا نادرًا، ويتم اللجوء إليه في حال عدم الاستجابة للعلاجات الأخرى، أو ضمن حالات المرضى الذين يُعانون من عدم استقرار في مكان الإصابة حتى بعد شهور من التأهيل غير الجراحي، وقد تشمل الخيارات الجراحية الآتي:

  • تنظير المفصل: ويحدث ذلك باستخدام كاميرا صغيرة يستخدمها الطبيب، ويوجد في نهايتها أدوات صغيرة تعمل على إزالة أي نتوءات من العظام أو الغضاريف.
  • إعادة البناء: حيث يقوم الطبيب بإعادة بناء الرباط الممزّق عن طريق استبداله بأنسجة تمّ الحصول عليها من أوتار أو أربطة أخرى، وبالأخصّ تلك الأنسجة الموجودة في القدم أو الكاحل.
  • تثبيت المفصل: يتم ذلك من خلال وضع جبيرة أو استخدام حذاء واقٍ، وبالأخص إن كانت الأربطة الممزّقة في الكاحل، وذلك لحماية الرباط الذي تمّ إعادة بناؤه ومعالجته.
  • إعادة التأهيل بعد الجراحة: تحتاج في هذه الخطوة إلى الصبر بالإضافة إلى الاهتمام بمكان الإصابة، وذلك كي تستطيع العودة لنشاطك الطبيعي.

تعتمد الفترة الزمنية التي من الممكن أن تقضيها حتى تتعافى بشكل تام على عدة عوامل منها كمدى الإصابة وحجم الجراحة التي تمّ إجراؤها، وقد تحتاج فترة إعادة التأهيل من أسابيع إلى شهور.

مدة شفاء تمزق الأربطة

هل تأثر جدول أعمالك وتأثرت نشاطاتك نتيجة إصابتك بتمزّق الأربطة؟ قد تتساءل كم يلزمك من الوقت للتماثل للشفاء، ولكنّ أغلب حالات تمزّق الأربطة تحتاج مدّة أسبوعين للتحسّن، ولا بدّ من تجنّب التمارين التي تحتاج لمجهود كبير مثل الجري، وذلك لمدة قد تصل إلى 8 أسابيع، وكلّ هذه الإجراءات تتم لتجنّب حدوث المزيد من الخطر أو تفاقم حالة تمزّق الأربطة.

قد تستغرق بعض حالات تمزّق الأربطة الشديدة عدّة شهور لتشفى بشكل تام، وتعود ضمنها الأربطة إلى طبيعتها.

السابق
أسباب الخوف
التالي
أسباب آلام الرقبة والرأس من الخلف

اترك تعليقاً