أمراض الجهاز الهضمي

تأثير تغيرات الطقس على صحة الجهاز الهضمي

تأثير تغيرات الطقس على صحة الجهاز الهضمي

كثيرا ما تتأثر صحة الإنسان بالعوامل الخارجية كالطقس وتغير درجات الحرارة الملازم لتغير المواسم، حيث ترتبط  بعض الأمراض وأعراضها في الواقع بأوقات معينة من السنة، فتنتشر الإصابة بنزلات البرد في فصل الشتاء، وتشتد أعراض المفاصل عند انخفاص درجات الحرارة، بينما تتفاقم أعراض الحساسية في فصل الربيع، وأعراض التصلب اللويحي للمصابين به في فصل الصيف. وغالباً ما يكون الجهاز الهضمي الضحية الأولى لتقلبات الطقس والمواسم.

أسباب اضطرابات الجهاز الهضمي المرتبطة بالطقس

قد يعود السبب في اضطرابات الجهاز الهضمي المرتبطة بالطقس إلى اختلاف مناعة الإنسان وقابليته للمرض باختلاف المواسم ودرجات الحرارة، وما لم يكن الشخص حذراً لهذه التقلبات فسيعاني من أعراض واضطرابات مزعجة كالغثيان، والإسهال، وحرقة المعدة، والإمساك، قد تلازم خصوصاً أواخر فصل الصيف وبداية الخريف، وهو الوقت الذي تكثر فيه الرحلات والنزهات الخارجية التي يتعرض فيها الطعام أحياناً لتقلب في درجات الحرارة مما يؤدي إلى فساده، كما من السهل التعرض للجفاف في هذا الوقت من السنة، وخصوصاً عند الإفراط في آداء التمارين الرياضية.

طرق للوقاية من المشاكل الهضمية المرتبطة بتغيرات الطقس

تناول وجبات صغيرة بشكل متكرر

ينصح بتناول وجبات صغيرة أكثر من مرة طول اليوم للوقاية من عسر الهضم، ويمكن البدء بطعامك المفضل في حالة المناسبات الاجتماعية والنزهات.

التروي أثناء تناول الطعام

إذ يؤدي تناول الطعام بسرعة وعدم مضغه جيداً إلى الإصابة بالانتفاخ، وشعور بالانزعاج والتخمة، بسبب عدم إدراك كمية الطعام المتناولة، لذلك يجب التروي أثناء تناول الطعام، ومضغه جيداً، والتواصل مع العائلة والأصدقاء أثناء تناول الطعام، ويمكن تقسيم الطعام إلى قطع صغيرة ومضغ كل منها جيداً.

ممارسة التمارين الرياضية قبل تناول الطعام

من المهم في حالة ممارسة التمارين الرياضية لأكثر من 45 دقيقة، الانتظار ساعة قبل تناول الطعام، لإتاحة الفرصة للدم لينتقل من العضلات إلى المعدة، للبدء في هضم الطعام بشكل جيد.

وينصح بالحفاظ على روتين يومي من التمارين الرياضية لمدة لا تقل عن عشرين دقيقة يومياً، إذ أظهرت الدراسات أن الرياضة تقوي جهاز المناعة لمحاربة الأمراض المختلفة، وتخفف التوتر والضغط النفسي، كما وتقلل فترة الإصبة بنزلات البرد.

تخزين الطعام على درجات حرارة مناسبة

تتسبب درجات الحرارة العالية في فصل الصيف بزيادة تكاثر البكتيريا في الطعام، مما قد يؤدي إلى الإصابة بالتسممات الغذائية الشائعة كثيراً في الآونة الأخيرة، والتي يعتبر كل من الإسهال، والقيء، والصداع من أهم أعراضها، لذلك يجب الحفاظ على الأطعمة المبردة باردة في الثلاجات العادية أو المتنقلة المخصصة للنزهات، والأطعمة الساخنة المعدة للاستهلاك القريب ساخنة في حافظات، واستهلاكها في وقت لا يتجاوز الساعتين، كما لا يجوز إبقاء الأطعمة المعرضة للفساد لأكثر من ساعتين أيضاً على درجة حرارة الغرفة.

تجنب الأطعمة المقلية والحمضية

للوقاية من النفخة، والغازات، وأعراض التخمة التي قد تصاحب تقلبات الطقس ودرجات الحرارة، ينصح بتجنب والتخفيف من الأطعمة الآتية:

  • الأطعمة الدهنية: كالأطعمة المقلية، والأجبان وهي أطعمة تتطلب وقتاً أطول للهضم وتزيد فرصة الإصابة بحرقة المعدة.
  • الأطعمة والمشروبات الغازية: كالصودا، والفاصولياء.
  • الأطعمة الحمضية: كالحمضيات، والطماطم، والشاي، والقهوة والتي تتسبب جميعها بالإصابة بحرقة المعدة.

شرب الكميات الكافية من السوائل

ينصح بشرب الكميات الكافية من الماء والسوائل في فترات التقلبات الجوية، وتغير درجات الحرارة، للوقاية من الجفاف الذي قد يصاحبه إمساك، بالإضافة إلى الغثيان، كما من المهم توزيع شرب الماء على كامل اليوم وعدم شربه دفعة واحدة، للوقاية من بلع الهواء، والنفخة، والغازات.

غسل اليدين جيداً

يصاحب فترة تغير درجات الحرارة وتقلبات الطقس انتشار الجراثيم وتكاثرها، لذلك يجب غسل اليدين جيداً عند الوصول إلى البيت، وقبل تناول الطعام.

تناول الأطعمة التي تعزز مناعة الجسم

تحتوي بعض الأطعمة على عناصر غذائية تقوي جهاز المناعة، وتساعد الجسم على محاربة الاضطرابات الهضمية، كالثوم، واللبن، والفلفل الحلو، والفطر، والخضراوات الورقية الخضراء، والتوت، والشوكولاتة الداكنة، والجزر، والبطاطا الحلوة.

آثار تغير المناخ على الإنسان

أولا:  موجات الحر
أظهرت الأبحاث أن متوسط درجة الحرارة سيزداد في منطقة الشرق الأوسط بمعدل 1-2 سْ بحلول عام 2050, كما سترتفع وتيرة موجات الحرّ في المنطقة ممّا يهدّد الصحّة بشكل جديً. يُسهم ارتفاع درجات الحرارة صيفا في زيادة الأمراض والوفيات الناجمة عن الأمراض القلبية والأمراض التنفسية, فمثلاً سُجل أكثر من  70000 وفاة إضافية أثناء موجة الحر التي حدثت في صيف عام 2003 في أوروبا، كما أظهرت دراسة تحليليّة في الكويت إزدياد حالات إنحباس البول في فترات الطقس الحار في الفترة ما بين 1998-2001, إضافة إلى ذلك يرتبط التعرّض الطويل للحرّ الشديد بحالات الإغماء وضربة الشمس والتشنّجات.
إن طبقة الأوزون المسؤولة عن إمتصاص الأشعة الضارة المنبعثة من الشمس, ومنها الأشعة فوق البنفسجية, تأثرت بسبب غازات الدفيئة التي أدت إلى ترققها مما أدى إلى إنخفاض إمتصاصيتها للأشعة الضارة, ما يعني زيادة تركيز الأشعة فوق البنفسجية وبالتالي خطرا متزايدا بسبب التعرض للشمس منه تلف الجلد وحروق الشمس ومضاعفة خطر الإصابة بسرطان الجلد.
ثانيا: الكوارث الطبيعية وتغيّر أنماط سقوط المطر
1. إرتفاع مستوى سطح البحر الذي سيتسبب في إجبار سكان المناطق الساحلية للإنتقال إلى أماكن أخرى مما يزيد مخاطر حدوث آثار صحية مثل الإضطرابات النفسية والأمراض السارية. كذلك يؤثر إرتفاع سطح البحر والظواهر الجوية المتطرفة في تدمير الخدمات الصحية الضرورية.
2. تغير أنماط سقوط الأمطار والذي يؤثر على مصادر المياه العذبة. يخلّف شحّ المياه وإختلال جودتها تدهوراً في الصحة وإنخفاض مستوى النظافة الشخصية ممّا يزيد من مخاطر الإصابة ببعض الأمراض أشهرها الإسهال, كما تؤدي ندرة المياه إلى عواقب صحية وخيمة منها الجفاف والمجاعة. كذلك فإن نقص المياه العذبة سيؤدي إلى إنخفاض إنتاج المواد الغذائية الأساسية بما يقارب 50% في بعض البلدان الأفريقية بحلول عام 2020 والذي بدوره سيزيد من معدل انتشار سوء التغذية ونقص التغذية.
3. الأعاصير والفيضانات والحرائق: التي تتسبب في تلوث مصادر المياه العذبة وزيادة مخاطر الإصابة بالأمراض المنقولة بالمياه حيث أنها تهيئ ظروفاً خصبة للحشرات الناقلة للأمراض مثل البعوض والذباب, كما أنها تتسبب في الغرق والتشرد والإصابات الجسدية وتدمير المنازل والبنى التحتية والقضاء على مصادر رزق الناس مؤقتا مما يعرضهم للإصابة بالإسهال وأمراض سوء التغذية.
ثالثا:  انتشار الأمراض المُعدية
تعتبر السيطرة على الأمراض أمراً مهماً بالنسبة للوضع الصحي والنمو الإقتصادي للبلدان النامية, وبالرغم من التقدم العلمي الملحوظ في القضاء على إنتقال الأمراض إلا أنه يخشى من أن يفسد تغير المناخ هذا الإنجاز, حيث تبدي كثيرٌ من الأمراض الفتاكة حساسية شديدة تجاه تغيّر درجات الحرارة مما يؤدي إلى إنتشارها, ومنها الأمراض التي تحملها العوائل الوسيطة مثل البعوض والقراد والذباب والقوارض والقواقع, والأمراض المعدية مثل الكوليرا وغيرها من الأمراض المنقولة بالمياه وذلك بسبب نقص المياه وتغير الرطوبة وتدهور نوعيّة المياه العذبة وبسبب الفارق الموسمي في درجة الحرارة. تعتبر الأمراض التي تتأثّر بالمناخ من أكبر الأمراض الفتاكة في العالم ومنها:
1. الملاريا : تؤثر التغيّرات المناخية على التوزيع الجغرافي وكثافة إنتقال الملاريا التي تنتقل ببعوض “Anopheles” حيث تمتدّ فترة حضانة طفيل الملاريا 26 يوماً على درجة حرارة 25 سْ ولكنها تنخفض الى 13 يوماً على درجة حرارة 26 سْ, ولقد لوحظ إزدياد إنتقال الملاريا في المناطق المرتفعة في تنزانيا وكينيا ومدغشقر وإثيوبيا ورواندا.
2. حمى الضنك Fever  Dengue: تنتقل عن طريق لسع البعوضة المصريّة، يؤدي هطول الأمطار الغزيرة ودرجات الحرارة المرتفعة إلى زيادة إنتقال العدوى بهذه الحمى.
3. الليشمانيا: تنتقل عن طريق ذبابة الرمل والتي تغير توزيعها في السنوات الماضية حيث عادت أنواع أخرى من  ذباب الرمل إلى الظهورفي أجزاء معيّنة من العالم.
4. البلهارسيا: من المتوقع أن يؤدي تغيّر المناخ إلى إتساع مساحة المنطقة التي تحدث فيها الإصابة بمرض البلهارسيا الذي تنقله القواقع.
5. أمراض أخرى تنتقل عن طريق القوارض: مثل متلازمة فيروس هانتا الرئوي والتي تزداد أثناء هطول الأمطار الغزيرة والفيضانات، حيث يزداد عدد القوارض الناقلة لهذا المرض.
6. إزدياد عام في الإلتهابات البكتيرية والطفيلية ولدغات الأفاعي.
رابعا:  تلوث الهواء  
في عام 1998 إستنتجت دراسة علمية أجريت في الرياض أن غبار العواصف الرمليّة يشكّل مصدراً رئيسياً لأمراض الجهاز التنفسي. ترتفع مستويات مسببات الحساسية المنقولة بالهواء بسبب تغيّر أنماط الرياح المساهمة في نقل الغبار وحبوب اللقاح والجراثيم والعفن والمواد المسببة للحساسية والإلتهابات الرئويّة والجلديّة في الهواء خاصة في الحر الشديد، ومن المتوقع أن يزداد هذا العبء بفعل الزيادة المستمرة في درجات الحرارة.كماتسبب إرتفاع درجات الحرارة في زيادة الأوزون الأرضي، إن التعرض للأوزون يزيد من معدل وشدة نوبات الربو، ويسبب تهيج العين والأنف والسعال وإلتهاب القصبات الهوائية وإلتهابات الجهاز التنفسي.
خامسا:  الأمراض الحيوانية 
يؤديالتغير المناخي إلى زيادة ظهور أمراض جديدة بين الحيوانات والتي تكون معدية للبشر, من الأمراض المرتبطة بالإحتباس الحراري: فيروس النيل الغربي وحمى الوادي المتصدع وطاعون الأحصنة.
السابق
تأثير تغيرات الطقس على النوروفيروس
التالي
قسطرة القلب

اترك تعليقاً