صحة عامة

الصحة النفسية

الصحة النفسية

الصحة النفسيّة

في السابق كانت زيارة الطبيب تُجرى بسبب وجود إحدى المشكلات العضوية، وكان العلاج مقصورًا على العلاج الجسدي، ولم يبدُ مفهوم الصحّة النفسيّة أمرًا دارجًا، لكن مع الضغوطات والسرعة التي تسير بها الحياة والتغيرات المستمرة بدأت تظهر العديد من المشكلات التي كان لا بُد للطب من إيلاء تغطية خاصة لها، ومع انتشار حالات الانتحار والمشكلات النفسيّة الحادّة والاكتئاب التي أصبحت من أهم المعيقات لسير الحياة بشكلٍ طبيعي كان لا بد من ظهور مفهوم الصحّة النفسية، والذي يُشار إليه -وفق تعريف منظمة الصحّة العالميّة- بأنّه الحالة التي يدرك فيها الشخص إمكانياته المكنونة، وفيها يمتلك الشخص القدرة على التعامل مع ضغوطات الحياة المختلفة، كما يستطيع العمل بشكلٍ مثمر، ويبدو قادرًا على أن يصبح فردًا منتجًا في المجتمع ومنتميًا إليه.

والشخص الذي يمتلك صحّة نفسيّة جيّدة ناضج من الناحيتين العاطفيّة والسلوكيّة، وما زالت هناك حاجة إلى المزيد من الدراسات لبلورة مفهوم الصحّة النفسية بشكل أكثر شمولًا.

ما المؤثرات في الصحة النفسية؟

يوجد العديد من العوامل الحياتية المؤثرة في صحة الشخص النفسيّة، ويُذكَر منها الآتي:

  • طبيعة النظام الغذائي، التي لها علاقة كبيرة بالتأثير في صحة الشخص النفسيّة، إذ يؤدي تناول الكثير من الحلويات، والأطعمة الجاهزة والمُعلبّة إلى التأثير سلبًا في الصحتين العقلية والنفسيّة، بينما وُجد أنّ تناول أطعمة أخرى يُحسِّن من الحالة المزاجية.
  • اضطرابات النوم، إذ إنّ عادات النوم تؤثر في الحياة والنفسية بشكل كبير؛ فالأشخاص الذين يعانون من اضطرابات النوم الأكثر عرضةً للشعور بالإرهاق النفسي، بينما اتّباع عادات نوم صحية يُحسِّن الصحة النفسية، ويزيد من القدرة على التعامل مع الضغوطات واتخاذ القرارات.
  • العزلة، التي لها تأثير سلبي في صحة الإنسان النفسيّة، وعدم وجود الأصدقاء حوله يجعل منه مكتئبًا؛ وهذا الأمر يؤثر في الصحة النفسيّة؛ لذا فمن الجيد تجنّب هذا الأمر بمحاولة الانخراط في ممارسة الأنشطة الاجتماعيّة؛ كالأنشطة التطوعيّة، والخروج للتنزه في الحديقة العامّة أو الشارع ومشاهدة الآخرين، ومحاولة التعرف إلى الأصدقاء والخروج معهم.
  • العلاقات العاطفيّة، تؤدي علاقات الحب الفاشلة إلى الانخراط بشكلٍ أكبر في العزلة، لكنّ هذا لا يلغي حقيقة أنّ العلاقات الجيدة لها تأثير جيد في الصحّة النفسيّة والشعور بالسعادة، ولوحظ أنّ العلاقات الجيدة تؤثّر بشكلٍ جيد في الشخص، وتُخلِّصه من بعض العادات السلبيّة؛ كالغضب السريع والتوتر.
  • الصحّة الجسديّة، يرتبط الألم الجسدي بالشعور بالقلق والتوتر وعدم القدرة على النوم الجيد، وقد تبدو بعض المشكلات العقليّة والنفسيّة ناتجة من الإصابة ببعض المشكلات الجسديّة؛ فمثلًا: اضطرابات الغدد الصماء قد تؤدي إلى الاكتئاب، والتوتر، واضطرابات النوم.
  • الإساءة الجسديّة والنفسيّة، من المُفترض أن تبدو الأسرة أو المدرسة الملجأ الآمن، خاصةً للطفل واليافع، لكن أحيانًا تسيء هذه البيئة معاملة الطفل نفسيًا وجسديًا، والآثار المترتبة على هذا النوع من سوء المعاملة يستمر مع الطفل لسنوات طويلة، ويؤثر فيه لاحقًا عندما يصبح شخصًا بالغًا، وقد تبدو المسؤولة عن الكثير من الاضطرابات النفسيّة التي يعيشها الفرد، فقد تؤدي إلى الإصابة باضطراب ما بعد الصدمة، ويجب اللجوء إلى المساعدة الطبيّة النفسيّة حالًا حتى يتمكّن الشخص من المضي قدمًا في حياته.
  • التدخين، يعاني ما يقارب نصف المدخنين من مشكلات نفسيّة على الرغم من اعتقادهم بالعكس، فأغلب المدخنين يعتقدون أنّ التدخين ينفّس عن غضبهم ويقلل من توترهم، ولكنّ الحقائق العلمية تشير إلى أنّ السموم التي يمتصها الجسم عند التدخين تؤثر في الصحة النفسية وتسبب التغيّرات في المزاج، كما أنّها تسبب إصابة الشخص بالعديد من الأمراض الجسدية؛ كنزلات البرد، وأمراض القلب، والسُعال، الأمر الذي يتسبب في إحداث اضطرابات نفسية.

كيف يحافظ الشخص على صحة نفسية جيدة؟

تُذكَر بعض التدابير المساعدة في الحفاظ على الصحة النفسية على النحو الآتي:

  • الاسترخاء، التأمل والتنفس العميق يساعدان في تحسين القدرة على التعامل مع الضغوطات والتحكُّم بالذات، والتخلص من كلّ أشكال التوتر، وتبدو من الجيد ممارستها لمدة من 20-30 دقيقة يوميًا.
  • النوم، ينصح الاختصاصيون النفسيون والأطباء بالنوم المعتدل من سبع إلى ثمان ساعات يوميًا للأشخاص البالغين، مع الالتزام بالنوم في ساعة معينة والاستيقاظ في ساعة معيّنة لمساعدة الجسم في تنظيم دورة النوم والساعة البيولوجيّة؛ وبالتالي للحصول على صحة عقلية ونفسيّة وجسديّة سليمة.
  • طبيعة النظام الغذائي، إذ أظهرت نتائج الأبحاث أنّ تناول أحماض الأوميغا 3 والأوميغا 6 والدهون الصحيّة الموجودة في بعض الفاكهة، كالأفوكادو، من شأنها تحسين صحة الدماغ والمزاج، ويحسِّن تناول الشوكولاتة الداكنة من سعادة الشخص.
  • ممارسة التمارين الرياضيّة، فالتمارين الرياضيّة لا تدعم الصحة الجسديّة فقط، بل تؤدي إلى تحسين المزاج وتحرير العقل من الأفكار السلبيّة من خلال الجلوس في الهواء الطلق لمدة أطول، كما أنّ لها تأثيرًا مضادًا للاكتئاب.
  • الدعم النفسي، ذلك من خلال إيجاد شبكة من الأصدقاء والعائلة والأشخاص الذين لديهم القرة على مساعدة الشخص في تجاوز المشكلات النفسيّة.
  • اللجوء إلى العلاج النفسي، ومن طرق العلاج النفسي المفيدة الآتي:
    • العلاج السلوكي المعرفي.
    • العلاج السلوكي الجدلي.
    • العلاج بالتعرض.
  • اللجوء إلى العلاج بالأدوية، ومن الأدوية المفيدة في تحسين الصحة النفسية ما يأتي:
    • مضادات الاكتئاب.
    • مضادات الذهان.
    • أدوية علاج القلق.

أعراض الأمراض النفسية

تختلف علامات الأمراض النفسية اعتمادًا على الاضطرابات والظروف وغيرهما من العوامل التي تؤثر في العواطف والأفكار والسلوكيات، إذ تتضمن العلامات ما يأتي:

  • النوم والأكل كثيرًا أو قليلًا.
  • الميول إلى العزلة.
  • التوقف عن ممارسة الأنشطة الاجتماعيّة المختلفة.
  • الشعور بالإرهاق العام وانخفاض الطاقة أو انعدامها.
  • فقد الاهتمام بكل شيء.
  • الشعور بالارتباك والتوتر والخوف والعجز.
  • الشعور بالغضب والانزعاج والقلق.
  • عدم القدرة على نسيان الذكريات، أو التفكير في أفكار معينة وعدم القدرة على الخروج من دائرتها.
  • التفكير في إيذاء النفس أو إيذاء الآخرين.
  • افتعال المشاجرات مع أفراد العائلة والأصدقاء والآخرين.
  • المعاناة مع التقلبات المزاجيّة الشديدة.
  • الهلوسات من خلال رؤية وسماع أشياء غير موجودة.
  • عدم القدرة على أداء المهمات اليوميّة؛ كرعاية الأطفال.
  • الشعور القوي بالذنب.
  • عدم القدرة على التركيز.
  • عدم القدرة على التعامل مع المشكلات اليومية أو التوتر.
  • عدم القدرة على فهم العلاقات بين الناس.
  • اللجوء إلى إدمان الكحول أو المخدرات.
  • وجود آلام غير مبررة؛ كآلام البطن والظهر، والشعور بـالصداع.
  • اضطرابات جنسية.
  • التفكير في الانتحار.

أهمية الصحّة النفسية الجيّدة

امتلاك الشخص لصحّة نفسية جيّدة من شأنها السماح للأشخاص بالتمتع بالميزات الآتية:

  • البقاء إيجاببين.
  • القدرة على تقديم المساعدة للآخرين.
  • زيادة إنتاجيتهم في العمل.
  • تقديم مساعدات ومساهمات مفيدة في المجتمع.
  • إدراك الأشخاص لقدراتهم الكامنة واستغلالها جيدًا.
  • القدرة على التواصل باحترافية مع الآخرين.
  • تعزيز الثقة بالنفس، وتنمية مهارات التأقلم مع الحياة المحيطة والضغوطات النفسيّة.
السابق
كيفية التعامل مع مريض الفصام
التالي
افضل علاج دوائي للوسواس القهري

اترك تعليقاً