صحة عامة

افضل علاج دوائي للوسواس القهري

افضل علاج دوائي للوسواس القهري

الوسواس القهري

يعرف الوسواس القهري بكونه اضطراب نفسي شائع؛ إذ يشعر المصاب بهذا المرض بحاجته المُلحّة إلى ممارسة تصرفات وحركات محددة بشكل قهري ومتكرر خارج عن سيطرته وإرادته، إذ تخطر لديه هواجس وأفكار تؤدي إلى القلق، وهذه المشكلة قد تؤثر في الشخص المصاب في جميع نواحي الحياة؛ كالدراسة، وعلاقاته الاجتماعية، والعمل.

علاج دوائي للوسواس القهري

إنّ علاج الوسواس القهري لا يؤدي إلى الشفاء من المرض، لكن يساعد في السيطرة على الأعراض ومنعها من التداخل مع الحياة اليومية للشخص، وقد يحتاج بعض المرضى إلى العلاج مدى الحياة لضمان السيطرة على الأعراض، ويتضمن علاج الوسواس القهري كلًّا من العلاج النفسي السلوكي، والعلاج الدوائي، والعلاج أفضل عند الجمع بينهما غالبًا، وقد يساعد العلاج الدوائي في السيطرة على الهواجس والأفعال القهري، ولأدوية المضادة اللاكتئاب من أفضل العلاجات الدوائية للوسواس القهري، وتشمل مضادات الاكتئاب التي وافقت منظمة الغذاء والدواء عليها لعلاج الوسواس القهري ما يأتي:

  • كلوميبرامين للبالغين والأطفال الذين تصل أعمارهم إلى 10 أعوام أو أكثر.
  • فلوكسيتين للبالغين والأطفال من العمر 7 أعوام أو أكثر.
  • فلوفوكسامين للبالغين والأطفال الذين تصل أعمارهم إلى 8 أعوام أو أكثر.
  • باروكسيتين للبالغين فقط.
  • سيرترالين للبالغين والأطفال من العمر 6 أعوام أو أكثر.

وعلى الرغم من ذلك قد يصف الطبيب أدوية مضادة للاكتئاب أخرى، وعند اللجوء إلى العلاج الدوائي لعلاج اضطراب الوسواس القهري توجد بعض الأمور التي تجب مراعاتها، ومنها:

اختيار الدواء؛ إنّ الغرض من الدواء في علاج الوسواس القهري هو تحقيق السيطرة على الأعراض بأقل جرعة ممكنة، ويحتاج المريض إلى تجربة عدة أدوية قبل الوصول إلى الدواء المناسب، وقد يستغرق الأمر مدة تتراوح بين أسابيع إلى أشهر بعد البدء في أحد الأدوية لملاحظة تراجع في الأعراض.

  • الآثار الجانبية؛ حيث الأدوية النفسية جميعها قد تتسبب في حدوث آثار الجانبية؛ لذلك يخبر الطبيب المريض بالأمور التي تجب مراقبتها لرصد حدوث الآثار الجانبية.
  • خطر الانتحار؛ معظم مضادات الاكتئاب آمنة عمومًا إلّا أنّ منظمة الغذاء والدواء أصدرت تحذيرًا لمضادات الاكتئاب، ويشير هذا التحذير إلى أنّه الأطفال، والشباب الذين تقل أعمارهم عن 25 عامًا يعانون من زيادة في الأفكار أو السلوك الانتحاري عند تناولهم مضادات الاكتئاب، خاصةً في الأسابيع الأولى القليلة بعد بدء تناول الجرعة أو عند تغييرها؛ لذلك إذا شعر الشخص بأفكار انتحارية تراوده فتجب مراجعة الطبيب على الفور، مع ضرورة الوضع في عين الاعتبار أنه يُرجّح أن تقلل مضادات الاكتئاب من خطر الانتحار على المدى الطويل من خلال تحسين الحالة المزاجية لشخص.
  • التفاعل مع المواد الأخرى؛ من الضروري إبلاغ الطبيب بالأدوية جميعها التي يتناولها الشخص سواء أكانت بوصفة أم من دون وصفة طبية، حيث بعض مضادات الاكتئاب تتسبب في تفاعلات خطيرة عند أخذها مع أدوية أو مكملات عشبية معينة.
  • إيقاف مضادات الاكتئاب؛ لا تسبب مضادات الاكتئاب الإدمان، إلّا أنّها -أحيانًا- قد تسبب التعود البدني، وهذا يختلف عن الإدمان، لذلك فإنّ إيقافها فجأةً أو تفويت العديد من الجرعات قد يتسببان في حدوث أعراض انسحابية، لذلك يجب عدم إيقاف هذه الأدوية قبل استشارة الطبيب حتى لو شعر الشخص بالتحسن، فقد يؤدي ذلك إلى حدوث انتكاسة في حالة الوسواس القهري.

ومن العلاجات المستخدمة في حل المشاكل النفسية العلاج السلوكي المعرفي، ومن أنواعه العلاج بالتعرّض ومنع الاستجابة، الذي يُعدّ الأكثر فاعليّة، ويُشير بالتعرّض للمواقف التي تُسيطر على المصاب وتثير لديه القلق والهواجس، وكذلك الأفكار التي تُسيطر عليه، أمّا بالنسبة إلى نظام منع الاستجابة فهو عدم فعل التصرف القهري عن طريق المصاب عند تحفيز القلق أو الهاجس لديه، وهذا كله تحت إشراف طبيب مختص في البداية، وبعد ذلك يجرى تعليم المصاب كيفية التصرف والتحكم بالأعراض ليعالج نفسه بصورة سليمة، ويُعدّ ذلك تحديًا لدى المصاب للتخلص من القلق والتصرفات القهرية التي تحدث لديه، لكن مع مرور الوقت تخفّ الأعراض تدريجيًّا.

أعراض الوسواس القهري

تأتي هذه الأعراض المصاحبة للوسواس القهري وتختفي وهي عُرضه للتراجع أو العكس مع مرور الوقت، ومن بين هذه الأفكار المتكررة التي تسبب له القلق هي الخوف من التلوث والجراثيم، أو قد تكون أفكارًا إجرامية أو ممنوعة؛ كأفكار مرتبطة بالمعتقدات الدينية، أو الجنس، أو أفكار مؤذية تجاه نفسه أو الآخرين، والمبالغة في ترتيب الأشياء بصورة مثالية وتنظيمها بدقة، وهوس التنظيف، وغسيل الأيدي بكثرة، وإعادة التدقيق والتأكد بشكل متواصل، مثلًا، حساب الأشياء بصورة قهرية وخارجة عن الإرادة، وإغلاق الأبواب مِرارًا وتكرارًا، إضافة إلى ممارسة تصرفات غريبة ومفاجِئة ومكررة؛ كغمز العين وهزّ الكتفين، وتختلف العادات عن الوسواس القهري؛ فالشخص المصاب من الصعب أن يتحكم بتصرفاته وأفكاره حتى وإن كان يعرف أنها أمور مُبالغ بها، كما أنه لا يشعر بالراحة أو المتعة حين ممارسة هذه التصرفات أو الحركات، إلّا أنها قد تخفف عليه ولو بصورة بسيطة من القلق الذي يُعاني به، وبعض هذه الأفكار والتصرفات قد تستغرق ساعة واحدة على الأقل من يومه.

عوامل خطر الإصابة بالوسواس القهري

يوجد عدة عوامل قد تزيد من احتمالية الإصابة بالوسواس القهري، أو تُحفّز حدوثه؛ كوجود تاريخ مرضي في العائلة عند الأبوين، والتعرض أيضًا لأحداث الحياة المثيرة للتوتر والضغط العصبي؛ كمرور الشخص بصدمة معينة تزيد من احتمالية حدوثه فتُحفّز الأفكار والتصرفات لديه، وأيضًا الاضطرابات العاطفية، ومن الأسباب المهمة وجود اضطرابات ذهنية؛ كالاكتئاب، أو تناول مواد مخدرة. وقد تحدث مشاكل صحيّة للشخص المصاب؛ كالتهاب الجلد بسبب كثرة تكرار غسل اليدين بصورة مستمرة، وقد تؤثر في أفكاره وتصرفاته فيرتكب الأفعال الإجرامية؛ كالانتحار. في النهاية جميع هذه العوامل تُشعِر المصاب بهذا المرض بأنه يعيش حياة سيئة.

السابق
الصحة النفسية
التالي
ما هو علاج الخجل الشديد

اترك تعليقاً