صحة عامة

السمنة تؤدي الى الاكتئاب والقلق

السمنة تؤدي الى الاكتئاب والقلق

المريض النفسي أكثر عرضة للإصابة بالسمنة هكذا يقول عبد الله الرويشد استشاري الطب النفسي في مقال بعنوان “السمنة والصحة النفسية علاقة شائكة”، مشيرًا إلى الأسباب والتي تتضمن ما هو وراثي، فقد وجدت بعض الاختلالات الجينية المشتركة تسهم في ظهور بعض الأمراض النفسية وكذلك زيادة الوزن، كما أن بعض الأمراض النفسية تكون زيادة تناول الطعام أحد أعراضها، ومنها الاكتئاب.

أصحاب المشكلات النفسية الذين يتلقون علاجاتهم أيضا ليسوا بعيدين تماما عن الإصابة بالسمنة، حيث تشير الدراسة التي أجريت بالمعهد الوطني الأمريكي للصحة النفسية، إلى أن استخدام بعض الأدوية مثل مضادات الذهان وبعض مضادات الاكتئاب من الأسباب التي تجعل المريض النفسي أكثر عرضة للسمنة، ما دفع بعض الشركات المنتجة للأدوية النفسية لتمويل برامج مكافحة السمنة، وإلحاقها بالعيادات النفسية في بعض المستشفيات.

دائرة الاكتئاب

كلما كرهنا أنفسنا لشعورنا بالاكتئاب، أسأنا التصرف في محاولة التغلب على الشعور بالألم بالانخراط في سلوك يعيد شعورنا بالمزيد من الاكتئاب،ويسبب لنا الشعور بالمزيد من الألم؛ فتنتج دائرة مفرغة لا تنتهى. لم نحن مكتئبون؟

الهجوم المزدوج يؤثر الاكتئاب فينا بطريقتين محوريتين: الأولى، أنه يكبت الانفعالات، والثانية، أنه يجعلنا نبالغ في التفكير بشكل مرضي. والآن، دعنا نتناول كلاً منهما عن كثب بالترتيب.

  • عدم التعبير عن الانفعالات بشكل صحي تشير كلمة de-pressed بالإنجليزية، أي مكتئب، إلى شيء يتم كبته؛ وعلى المنوال نفسه، فإننا نكتئب نتيجة كبت انفعالاتنا، ولا نسمح لها بالظهور، ولا نطلق لها العنان. ونشعر بمجموعة من الانفعالات طوال الوقت، ولعل طريقة تناولنا لهذه الانفعالات هي التي تحدد مستوى صحتنا الانفعالية، فإذا شعرنا بالغضب، ولم ننفس عن هذه المشاعر بطريقة صحية، فإما أننا سوف نسيء التعبير عنها بطريقة قد تضرنا، أو أننا سنتجاهل هذه المشاعر و نكبتها . وكذلك إذا شعرنا بالحزن ولم نطلق العنان لهذه المشاعر لتنفرج، فسنحبس دموعنا إلى أن نكبتها أيضاً.
  • المبالغة في التفكير المبالغة في التفكير هي الأمر الثاني الذي يجعلنا نشعر بالاكتئاب، ولكن ما المبالغة في التفكير؟ يعبر اصطلاح آخر عن المفهوم نفسه، وهو الاجترار؛ ويعني الرغبة في استحضار الأحداث مراراً وتكراراً، كأسطوانة معطلة تستمر في تكرار المقطع نفسه؛ ويتمثل في إعادة التفكير في مشكلة ما أو أخطاء في الماضي بطريقة غير سوية. وقد اكتشفت الأبحاث أن هذه العادة تجعلنا نركز على الأحداث السلبية التي مررنا بها في الماضي، ونفسر المواقف في حياتنا الحالية على نحو أكثر سلبية؛ ومن ثم يستحوذ علينا التفكير في مشكلاتنا، حتى إننا نعجز عن تجاوز الأفكار السلبية.

الاكتئاب و السمنة

مكن أن تكون المعاناة من السمنة أو الاكتئاب وحدها ساحقة، ولكن عندما يتم الجمع بين الاثنين (كما يحدث في كثير من الأحيان)، يمكن أن يكون الأمر مدمراً. ووفقاً للمسوحات التي أجرتها مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC)، فإن البالغين المصابين بالاكتئاب أكثر عرضة للإصابة بالسمنة من غيرهم. وأظهرت النتائج أن نسبة البالغين المصابين بالسمنة ارتفعت مع زيادة شدة الاكتئاب. ويبدو أن العكس صحيح. فقد وجدت إحدى الدراسات أن خطر الإصابة بالاكتئاب يزيد لدى الأشخاص الذين يعانون من السمنة المفرطة بنسبة 20٪. وتظهر بعض الدراسات أن النساء أكثر عرضة للإصابة بدورة الاكتئاب-السمنة من الرجال.

إذن ما الذي يأتي أولاً؟ اكتساب الوزن الزائد، أو أعراض الاكتئاب؟ وماذا يمكنك أن تفعل لوقف الحلقة المفرغة؟

واحد يغذي الآخر!

ورغم أنه ليس من الواضح بالضبط ما الذي يأتي أولاً، إلا أن معظم الخبراء يتفقون على أن السمنة والاكتئاب يسيران جنباً إلى جنب. ويمكن لأحدهما أن يؤدي ويؤثر في الآخر. أما زيادة الوزن وعدم ممارسة التمارين الرياضية الكافية قد تؤدي إلى ظهور أعراض الاكتئاب، تماماً كما يؤدي الاكتئاب إلى الإفراط في تناول الطعام (أو الشراهة عند تناول الطعام) وتصبح أقل نشاطاً، وبالتالي يزيد وزن الجسم. وهناك قائمة طويلة من المخاوف الصحية المستقلة (مرض السكري، قصور الغدة الدرقية، متلازمات الألم المزمن، وغيرها الكثير) مسؤولة عن تأجيج كل من أعراض السمنة والاكتئاب.

أما دواء الاكتئاب قد يسهم أيضاً في الإصابة بالسمنة. وأفادت استطلاعات مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها أن 55٪ من البالغين الذين يتناولون أدوية مضادة للاكتئاب، وما زالوا يعانون من أعراض اكتئاب معتدلة إلى شديدة، يعانون من السمنة المفرطة.

الاكتئاب وزيادة الوزن

زيادة الوزن هو أحد الآثار الجانبية المحتملة لمعظم الأدوية المضادة للاكتئاب تقريبًا، ومع ذلك، قد تختلف استجابة كل شخص لمضادات الاكتئاب، مما يعني أن بعض الناس سيكتسبون الوزن أثناء تناول بعض مضادات الاكتئاب، بينما لا يحدث ذلك مع الآخرين.
لماذا تسبب مضادات الاكتئاب زيادة الوزن؟
أول شيء يجب إدراكه هو أن العلاقة بين مضادات الاكتئاب وزيادة الوزن تعتمد في الواقع على عدة عوامل:

الاكتئاب والشهية
يمكن أن يكون للاكتئاب تأثير كبير على شهية الشخص في الواقع ، تعد الشهية واحدة من المجالات الرئيسية التي يسأل الأطباء عنها عندما يقومون بتشخيص الاكتئاب. بعض الناس قد يأكلون أكثر، مما يعني أنهم يزيدون فى الوزن عند الاكتئاب وبعض المرضى يعانون فقدان الشهية، في هؤلاء المرضى عندما يبدأون بمضاد للاكتئاب، يتحسن مزاجهم على مدى الأسابيع والأشهر من تناول الدواء وبالتالي تتحسن الشهية السيئة ونتيجة لذلك يزداد وزنهم.

مضادات الاكتئاب
مضادات الاكتئاب لا تسبب زيادة الوزن بشكل مباشر! مضادات الاكتئاب تعالج الحالة المزاجية المنخفضة لشخص ما، والتي كانت تسبب فقدان الشهية وبهذه الطريقة ، يمكنك أن تجادل بأن مضادات الاكتئاب ليست مسؤولة بشكل صارم عن زيادة الوزن – إنه فقط يعالج السبب الأساسي لفقدان الوزن لذلك ، يميل الناس إلى العودة إلى أنماطهم الغذائية المعتادة وبالتالي وزنهم المعتاد.

مرور الزمن
هناك أيضًا حقيقة أن الناس في بعض الأحيان يتناولون مضادات الاكتئاب لعدة سنوات ونعلم أنه مع تقدم العمر، يميلون إلى زيادة الوزن. لذلك ، في بعض الناس ، سيتم زيادة الوزن الملحوظة لزيادة الوزن الطبيعية التي كانت ستحدث على أي حال ، ولكن لأنهم على مضادات الاكتئاب، فإنهم يفترضون خطأ أن هذا هو السبب.

مضادات الاكتئاب وزيادة الوزن
وجدت دراسة عام 2018 أن الأشخاص الذين يتناولون مضادات الاكتئاب كانوا أكثر عرضة للوزن الزائد بنسبة 21 ٪ من أولئك الذين لم يصفوا مضادات الاكتئاب ومع ذلك ، لم تثبت الدراسة أن مضادات الاكتئاب تسببت في زيادة الوزن بشكل مباشر، لأنها ربما تأثرت بعوامل أخرى مثل نمط الحياة أو العادات.أحد التفسيرات المحتملة هو أن مضادات الاكتئاب تتداخل مع الناقل العصبي السيروتونين، الذي يشارك أيضًا في التحكم في الجوع وتنظيمه وقد أظهرت بعض الأبحاث أن أقلية فقط من الناس يزيدون من وزنهم أثناء تناول مضادات الاكتئاب.

السمنة في علم النفس

ولو جئنا للتفسير النفسي لمشاكل الأكل والسُمنة، لوجدنا أنّ مدرسة التحليل النفسي منذ عقود قد حاولت تفسيرها، ففرويد نفسه قد ربط بين التعلق الفموي بالأكل عند البدناء بنوعٍ من الولع نتيجة للحرمان العاطفي الذي تعاني منه شخصياتهم، ففي نظريته الشهيرة بالتحليل النفسيّ، يقع كلٌّ من الجوع والرغبة الجنسية على نفس المسافة تقريبًا.

أما في السنوات الأخيرة، فيميل علم النفس الحديث للنظر إلى اضطرابات الأكل على أنها مزيجٌ متكامل ما بين العوامل النفسية للفرد إضافةً لبيولوجيته وجيناته ودور المجتمع والأسرة والإعلام من حوله وأثرها على سلوكياته. إلا أنّ هناك الكثير من العوامل النفسية التي يمكن أن تسهم في اضطرابات الأكل والسمنة مثل انخفاض الثقة بالنفس ومشاعر العجر أو فقدان السيطرة على الحياة، والاكتئاب، والقلق، والغضب، أو الشعور بالوحدة وعدم الرضا عن الشكل الحاليّ.

عادةً ما يرتبط تشخيص اضطرابات الأكل بحالات نفسية أخرى مثل الاكتئاب والقلق وغيرها، ونادرًا جدًا ما يتمّ تشخيص تلك الاضطرابات بعيدًا عن ضوء أية مشاكل نفسية أخرى. في الواقع، الاعتلال المشترك، أو ارتباط الاضطراب بوجود اضطراب آخر، هو القاعدة وليس استثناءً حين يأتي الأمر لاضطرابات الأكل. فعلى سبيل المثال، ما يقرب من 68 في المئة من المرضى الذين يعانون من فقدان الشهية العصبي و 63 في المئة من المرضى الذين يعانون من الشره المرضي العصبي، ونحو 50 في المئة من الأفراد الذين يعانون من اضطراب نهم الطعام، يتم تشخيصهم أيضًا بمرض الاكتئاب، وبالتالي فتكون اضطرابات الأكل تابعة أو مرتبطة لاضطرابات نفسية أخرى. وتشير الأبحاث إلى أن بعض السمات الشخصية المتواجدة في المرضى الذين يعانون من اضطرابات الأكل النفسية، قد تكون مسبّبة للاضطراب، فما يقارب ثلثا مرضى فقدان الشهية العصبيّ يمتازون بشخصيةٍ صارمة تميل للبحث عن الكمال، حتى في طفولتهم.

كما تلعب العلاقات الاجتماعية أو الأسرية المضطربة دورًا كبيرًا في ذلك. أما فيما يتعلّق بالعوامل الاجتماعية، فلا شكّ أنّ الضغوط الثقافية المجتمعية التي تمجّد النحافة وتؤمن بصورةٍ محددة للجَمال تشمل أشكالًا جسدية محددة أو أوزانًا معينة، تؤثر بدورها على الفرد وعلاقته بالأكل أو باضطراباته، عوضًا عن الدور الرئيسي الذي يقوم به الإعلام والسينما وصناعة الإعلانات في الأمر.

أعراض السمنة النفسية

هناك الكثير من العوامل النفسية التي تزيد من كميات الأكل والطعام المتناول، دون النظر لحاجة الجسد منها، حيث يصبح تناول الطعام عادة، وليس حاجة، وهذا ما يسبب البدانة للكثيرين.

لذلك، فإن الإصابة بالسمنة تحدث لأسباب نفسية مرتبطة بالأكل، منها:

• الأكل بهدف تفريغ الضغط النفسي، وليس بسبب الجوع، دون النظر لحاجة الجسم لهذه الكميات.

• الأكل بهدف تفريغ الكبت النفسي.

• الأكل بهدف تفريغ الشعور الداخلي للإنسان بالقهر، فيأكل المريض بهدف تقليل الضغط وهذا الشعور.

• الأكل بهدف الانتقام من الذات، إذ يأكل المريض كميات كبيرة بهدف تعذيب نفسه لا أكثر.

• الشعور بالقلق والاكتئاب، يزيد من كميات الأكل المتناول في كثير من الحالات.

• الخوف من فقدان الوزن، أو فقدان التوازن، أو هبوط الضغط، أو نقص السكر، فيميل المريض غالبا للأكل بشكل دائم.

هل السمنة عيب؟

يشير الخبراء إلى أن السمنة ارتبطت بإهمال الصحة، وهو ما يعدّ سوء تقدير في كثير من الحالات، إذ يتّبع بعض الناس حمية شديدة دون أن يحققوا نجاحا في التخلص من الوزن الزائد. وارتبطت كذلك بما هو سيء وغير مرغوب فيه. يخلق هذا عبئا نفسيا كبيرا وخاصة لدى أولائك الذين يعانون من مشكلات نفسية أخرى.

الآثار النفسية للسمنة

لا تقتصر الآثار النفسية لزيادة الوزن على فقدان الثقة و القلق فحسب, بل يمكن ان تشمل على اضرابات اكثر خطورة مثل الاكتئاب و فقدان الشهية, أو الشره المرضي و الذي يؤدي بدوره الى اضطرابات الأكل و الشراهة. و السبب في ذلك هو فقدان الثقة بالنفس. حيث ان الثقافة المجتمعية الحديثة ترى الجسم المثالي بانه الجسم الرشيق وحسب , و بأن الأجسام الجذابة والمثيرة هي فقط تلك الأجسام المثالية دون سواها . هذه الثقافة تجعل الشخص صاحب الوزن الزائد يشعر بأنه شخص غير مرغوبٍ به. لذا يشعر الأشخاص الذين يعانون من السمنة بالازدراء والأكتئاب ومن مشاكل نفسية تنعكس سلبا بشعور الشخص تجاه نفسه ,خاصة النساء منهم.

و من المفارقات ان يؤدي التوتر النفسي الى زيادة الوزن, حيث يلجأ الناس ( السمين و النحيف) الى التخفيف من هذا التوتر عن طريق تناول الطعام, حيث ان الطعام بحد ذاته يعتبر من متع الحياة و ملذاتها,وهذا مع الزمن يؤدي الى زيادة الوزن و بالتالي يؤدي ذلك الى الاثار النفسية السيئة التى أشرنا اليها سابقا, فكأننا هنا ندور في حلقة مفرغة أو دوامة. لذا ليس من الضروري ان تكون سمينا بدايةً لكي تصاب بالمتاعب النفسية و زيادة الوزن.

اثر السمنة الاجتماعية

  • الخجل الاجتماعي:
    يعاني الشخص السمين من النظرة الانتقادية من قبل الآخرين، وكثرة التعليقات على شكله وتصرفاته وحركاته، وبالتالي يحاول إخفاء عيوب سمنته وجسده، ويشعر بالحرج والخجل من الظهور أمام الآخرين.
  • القلق والخوف:
    يعاني الشخص السمين من الإحساس بالخطر المحدق به في كل لحظة، وإن كان يحاول إخفاء هذا الشعور بإظهار اللامبالاة والمرح وخفة الظل وروح الدعابة.
  • الشعور بالعجز:
    نتيجة لشعور السمين بعدم قدرته على السيطرة على وزنه، فهو دائم الشعور بقلة الحيلة والعجز عن السيطرة على شهوة الطعام، والرغبة الملحة لديه بالتهام الطعام، تصل أحياناً إلى حد السلوك القهري غير القابل للسيطرة.
  • الاكتئاب:
    من أكثر أسباب الاكتئاب الضغوط الحياتية، وخصوصاً الضغوط المزمنة المتواصلة التي يشعر الإنسان بعدم قدرته على التعامل معها والتخلص منها أو التكيف معها.
  • تدني الثقة بالنفس:
    يقارن الشخص الذي يعاني من السمنة نفسه بالآخرين، مما يتسبب في تدني ثقته بنفسه وبمظهره الخارجي.
  • تناول الطعام العاطفي:
    تحدث البدانة نتائج عكسية أحياناً تتمثل في تناول كميات أكبر من الطعام للشعور بالراحة.
السابق
ما فوائد المانجو
التالي
ما هي فوائد بذور الكتان

اترك تعليقاً