صحة عامة

الخوف من قيادة السيارة: كيف أتغلب عليه؟

الخوف من قيادة السيارة: كيف أتغلب عليه؟

قيادة السيارة

أصبحت قيادة السيارة في العصر الحالي من الضروريات الواجب تعلّمها، وبالأخصّ بعد ابتعاد المساكن عن بعضها، مما زاد من صعوبة الحركة والانتقال من منطقةٍ لأخرى، لذلك أوجبت الظروف الحياتية على كل فرد تعلّم قيادة السيارة، لكن بعض الأشخاص قد يتملّكهم الخوف من فعل ذلك، فما هو الخوف من قيادة السيارة؟ وكيف يمكن التغلّب عليه؟

ما هو الخوف من قيادة السيارة؟

يُشار إلى الخوف من القيادة بـ (Vehophobia)، وهو أمر شائع الحدوث لدى العديد من الأشخاص، وقد يكون خفيفًا أو شديدًا، ويسبب الإحراج لدى الكثيرين منهم إلى درجة أنهم يتجنّبون الحديث عنه.

قد يخشى بعض الأشخاص مواقف قيادة معينة، مثل؛ القيادة أثناء العواصف أو على الطرق السريعة، بينما يخشى البعض الآخر الجلوس خلف عجلة القيادة، فكيف يمكن التغلّب على هذا الخوف؟ وهل من طرق لعلاجه؟.

كيف أتغلب على الخوف من قيادة السيارة؟

قد يُؤثر خوفك من قيادة السيارة على جميع جوانب الحياة تقريبًا تأثيرًا كبيرًا، لذلك من الأفضل دائمًا أن تبحث عن العلاج الصحيح لحالات الخوف التي تنتابك، وذلك للتأكّد من عدم وجود حالاتٍ صحية أخرى مُرافِقة لها، مثل؛ الخوف من الأماكن المغلقة.

إذا تُرِكَت الحالة دون تلقّي العلاج، فحتى الحالات الخفيفة نسبيًا من الخوف من قيادة السيارة قد تتفاقم بمرور الوقت، وقد تتضمن خيارات العلاج للحالات الخفيفة؛ حضور جلسات علاجٍ فردية وندوات، فقد يكون علاج التعرّض، طريقةً جيدة للتغلّب على هذا الخوف، إذ يجد بعض الأشخاص أن التدرّب على قيادة السيارة برفقة مدرّب خاص وماهر، أمرٌ مكمِّل للعلاج.

لماذا يخاف بعض الأشخاص من قيادة السيارة؟

يمكن أن تُسبب حوادث السيارات الشديدة تعرّض الشخص للإصابة برهاب قيادة السيارة، ولكن معظم حالات الخوف من قيادة السيارة ليس لها علاقة بالحوادث، وفيما يأتي أهم الأسباب التي يمكن أن تكون وراء خوف الأشخاص من قيادة السيارة:

  • التعرّض للتجارب السلبية في الماضي: تعدّ حوادث السيارات السبب الأكثر شيوعًا للخوف من قيادة السيارة؛ كما أن القيادة أثناء الأحوال الجوية السيئة والعواصف، أو فقدان الطريق والضياع، وتكرار التفكير بهذه الأمور قد تكون سببًا لذلك، فقد تتسبب الأفكار والمخاوف المتكررة بتجنب الشخص لقيادة السيارة، مما يؤدي إلى تفاقم الخوف والقلق تدريجيًا، وحدوث رهاب الخوف من قيادة السيارة.
  • القيادة خارج المناطق المألوفة لدى الشخص: يتعرّض البعض لحالة رهاب وخوف من قيادة السيارة عندما يفعلون ذلك خارج منطقة مألوفة لديهم مسبقًا، فهذا الأمر محفّز واضح لذلك، وتدور مخاوف البعض من حدوث أمر سيئ أثناء القيادة، وعدم القدرة على الحصول على المساعدة بعيدًا عن المنزل، أو نفاذ مخزون السيارة من الوقود، أو عدم وجود مكان لاصطفاف السيارات، أو عدم التقاط الهاتف لإشارة الاستقبال، فجميع هذه الأمور تزيد من حالة رهاب قيادة السيارة.
  • الخوف من حركة المرور والازدحام المروري الذي يُرافقها: يعدّ الوقوع في الازدحام المروري أمر مزعج لا يفضله أحد، ولكن إذا كان الشخص يعاني من نوبات الهلع التي تؤثر على أعضاء الجسم المختلفة، فتجعل البعض يعاني من أعراض؛ كصعوبة التنفس، وتسارع في دقات القلب، بالإضافة إلى الإسهال والغثيان أو الدوار، فإنّ الازدحام المروري يمكن أن يكون تجربة مرعبة ويؤدي إلى القلق؛ إذ يميل الأشخاص الذين لديهم تاريخ من نوبات الهلع إلى تجنب المواقف التي لا تُمكنهم من الخروج بسرعة.
  • الخوف من السرعات الكبيرة وفقدان التحكم والسيطرة على السيارة: يتسبب الخوف والقلق من فقدان السيطرة على المركبة أثناء القيادة بسرعة كبيرة في تعرّض الشخص لحالة رهاب قيادة السيارة، والتأكد من هذا السبب يكون مفتاحًا لعلاج الخوف من قيادة السيارة.
  • الخوف من التعرّض لإصابات قاتلة أو أخطار مميتة: يمكن أن يتسبب القلق المبالغ به في الشعور بالخوف والتقليل من إمكانية الشخص وثقته بنفسه، إذ يمكن ألّا يثق السائقون بقدراتهم، أو ألّا يستطيعون أن يثقوا بالآخرين، وفي كلتا الحالتين يمكن أن يتصوروا المواقف السيئة مرارًا وتكرارًا، وهذا الخيال النشط يجعلهم يشعرون بالخوف من قيادة السيارة.

نصائح للتغلب على الخوف من قيادة السيارة

ينتهي الأمر بكثير من الأشخاص الذين يعانون من الخوف من قيادة السيارة، بتجنب بعض مواقف القيادة أو التوقف الكامل عن القيادة.

يعدّ العلاج المعرفي السلوكي أحد أكثر الطرق فعالية لعلاج حالات الخوف والهلع المتعلقة بقيادة السيارة، الذي يتضمن مواجهة الشخص للمواقف التي يخشى فيها القيادة، ويحتاج لفعلها إرادةً وعزيمةً، ليتمكن من تجاوز هذه المرحلة بسهولة، ومن بعض النصائح التي يمكن أن تساعدك في التغلب على الخوف من قيادة السيارة ما يأتي:

  • التركيز على الطريق نحو الأمام: غالبًا ما يقود القلق المرتبط بالقيادة إلى التفكير مسبقًا في الرحلة بأكملها، لذلك يمكن رسم الطريق مسبقًا، والتحقق من وجود الجسور على طول الطريق.
  • تجاهل الشخص لمخاوفه قدر الإمكان: يمكن أن ترتبط المخاوف بالقلق الزائد للشخص الذي ينطوي على شعوره بالخوف من قيادة السيارة، لذلك تجاهل المخاوف غير المرتبطة بسبب معين، قد يساعد في حل هذه المشكلة.
  • تحقق الشخص من حركة المرور وعدم وجود الازدحام المروري قبل خروجه: إذ تقلل قيادة السيارة من احتمال تعرّض الشخص للخوف من قيادة السيارة.
  • اتباع إجراءات السلامة العامة للشعور بالأمان: فالخطوة الأخيرة لمعظم الأشخاص في التعامل مع الذعر، هي التخلي عن السلوكيات التي تُشعِرهم بالخوف، وتشمل هذه السلوكيات ما يأتي:
    • تفحّص حركة المرور قبل الصعود على الجسر، للتأكد من خلوّه من الأزمة وعدم وجود ازدحام مروري.
    • تجنب القيادة خلال ساعة الذروة حتى تقلّ فرص الوقوع في الازدحام المروري.
    • القيادة ببطء، لأنّها تُعطي شعورًا بالأمان.
السابق
ما المقصود بالاحتراق الوظيفي؟
التالي
الخدر العاطفي: ما أسبابه؟ وما علاجه؟

اترك تعليقاً