دراسات حديثة

الخلايا الملفوفة قد تكون سبب التهابات البنكرياس

الخلايا الملفوفة قد تكون سبب التهابات البنكرياس

الخلايا الملفوفة قد تكون سبب التهابات البنكرياس

يحتوي جسم الإنسان على عدد كبير من الغدد القنوية وغير القنوية ومنها غدة البنكرياس التي تقع خلف المعدة وتقوم بإفراز عدد كبير من الهرمونات والإنزيمات التي تنظم عملية التمثيل الغذائي للسكريات في الجسم ، أما تعرض تلك الغدة إلى الإضطرابات والالتهابات ؛ فهو يؤدي إلى حدوث خلل كبير في التمثيل الغذائي وخصوصًا التهابات البنكرياس التي تحدث نتيجة عدد كبير من الأسباب .

البنكرياس Pancreas هو عبارة عن عضو ضمن ملحقات القناة الهضمية وهو يقع في أعلى يسار البطن خلف المعدة و يقوم بإفراز مجموعة من الإنزيمات التي تساعد في تسهيل عملية هضم الدهون مثل إنزيم الليبيز ، و هضم الكربوهيدرات مثل الأميليز.

تُعتبر التهابات البنكرياس هي أحد أهم وأشهر أمراض واضطرابات البنكرياس والتي تؤدي في الكثير من الأحيان إلى الإصابة بسرطان البنكرياس.

الخلايا الملفوفة ووظائفها

الخلايا الملفوفة أو tuft cells هي عبارة عن خلايا موجودة بشكل كبير في جدران المعدة والأمعاء الدقيقة والغليظة ، وهي تتواجد أيضًا في الغدد اللعابية والجهاز التنفسي ، ويتمثل الدور الأساسي لهذه الخلايا في أنها مسؤولة عن رد الفعل المناعي ولإطلاق خلايا T cell المناعية المساعدة عند تعرض الجسم إلى العدوى الطفيلية أو العدوى بواسطة الكائنات الأولية (البروتوزوا) .

دور الخلايا الملفوفة في التهابات البنكرياس

في دراسة حديثة أجريت في معهد سولك للدراسات البيولوجية Salk Institute في مدينة لاهويا بولاية كاليفورنيا بالولايات المتحدة الأمريكية ؛ قام مجموعة من الباحثين والعلماء بفحص الخلايا الملفوفة في سبعة سلالات مختلفة من الفئران أثناء تطور مرض التهاب البنكرياس لديهم ، وقد كان النتائج مفاجئة ومدهشة ؛ حيث وجد العلماء أن تكوين الخلايا الملفوفة لا يظهر في كل السلالات المفحوصة بل يظهر في بعض سلالات الفئران دون غيرها ، ووجدوا أيضًا أن الحيوانات ذات التنوع الجيني الأكبر هي التي تتكون لديها الخلايا الملفوفة بشكل أكبر .

وقد أشارت العالمة البيولوجية كاثلين ديلجورنو والمؤلفة الأولى في هذه الدراسة إلى أنه نظرًا إلى وجود تشابه كبير في التنوع الجيني بين فئات الفئران المفحوصة التي تكونت لديها الخلايا الملفوفة وبين التركيب الجيني للإنسان ؛ فإنه هناك احتمال كبير جدًا أن تكون الخلايا الملفوفة أحد أهم أسباب تطور حالات التهابات البنكرياس الشديدة ومن ثَم الإصابة بسرطان البنكرياس لدى الإنسان .

ومن جهة أخرى ؛ أشار بعض العلماء إلى أن التركيب الجيني المختلف لدى بني البشر قد يجعل أحدهم أكثر عرضة إلى تطور التهابات وسرطان البنكرياس بنسبة أكثر من غيرهم كما حدث في سلالات الفئران المختلفة التي قد شهدت الأنواع الأقرب في التركيب الجيني إلى التركيب الجيني المعقد في الإنسان معدل أكبر لتكوين الخلايا الملفوفة أي أن التهابات البنكرياس قد تكون ناتجة عن الطبيعة الجينية لجسم الإنسان .

وبناءً على ذلك ؛ فقد أشار القائمين على الدراسة إلى أنهم في حاجة إلى إجراء المزيد من التجارب والأبحاث من أجل متابعة التعبير الجيني الذي يحدث أثناء عملية تطور التهابات البنكرياس بشكل أكثر عمقًا ؛ وبالتالي ، تحديد الجينات المتسببة في  زيادة معدل تكوين الخلايا الملفوفة أثناء تطوير التهابات البنكرياس في الجسم والقدرة على استهدافها ووقفها عن العمل ومنع تطور الحالة المرضية .

أعراض التهاب البنكرياس

التهاب البنكرياس يمكنه الحدوث كالتهاب حاد — بمعنى أنه يظهر فجأة ويستمر لأيام. أو يمكن لالتهاب البنكرياس الحدوث كالتهاب مزمن وهو التهاب البنكرياس الذي يظهر على مدى عدة أعوام.

علامات وأعراض التهاب البنكرياس قد تختلف، وذلك حسب النوع الذي تتعرَّض له.

تشمل علامات وأعراض التهاب البنكرياس ما يلي:

  • ألمًا بالجزء العلوي من البطن
  • ألمًا في البطن يمتدُّ إلى ظهرك
  • ألمًا في البطن يزداد سوءًا بعد تناوُلكَ الطعام
  • الحُمَّى
  • نبضًا سريعًا
  • الغثيان
  • القيء
  • الحساسية عند لمس البطن

تشمل علامات وأعراض التهاب البنكرياس المزمن ما يلي:

  • ألمًا بالجزء العلوي من البطن
  • فقدان الوزن دون محاولة القيام بذلك
  • برازًا زيتيًّا، وله رائحة سيئة (إسهال دهني)

التهاب البنكرياس والسكر

عندما يحدث الالتهاب فجأة ويستمر لبضعة أيام، فإنه يسمى التهاب البنكرياس الحاد. أمّا عندما يحدث على مدى سنوات عديدة، فيسمّى التهاب البنكرياس المزمن.يمكن علاج التهاب البنكرياس بنجاح، ولكن قد يتطلّب العلاج في المستشفى. لأنّه يمكن أن يصبح مهدّداً للحياة.

يمكن أن تتلف الخلايا التي تنتج الأنسولين في التهاب البنكرياس المزمن، ويمكن أن يؤدّي ذلك إلى مرض السكّري.وتشير الدراسات الرصديّة إلى أنّ الأشخاص المصابين بداء السكّري من النوع الثاني قد يكون لديهم خطر متزايد في التهاب البنكرياس الحاد بمقدار مرتين أو ثلاثة أضعاف.

يمكن أن يزيد مرض السكّري من خطر الإصابة بسرطان البنكرياس إذا استمر مرض السكري لأكثر من خمس سنوات.يمكن أن يكون مرض السكّري أيضاً أحد أعراض سرطان البنكرياس، وخاصّة إذا أصبت بمرض السكّري من النوع 2 بعد سن 50 عاماً.إذا تمّت السيطرة على مرض السكّري بشكل جيّد، لكنّك فجأة لم تتمكّن من السيطرة على نسبة السكر في الدم، قد يكون ذلك علامة مبكّرة على سرطان البنكرياس.

من الصعب معرفة ما إذا كان أحد المرضين تسبّب في الآخر في الأشخاص الذين يعانون من مرض السكري من النوع الثاني وسرطان البنكرياس.

ليس من الضروري أن يتسبّب التهاب البنكرياس بمرض السكّري، وبالمثل ليس من الضروري تسبب مرض السكّري بمشاكل البنكرياس.لكن بما أنّ البنكرياس مهم لإدارة الأنسولين في جسمك، قد ترغب في استشارة طبيبك حول علاقة أحد المرضين بالآخر.

أسباب سرطان البنكرياس

يتكون سرطان البنكرياس عندما تطور خلايا في البنكرياس طفرات جينية (Mutations). هذه الطفرات تؤدي إلى تكاثر الخلايا بشكلٍ غير مُراقَب وغير مضبوط وإلى إطالة معدل حياتها أكثر بكثير من معدل حياة الخلايا العادية. وحين تتراكم هذه الخلايا قد تُحدث ورمًا.

الأسباب التي قد تزيد من خطر الإصابة بسرطان البنكرياس تشمل:

  • التدخين
  • السُّمنة (Obesity)
  • تاريخ عائلي من الإصابة بالتهاب البنكرياس (Pancratitis)
  • تاريخ عائلي من الإصابة بسرطان البنكرياس
  • تاريخ عائلي من الإصابة بمتلازمات مختلفة قد تزيد من خطر الإصابة بسرطان البنكرياس، كالطفرة الجينية المسماة BRCA2 ، متلازمة بوتز-  جيغر (Peutz – Jegher syndrome)، متلازمة لينش (Lynch syndrome) وميل عائلي لنشوء أورام شاذة من نوع  الورم القتاميني الخبيث العائلي الشّاذ على شكل شامة (Familial atypical mole malignant melanoma syndrome – FAMMM)
  • السن المتقدمة: يكون احتمال ظهور سرطان البنكرياس أكبر لدى المتقدمين في السن. أغلب الأشخاص الذين يتم تشخيص إصابتهم بسرطان البنكرياس يبلغون من العمر 70 – 80 عاما.

أعراض سرطان البنكرياس المرحلة الأخيرة

لا تظهر علامات وأعراض سرطان البنكرياس في الغالب لحين تطوُّر المرض، في الغالب بعد أن يكون سرطان البنكرياس قد وصل إلى مرحلة متقدمة نسبيُا.

حين تبدأ الأعراض بالظهور فإنها قد تشمل:

  • آلام في أعلى البطن تشع إلى الظهر
  • فقدان الشهية
  • فقدان الوزن
  • الاكتئاب

طعام مريض سرطان البنكرياس

بالنسبة لمرضى السرطان، الحفاظ على الوزن المناسب واتباع نظام غذائي صحي أمر ضروري لتحسين الحالة الصحية وسرعة الشفاء ومنع انتشار الورم داخل الجسم، وتنظيم طعام مريض سرطان البنكرياس ليس بالأمر المعقد، فلا حاجة للتوقف التام أو منع بعض الأطعمة، لكن ينصح بالحد من بعضها.

أهم الأطعمة التي ينصح بتناولها لمريض سرطان البنكرياس:

  • الخضراوات والفواكه
  • البروتينات اللينة
  • الكربوهيدرات المعقدة و الغنية بالألياف
  • الشاي الأخضر
  • الدهون الصحية

نسبة الشفاء من سرطان البنكرياس

في الحقيقة لا يُمكن تحقيق التعافي التام إذا تم تشخيص الإصابة بسرطان البنكرياس في مراحلة المُتأخرة؛ وتحديدًا المرحلة الرابعة، بحيث يتمركز العلاج في هذه الحالة حول السيطرة على الأعراض وتحسين جودة حياة المريض قدر الإمكان.

ويُمكن معرفة نسبة الشفاء من سرطان البنكرياس باستخدام مؤشر معدل البقاء على قيد الحياة لمدة 5 سنوات للدلالة على معدل الأشخاص الذين يعيشون لمدة 5 سنوات على الأقل بعد اكتشاف السرطان.

فبشكلٍ عام تُشير الدراسات إلى أنّ نسبة البقاء على قيد الحياة لمدة 5 سنوات لدى الأشخاص الذين يعانون من سرطان البنكرياس تساوي 9%، وتجدر الإشارة إلى أنّ معدلات البقاء على قيد الحياة تعتمد على العديد من العوامل بما في ذلك مرحلة المرض عند تشخيصه، ويُمكن بيان هذا المعدل تبعًا للمرحلة على النحو الآتي:

  • المرحلة الموضعية: وتمثل المراحل 0 و I و IIA من سرطان البنكرياس، وخلال هذه المراحل لا يوجد أي دليل يُشير إلى أنّ السرطان قد انتشر خارج البنكرياس، وتبلغ نسبة البقاء على قيد الحياة لمدة 5 سنوات خلال هذه المراحل حوالي 34%.
  • المرحلة الإقليمية: وتمثل المراحل IIB و III من سرطان البنكرياس، وخلال هذه المراحل ينتشر السرطان إلى الأجزاء أو العقد اللمفاوية القريبة، وتبلغ نسبة البقاء على قيد الحياة لمدة 5 سنوات خلال هذه المراحل حوالي 12%.
  • المرحلة البعيدة: وتمثل المرحلة IV من سرطان البنكرياس، وخلال هذه المرحلة ينتشر السرطان إلى أجزاء بعيدة من الجسم مثل الرئتين أو الكبد أو العظام، وتبلغ نسبة البقاء على قيد الحياة لمدة 5 سنوات خلال هذه المرحلة حوالي 3%.

ورم البنكرياس الحميد

يوجد البنكرياس خلف المعدة؛ وهي عضو كبير نوعًا ما مقارنةً بما حولها من الأعضاء، ويفرز البنكرياس مجموعة من الهرمونات والإنزيمات التي تساعد في هضم الطعام.

وقد يصاب في بعض الأحيان بمشكلات مختلفة تتسبّب في إخلال منظومتها، بالتالي التأثير في أداء وظائفها المختلفة.

تظهر بعض الكُتل أو الأورام على البنكرياس، أو في داخلها دون أن تتسبّب في ظهور أية أعراض تُذكر، وهي غالبا ما تُوصَف بانّها غير سرطانيّة، وتُكشَف في حال تصوير الجسم عبر أحَد فحوصات الأشعّة لأغراض أُخرى.

وتُعرَف هذه الكتل غير السرطانيّة بأنّها أكياس مملوءة بالسائل مع وجود أنسجة تندبيّة أو التهابيّة، لكن في بعض الحالات قد تتحوّل هذه الأورام الحميدة إلى أُخرى خبيثة يجرى التحقُّق منها عبر فحص السائل بداخلها.

قد لا توجد الكثير من أنواع الأورام الوحيدة الموجودة داخل خلايا البنكرياس، لكنها أورام لا تنشر ولا تنتقل إلى باقي خلايا الجسم، لا تسبب بالكثير من الأضرار في معظم المرضي فهي تبدأ في النمو فقط والزيادة في الحجم ومن أهم هذه الأورام:

  • ورم كيس البنكرياس الكاذب “Pancreatic pseudocyst”
  • الورم الكيسي المصلي Serous cystic neoplasm

تجربتي مع سرطان البنكرياس

انقر هنا لمشاهدة فيديو تجربتي مع سرطان البنكرياس دروس مستفادة و أمور خطيرة لا تدركها.

السابق
٣ تي سي – 3TC لمُعَالَجَة عدوى فَيروس العَوَزِ المَناعِيِّ البَشَرِيّ
التالي
تقنيات حفظ الانسجة بالتجميد

اترك تعليقاً