صحة عامة

الانتحار حدث أليم من الممكن التنبوء به والوقاية منه

الانتحار حدث أليم

كل 40 ثانية ينهي شخص ما، في مكان ما في العالم، حياته.

يموت ما يقرب من 800 ألف شخص منتحرا كل عام، وفقا لمنظمة الصحة العالمية، وهو السبب الثاني للوفاة في الفئة العمرية ما بين 15 إلى 29 عاما، وذلك بعد حوادث الطرق.

وتعد تلك الإحصاءات صادمة، لكن الموضوع لم يحظ بالمناقشة الكافية، حسبما تقول منظمة الصحة العالمية.

وكما يبدو هذا الفعل متطرفا للغاية، فإنه يؤثر بشكل متفرد على الأبناء والآباء، بالإضافة إلى أزواج، وأصدقاء وزملاء الضحايا.

ما هو الانتحار؟

الانتحار هو الفعل الذي يتضمن تسبب الشخص عمداً في قتل نفسه. يرتكب الانتحار غالباً بسبب اليأس، والذي كثيراً ما يُعزى إلى اضطراب نفسي مثل الاكتئاب أو الهوس الاكتئابي أو الفصام أو إدمان الكحول أو تعاطي المخدرات. وغالبًا ما تلعب عوامل الإجهاد مثل الصعوبات المالية أو موت شخص عزيز أو المشكلات في العلاقات الشخصية دوراً في ذلك. وتشمل الجهود المبذولة لمنع الانتحار تقييد الوصول إلى الأسلحة النارية، وعلاج الأمراض النفسية وحضر استعمال المخدرات، فضلاً عن تحسين التنمية الاقتصادية.

الأمراض النفسية و الانتحار

لتفكير في الانتحار هو آخر مراحل اليأس من الحياة، ويبحث بعض الأشخاص المُصابون بأمراض نفسية، عن طريقة للتخلص من ألمهم العضوي أو النفسي نهائيًا، وبحسب الإحصائيات فإن 90% من الأشخاص الذين يحاولون الانتحار يُعانون من اضطرابات نفسية، وتتعدد أسباب الميول الانتحارية، فمنها ما هو وراثي، ومنها ما هو اجتماعي، وقد يُسهم تعاطي المخدرات أو الكحول في التفكير في الانتحار، وهناك علامات تحذيرية تظهر على الأشخاص الذين لديهم أفكار انتحارية، خاصة بين فئة الشباب المراهقين.

الاضطرابات والأمراض النفسية التي تؤدي إلى الانتحار
قد تُسهم بعض الاضطرابات النفسية الشائعة أو المزمنة في التفكير بالانتحار، ونتطرق للاضطرابات النفسية التي تؤدي إلى الانتحار، فيما يلي:

  • الاكتئاب: قد يُصاب بعض الأشخاص بالاكتئاب، أو الاكتئاب الحاد، أو الهوس الاكتئابي، أو الهوس الوجداني، وتقلُب المزاج والتخبط والشعور باليأس وفُقدان الأمل والعزوف عن ممارسة المهام والأنشطة، كذلك الشعور تارة بالفرح وتارة بالحزن الشديد مثل المصابين بالهوس الاكتئابي، يجعلهم أكثر عُرضة للتفكير بالانتحار.
  • الفصام: تظهر أعراضه على المريض بأنه لا يعكس انفعالاته على وجهه أو يعكسها بشكل غير ملائم، وكذلك الهلاوس السمعية، واضطرابات الفكر والأعراض السلبية، في صورة سماع المريض أصوات توجه له الإساءة أو الذم بشكل مباشر، أو تتحدث مع بعضها البعض، أو وجود صور أو أطياف تمر أمامه أو مُعلقة في الفراغ أو غيرها، والتي مآلها إلى التفكير في الانتحار.
  • اضطراب الشخصية الحدية: يوصف هذا الشخص بأن مشاعره غير مستقرة، وأفكاره غير متسقة، وأنماطه السلوكية غير متزنة، وقد يكون تعرض في مرحلة الطفولة لاعتداء جنسي أو حادث عنف، لذا يكون أكثر عُرضة للميول الانتحارية.
  • اضطرابات الأكل: تتمثل اضطرابات الأكل فيما يُعرف بفقدان الشهية العصبي، حيث يشعر المريض بمعاناته الشديدة من السمنة، وعند الاتجاه لخفض وزنه، لا يستطيع التخلص من ذلك بشتى الطرق، لذا يختار طريقة الانتحار للتخلص من هذه المشكلة المزمنة التي يُعاني منها.
  • أمراض أخرى: قد يُعاني بعض الاشخاص من اضطرابات نفسية وعقلية أخرى، تؤدي للانتحار، مثل اضطراب ما بعد الصدمة، اضطراب القلق العام، اضطراب التكيف، اضطراب ثنائي القطب، واضطراب تشوه الجسم.

الاكتئاب والانتحار

لا يمكن للاكتئاب أن يقتلك مباشرة بالطريقة التي قد يصيبك بها مرض مثل السرطان، ولكن يمكن أن يكون له تأثيرات معينة قد تؤدي بشكل غير مباشر إلى احتمال وفاة الشخص، فالاكتئاب يزيد من خطر الانتحار.

والطريقة الأكثر وضوحاً التي قد يؤدي بها الاكتئاب إلى الموت هي إذا كانت المشاعر السيئة للاكتئاب تقود الشخص إلى اتخاذ قراره في حياته الخاصة.

يمكن للاكتئاب أن يجعل الناس يشعرون بالعجز وأن حياتهم بلا أمل، مما يجعلهم يصلون إلى النتيجة المؤسفة بأن الانتحار هو السبيل الوحيد لإنهاء بؤسهم.

كيف تعرف أنك مصاب بالاكتئاب وماذا تفعل؟
يمكن أن تعرف أنك مصاباً بالاكتئاب وتطلب مساعدة طبيب إذا واجهت فترة أسبوعين أو أكثر تشعر بالحزن أو تفقد الاهتمام في الأنشطة التي اعتدت على الاستمتاع بها، وتواجه صعوبة في العمل في حياتك اليومية، فقد تعاني من الاكتئاب، وهناك مشكلات أخرى قد تؤثر على صحتك وتشمل:

-مشاكل النوم (الأرق – الاستيقاظ خلال الليل- كثرة النوم، الكوابيس).

-الشعور بالتعب الشديد أو نقص الطاقة، فقد تشعر أن أصغر المهام اليومية (مثل غسل أسنانك ) تأخذ طاقة إضافية، وقد تشعر بالتعب الشديد بعد الاستيقاظ من النوم.

-انخفاض في الشهية يؤدي إلى فقدان الوزن أو قد تشعر بزيادة الرغبة في تناول أطعمة معينة، مثل: الوجبات الدسمة والحلويات.

-مشاكل جسدية بدون مبرر وتشمل: ألم، صداع، خفقان القلب، آلام في الصدر، الدوار، شد عضلي، فقدان الرغبة الجنسية، نزلات البرد والأنفلونزا، اضطراب فى المعدة، الغثيان.

-بعض الأشخاص الذين يعانون من الاكتئاب يجربون المخدرات والكحول في محاولة للتخلص من الاكتئاب.

-التفكير فى الانتحار والتخلص من الحياة.

وفى الغالب لا يستطيع الفرد إنقاذ نفسه إذا كان مصاباً بالاكتئاب، ولكن إذا كنت فى البدايات قد تشعر بأعراض بسيطة للاكتئاب حينها يجب عليك التوجه لطبيب نفسى على الفور.

ماذا تفعل إذا عرفت أن أحد الأشخاص مصاباً بالاكتئاب؟
بعض الاقتراحات لمساعدة الشخص المصاب بالاكتئاب على فهمه والتعامل معه وهى:

-ثقف نفسك: يمكنك معرفة الاكتئاب، وأعراضه، وخيارات العلاج.

-ضع نفسك في مكانه، تعرف على ما يشعر به المكتئب وضع نفسك مكانه.

– استمع له وكن صبوراً وأخبره أنك تهتم لأمره.

– ضع في اعتبارك أن المكتئبين ليسوا كسالى، انهم مرضى.

– احرص على إعطائهم الأدوية والعلاج وساعدهم على تخفيف مخاوفهم بشأن العلاج.

– أحبهم بدون قيد أو شرط.

أسباب التفكير بالانتحار

أسباب التفكير بالانتحار تختلف من شخص لآخر، وربما يكون سبب واحد كافي للوقوع في الانتحار من بين الأسباب الآتية:

  • وراثية: تلعب الجينات دورًا في التأثير على الحالة النفسية للشخص، فوجود تاريخ عائلي له علاقة مباشرة بمشكلات الصحة العقلية يجعل الشخص أكثر عُرضة للانتحار.
  • نفسية: اختلاط مشاعر الوحدة باليأس قد يؤدي بالشخص إلى الميول الانتحارية، إلى جانب المرور بتجربة مؤلمة سواء فقد شخص عزيز، أو مرضه، أو الابتعاد عنه.
  • اجتماعية: تعرض الطفل للتنمُر في المدرسة، أو في المنزل، قد يُكرس فكرة الانتحار لديه، وتعرُض بعض الأشخاص للمشكلات التأديبية، وأحيانًا التعسفية في عملهم يؤدي بهم إلى البحث عن تبرير الانتحار.
  • اقتصادية: الأشخاص الذين يُعانون من أوضاع معيشية واقتصادية سيئة، وجرفتهم اللالتزامات القاسية والديون إلى دوامة التفكير في الانتحار للهروب من تلك المسؤوليات، كذلك الأشخاص الذين ُيسهم ارتفاع معدلات البطالة في رغبة بعض الشباب بالتفكير في الانتحار للتخلص من الضغوط الحياتية الصعبة التي يعيشونها.
  • قضائية: مرور الشخص بمشكلة قانونية، أو التعرض للحبس أو السجن، قد يذهب بخيال البعض إلى التفكير بالانتحار، وقد يواجه نفس المشكلة الأشخاص الذين قضوا مدة العقوبة، هربًا من مواجهة المجتمع مرة أخرى، وقد يكون للمناطق التي تُعاني من ويلات الحروب دورًا في ارتفاع معدلات الانتحار بها.
  • جنسية: بعض الأشخاص الذين لديهم ميول جنسية مُغايرة، أو المثليين الجنسيين، سُجلت في حقهم حالات انتحار، لأن ثقافة بعض المجتمعات لا تقبل تواجدهم من الأساس، فالعدوانية والعدائية تجاه الآخرين سمة يتعايشون بها وسط البيئة والمجتمع الذي يعيشون فيه، وبالتالي قد تدفعهم تلك الأسباب إلى الدوافع الانتحارية.
  • إدمانية: تعاطي بعض العقاقير الدوائية، وأشهرها مضادات الاكتئاب دون استشارة طبيب مختص، يُسبب الاعتمادية، وبالتالي الإدمان، وانتشار بعض المواد المخدرة، وأخطرها المُخلقة، خاصة بين فئات الشباب يُسبب الميول الانتحارية.

عواملُ الخطر في الانتحار

  • جنس الذَكورة
  • مرض مؤلم أو مسبِّب للعجز
  • العيش وحيدًا
  • الدَّين أو الفقر أو البَطالة
  • الفجيعة أو الخسَارة
  • الإذلال أو العَار
  • الاكتئاب، ولاسيَّما عندما يرافقه الذهانُ أو القلق و معظم اضطرابات الصحة النفسيَّة الخطيرة الأخرى
  • الحزن المستمرّ حتى عندما تكون الأعراض الأخرى للاكتئاب خفيفة
  • تاريخ من تعاطي الأدوية أو الكحول
  • تاريخ من محاولات الانتحار السَّابقة
  • تاريخ من الانتحار أو اضطرابات الصحَّة النفسيَّة في أفراد الأسرة
  • تجارب الطفولة الصادمة، بما في ذلك الاعتداءُ الجسدي أو الجنسي
  • الانشغال بالانتحار والحديث عنه
  • خطط محدَّدة جيدًا للانتحار

الوقايَةُ من السُّلُوك الانتحاري

على الرغم من أنَّ بعضَ محاولات الانتحار أو الانتحار الكامل تأتي بشكل صدمة، حتى لأفراد العائلة والأصدقاء، لكنَّ الكثيرَ من المَرضَى يعطون تحذيراتٍ واضحة. ولذلك، يجب أن يُؤخَذ أيُّ خطر انتحاري أو محاولة انتحار على محمل الجدّ؛ فإذا جَرَى تجاهل ذلك، قد تُفقَد الحياة.

وإذا كان الشخصُ قد هدَّد أو حاول الانتحارَ بالفعل، ينبغي الاتصال بالشرطة على الفور حتى يمكن أن تصل خدمات الطوارئ في أقرب وقت ممكن. وإلى أن تصلَ المساعدة، يجب التحدُّثُ إلى الشخص بطريقةٍ هادئة وداعمة.

كما يمكن للطبيب أن يُدخِل الأشخاص الذين هددوا أو حاولوا الانتحار إلى المستشفى. وحتَّى لو كانوا لا يوافقون على دُخُول المستشفى، تسمح معظمُ الولايات للطبيب بإدخال الأشخاصَ إلى المستشفى ضدَّ رغباتهم إذا اعتقد أنَّهم في خطر كبير من إيذاء أنفسهم أو غيرهم من الأشخاص.

متى تزور الطبيب؟

إذا كنت تشعر أنك ترغب في الانتحار، ولكنك لا تفكر الآن في إلحاق الأذى بنفسك:

  • تواصَلْ مع صديق مقرب أو أحد أحبائك حتى وإن كان من الصعب التحدُّث حول مشاعرك
  • تواصل مع كاهن أو مرشد رُوحي أو شخص في مجتمع عقيدتك
  • الاتصال بالخط الساخن المخصَّص لحالات منع الانتحار
  • حدِّد موعدًا مع طبيبك، أو مزودي الرعاية الصحية الآخرين، أو مزودي رعاية الصحة العقلية
  • لا يذهب التفكير بالانتحار من تلقاء نفسه — لذا يجب الحصول على مساعدة.

ماذا تقول لشخص يفكر بالانتحار؟

ابدأ الحوار..
لا توجد طريقة صحيحة أو خاطئة للحديث عن مشاعر الانتحار، فبدء المحادثة هو المهم.. تقول منظمة الصحة العالمية إنه من المهم مساعدة الشباب على تطوير مهاراتهم للتغلب على ضغوط الحياة..
وتقول: “بداية، نحن بحاجة إلى إدراك أنها محادثة صعبة. إنها ليست محادثة يومية عادية. لذلك سوف تشعر بالتوتر، وهذا جيد”.

“لا يمكنك جعل الموقف أكثر سوءا، لأنه بالفعل أسوأ ما يكون. الشيء المهم هو الاستماع بطريقة لا تبدو فيها وكأنك توجه نقدا أو تصدر حكما”.

  • اختر مكانا هادئا، حيث يشعر الشخص الآخر بالراحة.
  • تأكد من توفر الوقت الكافي لكليكما للتحدث.
  • إذا قلت الشيء الخطأ، فلا داعي للذعر، لا تبالغ في القسوة على نفسك.
  • ركز على الشخص الآخر، وتواصل معه بالعين، وأطرح هاتفك جانبا. أعطه اهتمامك بالكامل.
  • كن صبورا. قد يستغرق الأمر وقتا وعدة محاولات، قبل أن يكون الشخص مستعدا للانفتاح والتحدث.
  • استخدم الأسئلة المفتوحة التي تحتاج إلى أكثر من الإجابة بنعم أو لا. تحقق أنك فهمت الإجابة.
  • لا تقاطع أو تعرض حلا. لا تقفز بأفكارك الخاصة حول شعور الشخص الآخر.
  • تحقق من أنه يعرف مكان الحصول على مساعدة طبية مهنية.
السابق
التهاب المسالك البولية
التالي
أعشاب تسبب ارتفاع ضغط الدم

اترك تعليقاً