صحة عامة

الآثار النفسية طيلة مشاهدة القنوات الفضائية

الآثار النفسية طيلة مشاهدة القنوات الفضائية

تعتبر الفضائيات – وخصوصًا في أيَّامنا هذه – مِن أخطرِ الوسائل تأثيرًا على المجتمعات والشُّعوب، ومِن ثَمَّ فهي مِن المؤثِّرات التي تُوليها الحكومات والجماعات أهمِّيَّةً قصوى؛ نظرًا لتعدُّد القنوات الفضائيَّة، ونظرًا لسُهولة وصول هذا الوسائل إلى قطاعاتٍ عريضةٍ جدًّا من المجتمع، حيثُ تُؤثِّر في عقول النَّاس ونفوسهم، ومِن ثَمَّ تؤثِّر في اتجاهاتهم ومواقفهم التي يتَّخذونها حيالَ كثيرٍ مِن القضايا، يستوي في ذلك الصَّغير والكبير، الغني والفقير، المتعلم والجاهل، كما أنَّ الفضائياتِ لها تأثيرها على السُّلوك والاتِّجاهات، كما يؤثِّر في تنظيم الحياة اليوميَّة، وعلى العَلاقة الأُسريَّة.

وأصبحت القنواتُ الفضائيَّة هي وسيلةَ الاتصال الأكثر انتشارًا، والأوسع مدى، والأكثر جذبًا وإغراءً؛ لجمعها بين الصَّوت والصورة، والضَّوء واللَّون والحركة، وقد حوَّلتِ الفضائياتُ الإعلامَ اليوميَّ من مجرَّد نقل المعلومات والأفكار إلى الإسهام الفِعلي في تكوين الحياة في أبعادها السِّياسيَّة، والثَّقافيَّة، والاجتماعيَّة، والاقتصاديَّة؛ لِمَا لها من قُدرة على التَّأثير في الاتِّجاهات لدى الأفراد والجماعات، أو تعديلها، أو تغييرها.

بحث عن القنوات الفضائية

القنواتُ الطبيعيّة هي أحدُ أشكال المنصات الإعلاميّة التي ظهرتْ خلال الفترة الأخيرةِ من القرن الماضي، والهدفُ منها تقديمُ محتوى ذي طبيعة إعلاميّة متنوّعة، ويُعرف هذا المصطلح أيضاً باسم المحطات التلفزيونيّة، ولقد سُمّيت بهذا الاسم؛ لأنّها ترتبط بشكل مباشر مع الأقمار الفضائية، ومنها تصلُ إلى مختلف أجزاء العالم وفقَ منطقة البثّ الذي يغطّيه القمرُ الصناعيّ الفضائيّ.

تعملُ هذه القنوات من المختصين وذوي الحبرة في هذا المجال، مِن مخرجين، ومصوّرين، وفنيّي صوت، وصحفيّين، وإعلاميّين، ومنتجين، ومنسقين، وتتصفُ هذه القنوات بسمةِ الشموليّة، أي تقديم محتوى إعلاميّ بجوانبه المختلفة التي يمكن من خلالها جذبُ أكبر عدد من المشاهدين، أو تتسم بصفة التخصيص، أي تناول جانب واحد من قطاعات الإعلام، مثل: السياسة، والاقتصاد، والرياضة، والسينما، والترفيه، والثقافة، والفنّ، والمنوّعات، والشؤون المحليّة والإقليميّة والدوليّة، ويسعى جميع القائمين على أيّ قناة فضائيّة مواكبة جميع الأحداث التي يمكنُ من خلالِها إنجاحُ، وتطويرُ القناة.

دراسة عن القنوات الفضائية

تناولت الدراسة دور القنوات الفضائية فى تغير القيم والسلوك وسط الشباب فى المجتمع السوداني ومجابهة المد الغربى فى محاولته للقضاء على القيم الفاضلة فى المجتمع الاسلامى المحافظ وإيجاد آلية لاحياء ما ندثر منها، المحافظة على السلوك القويم فى وسط الشباب. ومن ثم تغيير سلوك الشباب المتأثرين بالمد الاعلامى الخارجى فى سبيل إبانة وتوضيح المخاطر الناجمة عن التقليد الاعمى لما يشاهدونه عبر الفضائيات. حيث تنطلق أهمية هذا البحث من انه يثرى الجانب العلمى للمهتمين والمختصين من الباحثين فى الوطن العربي والإسلامي. كما أنه يتمثل لنا فى إيجاد آلية فاعلة لوقف المد الغير إسلامى والتفسخ الاخلاقى وإكتساب السلوك الذى يشابه قيمنا الاسلامية الحميدة والسيطرة على العادات الدخيلة التى تتطفل على العادات السودانية القيمة وبيان قدرة تكنولوجيا الإتصالات ممثلة في القنوات الفضائية في إحداث التغيير ‏الإجتماعي لدى الشباب من خلال مايبث ويعرض من برامج وأفلام ‏وحوارات، بسبب قوة تأثيرها وبراعة الإخراج والإثارة والدعاية فيها والتنويع المستمر ‏ومخاطبة العقل اللاواعي وعرض المادة العلمية بطريقة تناسب قدرات وحاجات المتلقي وفى ذلك معرفة تأثير القنوات الفضائية على منظومة القيم الاجتماعية المرتبطة بقيمة العفو ‏والتسامح من خلال التعاطف مع الآخرين ونبذ الكراهية والتباغض والحسد والعنصرية ‏وتصفية القلوب اتجاه أخطاء الآخرين، والتحكم فى الغضب والابتعاد عن الانتقام من ‏الخصوم وتقديم الإعتذار وتقوية العلاقات الاجتماعية بعيدا عن الخلافات الشخصية. وتنمية وتعزيز منظومة القيم الاجتماعية المرتبطة بقيمة التعاون ‏والمشاركة كبذل المال وجمع التبرعات وتقديم المساعدة في الحالات الطارئة ‏وقضاء حوائج الآخرين والابتعاد عن الأنانية والمشاركة في الأعمال الخيرية وحب الإيثار ‏والمبادرة إلى مساعدة الآخرين. تتمحور مشكلة البحث في الانغماس في مشاهدة القنوات الفضائية التي تبث السموم بمختلف انواعها وظهور بعض السلوكيات الشائنة التى لا تشبة مجتمعنا مثل ما طغى على السطح اخيرا من إغتصاب للاطفال وإختطافات ومخدرات، فأصبح المجتمع يشكو عدم الامان و الأستقرار الاجتماعي فى ضوء ذلك يمكن صياغة المشكلة فى التسأؤل الرئيسى التالى. ما هو دور برامج القنوات الفضائية على إكتساب السلوك (عادات المشاهدة وانماطها).وفى ذلك استخدمت الدراسة المنهج الوصفى التحليلي ومنهج دراسة الحالة والمنهج التاريخي بحيث التغطية الشاملة لموضوعات الدراسة . وتوصلت الدراسة إلى اهم النتائج و التوصيات منها تعتبر الوسائط الإعلامية المختلفة وسيلة فعالة للتنشئة الاجتماعية سلباً أو ايجاباً في المجتمع، الفضائيات الخارجية أكثر خطوره على الشباب فى تغير السلوك والقيم لديهم، القنوات الفضائية مهمة في نشر الوعي المجتمعي لسهولة تلقى المعلومات من مختلف انحاء العالم وسهولة طرح المعلومات بالصورة والصوت وأختصار الزمان والمكان. كما وصت الدراسة على التنشئية الاجتماعية والتربية السليمة للأطفال منذ نعومة أظافهرهم، وأن الإعلام بصوره عامة بحاجة إلى مرجعية اخلاقية وقيميه، كذلك دعوة اصحاب الاموال من الدول العربية والإسلامية إلى تنبي ورعاية برامج ومشروعات إعلامية تهدف إلى القيم والاخلاق الفاضلة، وأحتواء الشباب ومحاربة شبحي الفقر والبطالة، كما وصت الدراسة بالتطوير والتنمية المستمرة للقنوات المحلية لمواكبة التحولات العالمية والتغيرات المجتمعية.

واقع القنوات الفضائية ومحتواها

وبحسب التقرير، تتربع القنوات الرياضية على رأس القنوات الفضائية العربية، مع حوالى 170 قناة، وتليها قنوات الدراما (أفلام ومسلسلات) مع ما يناهز الـ152. أما القنوات الغنائية فيصل عددها إلى 124، وفي المرتبة الخامسة، بعد القنوات الدينية تأتي القنوات الإخبارية مع 68.

كتب عن القنوات الفضائية

القنوات الفضائية وتأثيرها على المجتمع pdf

تأثير القنوات الفضائية على المجتمع

لعل من المؤكد أن المجال السمعي البصري وخاصة التلفزيون يقوم بأدوار مهمة في مجال التربية والتكوين وإن قدرته على النفاذ لأعداد كبيرة من الجمهور والتأثير فيها ألغت أو قللت من أهمية الأدوار التي كانت وسائل الاتصال الأخرى تلعبها في عمليات التنشئة والتأطير فهو ناقل لمنتوج معين يترك بصماته الفكرية والثقافية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية والإبداعية بدرجات متفاوتة وساعدت التقنيات المتطورة في مجال الاتصال هذه الوسيلة على أن توجد خارج حدودها وبكفاءة عاليةº تهم الجوانب النفسية والمهنية وأخرى تهم دقة الرسالة المبثوثة للجمهور وقد يشكل هذا مصدرا لثقافة جديدة في بعض المناطق منها ما يهم الجانب الفكري ومكونات الهوية الدينية واللغوية ومنها ما يعني الجوانب الاقتصادية والسياسية.
إن المبدأ الذي أصبح سائدا في نهايات هذا القرن هو مبدأ فتح الأبواب للمعلومات والآراء وليس غلقها وقبول تعددية التيارات السياسية والاجتماعية والفكرية وليس حصرها والاعتراف بالآخر وليس رفضه أي ما أصبح سائدا هو عدم عزل المجتمع عن المجتمعات الأخرى ولكن واقع الحال يؤكد أن عددا من الدول وخاصة الولايات المتحدة الأمريكية استغلت هذه المبادئ والتي هي نتيجة لمجريات تطور العالم في النصف الثاني من هذا القرن وسخرتها للاختراق والغزو الثقافي وتشويه الوعي وإضعاف الشخصية للشعوب الأخرى ونشر التقاليد الاستهلاكية وفرض التبعية الثقافية والاقتصادية والسياسية والاجتماعية أي (أمركة) بلدان العالم.
مما سبق يتضح الدور المتعاظم للقنوات الفضائية الإسلامية في عمليات التأثير وخاصة الإيجابي الذي يصل بين الإنسان وخالقه ويوضح حقائق الهداية ويوجه الإنسان إلى البناء من أجل الدنيا والآخرة وأن يقوم على أساس من الخبرة الشاملة وأن ينهل من الأخلاق المثلى التي وضعها الإسلام لتحقيق الخير للإنسان في كل زمان ومكان

تأثير القنوات الفضائية على الشباب PDF

تؤثر القنوات الفضائية من خلال برامجها على المجتمعات وذلك بنمو الوعي المعرفي للأفراد بالنسبة للقضايا والأحداث المحيطة بهم وتحديد المواقف والاتجاهات ويقود ذلك إلى مشاركة الأفراد في نشاط البيئة المحيطة بهم وتنقسم هذه التأثيرات إلى الآتي:-
1/ التأثير المعرفي:
من تعريفات المعرفة (محور النشاط العقلي المعرفي الذي يقوم على الاكتساب والتخزين والاسترجاع واستخدام المعرفة أو توظيفها وتطويرها واشتقاقها أو توكيدها بتوليفها) ويشير هذا المفهوم إلى التأثيرات العقلية وتتمثل أهم التأثيرات المعرفية للقنوات الفضائية في إزالة الغموض ودلت الكثير من الدراسات أن استخدام وسائل الإعلام يزيد من المعلومات ويحدث الغموض عندما يفتقد الأفراد في المجتمعات المعلومات الكافية لفهم معنى الأحداث ويؤدي نقص المعلومات إلى عدم مقدرة الفرد على تفسير الأحداث بشكل ملائم وفي كثير من الحالات فإن المصدر هو القنوات الفضائية من خلال ما تقدمه من تفسيرات ومناقشة للقضايا وعرضها بهدف التأثير.
وتؤثر القنوات الفضائية على فئات المجتمع من خلال وضع الأجندة والتي تعد من أهم التأثيرات المعرفية فعندما تركز على حدث معين فإنها تدفع بالأفراد إلى النظر إلى هذا الحدث باعتباره مهما وتؤثر في الإدراك بالأهمية النسبية للقضايا ويلاحظ أن نظم المعرفة والمعتقدات عند الناس تزداد باستمرار نتيجةٍ لعرض القنوات الفضائية لتلك النظم حيث تشمل (الدين الأسرة السياسات… الخ).
وقد أثبتت الدراسات أن وسائل الإعلام وخاصة القنوات الفضائية تؤثر على التوجهات المعرفية للقيم والمعتقدات التي يعتنقها الأفراد عن غايات أساسية في حياتهم أو عن أنماط منفصلة من السلوك مثل (التسامح الأمانة) ويلاحظ الدور المتعاظم للقنوات الفضائية في التأثير المعرفي وكذا يقع عليها العبء الأكبر في تقديم المعلومات الصحيحة لمشاهديها وخاصة للناشئة حتى يتبنوا المواقف الصحيحة.

2/ التأثير العاطفي:
تعرف العواطف بالآتي: (الاستعداد والميل الذي يدور حول فكرة شيء ما) وتعد العواطف استعدادا وجدانيا للشعور بالتجارب الخاصة والقيام بالسلوك المعين إزاء الأحداث واختلف الباحثون حول تصنيف العواطف الإنسانية فركز بعضهم على وصفها بأوصاف سلوكية وقسمها إلى ثلاثة أنواع هي (الخوف والحب والغضب) بينما اتجه البعض الآخر إلى تصنيفها بصورة أكثر تنوعا وشمولا بإضافة مشاعر أخرى كالرعب والبهجة والكراهية وتعتمد هذه التصنيفات على الدرجات المتفاوتة للأحاسيس الإنسانية التي تؤثر على رأي الفرد في كثير من المجالات.
ويتمثل التأثير العاطفي للقنوات الفضائية في أن الفرد يصبح أكثر حساسية للعنف من خلال مشاهدته للبرامج الخاصة بهذا الجانب ويؤدي مضمون القنوات إلى زيادة الخوف والقلق من أجزاء المجتمع كما يمكن أن يحدث بعض التغييرات في المعنويات كالاغتراب عن المجتمع. كما أن التعرض من قبل الفرد للبرامج ذات التدعيم الإيجابي يزيد من الثقة والفاعلية والتأييد لديه.

3/ التأثير السلوكي:
يعرف السلوك بأنه مجموعة التصرفات والتعبيرات الخارجية التي يسعى عن طريقها الفرد لأن يحقق عملية الأقلمة والتوفيق بين مقومات وجوده الباطني ومقتضيات الإطار الاجتماعي الذي يعيش في داخله. وينقسم السلوك الإنساني إلى نوعين سلوك ظاهر مرئي وسلوك باطني غير ظاهر ومن أهم التأثيرات السلوكية الحركة أو الفعل أو فقدان الرغبة في الحركة أو الفعل وهما نتاج التأثيرات المعرفية والعاطفية ولا يكون لهذه التأثيرات أثر على المجتمعات إذا لم تتحول إلى سلوك.
وتعد مرحلة التأثير السلوكي أهم مراحل تأثير القنوات الفضائية في عمليات التنشئة إذ تعد الترجمة الحقيقية لكل ما اكتسبه الفرد من معارف ومعلومات تتعلق بالبيئة المحيطة به وما أفرزته تلك المعارف والمعلومات من مواقف واتجاهات تساعد على المشاركة وأكدت الدراسات كلما زاد تعرض الأفراد للوسائل الإعلامية زادت إمكانية مشاركتهم في الأنشطة المتاحة في البيئة الاجتماعية.
وتؤثر القنوات الفضائية من خلال برامجها المختلفة على السلوك للأفراد فكلما زاد تعرض الفرد للقنوات زاد نقاشه وبالتالي المشاركة كما أن التأثير المدعم أكبر من التأثير المحول للقنوات ويقصد بالتأثير المدعم أنه عندما تكون المضامين للقنوات منسجمة مع اتجاهات ومواقف الفرد فإن تأثير البرامج يكون أكبر والعكس صحيح بالنسبة للتأثير المحول ويقصد به المضامين التي لا تنسجم مع اتجاهات وميول الفرد وأثبتت الدراسات أن القنوات الفضائية أضحت أداة من أدوات اكتساب المعلومات والمعارف للأفراد وأسهمت اسهاما فاعلا في توعيتهم وتشجيعهم على الاهتمام ببيئتهم الاجتماعية التي يعيشون فيها مما ينعكس على سلوكهم تجاهها ومحاولة مشاركتهم فيها.

تأثير البرامج الغنائية على الأطفال

نبهت الدراسة إلى أن عددا من الأعراض المرتبطة بمرض التوحد، كعدم استجابة الطفل عند مناداته، واللعب بمفرده دوما، والحركة المفرطة، أو الخمول، إلى جانب عدم إدراك الخطر، وعدم التواصل البصري؛ سِمات أساسية لإصابة الطفل بالتوحد، كونه ضحية قنوات الأطفال، التي تعتمد على الصورة واللحن والرقص. كما أوصت جميع الآباء بإبعاد أبنائهم كليا عن قنوات الرقص، والغناء، ومحاورتهم يوميا لمدة ساعة على فترات متقطعة، وقراءة القصص لهم بصوت مرتفع وبطيء، والتركيز على مخارج الحروف، وتكرار الجمل.
عدم استجابة الطفل عند مناداته، واللعب بمفرده سمتان أساسيتان لإصابة الطفل بالتوحد، كونه ضحية قنوات الأطفال وجاءت هذه الدراسة لتؤكد ما توصلت إليه دراسات عربية سابقة حذرت من خطورة تعرض الأطفال في سن مبكرة لقنوات الأطفال مثل “طيور الجنة” التي تعرض الأناشيد والغناء والرقص، ودقت دراسة أنجزها الاستشاري النفسي والتربوي مصطفى أبوسعد، في وقت سابق ناقوس الخطر حول تشابه أعراض الإصابة بالتوحد وأعراض ضحايا هذه القنوات.

وشدد الدكتور، في تصريح لإحدى الصحف البريطانية، على أن تعرض الأطفال دون سن الثالثة لهذه القنوات يؤثر على قدراتهم ولا سيما في النطق والتواصل الاجتماعي والذاكرة الخيالية. ولفت الدكتور إلى أن الطفل يكون تحت تأثير صور سريعة لأطفال وكهول أيضا بين الرقص والحركة، إلى جانب موسيقى وإيقاعات مصحوبة بلهجات غريبة عن الكلمات المتداولة في حياة الطفل، ليصبَّ كل تركيزه على الإيقاع لكونه لا يفهم اللهجة، ويصبح بعدها مركزا على الشاشة فقط دون الصوت، وبذلك يرافقه تشتت في الانتباه لمحيطه بعيدا عن تلك الشاشة.

وأوضح أن عددا من الأعراض المرتبطة بمرض التوحد، كعدم استجابة الطفل عند مناداته واللعب بمفرده دوما والحركة المفرطة أو الخمول، إلى جانب عدم إدراك الخطر وعدم التواصل البصري وتعرضه لنوبات من البكاء أو الضحك المفاجئة، وهذه كلها سمات أساسية لإصابة الطفل بالتوحد كونه ضحية قنوات الأطفال التي تعتمد على الصورة واللحن والرقص. وأكد صاحب كتاب “أطفال مزعجون”، على أن ذات السمات المذكورة قد لا تكون بالضرورة دالة على إصابة الطفل بمرض التوحد بل هي مؤشرات على الإسراع بالاستنجاد بمختص، مشيرا إلى أن السنوات الأخيرة عرفت تزايد ظاهرة عسر نطق الأطفال إلى سن متأخرة وظهور أعراض طيف توحدي وتشتت انتباه، مبرزا أنها أعراض ملازمة للطفل الذي يتعرض وبشكل مستمر لشاشة التلفاز، لا سيما الأطفال ممن هم أقل من عمر ثلاث سنوات والذين لم يبدأوا تعلم النطق والكلام بعد.وشدد الاستشاري النفسي والتربوي على ضرورة انتقاء ما يناسب عقل الطفل وإدراكه وليس جميع برامج التلفاز، موضحا أن “هناك برامج متخصصة للأطفال تعلمهم أسماء الأشياء من حولهم غير تلك التي تعرض أغاني أو أناشيد متواصلة مع حركات راقصة لا تساهم إلا في حمل الطفل على الصمت وإبعاده عن محيطه”.

وبصفة عامة أكد علماء نفس أن قنوات الأطفال تسبب تأخرا في النطق والإدراك الحسي للأطفال دون سن الخامسة. وقالوا إن قرابة نصف حالات مرضى التوحد يكون سببها ترك الأطفال دون الثالثة أمام قنوات الأطفال. ويطلق على هذا السبب علميا اسم “الأم الثلاجة” وهو وصف لحالة الأم المهملة التي تترك طفلها دون انتباه لساعات أمام مشاهدة قنوات الأطفال. وأشاروا إلى أن الكثير من الأطفال لا يتحدثون ولا يتفاعلون مع من حولهم إلا أنهم يحفظون مقاطع كبيرة من أغاني طيور الجنة التي يشاهدونها على مدار اليوم ويتم من خلالها تكرار الأغنية لعدة مرات، مما يؤثر سلبا على الحالة النفسية والفكرية للطفل.

وأوضحوا أن الطفل الأقل من سنتين يحتاج إلى تنميه اللغة التعبيرية والاستقبالية لكن ما يحدث عند ترك الأطفال أمام تلك القنوات هو تنمية الاستقبالية فقط وإهمال التعبيرية. وقالت دراسة سعودية إن أكثر النتائج السلبية الناتجة من متابعة الطفل للقنوات الفضائية المخصصة للأطفال هو الانفصال عن الواقع وتعطل القدرات العقلية والجسدية. وتترك الأسر أطفالها يشاهدون القنوات الفضائية المخصصة لهم رغبة في إرضاء طلباتهم ورغباتهم، يليها اعتقادها بأن هذه القنوات تنمي قدرات الطفل المعرفية، هذا بالإضافة إلى رغبتهم في إشغال الأطفال بعيدا عن الوالدين.

السابق
التحفيز المغناطيسي عبر الجمجمة لعلاج الاكتئاب
التالي
قلق الاختبارات

اترك تعليقاً