صحة عامة

اكتئاب ما بعد الولادة وتدابيره العلاجية

اكتئاب ما بعد الولادة وتدابيره العلاجية

إنّ اكتئاب ما بعد الولادة هي الحالة التي تصيبك عندما تشعرين بالاكتئاب بعد ولادتك للطفل . أحيانا، قد يكون هناك سبب واضح لذلك، وفي الغالب لا توجد أيّة أسباب يمكن لذلك أن يكون محزنا ، بشكل خاص، في الوقت الذي كنت تتطلعين فيه بلهفة لمجيء طفلك خلال أشهر الحمل. قد تشعرين بالذنب بسبب هذا الإحساس ، أو قد تشعرين حتى بأنّك غير قادرة على التعاطي مع كونك أمّا. قد يستمر هذا الإحساس طوال أسابيع أو عدّة أشهر حتى . يمكن التغلب على اكتئاب ما بعد الولادة المعتدل بدعم أفضل من قبل العائلة والأصدقاء ، أما الاكتئاب الأكثر حدّة فإنه سوف يحتاج إلى مساعدة من طبيبك العام (GP) ، أو الزائرة الصحيّة (health visitor) أو، في بعض الحالات ، قد تحتاجين إلى مساعدة أطباء الصحّة النفسيّة.

من جاها اكتئاب بعد الولادة

لقد ولدت للتو طفلاً جميلاً، وكنت تتوقعين أن تشعري بقدرٍ لا يوصف من الفرح في هذه الفترة. لكن بدلاً من ذلك، تغلبك مشاعر الخوف والحزن والارتباك والشك في قدرتك على القيام بمهمة الأمومة. قد يكون ذلك المزيج من المشاعر – خاصةً في الأشهر القليلة الأولى – أمرًا طبيعيًا تمامًا: إذ أصبح لديك عضوٌ جديد في العائلة، فلم تعودي تنامين كثيرًا، كما صارت لديك الكثير من المهام التي يتوجب عليك القيام بها. لكن إذا كانت مشاعرك تتجاوز ذلك، أو كانت أكثر حدةً ربما، فقد تكون لديك حالة اكتئاب ما بعد الولادة، أو PPD. هذه الحالة ليست عيبًا أو علامةً على الضعف، بل يمكن اعتبارها إحدى مضاعفات الولادة. تابعي القراءة للتعرف على حالة اكتئاب ما بعد الولادة، وبعض مؤشرات حدوثها وأعراضها، ولتعلم بعض آليات التكيف التي قد تساعدك على التعامل مع أعراضك إلى جانب الخطة التي تقدمها لك أخصائية الرعاية الصحية.

اكتئاب ما بعد الولادة ويكيبيديا

يعتبر اكتئاب ما بعد الولادة (بالإنجليزية: Postpartum depression)‏ نوعا من أنواع الاكتئاب التي تحدث بعد ولادة الطفل. ويمكن أن يبدأ الاكتئاب أثناء الحمل ولكن لا يطلق عليه اكتئاب ما بعد الولادة إلا إذا استمر بعد ولادة الطفل. واكتئاب ما بعد الولادة حالة شائعة ونعلم أن هنالك ما بين عشرة إلى خمس عشرة امرأة من كل مائة امرأة تضع طفلا وتصاب بهذه الحالة. ويمكن أن يفوق العدد الحقيقى هذا لأن العديد من النساء لا يقمن بطلب المساعدة والتحدث مع الآخرين بأحاسيسهن.

الفرق بين أعراضه وأعراض الاكتئاب الرئيسي:
إن أعراض اكتئاب ما بعد الولادة مشابهة لأعراض أي اكتئاب آخر. وتشمل الشعور بالتعاسة وفقدان الاهتمام بالأمور التي تكون تهم المرأة عادة. والفرق الوحيد هو أن هذه الأحاسيس تبدأ عادة خلال الأشهر الثلاثة التي تلي ولادة الطفل. كما إنه من الممكن الإصابة باكتئاب ما بعد الولادة في مرحلة متأخرة ولكن إذا بدأت الأعراض بعد عام من تاريخ ولادة الطفل فمن غير المحتمل أن يسمى باكتئاب ما بعد الولادة.

اكتئاب بعد الولادة بشهرين

يحدث اكتئاب ما بعد الولادة عادةً بعد 2-8 أسابيع من الولادة ، على الرغم من أنه في بعض الأحيان يمكن أن يمتد لسنة بعد ولادة الطفل.

إذا كنتِ قد أنجبتِ للتوِّ فالأعراض مثل التعب، والنزق أو فقدان الشهية تكون طبيعية. و لكنها عادةً ما تكون معتدلة و لا تمنعكِ من ممارسة حياةٍ طبيعية.

قد تشعرين بالاكتئاب و اليأس بشكلٍ متزايد عندما يكون لديكِ اكتئاب ما بعد الولادة. العناية بنفسكِ أو بطفلك قد تصبح أكثر من اللازم. علامات أخرى لاكتئاب ما بعد الولادة:

• قلق

• نوبات هلع

• أرق

• التعب الشديد

• الأوجاع والآلام

• الشعور بالمرض عموماً

• فقدان الذاكرة أو عدم القدرة على التركيز

• مشاعر بعدم القدرة على التحمل

• عدم القدرة على التوقف عن البكاء

• فقدان الشَّهية

• مشاعر اليأس

• عدم القدرة على الاستمتاع بأي شيء

• قلة الاهتمام بالطفل

مدة اكتئاب ما بعد الولادة

في البداية قد تخطئين في التفرقة بين اكتئابِ ما بعد الولادة والكآبة النفاسية، لكن علامات وأعراض اكتئابِ ما بعد الولادة تكون أكثر كثافة وتدوم لفترة أطول، وقد تتداخل في النهاية مع قدرتكِ على العناية بطفلكِ والتعامل مع المهام اليومية الأخرى. عادةً ما تظهر الأعراض في غضون الأسابيع القليلة الأولى بعد الولادة، ولكنها قد تبدأ في وقت مبكر، أي أثناء الحمل، أو تظهر في وقت لاحق حتى سنة بعد الولادة.

ربما يستمر اكتئابُ ما بعد الولادة لعدة أشهر أو لمدة أطول في حالة عدم علاجه.

ذهان ما بعد الولادة

ذهان ما بعد الولادة، عبارة عن حالة طبية نادرة تظهر عادةً في الأسبوع الأول بعد الولادة، وتكون علامات وأعراض هذه الحالة حادة. قد تتضمَّن العلامات والأعراض ما يلي:

  • اضطرابًا وفقدانًا للإحساس بالزمان والمكان
  • أفكارًا وسواسية بشأن طفلك
  • هلوسة وأوهامًا
  • اضطرابات النوم
  • طاقة مفرطة وهياجًا
  • البارانويا
  • محاولات لإيذاء نفسك أو طفلك
  • قد يؤدي ذهان ما بعد الولادة إلى أفكار أو سلوكيات مهدِّدة للحياة ويستلزم علاجًا فوريًّا.

الوقاية من اكتئاب ما بعد الولادة

فعليا لا يوجد طرق فعالة للوقاية من اكتئاب ما بعد الولادة ، لكن يعتقد بعض الأطباء أن حقن الأم بعد الوضع بهرمون البروجسترون قد يخفف من مخاطر الإصابة باكتئاب ما بعد الولادة، كما يرى البعض أن الاستعداد للولادة منذ الشهور الأولى في الحمل قد يساعد على تفادي الإصابة باكتئاب ما بعد الولادة ويكون الاستعداد للولادة عن طريق اتباع بعض الخطوات منها:

  • الثقافة الخاصة بالحمل والولادة وجمع المعلومات عن لحظة الولادة وعن التغيرات التي تتعرض لها الأم بعد الولادة ، والاطلاع على كل ما يتعلق بالشهور الأولى للطفل واحتياجاته وكيفية رعايته و التعامل معه والقراءة عن كل ما يتعلق بالشهور الأولى للولادة فيما يخص الأم أو الطفل، مما يقلل من حالة التوتر والهيبة التي تشعر بها الأم خاصة في حالة المولود الأول.
    تكوين علاقات اجتماعية والتواصل مع الأصدقاء والأقارب وطلب المساعدة و العون والمشورة.
  • تناول الغذاء الصحي مثل الخضروات والفواكه وعدم الإفراط في تناول الأطعمة الدسمة الغنية بالدهون والنشويات الضارة بصحة المرأة بصفة عامة ولها تأثير على صحتها النفسية ايضا.
  • قيام المرأة في الشهور الأخيرة من الحمل بممارسة بعض التمرينات الرياضية الخفيفة ، فإن ذلك يعمل على سهولة الولادة ، ويقلل من المشاعر السلبية المصاحبة لها.
  • الدعم النفسي من قبل الزوج ، فالزوج له دور محوري في مساعدة الأم في تجنب الإصابة بالاكتئاب أو الوقاية منه ، فعليه أن يشعرها دائما بالتقدير وأنه متفهم لكل ما تعانيه في ظل الظروف الجديدة بعد قدوم الطفل الجديد ، وما تلاقيه من متاعب في العناية به ، كما يجب عليه مشاركتها تلك المتاعب والاهتمام بالطفل ، ورعايته له معها ، وحمله وإدارة شئونه كاملة بعض الوقت ليترك لها مساحة من الفراغ للراحة والاستجمام بأي طريقة تراها ، وعليه ألا يثقل عليها في الطلبات والتغاضي عن أي تقصير قد يحدث في شئون المنزل في تلك الفترة تقديرا منه لجهودها مع الطفل وانشغالها به.

قصص اكتئاب ما بعد الولادة

“أُصبت باكتئاب ما بعد الولادة، وكنت -لغاية كتابة هذه الكلمات- عاجزة على الحديث عن التجربة. صباح اليوم بعد أن أنهيت آخر الكتب التي استعملتها في خطة علاج نفسي ذاتي بالكتب (BIBLIOTHERAPY)، أحسست بالحاجة للكتابة. جلست على مكتبي بمأزر المطبخ، على صوت صفير طنجرة الضغط، ابنتي تحوم حولي، تتشبث بي أحيانا محاولة استكشاف ما أفعل، ما يلهيني عنها… أوه! لقد نَمَت بسرعة! صار لها آراء وتفضيلات في اللبس والطعام، صارت تجادل وتناقش وتُبادر. صارت أطول بالقدر الذي يمكّنها من تسلُّق الأرفف واستكشاف ما يوجد على الطاولة ذات القوائم الطويلة. صارت تستطيع فتح الأبواب المغلقة، وقراءة تعابير الوجه، تسألني إن رأت وجهي جامدا: “ماما ماكّيي (مابك)؟” وتجيب نفسها حالا بصيغة التساؤل: “والو (لا شيء)؟”.

من الصعب عليّ كأخصائية نفسية أن أعترف بعجزي أمام مرض كالاكتئاب، لكنها الحقيقة. وإن كان هناك شيء مهم تعلمته من دراستي وممارستي لعلم النفس فهو أن أكون صريحة مع نفسي قبل كل شيء، وأن أعترف بعجزي. لقد أُفرِغْتُ من أي معنى، حرفيا. لم أكن أجد جدوى من الأشياء التي أقوم بها. كنت أحس بخواء داخلي، كحبة جوز نخرها السوس، تظهر كاملة من الخارج، لكن في الحقيقة داخلُها فارغ، أسود. بحثت كثيرا وقرأت كثيرا. قرأت الكثير مما كُتب عن اكتئاب ما بعد الولادة من مقالات وبحوث وكتب، قرأت تجارب النساء على المواقع والمنتديات، قرأت ما كتبته إليف شفاق عن حليب الأم حين يغدو بلون الحبر حين تتوق للعودة إلى حياتها الأولى قبل أن تصبح أمًّا، وقرأت عن جرح الأمومة لدى الدكتورة إيمان مرسال وكيف التئم.

في الواقع، كنت في أعمق حفرة على سفح الجبل وقد حاولت الصعود ولا زلت أحاول كل يوم. لم يذهب الاكتئاب، لن يذهب أبدا، سيظل يتربص بي وسأظل أحاول التغلب عليه
لا يُخيَّلُ لكم أني لم أُفكر بالله وبإيماني به، لكن مع الاكتئاب وصلت لنقطة انعدم فيها كل شيء! كانت لديّ رغبة ملحّة في العودة إلى الرحم الذي خرَجَت منه ابنتي للتو، أن أتكوّر على نفسي وأعود إلى هناك حيث الظلام و الدفئ، حيث نقطة البداية. قرأت كثيرا عن المقاومة، الحيلة الدفاعية التي تلعبها النفس حين تتوق للعودة إلى نقطة البداية تلك، وبالفعل كما قال ستيفن بريسفسلد في كتابه “حرب الفن” المقاومة هي الوجه الثاني لتدمير الذات، هي عدونا الداخلي: نحن ننشؤها لتأكلنا من الداخل، لتفرغنا من أي قوة كان من الممكن أن تدفع بنا نحو تحقيق الذات، نحو النجاح، نحو السلام الداخلي. أحسست بذلك العدو يأكل آخر قطعة من قلبي، حيث خبأت حبي لنفسي وتقديري لذات، حيث زرعت شجرة الثقة بالنفس واعتنيت بها إلى أن دمّرتها المقاومة.

ماذا كنت أقاوم؟ كنت أقاوم فكرة أني أصبحت أمًّا، وأني سأُبلي بلاءا حسنا في دوري الجديد، لأني كما قال بريسفيلد عن الأم حين تضع مولودها لا تدرك أنه خرج منها، من روحها وجسدها، بل يُخيل لها أنه خرج عن طريقها. لهذا تأخذ بعض الأمهات الكثير من الوقت لتستوعب هويتها كأم، تفهمها وتتعايش معها. واجهت الكثير من الأسئلة من نوع “كيف لأخصائية نفسية أن تصاب بالاكتئاب؟”، “إذن ما جدوى دراستك لعلم النفس؟ وكيف ستنفعين الناس إن عجزتِ عن الانتفاع به لنفسك؟”.. كل تلك الأسئلة التي آذتني أكثر من الاكتئاب نفسه، لم أستطع الإجابة عنها. لكني اليوم أعترف: نعم لقد عجزت ومن حقي أن أعجز ومن حق كل إنسان أن يفشل ويعجز. الصعود نحو قمة الجبل يبدأ من سفحه. لقد كنت في سفح الجبل، في الواقع، كنت في أعمق حفرة على سفح الجبل وقد حاولت الصعود ولا زلت أحاول كل يوم. لم يذهب الاكتئاب، لن يذهب أبدا، سيظل يتربص بي وسأظل أحاول التغلب عليه.

هناك في قلبي زرعت اليوم فسيلة الحب وسقيتها عساها تغمرني وأسرتي بقليل من حب، وابنتي ذات الـ18 شهرا، بعمر اكتئابي الذي ولد معها، أصبحتُ أُدرك مع مرور الوقت -بفضل الله سبحانه ومن بعده الكتب- أنها هي دوائي، ملاكي الحارس.

علاج اكتئاب ما بعد الولادة القيصرية

يختلف العلاج المُتّبع لحالات اكتئاب ما بعد الولادة بناءً على العديد من العوامل؛ بما في ذلك شدّة الاكتئاب، والاحتياجات الخاصّة لكلّ فرد، إذ يقوم الطبيب المختص بإخضاع المرأة للفحوصات اللازمة لتأكيد التشخيص واستبعاد وجود أيّ مرض آخر؛ كقصور الغدة الدرقية، وبناءً على أنّ كآبة ما بعد الولادة تختلف عن اكتئاب ما بعد الولادة في الأعراض والعلاج، فكآبة ما بعد الولادة لا تتطلب علاجًا محددًّا بل غالباً ما تزول من تلقاء ذاتها في غضون أول أسبوعين بعد الولادة، ويُنصح الأمّهات في هذه الفترة بأخذ أكبر قدر ممكن من الراحة، وتقبّل المُساعدة من العائلة والأصدقاء، ومحاولة التواصل مع الأمهات الجُدد، وتخصيص وقت للاهتمام بأنفسهنّ، كما يُنصح بتجنب شرب الكحول واستخدام المُخدرات، وفيما يتعلّق بعلاجات اكتئاب ما بعد الولادة فهي عديدة، ويُمكن بيانُها فيما يأتي:

  • مضادات الاكتئاب غالباً ما يصِف الطبيب المختص أدوية مُضادات الاكتئاب (بالإنجليزية: Antidepressants) للنّساء اللاتي يُعانين من اكتئاب ما بعد الولادة الشديد، إذ يمكن باستخدام هذه الأدوية تحقيق نوعٍ من التوازن بين المواد الكيميائية في الدماغ بما يؤثر في الحالة المزاجية، وقد يصِف الطبيب المُعالج نوعًا واحدًا أو أكثر من مُضادات الاكتئاب، وبالرغم من أنّ معظم مضادات الاكتئاب يمكن استخدامها أثناء فترة الرضاعة الطبيعية، إلا أنّه من المهم مناقشة فوائد ومخاطر استخدام هذه الأدوية مع الطبيب المختص، ويجدر القول إنّ الطبيب المُعالج يُحدّد نوع مضاد الاكتئاب الأنسب والأكثر أماناً بحسب كل حالة واحتياجاتها، وفي الحقيقة إنّ مُضادات الاكتئاب قد تُساعد على تخفيف مشاعر التهيّج، واليأس، والتشتّت، كما تُساعد على تخفيف الشعور بالأرق، ويُشار إلى أنّ هذه الأدوية قد تُساعد على تحسين قدرة الأمّ على التواصل مع الطّفل، ولكن قد يستغرق العلاج بضعة أسابيع لتظهر فعاليته.
  • العلاجات النفسية يُعدّ العلاج النفسي (بالإنجليزية: Psychotherapy) المعروف أيضًا بالعلاج بالتحدث (بالإنجليزية: Talk Therapy) أو الاستشارة (بالإنجليزية: Counseling) أحد الحلول التي تُساعد على إيجاد أفضل الطرق للتعامل مع المُصابين باكتئاب ما بعد الولادة، إذ يتمّ هذا العلاج بمُساعدة أحد أخصائيي الصحّة النّفسية؛ بحيث يسعى المعالج إلى تحديد ما يشعر به المريض، وإيجاد أفضل الطُرق لحلّ المشاكل التي تواجه المريضة في هذه المرحلة، كما يُساعد هذا النّوع من العلاجات على التعامل مع الأحداث بطريقةٍ إيجابيّة، ووضع أهداف مستقبلية بطريقةٍ واقعية، ويتضمّن العلاج النّفسي مجموعة من الاستراتيجيّات التي يُمكن اتّباعها لتحقيق الأهداف المرجوّة، ويُشار إلى تفاوت مدى مُلاءمتها من مصاب إلى آخر، ويُمكن بيان أبرز أشكال العلاج النّفسي على النّحو الآتي:

 

  1. العلاج السلوكي المعرفي: (بالإنجليزية: Cognitive behavioral therapy)، يُعدّ أشهر أنواع العلاج النّفسي، ويتم بمناقشة الطبيب المعالج المصابة حول المشاعر والأفكار السلبية وغير الواقعية التي تراودها والتي تؤدي إلى الشعور بالاكتئاب والقلق، ويهدف العلاج إلى التغلّب على هذه الأفكار وإيجاد طُرق تفكير جديدة يُمكن أن تُساعد المرأة على التصرّف بطريقةٍ أكثر إيجابية، كما يتركّز على إكساب الأمّ مهاراتٍ وأدوات المُساعدة الذاتيّة بما يُمكّنها من مواجهة المشكلات ومنحها القدرة على التحكّم بسلوكياتها والسيطرة عليها، وفي كثيرٍ من الأحيان يتوجّب الأمر الخضوع لجلسات العلاج السلوكي المعرفي لفترةٍ تتراوح بين ثلاثة إلى أربعة أشهر. العلاج النفسي التفاعلي: (بالإنجليزية: Interpersonal therapy)، ويتضمّن العلاج التحدّث حول المشكلات التي تواجه المرأة في هذه المرحلة، ومحاولة تحديد أسباب الاكتئاب والعوامل الأخرى المساهمة فيه، كما يهدف إلى تحديد مشاكل العلاقات مع العائلة، أو الأصدقاء، أو الأزواج، وكيفية ارتباطهم بمشاعر الاكتئاب، وبالتالي فإنّه يُساعد على تحسين علاقة المرأة مع الأشخاص المُحيطين بها لكسب أفضل دعم وتواصل، وعادةً ما يستمر العلاج بهذه الطريقة من ثلاثة إلى أربعة أشهر.
  2. العلاج بالمساعدة الذاتية المُوجّهة: (بالإنجليزية: Guided self-help)، يعتمد هذا النّوع من العلاجات على وجود مصدر للمعلومات، مثل الاستعانه بكتاب، أو المُشاركة في دورة عبر الإنترنت، ويُمكن أن يكون العلاج بشكلٍ فردي، أو بالاستعانة بالمعالج، وترتكز مواد الدورة التدريبية على إيجاد حلول للمشاكل التي قد تتمّ مواجهتها، مع تقديم المشورة السريرية حول كيفية التعامل معها، وتستمر الدورات في العادة لفترةٍ تتراوح بين 9 أسابيع إلى 12 أسبوعًا.
  3. إزالة التحسس وإعادة المعالجة عن طريق حركة العين: (بالإنجليزية: Eye Movement Desensitization and Reprocessing)، يركّز العلاج على التجارب المؤلمة المرتبطة باكتئاب ما بعد الولادة، وهذا ما يجعله مفيداً للنساء اللاتي يُعانين من حالة اضطراب ما بعد الصدمة (بالإنجليزية: Post-traumatic stress disorder)، والنّساء اللاتي عانين من حالات ولادة صعبة تسبّبت لهنّ بصدمة شديدة، ويعتمد العلاج على استخدام تقنيات تحفيز الدماغ والتي بدورها تُساعد الطبيب على إعادة معالجة الذكريات المؤلمة بطريقةٍ تخفّف من الارتباط العاطفي بها.
  4. العلاج الجماعي: (بالإنجليزية: Group Therapy)، يتمّ العلاج من خلال الاستماع إلى الآخرين ضمن مجموعات يُعاني أفرادُها من ذات المشكلة، ويُساعد العلاج الأشخاص على فهم اكتئاب ما بعد الولادة، وتأثيره في كلّ أسرةٍ بشكلٍ مُختلف، كما يُساعد على مُشاركة الخبرات، ممّا يجعل من السهل على الأمهات تقدير أنفسهنّ والتفكير بطريقةٍ أكثر ايجابيّة. علاج الثنائي: (بالإنجليزية: Couples Therapy)، قد يؤثر اكتئاب ما بعد الولادة على الأزواج والعلاقات بطريقةٍ سلبيّة، وبالتالي يعمد المعالج إلى الاستماع لمخاوف كِلا الزوجين مع توفير مساحة من الخصوصية لكليهما، لمساعدتهما على تحديد أنماط العلاقة التي قد تُسبّب لهم المشاكل، ومحاولة استعادة علاقتهما العاطفية.
  • العلاجات الهرمونية يُعدّ العلاج بالإستروجين البديل (بالإنجليزية: Estrogen replacement therapy) من الحلول المُقترحة التي قد تُساعد في بعض حالات اكتئاب ما بعد الولادة، وغالباً ما يُستخدم الإستروجين في تركيبةٍ واحدةٍ مع أدوية مضادات الاكتئاب، فقد بيّنت الدراسات أنّ الانخفاض الكبير في مستويات هرمونيّ الإستروجين (بالإنجليزية: Estrogen) والبروجستيرون (بالإنجليزية: Progesterone) الذي يظهر بوضوح بعد الولادة، قد يكون له الأثر الكبير في تحفيز الإصابة باكتئاب ما بعد الولادة، ويُشار إلى أنّ هرمون الإستروجين له دور مهم في تعزيز التطوّر العصبي في الدماغ، ونشاط النواقل العصبيّة (بالإنجليزية: Neurotransmitter)، والتخفيف من الإجهاد التأكسدي.
  • العلاج بالصدمات الكهربائية يتمثل العلاج بالصدمات الكهربائية (بالإنجليزية: Electroconvulsive therapy) بتمرير تيارات كهربائيّة صغيرة عبر الدماغ، ممّا يؤدي إلى إحداث نوبةٍ قصيرة يترتب عليها حدوث تغيّرات في كيمياء الدماغ، تؤدي في النهاية إلى تخفيف أعراض الذّهان والاكتئاب، وفي الحقيقة، يُلجأ للعلاج بالصّدمات الكهربائيّة إذا كان اكتئاب ما بعد الولادة شديدأ، أو إذا عانت المرأة من ذهان ما بعد الولادة، أو في حال فشل العلاجات الأخرى في السّيطرة على الأعراض.

 

 

السابق
ما هي انماط النوم
التالي
أسباب الأرق وتدابيره العلاجية

اترك تعليقاً