صحة عامة

اعراض الاكتئاب

اعراض الاكتئاب

الاكتئاب

تشيع الإصابة به لدى العديد من الافراد، إذ يؤثر مرض الاكتئاب في الشعور وطريقة التفكير والتصرفات، ويسبب مشاعر الحزن، وفقد الاهتمام بالأنشطة الممتعة للشخص، وقد يؤدي إلى حدوث عدد من المشاكل العاطفية والجسمية التي قد تقلل من قدرة الشخص على العمل في المنزل أو الوظيفة. ويوجد عدد من الحالات المَرَضية التي تتفاقم بسبب هذه المشكلة وتتأثر بها، وتشمل: التهاب المفاصل، والربو، وأمراض القلب والأوعية الدموية، والسرطان، وداء السكري، والسمنة. ويُعدّ الاكتئاب حالة خطيرة، وقد يزداد شدة عند غياب العلاج المناسب، لكن عند معالجته قد تتحسّن حالة المريض خلال أسابيع من العلاج.

أعراض الاكتئاب

ربّما يتطور الاكتئاب إلى أكثر من الشعور بالحزن والنظرة السوداوية للحياة، فالدرجة الشديدة منه تسبب ظهور مجموعة متنوعة من الأعراض قد تؤثر في المزاج أو الجسم، وقد تستمر أو تفصل على أوقات مختلفة، ويؤثر الاكتئاب في الرجال والنساء والأطفال كلٌّ منهم بشكل مختلف. وقد تشمل أعراضه لدى الرجال:

  • الحالة المزاجية؛ كالغضب، والعدوانية، وحدة الطباع، والقلق.
  • الحالة العاطفية؛ كالشعور بالفراغ، والحزن، واليأس.
  • الحالة السلوكية؛ مثل: فقد الاهتمام، والملل من الأنشطة التي كانت ممتعة من قبل، والشعور بالتعب بسهولة، والتفكير في الانتحار، وشرب الكحول بشكل مفرط، وتعاطي المخدرات، والمشاركة في أنشطة شديدة الخطورة.
  • الحالة الجنسية؛ ومنها: انخفاض الرغبة الجنسية، والضعف الجنسي.
  • الحالة الإدراكية؛ مثل: عدم القدرة على التركيز، وصعوبة في إنجاز المهمات، وتأخر الاستجابة عند الحديث.
  • مشاكل النوم؛ التي منها: الأرق، والنوم المضطرب، والنعاس المفرط، وعدم القدرة على النوم طوال الليل.
  • الحالة البدنية؛ وتشمل: التعب، والصداع، والآلام، ومشاكل في الجهاز الهضمي.

بينما قد تشمل أعراض الاكتئاب لدى النساء:

  • الحالة المزاجية؛ مثل: حدة التهيُّج.
  • الحالة العاطفية؛ مثل: الشعور بالحزن أو الفراغ، والقلق أو الشعور باليأس.
  • الحالة السلوكية؛ ومنها: فقد الاهتمام بالأنشطة، والبعد عن الارتباطات العائلية، والتفكير في الانتحار.
  • الحالة الإدراكية؛ مثل: التفكير البطيء، أو التحدث ببطء أكثر.
  • اضطرابات النوم؛ مثل: صعوبة في النوم خلال الليل، والاستيقاظ مبكرًا، أو النوم كثيرًا.
  • الحالة البدنية؛ إذ تتضمن انخفاض الطاقة، وزيادة التعب، وتغييرات في الشهية، وتغييرات في الوزن، والشعور بألم، وصداع، وزيادة التشنجات.

أمّا أعراض الاكتئاب لدى الأطفال قد تشمل:

  • الحالة المزاجية، ومنها: حدة الطباع، والغضب، وتقلّب المزاج، والبكاء.
  • الحالة العاطفية، التي تتمثل في مشاعر عدم الكفاءة، أو اليأس، والبكاء، والحزن الشديد.
  • الحالة السلوكية، ومنها: افتعال المشاكل في المدرسة، أو رفض الذهاب إليها، وتجنب الأصدقاء أو الأشقاء، وكثرة التفكير في الموت والانتحار.
  • الحالة الإدراكية، ومنها: صعوبة التركيز، وانخفاض الأداء المدرسي، والتغيّر في المستوى الدراسي.
  • النوم، التي تتضمن صعوبة في النوم، أو النوم أكثر من اللازم.
  • الحالة البدنية، وتشتمل على فقد الطاقة، وحدوث مشكلات في الجهاز الهضمي، والتغييرات في الشهية، وفقد الوزن أو الزيادة فيه.

أسباب الاكتئاب

أسباب الاكتئاب غير محددة ومعروفة بشكل كامل، وقد تحدث الإصابة بسبب مزيج من الأسباب معًا، والمُحتمَل أن تحدث الإصابة نتيجة مجموعة معقّدة من العوامل التي تشمل:

  • الجينات.
  • العوامل البيولوجية (التغيرات في مستويات النواقل العصبية).
  • العوامل البيئية.
  • العوامل النفسية والاجتماعية.

بعض الأفراد أكثر عرضة من غيرهم للإصابة بالاكتئاب؛ لأنّ لديهم عوامل تزيد من خطر إصابتهم أكثر من غيرهم، وتشمل هذه العوامل ما يأتي:

  • أسلوب الحياة، قد يؤدي الحرمان والطلاق ومشكلات العمل والعلاقات مع الأصدقاء والعائلة، أو المشكلات المالية، أو المخاوف المرضية، أو التوتر الحاد إلى زيادة خطر الإصابة بالاكتئاب.
  • شخصية الفرد، تؤدي شخصية الانسان دورًا مهمًا في القدرة على مواجهة الاكتئاب، حيث الأشخاص الذين هم أقلّ نجاحًا في الحياة والتخطيط لها، أو الذين تعرّضوا لصدمة في حياتهم أكثر عرضة للاكتئاب من غيرهم.
  • العوامل الوراثية، حيث وجود أقرباء من الدرجة الأولى أصيبوا بالاكتئاب يزيد من خطر حدوث ذلك.
  • التعرض لصدمة خلال الطفولة.
  • بعض الأدوية الموصوفة، وتشمل كورتيكوستيرويدات، وبعض حاصرات بيتا، والإنترفيرون.
  • إساءة استخدام العقاقير التي تسبب الإدمان عليها، إذ يرتبط تعاطي الكحول بإفراط والأمفيتامين بشدة بالاكتئاب.
  • التعرض السابق لإصابة في الرأس.
  • التعرض للاكتئاب من قبل، هذا يزيد من خطر الإصابة في وقت لاحق.
  • متلازمة الألم المزمن، هذه الحالات وغيرها من الحالات المزمنة؛ مثل: مرض السكري، ومرض الانسداد الرئوي المزمن، وأمراض القلب والأوعية الدموية تزيد من فرص الاصابة بالاكتئاب.

تشخيص الاكتئاب

لتحديد الإصابة بالاكتئاب قد يُشخّصها الطبيب بعدة فحوصات، وهي تشمل:

  • الفحص البدني؛ حيث الطبيب يُجري فحصَا جسميَا، ويطرح الأسئلة عن صحة المريض، فأحيانًا قد يرتبط بمشكلة مرضية بدنية ومن أحد أعراضها الاكتئاب.
  • التحاليل المخبرية؛ قد يُطلَب تحليل دم، أو اختبار الغدة الدرقية للتأكد من أدائها.
  • التقييم النفسي، حيث اختصاصي الصحة العقلية والنفسية يتابع الأفكار والمشاعر وأنماط السلوك لدى المريض من خلال الأسئلة التي يطرحها، أو من خلال استبيان تُطلَب من المريض الإجابة عنه.
  • الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية الطبعة الخامسة المنقحة (DSM-5)؛ هو مرجع يستخدمه اختصاصيّو الصحة العقلية والنفسيّة، إذ يشخّصون الاكتئاب بناءً على معاييره الواردة في الدليل الذي نشرته الجمعية الأمريكية للطب النفسي.

علاج الاكتئاب

يطبق العلاج النفسي على العلاج الأولي في حالات الاكتئاب البسيطة، أمّا في حالات الاكتئاب المتوسطة والشديدة يُنفّذ داعمًا إلى جانب علاجات أخرى؛ ذلك إمّا بشكل فردي أو في مجموعات، وإمّا وجهًا لوجه، أو عن طريق الهاتف أو الإنترنت، ويساعد في تحديد وحل المشاكل التي تسبب الاكتئاب لدى المصاب به. ولعلاج الاكتئاب توجد ثلاثة عناصر تُنفّذ بها إدارة علاج الاكتئاب معًا؛ وهي:

  • الدعم، يجب دعم المصاب بالاكتئاب نفسيّا بدءًا من مناقشة الحلول العملية والمساهمة في معرفة الضغوط التي يتعرّض لها وصولًا إلى تثقيف أفراد الأسرة.
  • العلاج النفسي، أو ما يسمّى العلاج بالحديث؛ مثل: العلاج السلوكي المعرفي، والعلاج النفسي الشخصي، والعلاج لحل المشكلات.
  • العلاج بالأدوية، خاصّة أدوية مضادات الاكتئاب، التي توصف فقط عبر الطبيب في حالات الاكتئاب المتوسطة إلى الشديدة لدى البالغين، وبحذر عند المصابين المراهقين، ويمنع وصفها للأطفال.

ومن الأدوية المتاحة في علاج الاكتئاب: مثبطات امتصاص السيروتونين الانتقائية، ومثبطات أوكسيديز أحادي الأمين، ومضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات، ومضادات الاكتئاب غير التقليدية، ومثبطات امتصاص السيروتونين الانتقائية، والنورادرينرين. حيث كلّ فئة من الأدوية المضادة للاكتئاب تنشط على ناقل عصبي مختلف، ويجب الالتزام بوصفة الطبيب حتى بعد تراجع الأعراض؛ لمنع عودة المرض وانتكاس المريض. وإضافة إلى العلاجات المذكورة في الأعلى تُعدّ ممارسة الأنشطة؛ كالرياضة في الهواء الطلق، عاملًا داعمًا في العلاج؛ لأنّها ترفع مستوى الإندورفين، وتحفّز إفراز النّواقل العصبية التي ترتبط بالمزاج. وتُستخدم علاجات تحفيز الدماغ -بما في ذلك العلاج بالصدمة الكهربائية- في حالة الإصابة بالاكتئاب، إذ تحفّز النبضات المغناطيسيّة الدماغ، وقد يصبح هذا العلاج فعّالًا في حالات الاكتئاب الشديد الذي لم يستجب من خلال الأدوية.

أنواع الاكتئاب

هناك أنواع من الاكتئاب، ومن ضمنها ما يأتي:

  • الاكتئاب أحادي القطب وثنائي القطب، يُعرَف أحادي القطب بأنّه حالة دائمة من المزاج الاكتئابي، كما أنّه قد يتضمن ظهور أعراض؛مثل: القلق المستمر، وأعراض أخرى، بينما ثنائي القطب تقلبات مزاجيّة حادّة ما بين الاكتئاب الحاد والحالة المزاجية المرتفعة الهوسيّة.
  • اضطراب الاكتئاب المستمر، ينطوي هذا النوع استمرار الأعرضا لسنتين على الأقل، ويلاحظ أنّ المصاب يتعرض لأعراض الاكتئاب الأساسي لكن بشدة أقل.
  • اكتئاب ما بعد الولادة، غالبًا ما تتعرّض النساء له بعد الولادة نظرًا للضغوط الجديدة التي تعاني منها الأم.
  • اضطراب الاكتئاب الشديد المرتبط بالموسم، كان يُسمّى سابقًا الاضطراب العاطفي الموسمي، الذي يرتبط بالضوء الخفيف في فصل الشتاء؛ لذلك فإنّ البلدان التي يطول فيها الشّتاء بتأثر سكّانها أكثر بهذه الحالة.
السابق
مرض بارانويا
التالي
علاج مرض الوهم والوسواس

اترك تعليقاً