صحة عامة

احمي نفسك من الخرف بهذه الطرق

احمي نفسك من الخرف بهذه الطرق

فقدان الذاكرة والخرف

أثناء مشاهدتنا بعض الأفلام السينمائية نرى بعض المقاطع التي يتعرَّض فيه أحد فريق التمثيل لحادث، أو سقوط على الرأس ليستفيق بعد ذلك يعاني من فقدان مفاجىء وعميق للذاكرة، ولا يعلم من هو أو من أين أتى، وعلى الرغم من ندرة حدوثه فهو أمر واقعي قد يظهر فعلًا بعد التعرُّض للحوادث، فإصابات الرأس قد تضرّ بالدماغ أحيانًا، وتسبِّب فقدان للذاكرة قصير وطويل المدى، ولكن لا يقتصر الأمر على إصابات الرأس، فالعديد من الأسباب والعوامل قد تؤدي إلى فقدان الذاكرة وضعفها، كتناول بعض الأدوية، والتدخين، وشرب الكحوليَّات، ونقص العناصر الغذائية في الجسم، والتعرض للجلطات الدماغيَّة، والإصابة بالخرف، والعديد من الأسباب الأخرى، وفي هذا المقال سنلقي الضوء على الخرف الذي يصِف فقدان الذاكرة التدريجيّ وعدد من تغيرات التفكير الأخرى، والكيفيَّة التي يمكن فيها حماية نفسك من هذه المشكلة.

ما هو الخرف؟

الخرف (Dementia) ليس مرضًا بحدّ ذاته، فهو مصطلح عام يصِف أعراض اضطراب الذاكرة والتفكير والتواصل، وهو واحدًا من أعراض مجموعه من أمراض واضطرابات الدماغ الأساسيَّة، ولا يُمكن اعتباره جزءًا طبيعيًّا من التغيرات التي تحدث مع التقدم بالسن على الرغم من تأثيره في معظم الأحيان على كبار السن، ويعدّ مرض ألزهايمر واحدًا من أكثر الأسباب الشائعة لحدوث الخرف.

ومن الجدير بالذكر أنَّ الخرف المرتبط بمرض ألزهايمر يظهر على صورة فقدان للذاكرة، واضطراب في الوظائف الأخرى للدماغ، كالكلام، واللغه، والإدراك، أمَّا الخَرَف الذي لا يتعلَّق بمرض ألزهايمر، فهو يظهر على شكل اضطراب في الكلام، أو تغيُّرات في الشخصيَّة، أو اضطراب العواطف، أو تغيُّرات في السلوك، أو اضطراب في التنظيم والتخطيط، وفي هذه الحالة يبدأ فقدان الذاكرة في وقتٍ متأخر مع تقدم المرض، ومن الأسباب التي قد تؤدي إلى حدوث هذا النوع من الخرف مرض باركينسون، ومرض بيك (Pick’s disease)، والخرف المصاحب لأجسام ليوي (Lewy body dementia).

هل يمكن الوقاية من الخرف؟

في الحقيقة لا يوجد طريقة مُحدَّدة يمكن الأخذ بها لمنع حدوث جميع أنواع الخرف، فبعض أنواعه يحدث لأسباب خارجة عن السيطرة لا يمكن منعها، ولكنْ لحسن الحظ ثمَّة مجموعه من التغييرات في نمط الحياه يُمكن اتِّباعها لتقليل خطورة الإصابة بالخرف عند التقدم بالعمر، والمُحافظة على الصحة بصورة كاملة.

كيف أحمي نفسي من الخرف؟

كما بينَّا سابقًا يوجد مجموعه من النَّصائح التي يمكن اتباعها لتقليل فرصة الإصابة بالخرف، وفي ما يأتي مجموعه منها:

  • تناول الطعام الصحي: من الممكن أنْ يسهم تناول الطعام الصحي في تقليل خطورة الإصابة بعدد من المشكلات الصحيَّة كالخرف، فنمط الغذاء الصحي المفيد لصحَّة القلب ينعكس أثره على صحَّة الدماغ أيضًا، وتجب الإشارة إلى أنَّ الطعام المتوازن لا بدّ أنْ يحتوي على مجموعه متنوعة من الأطعمة، مثل: الفول، والعدس، والخضروات، والفواكه، والبيض، والحليب، واللحوم، والأسماك، والحبوب، إلى جانب التركيز على تناول الأطعمة الكاملة والغنيَّة بالعناصر الغذائيَّة، بينما توجد مجموعه من الأطعمة التي يجب الحدّ من تناولها أو تجنبها كليًّا، كالدهون الحيوانية، والدهون المشبعة، والملح، والسكر.
  • ممارسة التمارين الرياضية: أشارت إحدى الدراسات إلى أنَّ كبار السِنّ الذين يمارسون النشاط والحركة تكون لديهم القدرات العقليَّة أفضل مقارنةً بأولائك الأقل نشاطًا وحركة، كما أظهرت دراسة أخرى نُشِرت في عام 2019 أنَّ ممارسة التمارين الهوائيَّة يبطِّء من ضمور أحد أجزاء الدماغ التي تسيطر على الذاكرة المعروفه باسم قرن آمون أو الحصين؛ (Hippocampus)، لذا فإنَّ ممارسة التمارين الرياضيَّة بانتظام يساعد على تقليل فرصة الإصابة بالخرف، كما أنَّها تسهم في السيطرة على صحة القلب، والدورة الدموية، والمزاج، ووزن الجسم والذي ينعكس أثره أيضًا على تقليل خطورة الإصابة بالخرف، وهذا يعني الحرص على جعل النشاط والحركة واحدة من الأهداف اليوميَّة، وتجنب الجلوس أو الاستلقاء لفترات طويلة خلال اليوم، ومع ذلك يجب التنبيه إلى ضرورة استشارة الطبيب قبل البدء بممارسة نظام رياضي جديد في حال المُعاناه من مشكلة صحيَّة معيَّنة.
  • تخفيف الوزن: يجب الحرص على بقاء وزن الجسم صحي ومثالي، إذْ يساعد إنقاص 5-10% من الوزن الزائد على تقليل خطورة الإصابة بالخرف، فالسُّمنة قد تؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم، وزيادة مخاطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني، وهي من المشكلات المُرتبطة بارتفاع خطر الإصابة بمرض الخرف الوعائي، وألزهايمر.
  • علاج الاكتئاب: يبدو أنَّ الإصابة بالاكتئاب وعدم علاجه يزيد من خطورة الإصابة بالخرف، كما أن اضطرابات المزاج، والقلق جميعها مشكلات تؤثر في القدرة على الانخراط في الأنشطة المحفِّزة للذهن، أو الأنشطة الاجتماعيَّة، لذا ينصح بمراجعة الطبيب في حالات الاكتئاب، والذي قد يوصِي باتباع العلاج السلوكي والمعرفي، أو العلاج بالكلام.
  • الامتناع عن استهلاك المشروبات الكحوليَّة: يوصَى بالامتناع عن المشروبات الكحولية لما لها من أضرار صحيَّة عديدة، فالإفراط في شربها يزيد إلى زيادة خطورة الإصابة بأمراض القلب، والجلطات الدماغيَّة، وبعض أنواع السرطان، عدا عن أنَّها تسبِّب تلف وتدمير الجهاز العصبي، بما في ذلك الدماغ.
  • الإقلاع عن التدخين: يجدر بالفرد محاولة الإقلاع عن التدخين لما يسبِّبه من أضرار على الصِّحة، فقد يسفر عن التدخين زيادة تضيُّق الشرايين، وبالتالي ارتفاع ضغط الدم، كما أنَّ التدخين يزيد من خطورة الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدمويَّة، وأنواع مختلفة من السرطان.
  • التحدي العقلي للدماغ: قد يسهم التعلم في رفع مستويات المعرفة، والمحافظة على بقاء طاقة الدماغ في مستوى جيد، فلا ضير من تعلم لغة جديدة، أو رياضة جديدة، والانخراط في التحديات العقليّة التي تساعد على تنشيط التفكير.
  • الاستمتاع بالأنشطة الاجتماعية: من الجيِّد مصاحبة الأشخاص الذين يبثون المتعة والمرح في النفس، كما يُنصح بممارسة بعض الأنشطة التي ينعكس أثرها على الصحة الجسدية والنفسية، كالانضمام لفريق رياضي، أو الرقص.
  • تجنب التعرض للإصابات: يجب الاعتناء بالنفس وتجنب التعرض للحوادث أو السقوط، فالأشخاص الذين يعانون إصابات شديدة في الرأس هم أكثر عرضة للإصابة بالخرف.
  • علاج المشكلات الصحية: إذْ يوصى بالسيطرة على المشكلات الصحيَّة التي يعانيها الفرد، كالسكري، وارتفاع ضغط الدم، وارتفاع الكولسترول، وأمراض القلب لتقليل خطورة الإصابة بالخرف.
السابق
متلازمة الكوخ: ما هي أعراضها؟
التالي
هوس التسوق: هل سمعت به!

اترك تعليقاً