صحة عامة

هوس التسوق: هل سمعت به!

هوس التسوق: هل سمعت به!

ما هو هوس التسوق؟

إنّ عميلة التسوق وشراء الحاجيات أمر ممتع عند العديد من الأشخاص، إلا أنّ البعض قد يتسوقون وينفقون الأموال بإفراط، كما أنهم يفقدون السيطرة على أنفسهم، مما قد يسبب لهم العديد من العواقب الوخيمة، وهذا ما يُعرف بهوس التسوق، فما المقصود به؟ وهل يرتبط بالنساء فقط؟ وكيف يمكن السيطرة عليه؟

هوس التسوق (Shopping Addiction) أو ما يُعرف باضطراب الشراء القهري هو اضطراب يجبر الأشخاص المصابين به على إنفاق الأموال والشراء بغض النظر عن الحاجة، ولا تعترف جمعية الطب النفسي الأمريكية رسميًا بهوس التسوق بوصفه اضطرابًا واضحًا، إذ تُحاط حقيقة هذا الاضطراب بجدل كبير، وقد يكون الأشخاص المصابون بهوس التسوق مدمنين على شراء منتج معين، مثل الملابس أو المجوهرات، أو يمكنهم أيضًا شراء أي شيء من الأطعمة ومستحضرات التجميل إلى الأسهم أو العقارات.

ويشعر هؤلاء الأشخاص عند قيامهم بعملية التسوق وشراء الأشياء بالسعادة والشعور نفسه الذي يشعره الأشخاص الذين يتعاطون المخدرات، ولأن الدماغ يربط عملية التسوق بهذا الشعور تزداد الرغبة عند الشخص بالتسوق، مما يؤدي إلى تكراره باستمرار. والأبحاث مختلطة حول هوس التسوق، إذ تُظهر بعض الدراسات أن متوسط ​​أعمار الأشخاص الذي يعانون من هذا الاضطراب يبلغ 30 عامًا، كما بينت دراسات أخرى أنه قد يحدث في عمر بين 18-20 عامًا.

ما علاقة هوس التسوق بالنساء؟

يمكن لجميع الأشخاص أن يعانوا من هوس التسوق، وتقدّر معظم الأبحاث أنّ 6-7% من الأشخاص حول العالم يتسوقون بسبب الهوس، والأبحاث حول اختلاف نسبة الإصابة بين الجنسين مختلطة وغير حاسمة؛ إذ تشير بعض الدراسات إلى أنّ معدلات حدوث هوس التسوق متساوية بين الرجال والنساء، بينما وجدت دراسات أخرى أن نسبة حدوثه عند النساء أعلى بقليل، وعلى الرغم من ذلك إنّ 80-94% من الأشخاص الذين يعانون منه هم من النساء، وقد أشارت الأبحاث إلى أن ذلك قد لا يكون بسبب الاختلافات بين الجنسين في أسلوب التسوق، لكن قد يكون بسبب زيادة احتمال أن تتعرف النساء على المشكلة وطلب المساعدة الطبية.

متى تصاب النساء بهوس التسوق؟

يصاب الشخص بهوس التسوق عندما يتحول التسوق العادي إلى إدمان شديد، كما هو الحال في جميع أنواع الإدمان، وما يميز هذه الحالة عن أنواع التسوق الأخرى هو أنّ التسوق يصبح الطريقة الرئيسة للتخلص من التوتر والإجهاد، إلى الدرجة التي يواصل فيها الشخص التسوق بإفراط حتى عندما تكون له تأثيرات سلبية في مجالات أخرى من الحياة.

كما يمكن أن يؤدي هوس التسوق إلى حدوث مشكلات مادية، ويمكن أن تتضرر العلاقات الاجتماعية نتيجةً لذلك، ومع ذلك فإنّ الأشخاص الذين يعانون منه يشعرون بعدم القدرة على التوقف أو حتى التحكم بالإنفاق.

ترتبط صعوبة التحكم بالرغبة في التسوق بنمط شخصية يشترك فيه الأشخاص المصابون بهوس التسوق ويفرقهم عن معظم الأشخاص الآخرين، فغالبًا ما يكون احترامهم لذاتهم منخفضًا، كما أنهم يتأثرون بسهولة بالبيئة المحيطة، وغالبًا ما يكونون ودودين وعاطفيين ومهذبين مع الآخرين، كما أنّ التسوق يمنحهم طريقةً للبحث عن الاتصال بالآخرين، بالإضافة إلى ذلك يميل هؤلاء الأشخاص إلى أن يكونوا ماديين؛ إذ يحاولون دعم أنفسهم من خلال وضع مكانة لهم والسعي للحصول على محبة الآخرين من خلال الأشياء المادية، كما أنهم ينخرطون في الخيال أكثر من الآخرين، ويجدون صعوبةً في مقاومة دوافعهم.

ما هي أعراض هوس التسوق؟

إنّ العديد من الأشخاص الذين يعانون من هوس التسوق يستطيعون إخفاء المشكلة، وأحيانًا يكونون الوحيدين الذين يعرفون بمشكلتهم، وعادةً ما ينقل العديد منهم صورةً للثروة والنجاح عن أنفسهم، إلا أنهم في الواقع مدينون وبشدة، فهم غير قادرين على التوقف عن التسوق أو لديهم نسبة كبيرة من الديون نتيجة التسوق المتكرر، ومن العلامات والأعراض التي تدل على هذه الحالة ما يأتي:

  • وجود هاجس مستمر للشراء يوميًّا أو أسبوعيًا.
  • التسوق عند الشعور بالضيق.
  • صرف جميع الأموال النقدية التي يملكها الشخص أو الموجودة في بطاقة الائتمان.
  • الشعور بالنشوة أو الإثارة الشديدة بعد الشراء.
  • شراء أشياء لا داعي لها، أو شراء سلع لا تُستخدم.
  • السرقة أو الكذب من أجل مواصلة التسوق.
  • الشعور بالندم على شراء المشتريات، مع الاستمرار بالتسوق.
  • عدم القدرة على سداد الديون أو التحكم بصرف الأموال.
  • فشل محاولات إيقاف التسوق.

كيف يمكن التخلص من هوس التسوق؟

قد يكون من الصعب السيطرة على هوس التسوق؛ لأن عملية الشراء والتسوق جزء من الحياة اليومية، إذ يجب على الجميع شراء الطعام بانتظام وأشياء أخرى، مثل: الملابس، والمنتجات الشخصية، والسيارات من وقت إلى آخر، كما أن التوقف عن الشراء ببساطة لا يمكن أن يعالج هوس التسوق.

اعتمادًا على شدة الحالة قد يكون من الضروري قطع إمدادت النقود، ومع ذلك يحتاج بعض الأشخاص إلى امتلاك المسؤولية عن الشؤون المالية، وفي بعض الحالات النادرة قد يحتاج الشخص الذي يعاني من هوس التسوق إلى الالتحاق ببرنامج علاج الإدمان داخل المستشفى.

وفي معظم الأحيان يُعالَج هوس التسوق بالعلاج السلوكي والاستشارة الفردية، كما يجب على الشخص الذي يعاني منه تطوير التحكم بالاندفاع وتعلم السيطرة على المحفزات أيضًا.

وقد يكون من الصعب التعايش مع هوس التسوق، لكن قد يساعد اتخاذ بعض الخطوات على التعايش مع الحالة والتخفيف منها، منها ما يأتي:

  • إيجاد طرق بديلة للاستمتاع في وقت الفراغ؛ إذ يساعد ذلك في كسر حلقة استخدام التسوق وسيلةً للترفيه عن النفس.
  • إذا كان بإمكان شخص آخر في العائلة التسوق للحصول على الضروريات مثل الطعام والأدوات المنزلية فقد يساعد تفويضه المسؤولية مؤقتًا على الأقل في السيطرة على حالة هوس التسوق.
  • يمكن أن يساعد التخلص من بطاقات الائتمان والاحتفاظ بقدر قليل فقط من النقود للطوارئ خلال التسوق في السيطرة على الحالة.
  • التسوق فقط مع الأصدقاء أو الأقارب الذين لا ينفقون الكثير من الأموال؛ فهذا يساعد على كبح الرغبة بالإنفاق.

هل هوس التسوق من علامات الاكتئاب؟

وفقًا للتقارير فإنّ ما يقارب ثلثي الأشخاص المصابين بهوس التسوق يعانون من الاكتئاب والقلق، لذلك من أجل علاجه بفاعلية عالية قد يكون من الضروري أيضًا علاج مشكلات الصحة العقلية الأخرى، فيجب أن تتضمن برامج إعادة التأهيل الخاص بعلاج هذا الهوس جانبًا للتعامل مع الاكتئاب والقلق.

السابق
احمي نفسك من الخرف بهذه الطرق
التالي
كيف أتخلص من إدمان الهاتف؟

اترك تعليقاً