صحة عامة

علاج الوسوسة

علاج الوسوسة

الوسوسة

تُعرَّف الوسوسة أو ما يُدعى الوسواس القهري بأنَّها اضطراب أو نوع من الأمراض العقلية يعاني فيه الأشخاص من الأفكار أو الأحاسيس المتكررة، ويُعد الوسواس مرضًا يؤدي إلى أفكار أو مخاوف أو صور متكررة لا يُمكن للمُصاب التحكُم بها، مما يؤدي إلى سلوكيات متكررة وزيادة القلق في حال عدم تطبيقها، وتُعد الإصابة بالوسواس القهري من الأمراض النَّفسية الشائعة، كما أنه قد يرتبط بمجموعة من الاضطرابات الوظيفية، وله تأثير كبير على الحياة الاجتماعية والعملية.

علاج الوسوسة

يتم علاج الوسواس القهري بعدَّة خيارات، منها الأدوية والعلاج النفسي، وعادةً ما يستجيب الأشخاص للعلاج، لكن القليل منهم لا يستجيب وتستمر لديه الأعراض، وعند بعض الأشخاص المُصابين بالوسوسة فإنهم يُعانون من اضطرابات نفسية أخرى، مثل: القلق والاكتئاب، أو اضطراب التشوه الجسدي، وهو اضطراب يظن المُصاب به أنَّ جزءًا من جسمه مفقود أو غير طبيعي، لِذا عندما يصف الطَّبيب العلاج فإنه ينظر إلى هذه الحالات المُصاحبة لاضطراب الوسوسة ليتمكن من وصف العلاج الصَّحيح، وتتضمن الخيارات العلاجية للوسواس القهري ما يأتي:

  • الأدوية: وتتضمن الخيارات التالية:
    • مثبطات استرداد السيرتونين الانتقائية، وهي من العلاجات التي توصف في حالات الاكتئاب، وتُساهم في تقليل أعراض الوسواس، وتتطلب أخذ جرعات يومية أعلى من جرعة الإصابة بالاكتئاب، وتستغرق شهرين إلى ثلاثة أشهر حتى يبدأ مفعولها بالظهور على المُصاب.
    • الأدوية المضادة للذهان، تُساعد هذه الأدوية في تقليل الأعراض للأشخاص الذين يعانون من الوسواس القهري واضطراب التشنجات اللاإرادية، ويجب عند البدء بتناول هذه الأدوية عدم إيقافها أو إيقاف الأدوية السابقة فجأةً ودون الرجوع إلى الطبيب المختص؛ إذ يُمكن أن يؤدي إيقافها إلى تفاقُم الأعراض ومخاطر صحيةً أخرى.
  • العلاج النفسي: يُعد العلاج السُّلوكي المعرفي أحد أنواع العلاجات النَّفسية الفعَّالة في علاج اضطراب الوسواس القهري، ويقوم مبدأ هذا العلاج على عكس ردود الفعل للمُصاب بما يُسمَّى العلاج بالتعرُض والوقاية، إذ يتم تعريض المُصاب للشيء المُسبب للوسواس لديه وتدريبه في كل مرة على على ردات الفعل الصحيحة، فمثلًا إذا كان الشَّخص يُعاني من وسواس النَّظافة يتم تعريضه للمس أشياء مُتَّسخة ومنعه من غسل اليدين، ويُعد هذا العلاج فعَّالًا في التقليل من اضطراب الوسواس القهري ويمكن الاستجابة له بطريقة أفضل من الاستجابة للأدوية.
  • علاجات أخرى: تم استخدام العلاج بالتحفيز المغناطيسي عبر الجمجمة كعامل مساعد لعلاج الوسواس القهري لدى البالغين، والذي يُمكن أن يُساعد في العلاج للأشخاص الذين لا يستجيبون للعلاجات السابقة.

أعراض الوسوسة

يتعرض الشخص المُصاب بالوسواس القهري للعديد من الأفكار التي تُسبب الإزعاج والضِّيق، وتظهر الأعراض تِبعًا لنوع الوسوسة المُصاب بها الشَّخص، وفي ما يلي توضيح لكل نوع والأعراض المُصاحبة له:

  • وسواس النَّظافة: تتضمن أعراضه ما يلي:
    • وجود مخاوف مستمرة من التعرض للدَّم، أو المواد السامة، أو الفيروسات، أو غيرها من مصادر التلوث.
    • التخلُص من العناصر التي يعدها المُصاب قذرةً حتى لو لم تكن كذلك.
    • استمرار القلق بشأن الجراثيم أو الأمراض.
    • وجود أفكار حول الشعور بالنجاسة والاتساخ.
    • الاستمرار بغسل وتنظيف المواد الملوثة.
    • تجنُب المصادر المحتملة للتلوث.
    • التنظيف بطريقة معينة أو طقوس مخصصة للغسل، مثل غسل اليدين أو الأسطح عدَّة مرات.
  • وسواس التنظيم والترتيب: قد تتضمن أعراضه الآتي:
    • الحاجة الماسَّة إلى ترتيب أو تنظيم الأغراض.
    • الحاجة إلى ترطيب الأغراض أو صفّها بطريقة معينة.
    • تغيير ترتيب الأغراض والحاجيات حتى يشعر الشَّخص أنها في مكانها الصَّحيح.
    • الحاجة إلى التناظر في الأحداث، فمثلًا إذا جُرِحَت الركبة اليسرى، فيجب جرح الركبة اليمنى أيضًا.
    • وجود طقوس مثل العد عدة مرات بطريقة معينة.
    • الشعور بالنقص عندما لا تكون العناصر دقيقةً كما يراها الشَّخص.
    • وجود أفكار أو اعتقاد بأن شيئًا سيئًا سيحدث إذا لم يقم الشخص بترتيب الأشياء أو تنظيمها بالطريقة الصحيحة.
  • الأفكار الممنوعة: تتضمن الأعراض ما يلي:
    • قلق دائم من التَّصرُّف بناءً على الأفكار الغريبة أو التفكير بأنه شخص سيء.
    • الشعور بالذنب والضيق حول الأفكار.
    • وجود هواجس حول الأفكار الدينية التي يشعر الشّخص بأنها خاطئة.
    • وجود أفكار متطفلة ومتكررة في ما يتعلق بالجنس أو العُنف.
    • عدم القُدرة على إخفاء الأفكار أو الأشياء التي يُمكن للشخص استخدامها كسلاح.
    • السؤال المستمر للشخص لنفسه حول ميوله ورغباته.
    • الطلب من الأشخاص طمأنته بأنه ليس شخصًا سيئًا.
    • القلق المتكرر حول إيذاء نفسه أو إيذاء الآخرين.
    • استمرار الشُّعور بالمسؤولية عن التسبب بحدوث أشياء سيئة.
  • وسواس الادخار: تتضمن أعراض هذا الاضطراب ما يلي:
    • الشُّعور بالحاجة إلى جمع عدد معين من الأشياء لحماية نفسه أو أي شخص آخر من الأذى.
    • وجود قلق دائم من أن رمي شيء ما قد يضر به أو بشخص آخر.
    • مواجهة صعوبة في التخلص من الأشياء لأنها عند لمسها قد تُسبب التلوث.
    • الخوف الشديد من التخلص من أشياء مهمة أو أساسية.
    • الشعور بالرغبة بشراء الكثير من نفس الشيء حتى دون الحاجة إليه.
    • الرغبة بتفقُد الحاجيات والممتلكات.
    • الشعور بالنَّقص إذا لم يتمكن من العثور على أشياء فقدها عن طريق الخطأ أو تم التخلُص منها سابقًا.

أسباب الوسوسة

أظهرت الدراسات أن أسباب الوسوسة غير معروفة بدقة، وقد يكون هناك مزيج من العوامل الحيوية والبيئية التي تؤدي دورًا في الإصابة به، ومنها ما يلي:

  • العوامل الحيوية: يُقصد بهذه العوامل ما هو مُرتبط بنشاط الأعصاب التي تنقل الرسائل والإشارات الكهربائية إلى الدِماغ، فقد وُجِد أن هؤلاء الأشخاص المُصابين بالوسوسة لديهم أجزاء من الدِّماغ ذات نشاط أكثر من الطبيعي.
  • العوامل البيئية: قد يتأثر بعض الأشخاص الذين لديهم ميل نحو الإصابة بالوسواس القهري بالضغوطات البيئية المحيطة بهم، إذ قد تؤدي بعض العوامل البيئية إلى تفاقم الأعراض، ومن هذه العوامل التي قد تؤثر في هذا الاضطراب ما يأتي:
    • التغييرات التي قد تحدث في الوضع المعيشي.
    • التعرض للإساءة.
    • الإصابة بالأمراض.
    • وجود مشاكل مُعقَّدة سواءً في العمل أم المدرسة.
    • وفاة أحد أفراد الأسرة.
    • وجود مشاكل في العلاقة بين الأشخاص أو الأزواج.
السابق
علاج ضعف الثقة بالنفس
التالي
اعراض التوتر

اترك تعليقاً